46/08/18
/ المعروف و المنكر السياسي والفردي/باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٤٢)
الموضوع : باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٤٢)/ المعروف و المنكر السياسي والفردي/
سبق ان مر ان هناك ابواب او قواعد فقهية وعقائدية او ابواب حتى ولكن لم يفرز لها الفقهاء بابا او عنوانا او قالبا قاعديا مستقلا وانما ذكروها في طيات وجعلوها الاساس والاسس والكبريات لابواب عديدة ولكن لم يتوسعوا فيه او قل لم يلملموا توسعهم في تلك القواعد في مكان واحد او باب واحد وانما كلامهم في هذه القواعد منتشرة متشتتة وهذه القواعد التي تم استعراضها طيلة الاسابيع حاكمة ومفسرة لكثير من تفاصيل ابواب المسؤوليات الاجتماعية مثل ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وابواب اعداد القوة والجهاد والمرابطة والحراسة .
مثلا اذا كانت القواعد اسس وربما هي عشرين ثلاثين اربعين قاعدة هذه القواعد اسس كبريات في الاستدلال في تفاصيل هذه الابواب للمسؤوليات العامة ولكن هذه الكبريات لا تنحصر بذلك الباب الذي استدل به بل هي تعم ابواب اخرى بل حتى ابواب لم تذكر في المسؤوليات العامة فبالتالي لماذا لا يكون التنقيح في تلك القواعد ؟
مثلا قاعدة الاسلام يعلو ولا يعلو عليه او قاعدة وتعاونوا على البر والتقوى ما المراد بالتعاون وبالبر؟ التعاون هو العمل المنظم كذلك قاعدة وكلمة الله هي العليا وجعل كلمة الذين كفروا السفلى ، كلمة يعني مبادئ وشعار وقيم هذه قاعدة ويجب ان تبحث بشكل مبسوط ودقيق لان هذه القاعدة تبلع ابواب الامر النهي عن المنكر وباب الجهاد يعني هي اوسع ومهيمنة وحاكمة وكذا باب المرابطة والتقية هذه القواعد اذا نظر اليها انها رصفت وجدولت فالباحث في هذه الابواب المسئولية العامة يدخل على بصيرة لانه عنده من القواعد .
لاحظ سورة التوبة وبتعبير عبدالله بن عباس تسمية سورة براءة بالتوبة لم يكن في زمن رسول الله الى ان استشهد رسول الله فسورة البراءة ما كان يطلق عليها التوبة وانما استجد هذا الاسم من قبل فلان وفلان لانها اكبر سورة فاضحة للجماعات التي تحيط برسول الله ، يعني انت لو اردت ان تعرف ملفات تاريخ النبي وعصره وما انشعبت منه المذاهب دقق في سورة البراءة فكلها طافحة بالولاية بل اصل مجيئها لولاية علي ابن ابي طالب وبعث رسول الله لتبليغ هذه السورة ابو بكر ثم نزل الوحي انه هذه السورة ليست من صلاحية ابي بكر وانما لعلي ابن ابي طالب ان يبلغ ، لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك ، فهذه السورة ربما تعرضت الى خمسة عشر مجموعة من مجاميع النفاق والتآمر على رسول الله وهي مدنية وهي في قريبي رسول الله حسب نص الايات .
كما ان سورة التوبة تعرضت لبيان محاولتين لاغتيال النبي فسورة البراءة فضيعة وجملة من المحققين يقولون والكلام في محله ان اخر السور نزولا في العهد المدني كثلاث سنوات او خمس سنوات الاخيرة من عهد النبي صارخة بولاية اهل البيت وكذلك سورة الاحزاب وسورة النبي محمد وسورة براءة والمائدة وسورة التحريم فيها كبس وفيها رفع ، ففيها كبس لاخرين وفيها رفع لمقامات اهل البيت والسور المدنية عموما تعرضها لولاية اهل البيت اكثر من المكية ولكن حتى السور المكية في بداياتها ايضا مطوية ومتضمنة لولاية اهل البيت وولاية امير المؤمنين .
فسورة البراءة عظيمة وفيها اسرار كثيرة وفيها قضية تبوك وحنين والفشل الذي حصل لدى القوم والفرار والتخاذل عن سيد الرسل من قبل من كان مع رسول الله عدا بني هاشم الثمانية وكذلك قضايا كثيرة في سورة البراءة فهي سورة حافلة جدا عندما يقرأ الانسان السورة مع اسباب النزول لمعرفة تاريخ النزول وملابسات تاريخية للنزول يعيش بحيوية وحرارة لحقيقية معنى السورة .
فتأكيد امير المؤمنين واهل البيت على اسباب النزول على الترتيب بحسب النزول احد اسراره هو هذا ان تجعلك تعيش الحدث دقيقا وانه السورة نزلت في ماذا؟ او لاجل اي شيء ؟ طبعا كلمة ثاني اثنين لها استعمال عجيب في اللغة العربية ، فما معنى ثاني اثنين ؟ مثلا ما الفرق ان تقول المبنى اربعة طوابق وبين ان تقول الطابق الرابع ؟ انت لما تقول المبنى اربع طوابق انت تلاحظ المجموع اما اذا تلاحظ فقط الطابق الرابع فح انت لا تلاحظ المجموع فانت تقول رابع ولكن ما تلاحظ المجموع وانما تلاحظ الواحد وهذا في كل اللغات وليس فقط في اللغة العربية ، فتارة تلاحظ واحد من المجموعة واخرى تلاحظ المجموعة كلها .
او مثلا عندما يقول الله تعلى ما من اربعة الا وهو خامسهم هو خامس غير الخمسة ثم هذا الخامس هل هو خامس الاربعة ؟ او خامس الخمسة؟ فما الفرق لما تقول الخامس من الاربعة يعني هو مهيمن عليهم كلهم ، فالخامس ليس عددي هو الاول والاخر والظاهر والباطن يعني يحيط بالكل من دون ان يكون في عرض البقية فيقول خامس الاربعة او سادس الخمسة فهو يختلف عن الستة .
فانما انا اقول لك في الطابق الرابع هل عندي اهتمام بالطابق الاول والثاني والثالث او رابع الاربعة ؟ كذلك هكذا لما يعبر القرآن ثاني اثنين يعني انا اتكلم عن واحد من الاثنين وليس عن الاثنين معا ، مركز توجهي الاثنين يعني مركز التوجه هو سيد الرسل واغفل ذاك الطرف الاخر ، لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ثم في الاية قال اذ يقول لصاحبه لا تحزن وما قال لوليه او لوزيره او لناصره قال لصاحبه والصاحب في القرآن استعملت حتى في الصحبة بين المسلم وغيره فانزل الله سكينته عليه ولم يقل عليهما يعني محط القرآن هو النبي وليس الشخص الاخر مع انه في مورد اخر قال فانزل سكينته على النبي والذين امنوا فاصلا محور الكلام والعناية للنبي والاخر ليس محط نظر لله .
ثم قال وايده ولم يقل ايدهما ، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم لاحظوا العلو في عزة والحكمة هنا بمعنى القوة وبمعنى النظام وبمعنى النصر وبمعاني عديدة وتشملها كلها ، هذه القاعدة اوسع من ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الجهاد حتى في فلسفة الجهاد كي لا يكون فتنة ويكون الدين كله لله .
فاذن عندنا قواعد مهمة فوقية نستطيع ان نقول كانما البحث فيها في الفقه الدستوري للشريعة واسس التشريعات ولا يمكن ان تفهم الابواب الا بها لا سيما في المسؤوليات العامة وهي في الحقيقة تفسر ضوابط وتفاصيل هذه الابواب وبدونها لا يمكن للانسان ان يلتفت اليها .
مثلا ابواب الامر المعروف والنهي عن المنكر في كتب الفقهاء المتقدمين كالمقنعة للمفيد وربما مهذب الاحكام لابن براج وبعض كتب شيخ الطوسي لا يستحضرني التفاصيل مثلا كتاب الشرائع للمحقق الحلي والقواعد للعلامة وكتب المتقدمين حتى تصل الى الجواهر في هذه الكتب المدونات الفقهية الاعلام ادرجوا اصل اقامة القضاء والسلطة القضائية ولزومه في الغيبة الكبرى اساس هذا البحث لم يقتصر الفقهاء فيه على باب القضاء اللي هو باب مستقل وانما يذكرون هذا البحث ان مشروعية القضاء من اين؟ هل في ترخيص من الائمة ام لا؟ هذا يبحثونه في ديباجة القضاء ولكن مع ذلك الفقهاء في المدونات الفقهية بحثوا عن مشروعية اقامة نظام القضاء وفي الغيبة الكبرى بيد الفقهاء بحثوها في نهاية كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحثوا هناك هذه السلطة القضائية كنظام .
فالشرعية والقاعدة الشرعية التي ينطلق منها مشروعية القضاء والنظام الشرعي للقضاء اساسه بحثوه في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وايضا الفقهاء من القدماء والمتأخرين يعني صاحب الجواهر مثلا بحثوا صلاحية الفتيا وهي السلطة التشريعية يعني الاجتهاد والتقليد لا اقول تفاصيلها وانما اساس الاجتهاد والفتوى واساسه الفوقي المركزي بحثه الفقهاء كما بحثوه في ديباجة باب الاجتهاد والتقليد بحثوه في نهاية كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبحثوا فيه صلاحية الفقهاء للفتيا ومشروعية تعلم الاحكام منهم واخذها عنهم .
فما ربط السلطة التشريعية بباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ والشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتاب نظام الحكم والادارة جمع كلمات الاولين والاخرين من الفقهاء حول اساس القضاء واساس الفتيا والسلطة التشريعة واساس السلطة التنفيذية من كلمات الفقهاء في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كذلك عدول المؤمنين ومطلق المؤمنين ولو فساقهم ما هو دورهم ؟ طبعا كما مر نحن كلامنا في الفهرس وليس في التفاصيل فبحثنا من البداية الى النهاية التركيز على الهيكلية العامة لئلا تضييع الهيكلة العامة فيفقد الفقيه والمجتهد في الاستنباط البوصلة او الميزان الصحيح لمسار الاستنباط .
هذا شبيه القانونيين في الوزارات اذا يقننون بدون ان يلاحظوا القوانين الدستورية فلا يستقيم لهم الامر لانه عندما يريدون ان يقننوا ويخوضون في تفاصيل القوانين يجب ان تكون بوصلتهم او ميزانهم الفوقي المهيمن يكون على القوانين الدستورية فدور القوانين الفوقية او القواعد الدستورية انها ميزان وانها المعيار في هوية القوانين النازلة المنشعبة المتولدة والا ما هو دور القوانين الدستورية؟ اليست تعرض القوانين البرلمانية على الدستورية؟ نعم تعرض وتعرض القوانين الوزارية على البرلمانية وفوق كل قانون قانون مهيمن عليه يعطي الضابط فيه والماهية منه ، كانما القانون النازل بدون القانون الاعلى المهيمن لا هوية ولا اصل له .
اذن دور القواعد الفوقية مهم جدا يعطي لنا هوية القوانين النازلة وهذا ليس فقط في علم القاضي الوضعي هذا في علم القانون السماوي او طبيعة علم القانون واثرنا هذا البحث كرارا في علم الاصول ويسمى هذا الترابط بعلم اصول قانون فهنا نتساءل لماذا بحث الاعلام في السلطة القضائية والسلطة الشرعية القضائية والسلطة الشرعية التشريعية والسلطة الشرعية التنفيذية مثل الحكم التنفيذي لماذا بحثه الفقهاء في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو بشكل مختزل مقتضب ؟
وكما يشهد له السيد محسن الحكيم في الفتوى التي نقلناها عنه قبل اسابيع ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اكبر معروف انه في المسؤوليات العامة وليس هو المعروف الفردي فقط كما هو معشعش في اذهان المؤمنين والمنكر يعني الظاهر الاجتماعية السيئة والفاسدة او الفساد الاجتماعي او النظام الجائر والنظام غير الشرعي وغير العادل واعظم المعروف هو النظام العادل والنظام الشرعي .
فاذن مراد الفقهاء من ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس فقط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الفردي وليس المعروف اقامته فقط باللسان وبالامر وانما نفس تشكيل حكومة الشرع القائم على اسس شرعية بغض النظر عن الحاكم نفس اقامة هذا الحكم هو المهم وهذا لا ينافي العصرنة ولا ينافي استخدام الاليات العصرية .
ثم ان التوازن بينهما بحث معقد واقامة هذا الحكم من اعظم اليات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وزحزحة النظام اللاديني او غير الشرعي حتى بمشاركة الشعب هذا من اسس المراقبة ومحاربة الفساد ومن الاسس العظيمة في النظام الديني فلا نخلط بين الحاكم والحكم كلامنا في نظرية الحكم وليس الحاكم وفي الجانب النظري وليس في جانب التجارب التطبيقية .
اذن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ذكره الفقهاء كما ذكر السيد محسن الحكيم ليس المراد المنكر الفردي وانما المنكر الاجتماعي السياسي القضائي سواء منكر قطري داخل البلاد او منكر دولي الكلام الكلام لانه مر بنا مسئولية ازالة المنكر في البشرية بقوة السلاح هذا هو الجهاد الابتدائي اما اذا كان ازالته بالتثقيف والقوة الناعمة لم يقل احد من الفقهاء ان هذه الوظيفة ساقطة في الغيبة الكبرى كلا هي لن تسقط قبل ظهور صاحب العصر والزمان ومر بنا ليظهره على الدين كله بقوة السلاح هذه هي مختصة بالامام اما بغير قوة السلاح وبقوة التثقيف والفكر والاعلام هذا ليس يسقط في الغيبة الكبرى وانما واجب على جميع المؤمنين والمؤمنات .
مثلا النساء سقط عنهم اي جهاد ؟ فنحن عندما نلاحظ المنظومة من جهة فوقية نفهم التفاصيل بشكل افضل فالساقط عن النساء هوالجهاد العسكري اما الجهاد الفكري والاعلامي والجهاد بالقوة الناعمة هذا غير ساقط عن النساء وعن الشيوخ او كبار السن ، فسقط عنهم الجهاد العسكري اما الجهاد الامني فليس بساقط عن الكبار وليس عن النساء ولك نموذج عظيم في الجهاد الامني ام هانئ اخت امير المؤمنين هذه المراه لو تجمعون قصاصات حياتها تندهشون منها ، هي منذ ولادة الاسلام في ايامه الاولى كانت هذه مركز امني لانشطة النبي فكانت في الاجتماعات السرية الخطيرة لسيد الانبياء بل كان يعقد النبي ذلك في بيتها واول صرح عرج به النبي كان من بيت ام هانئ طبعا للنبي معارج كثيرة فانطلق النبي من بيت ام هانيء وليس من بيت خديجة ، نعم اعظم بخديجة واعظم وانطلاق الاسلام من بيت خديجة ولكن الدور الامني لسيد الانبياء لام هانئ بنت ابي طالب وكان لها ادوار عجيبة .
فالنساء سقط عنهم الجهاد العسكري فقط واما الجهاد الامني والجهاد النفسي والجهاد الاعلامي والجهاد الفكري بقوة وتبليغ الدين هذا ليس سقط عن المرأة ولا عن الشيوخ الكبار وانما مسئوليتهم الواجبة كبقية افراد المجتمع ، فانت عندما تلاحظ خريطة الابحاث من فوق تتضح لك التفاصيل لاالعكس رحمة الله عليه العلامة الحلي في وصيته العلمية لابنه فخر المحققين وكلام كاشف اللثام في وصيته للمنهج التعليمي والعلمي في الحوزات في العلوم الحوزوية وايضا كلام صاحب الجواهر في موارد عديدة وكلام السيد البروجردي والكلبيكاني ان كتب العلماء في العلوم الدينية بمثابة شروح روايات ال البيت بشروح تخصصية نعم ليست هي صواب مطلق لكنها اثارات ومحاولات علمية يستيقظ بتوسطها الباحث الى محتملات الايات والروايات المتعددة لذلك نحن اتينا بشاهد من كتب الفقهاء انهم يدرجون اصل صلاحية الافتاء او السلطة التشريعية او القضاء والنظام القضائي او التنفيذي لاقامة احكام الله في الارض اصل هذا البحث بشكل مركز فوقي جدا .
الانطلاقة الاولى لهذه الابحاث هو نظام سياسي ولم يقتصر على النظام السياسي المعلن قالوا يشمل دولة الظل ودولة غير الظل ويشمل انواع الدول او الانظمة والنظام الاجتماعي ولو غير معلن لاحظ كل هذه الدرجات تشمله فكما ذكر السيد محسن الحكيم في فتواه المعروفة ان باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر على المعروف الفردي والمنكر الفردي وانما يشمل المنكر الاجتماعي والسياسي والفكري والعقائدي والاقتصادي وكذلك المعروف ومر بنا قبل جلستين ان البر يتصاعد الى ان يصل الى الولاية العقائدية والولاية السياسية لاهل البيت فهذا اعظم البر ، فليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب يعني الصلاة مع انها بر قطعا ولكن القرآن يقول البر في الصلاة بالبر في تولي شخص شخيص الدين كله متجسم في سيد الرسل وسيد الاوصياء وتولي هذا الشخص هو اصل الدين واساسه فليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب القرآن الكريم يأنف ان تقايس بين الشخص المتجسم فيه الدين لكن البر هو من امن ، يعني خير البرية .
كما انه اجعلتم سقاية الحج وعمارة المسجد الحرام يعني قدسية الكعبة وقدسية الحرم المكي والعبادات تجعلوها كمن امن بالله وكعلي ؟ كلا لا يمكن ، لان هذا الشخص متجسم فيه كل الدين وكما تقرأون في الذيل والله لا يهدي القوم الظالمين يعني عقائديا فكريا انت ظالم ان الشرك لظلم عظيم يعني ظلم حقوق، فاخطر الظلم يصل الى الشرك يعني اذا انت تساوي بين مقدسات الدين والعبادات والصلاة والكعبة تساويها بشخص علي ابن ابي طالب هذا ظلم عظيم وضلال فكري والله لا يهدي القوم الظالمين فالصحيح ان البر والمعروف درجات والمنكر درجات لكن اكبر المنكر هو امام الضلالة ، وهذا منطق قرآني واكبر المعروف امام هدى واكبر المعروف هو الهداية العقائدية واكبر المنكر الضلال العقائدي الفكري في القيم والمبادئ والعقيدة والبوصلة الاصلية للمسار ثم تأتي بعد ذلك البوصلات الاخرى .
فاذن هذا ليس جزاف عندما يقول الفقهاء باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا المنكر والمعروف درجات وطبقات يكون هذه الابواب كالغول المتوسع ويشمل ابواب عديدة في علم الكلام والفقه لذلك ورد في بيانات اهل البيت وفي القرآن انه من جانب القرآن يقول المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فهذا عام ومن جهة اخرى القرآن في سورة البقرة او سورة النساء يقول ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هناك يقول كلهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هنا يقول ولتكن منكم امة او ائمة كما هي قراءتان في ال عمران وبعدها باية او بايات كنتم خير امة يعني ائمة لم هنا ضيق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بانها فئة ؟ قال ولتكن منكم ، فهل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عام او خاص؟ ليس هذا تناقض وتدافع وانما انواع المعروف وطبقاته يختلف .
نحن بحثنا كله ليس في التفاصيل لاحظوا ولتكن منكم امة خاصة يعني امة منكم وليس عام فلماذا هذا الخطاب الخاص يخاطب به عموم الامة؟ ولتكن منكم وظيفة خاصة والخطاب عام كيف يمكن ذلك؟ شبيه ما مر بنا اوامر الحدود او القضاء والزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة الخطاب هل للائمة المعصومين او لعموم الامة وكذلك السارق والسارقة بعبارة اخرى وظائف الدولة وظائف النظام ووظائف القيادة والادارة يخاطب بها ثلة خاصة وهي وظيفة ثلة خاصة فهل يخاطب بها ثلة خاصة او يخاطب بها عموم الامة ؟
هذي بحوث صناعية فوقية مهمة في توزيع الادوار والمسؤوليات وادارية في الفقه وفي كيفية توزيع الوظائف والمسؤوليات هذا بحث فقهي بعبارة عصرية والسن جديدة.