46/08/16
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (40) أولويات البرّ في المسؤوليات العامة
الموضوع : باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (40) أولويات البرّ في المسؤوليات العامة
لا زلنا في قاعدة الدفاع والجهاد وابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وابواب اعداد القوة ومر بنا ان هذه الابواب في الحقيقة تعتمد على اسس تشريعية و اصول وقواعد تشريعية منها اعداد القوة ومنها قواعد اخرى مثل قاعدة واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ، فاتقوا انتم كمجموع ومثل قواعد التعاون ، تعاونوا على البر والتقوى فليس هو خير فردي او خير مقطعي وانما فوق كل بر بر حتى يقتل في سبيل الله فليس هو بر فردي وانما هذا سفك الدم في المسؤولية العامة فالبر ليس المراد به خصوص البر الفردي والخيريات الفردية او على نطاق مثلا المؤسسات الخيرية التي تعتني بالمساعدات المعيشية للاسر او للافراد ، فانها بلا شك خدمة محترمة ومقدسة .
مثلا ايثار امير المؤمنين ببذل نفسه مقابل حراسة سيد الانبياء فهذا اين من اطعام الفقير والمسكين ؟ هذا الامر الذي يذكر انه من قمم صفات امير المؤمنين بانه اثر نفسه وبذلها فداء لرسول الله ثم كافأه الله ، او انه آثر حراسة رسول الله على اداء الصلاة فدار الامر بين ان يؤدي الصلاة ويترك حراسة الرسول وبين ان يراعى الرسول ويؤخر الصلاة فاثر رسول الله على الصلاة فكافأه الله عز وجل بان رد له الشمس .
فالايثار ليس درجة واحدة وانما على درجات ، امير المؤمنين آثر تجهيز رسول الله على جمع القرآن بوصية من النبي فعظمة النبي اعظم من جمع القرآن ثم جمع القرآن بعد تجهيز النبي واستنكروا على امير المؤمنين قالوا لما لا تحضر؟ قال ااترك رسول الله واتي الى امرتكم نعم انتم فعلتوها ولكن انا لا افعلها ما لكم لا ترجون للنبي وقارا يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله او يا ايها الذين لا ترفعوا اصواتكم او لا تجعلوا نداء الرسول كنداء بعضكم بعضا واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم او ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فالتوسل بالقرآن عظيم لكن هنا امروا بالتوسل بالنبي .
ان اوصاف القرآن الكريم للنبي اعظم من اوصاف القرآن بالقرآن وهذا هو منطق امير المؤمنين يؤثر رسول الله على جمع القرآن ثم يؤثر جمع القرآن على الخلافة السياسية للامة فالايثار له اولويات وهذه نفسها قاعدة انه فولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب فيريد ان ينبهنا ان البر درجات فتعاونوا على البر فاي بر اعظم ؟ هل اعظم البر او ادنى البر او اوسطه؟ فالايثار في البر اي بر يقصد ؟
العباس ابن عبدالمطلب في غزوة حنين عندما فر الصحابة عن بكرة ابيهم وامهم وكما في احد وما ثبت مع النبي الا امير المؤمنين ونفر ممن بقي مع النبي طبعا هؤلا فروا ثم رجعوا وانما الذي لم يفر على الاطلاق في كل الحروب وتحمل مسؤولية الاسلام ونذر نفسه للنبي وللدين دوما فقط شخص واحد وهو علي ابن ابي طالب سلام الله عليه ففي حنين اذا اعجبتكم كثرتكم فلم تغنكم من الله شيئا فلم يبق مع النبي الا ثمانية من بني هاشم حصرا ، ثم بعد ذلك رجعت الراجعة فالعباس بن عبدالمطلب سال ابنه اين علي بن ابي طالب؟ هل ترك رسول الله في هذا الوقت؟ فقال له ابنه انه في المقدمة ونحن بقينا مع رسول الله في المؤخرة الا ترى تتطاير الايدي والرؤوس ؟ قال عباس ابن عبد المطلب بر ابن بر يعني هو تعاهد مع النبي و وفى البر ، يعني الوفاء بالعهد مع الله ورسوله .
لما يتشهد الانسان الشهادة الثلاثة ان يقر بالطاعة لله وللرسول ولامير المؤمنين والائمة المعصومين وفاطمة من ابرز موارد البر ان تفي بالمعاهدة وبالبيعة والوفاء بالبيعة بر وهذا اعظم من ان تطعم المساكين وابن السبيل ، وفيت وافويت كما انه العباس بن عبد المطلب وصف ابا طالب بانه بر واللطيف تقول اشهد انك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر ، يعني تصف ابا طالب بذلك بنفس السنخ وهذا يعني الاصطفاء وهذه ليست لقلقة لسان فالبر هنا بمعنى الوفاء بالعهد والوفاء بالطاعة وبالولاية .
اذن وتعاونوا على البر والتقوى اعظم شيء فيها هو يعني التعاون على الموالاة لاولياء الله لله وللنبي ولاهل النبي هذا اعظم بر تعاونوا على الولاية ونصرة الولاية وهي اعظم تقوى لانه اعظم فريضة ، تقوى الانسان في ان لا يعصي الله في اعظم فريضة لا انه لا يعصي الله فقط في المتوسطات او الاحكام النازلة ، اصلا نفس التشريع والاحكام تعهد من الله يأخذه من الناس حيث التشهد هو تعهد بالطاعة والاقرار والوفاء بهذه الطاعة .
اذن تعاونوا هذه القاعدة العامة يعني اعظم شيء تتعاون فيه ان تقيم دار الايمان ونظام الايمان وراية الايمان تلك الجوانب الخيرية والمساعدات المعيشية للاسر وللفقراء والمساكين وعون المحروسين والمستضعفين نعم هي بر لكن ليس اعظمها ، اعظم البر هو بر النبي ثم بر القرآن ثم القيام بالامور السياسية للامة فليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب لكن البر من امن بالله ورسوله وهذا في سورة البقرة الاية 177 فيعني من تولوا وجوهكم الصلاة وما دونها ولكن البر من امن بالله اذا انت تريد ان تقايس بين الصلاة والايمان كانما الصلاة ليست بر فالايمان فوق ذلك كله .
فالولاية لا تعادلها الصلاة وكذلك كل العبادات لا تعادل الولاية ولذلك الولاية لله انما وليكم الله ورسوله والذي امنوا نعم ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة فهل الايمان بالملائكة اعظم من الايمان بامام الملائكة وخليفة الله بنص القرآن؟ اذا كنا نؤمن بالملائكة بانهم اعظم من الصلاة فكيف بامام الملائكة وبسيدهم وبولي الملائكة ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر ومن هو ولي الاخرة؟ هل دار خليفة الله اعظم او الارض اعظم؟ هل الدنيا اعظم او ولي الله في الدنيا اعظم؟ هل الاخرة كدار اعظم او ولي الله في دار الاخرة اعظم؟ هل الحساب اعظم او ولي الحساب اعظم؟ فالمعاد مظهر للولاية والملائكة مظهر للولاية .
من جملة ادلة السيد الخوئي ان المعاد هو من اسس الدين وليس فقط من اصول الدين فالسيد الخوئي يرى ان المعاد يؤخذ في الشهادتين وفي الدخول في الاسلام يعني هو من اسس الدين وهو مرتبة فوق اصول الدين وهذا ما شرحه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في اصل الشيعة واصولها و الشيخ محمد رضا المظفر في عقائد الامامية ، فاسس الدين تختلف عن اصول الدين فهي المفتاح التي يدخل بها الدين وهذا ليس اصطلاح علمي فني محض وهذا التمييز من هذين العلمين في محله يعني انت بماذا تدخل الدين؟ وبماذا تخرج عنه الدين؟ فالذي تدخل به الدين اعظم مما يخرجك من الدين ، فبعض اصول الدين من اسس الدين لكن ليس كل اصول الدين من اسس الدين فاساس الدين هو حتما من اصول الدين .
الظاهر من السيد الخوئي في المنهاج او شرح العروة انه يجعل المعاد في مصاف الشهادتين ولكن الصحيح ان المعاد من اصول الدين وليس من اسس الدين فالمعاد الذي ذكر في الايات بالدقة هو مظهر من مظاهر ولي يوم الحساب واولياء يوم الحساب وذلك حسب نصوص القرآن وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله يعني ولي الحساب هم اهل البيت انما وليكم الله في اي شيء ؟ هل في النظام السياسي فقط؟ او هل في النظام التشريعي الديني فقط؟ بل وانما وليكم حتى في الحساب فعندما يذكر المعاد يعني ولي الحساب في المعاد هذا مبحث عقائدي ولكن له تداعيات فقهية .
مثلا عم يتساؤلون عن النبأ العظيم العلامة الطباطبائي يقول انه المعاد ولكن بالدقة النبا العظيم هم فيه مختلفون والمسلمين ليسوا مختلفين في المعاد يعني هو خطاب للمسلمين .
انه من الاوصاف المتواترة في وصف امير المؤمنين بانه قسيم الجنة والنار يعني هو ولي ان يدخل الجنة وان يدخل النار فهو ولي الحساب فهل المعاد قدرته بالحساب او بانه تبدل الارض بغير الارض ؟ هل خطورة المحكمة في الجدران والابنية او في القاضي؟ وما اذكره هي واردة في الروايات الخاصة في باب تشهد الصلاة وان الساعة اتية لا ريب فيها وقد وردت فيها هذه اللفظة في اكثر نصوص التشهد في الصلاة هذه الاية واضحة وصريحة فمن هو ولي الحساب؟ فانت تشهد بالقرب لمن؟ ويل لمن كان شفعاؤه خصماؤه
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم وسيرى اهل البيت الذين شهد لهم بالعصمة ، قد يتسائل بانه من اين تفسر المؤمنين بانهم اهل البيت ؟ باعتبار انه القرآن الكريم يقول كل اعمال العباد تخط في الكتاب المبين والكتاب المبين لم يشهد القرآن بانه يمسه احد الا اهل البيت فبالتالي حتى هذا النص وان الساعة اتية لا ريب فيها هذا مذكور في نصوص خاصة في التشهد ومن هو ولي الحساب ؟
ولكن البر من امن بالله ... لم يفسر القرآن البر بالايمان يعني اعظم الطاعة واعظم البر هو العقيدة هذه منظومة يفسر بعضه بعضا وحلقات تفسر بعضها بعضا بشكل دامغ ولكن بادنى تأمل وتدبر فالمعاد يذكر بلحاظ ولي المعاد ، انا لا اقول ليس له موضوعية ولكن ليس الموضوعية الكبرى له ، الان هذا وصف قسيم الجنة والنار انه الولي الذي بيده مفاتيح الجنة بيد النبي والوصي هل انت تتزلف الى ولي الجنة؟ او للجنة نفسها؟ وهل تتزلف الى ولي النار وهو مالك او للنار نفسها ؟ يا مالك ليقض علينا ربك لان الاخير هو الذي بيده مفاتيح النار فهل انا اتفاعل مع المعاد او مع ولي المعاد؟ فليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب هذا كله بحث في الصلاة لكنها ليست عمود الدين الاول وانما بالنسبة لبقية العبادات اما بالنسبة للاعتقادات لا تقاس اصلا .
ولكن البر من امن ... لاحظ الايمان والعقيدة طبعا الاهم لا ينفي المهم ولا يلغيه ولا يستخف به ولكن لا تساوي بين المهم والاهم، من قال بان اهل بيت النبي ولي الحساب . نفس القرآن يقول وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، ومن عنده علم الكتاب المبين ؟ هم من لا يمسه الا المطهرون في كتاب مكنون اية التطهير تشرحها اهل البيت منظومة حلقاتها كلها واضحة لكن من امن بالله واليوم الاخر يعني يجب ان اعتقد بما هو تبع وهو اليوم الاخر ولا اعتقد بما هو اعظم باليوم الاخر ؟ يعني اين الاولويات؟ مثل ما تقول الايمان باليوم الاخر ولا تؤمن بالله هل هذا معقولة؟ لان اليوم الاخر تبع له حتى لو اتاني دليل قال لي تؤمن باليوم الاخر افهم من هذا الدليل الايمان بالله ، هل انا اجمد؟ وانما يجب انتبه للايماء والاشارة والتنبيه .
كذلك امن بالله واليوم الاخر وملائكته هو ولي الملائكة ، القرآن يقول لابد من تعظيم الملائكة ولكن من هو سيد الملائكة وفوق الملائكة وهو وليهم لا تعتني به هل يعقل هذا؟ القرآن ورد فيه ان صاحب الملائكة اعظم من نفس الملائكة فسجد له الملائكة فعندما تقول امن بالملائكة واليوم الاخر تلقائيا يعني امن بوليهما كما انه في رواية تشهد الصلاة ورد هكذا وان الساعة اتية لا ريب فيها وفي بعض النصوص ان الجنة حق فكيف تصير حق بدون وليها؟
بعض الكبار في العقليات وفي الفلسفة كأنما عندهم ان القرآن اعظم من النبي صلى الله عليه واله وهذا خلاف القرآن لان القرآن يصف النبي بان القرآن قطرة في بحر ذات النبي وهذا شرحناه بما بينه ناصعا اهل البيت ، فامير المؤمنين اول البر ورسول الله ثم جمع القرآن ثم تأتي دور الخلافة السياسية وهذا امر به النبي عند الفريقين فان لم تراع في البر الاولويات انت لم تبر ولم تأت بالبر هذه قاعدة من قواعد البر شبيه والقرآن يفسر بعضه بعضا ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل هم احياء كيف يعني؟ هل ميت او حي؟ كيف هل ميت ليس بميت؟ لا هو ميت لكن ليس انعدام وانما انفصال الروح عن الجسد .
ليس البر ... لا يريد ان ينفي البر بقول مطلق وانما البر التي توازي انت بين الصلاة والعقيدة هذا ليس بتام بل كأنما اصلا لا شيء ، هناك من دخل الاسلام ولم يصل صلاة ولم يصم صوما لكنه يعتقد فدخل الجنة ولكن بدون الاعتقاد ما يدخل ، فليس ان الصلاة ليس لها اهمية هي لها اهمية عظيمة لكن لا تقايسها بالولاية كما ان الصوم لها اهمية لكن لا تساوي الصلاة .
اذن حفظ اولويات البر مهم ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين طبعا النبي من حيث هو نبي شيء ومن حيث هم اولياء شيء اخر لذلك الصدوق اقر واعترف وروى اربع روايات ان المراد بحي على خير العمل وهما روايتين مستندتين في الفقيه وفي معاني الاخبار وفي الخصال او عيون اخبار اربع روايات من كتب الصدوق عن ائمة اهل البيت عن الامام الباقر عن الامام الصادق وواحدة عن الكاظم قال المراد من حي على خير العمل ليس الصلاة وانما الولاية ، الروايتان في معنى حي على خير العمل بر فاطمة وولدها يعني الايمان بفاطمة والاعتقاد بولايتها وتوليها .
مر بنا بحث البر في القرآن يراد بها الايمان واستعمل البر في الايمان كاعظم بر ، فهو الايمان والولاية والطاعة ، اذن بر فاطمة وولدها يعني ولاية فاطمة والاعتقاد بولايتها وبرها وتوليها وطاعتها وولدها يعني انما وصلت لهم الولاية منها بسبب الوراثة ، فالصدوق ممن يقول بولاية وامامة فاطمة والائمة ورثوا الامامة من فاطمة وامير المؤمنين لاحظ شبكة المعلومات والحلقات كيف تتكثر .
فالاستنباط في العقائد والمعارف والفقه والعلوم الدينية منظومي وليس احادي بتري تبتر الادلة عن بعضها البعض وتشتتها بل هي قالب ومنظومة واحدة منسجمة ان لم تقف على الانسجام لم تقف على حقيقة الايات والروايات وانما هي منظومة وكتلة واحدة ، الذين جعلوا القرآن عضين فحي على خير العمل هي الولاية .
اذن في فصول القرآن باعتراف الصدوق نودي بالولاية وهو تعبير كنائي مثل من امن بالله واليوم الاخر وهذا هل هو كنائي ام حقيقي؟ مثلا ما نزلت من الايات في مريم هي نزلت فيها قطعا ولكن لم تنزل سورة مريم لمريم وانما لمن ورائها ولمن هو اعظم منها ، فمريم مثل ضربه الله لمريم الكبرى وهي فاطمة لقد كان في قصصهم عبرة وليس جمود ولذلك قالوا في علم البلاغة ان الكناية ليست تتوقف على المجاز يعني يستعمل في معناه ولكن يراد به معنى ساتر في ظهر اللفظ كني عنه واستره واخفيه كي لا يحسب الساذج ان المراد فقط هذا المعنى الملفوظ وهي ستر عنها المعنى المخفي .
ثم ان الكناية فرق بينها وبين المجاز ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر وملائكته والكتاب والنبيين واتى المال على حبه شبيه هذا المنطق في القرآن ما ورد ايضا اجعلتم سقاية الحج وعمارة المسجد الحرام هنا المفسرون ذهبوا بعيدا لانهم لم يلتفتوا الى بيانات اهل البيت اجعلتم سقاية يعني فعل عبادي وعمارة المسجد الحرام فعل عبادي وفي الطرف الاخر شخص ولم يغير جهاد ، قال من امن ولم يقل ايمان ، من امن والقرآن فيه عجائب لا يظهرها الا اهل البيت عليهم السلام .
لاحظ في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم ، فعل تولوا وجوهكم يعني الصلاة تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر ما قال الايمان فهنا ثلاث احتمالات يعني بين الصلاة والايمان وتارة تقول بين الصلاة والذي يؤمن يعني له موضوعية وهذا غير صفة الايمان مع انها صفة مهمة فكيف تصير معادلة بين الشخص وافعال عبادية؟ فلا تقايس الصلاة بشخص الرسول او امير المؤمنين .
اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد وما قال كالجهاد وما قال كالايمان وانما قال الشخص الذي يتحلى بهذه الحلية هذا لا توازنون به الصلاة ولا العبادات فهذا اعظم من الكعبة وهذا قدسيته اعظم من الكعبة بل هذا كعبة الكعبة وقبلة القبلة فلا تستوي المسجد الحرام ولا سقاية ولاعمارة المسجد الحرام لا يستوي مع علي ابن ابي طالب .
لذلك ورد لدينا في منطق اهل البيت ان الله عظم المسجد الحرام بالنبي واهل بيته لا العكس فلماذا ترفضون هذا المنطق؟ عندما يقول امير المؤمنين ان تجهيز رسول الله اعظم عندي من خلافتكم هذه ومن امتكم هذه ومن المسجد الحرام ومن جمع القرآن فكل هذه النصوص في القرآن انتم تاركوها وليست قصة رواية احاد هم اهل البيت اوصوا بان تحاول ان تختبر هذا النص بمحكمات القرآن والسنة القطعية اعرضوها على الكتاب فلا تعرضوها على زرارة الثقة وغير الثقة هذا ليس عرض فقيه العرض ان يكون على الكتاب والسنة هذا العرض صحيح تلتفت الى هذا النص دستوري مطابق لاصول الدين اعرضوه على كتاب والمحكمات وهي طبقات فهنا السقاية كعمل في بيت الله الحرام مرتبط ليس بشخص امير المؤمنين .
فهذي الاية نزلت في امير المؤمنين عندما تفاخر مع العباس ابن عبد المطلب وشخص اخر من قريش فهنا اغفل الله العباس وذاك القريشي وقال عملكم هذا كسقاية بيت الله الحرام لا تساو مع علي ، وانما قدسيته وعظمته شيء اخر ، الكعبة تتشرف بعلي وهذا ليس شعر شاعر هذا منطق القرآن اجعلتم سقاية الحاج مثلا هذه كمؤسسة خيرية ولتكن لكن هل تصب في تكريس العقائد ام لا؟ فتكريس العقائد واحياء النفوس وارواحها وحياتها الابدية اعظم من احياء النفوس دنيويا ولو هذا الاخير عظيم والكل واجب ولا يفرط باحد على الاخر لكن الاولويات هي الاعظم من احيا نفسا قال تأويله الاعظم من هداها .
فوظائف الهداية اعظم من ان تؤمن له كسوة وتشبع بطنه مع ان هذا دور عظيم ولابد منه ولا يفرط فيه كما ان عظمة الصلاة لا يعني تفريط في الصوم ولا في الجهاد ولكن الاولويات لابد ان تراعى فهذا منطق عقائدي يشرح لنا قاعدة البر كقاعدة في ميزان منظومة اعداد القوى انه الاولوية اين تكون؟