46/08/09
/قواعد عديدة في المسؤوليات العامة /باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (35)
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (35) /قواعد عديدة في المسؤوليات العامة /
وصل بنا المقام الى هذا الحديث ان المسؤوليات العامة في الفقه هو كالجهاد الابتدائي والجهاد الدفاعي والمرابطة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وابواب التقية واعداد القوة والتدريب العسكري او الامني وهذا الباب الاخير النصوص فيه ظاهرها الاستحباب العيني لكل مكلف ولكن باطنها ليس استحباب بل هو واجب كفائي ففي حين هومستحب لكنه واجب كفايي ومن ثم يفهم ان تأسيس الجيش من المسئوليات الكبيرة التي تقع على عاتق الحكومة في البلاد الاسلامية فالتدريب العسكري بخصوصه وبنصوصه مروي عند الفريقين عن النبي والائمة وسنتعرض لها مفصلا انه مستحب عيني على كل مكلف ولكن في حينه هو واجب كفائي .
هذا ايضا من الابواب المتروكة وسنتعرض لها ولابواب المسئوليات عديدة ومر بنا باب المرابطة ذكره الفقهاء ولكنهم لم يتوسعوا فيه مع انه باب خطير ومهم لانه مرتبط بالحراسة وهذا عمود فقري للنظام الاجتماعي عقلا وعقلاء فكيف يمكن ان تتعرض له بشكل خجول وضئيل وهذا الباب لا يعطل ل في الغيبة الكبرى ولا الصغرى ولا في زمن الحضور فانه حتى في زمن المعصوم كزين العابدين وامير المؤمنين يجب على الناس ان لا يتقاعسون عن القيام بمثل هذه الامور وهذه نكتة جدا مهمة ان الموالين لامير المؤمنين في مصر ايام حياته وفي عهد عثمان والكوفيون والموالين لامير المؤمنين وهم العبديون اي عبد قيس بن ربيعة من البصرة الى جنوب الخليج هؤلاء رأوا من وظيفتهم عزل عثمان بن عفان عن دفة الحكم مع ان الذي نصبه هو عمر ابن الخطاب لكن هم رأوا بان الضروريات الدينية تقتضي عزل وازاحة عثمان بن عفان عن الحكم ولم يأمرهم بذلك امير المؤمنين لانه كان في موقع يمكن ان يستغل الامويون او السقيفيون ذلك الموقف من امير المؤمنين لكن رغم ذلك محمد بن ابي بكر ومالك الاشتر وعمار ابن ياسر وغيرهم من الكبار وحواري وموالي ومحبين اهل البيت في مصر ، فالموالاة في مصر لا انه فقط في عهد الفاطميين وانما كانت منذ زمن امير المؤمنين وكذلك اهل الكوفة وكذلك الشريط الخليجي ، فثلاث فئات ذكرهم التاريخ فهذه هي السيرة .
فعندما رأى اولئك ان مقدرات الامة وبيضة الدين في خطر وامير المؤمنين العوائق والاسباب تحول دون ان يتصدى علنا او حتى باطنا لانه ستنكشف وتختلط الاوراق مع ذلك هم تصدوا لازالة عثمان بن عفان وعزله عن سدة الحكم وتغيير نظام الحكم فعمار ابن ياسر ومالك الاشتر ولفيف من ابرز نجوم الانصار والمهاجرين ممن يوالون امير المؤمنين ولو بدرجة المحبة قاموا بهذا الامر وامير المؤمنين لم يشر الى ذلك لا في السر ولا في العلن لان موقفه كان موقف حرج ولانه كان يستغل هذا الامر ويقال ان من وراء ذلك هو امير المؤمنين والملفات كانت معقدة انذاك .
بل امير المؤمنين كان يرى طريقا للتغيير اذكى مما حصل فهو لم يكن يعترف بشرعية خلافة عثمان وانا ذكرت مصادر ذلك في كتاب الامامة الالهية الجزء الاول والنصوص هي متعددة من طرقنا وطرقهم بشكل بين وبديهي ان امير المؤمنين لم يكن يرى شرعية خلافة عثمان بل ولم يكن يرى شرعية خلافة ابي بكر وعمر ولذلك لما طلب منه عبدالرحمن بن عوف قال مد يدك لتكون خليفة للمسلمين على ان تحكم بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين قال اما كتاب الله والسنة سنة نبيه فنعم واما سيرة الشيخين فلا حيث لا يرا لها شرعية فلو كان يرى لها ادنى رائحة شرعية لم يرفضها ، فهو كان يرى تبيين عدم شرعية خلافة الشيخين اهم من ان يستولي على الخلافة ويصلح الامة من خلالها وانما يصلح عقل الامة وهي اهم من الحكم ، يعني الخندق الثقافي والعقائدي والبث الديني اهم من السلطة السياسية .
احد الكتاب رصد لامير المؤمنين اربعين موقفا مصيريا في مقالة حين صارت ضجة عليها اما اربعين او اربعة واربعين موقفا بديهيا وليس موقفا بخبر واحد او كذا يعني موقف متواترة عن امير المؤمنين انه لم يزايد على هوية الدين في مقابل السلطة السياسية ورأى ان تكريس وتشييد الهوية الدينية والعقائدية اهم من السلطة السياسية وحتى اصلاح السلطة السياسية ، طبعا ذلك كله باسلوب غير متوتر ومتشنج فاصلاح هذا الجانب في وعي الامة اهم من السلطة السياسية واصلاحها ، فحينها كان السيد الخميني حي وكان السيد الخامنئي رئيس الجمهورية فصار لغط في حوزة قم عند النجفيين والقميين حول هذه المقالة بغض النظر عن كاتبها فهي تعرضت الى اربعة واربعين موقف متواتر ان امير المؤمنين لم يفضل السلطة السياسية على الموقف المبدئي العقائدي وكل من كان في زمن امير المؤمنين قال له امسك بالسلطة السياسية ثم قل ما تقول قال لا بل اقول ولا امسك .
ومنها قضية يوم الشورى وهم ستة انفار وكان بامكان امير المؤمنين بكلمة يقولها لعبدالرحمن بن عوف وهي نعم ، كلا لم يقبل ذلك لان هذا مبدأ يخوض في الامة نهجا باطلا حيث امير المؤمنين لا يرى صحة نهج الشيخين بتاتا ولا يمكن الاقتداء بهما ابدا ولا يمكن التشرعن بهما وهذا كلام قانوني بغض النظر عن انظار مذاهب المسلمين فكل حسب ما يرتئي ولكن هذه المزايدة عند امير المؤمنين لا تكون فبالتالي هذا موقف متواتر عنه عليه السلام وليس موقف احاد ومن هذا الموقف قضية عثمان فلم يكن يرا لخلافته الشرعية ولكن يرى انه لو انبرى لفضحهم يستدعي ذلك خلط الملفات وتعمية البصيرة على الامة فنأى بنفسه عن ذلك لكن لاحظ الموالين والمحبين عموما في العراق اولا وفي مصر والكوفة والخليج رأوا وظيفتهم ان يقوموا بحراسة هذه المقدرات .
فكون الامام يعيقه جملة من الامور ويكبله جملة من الموانع هذا لا يسقط عنهم المسئولية فانظروا لهذه المسؤولية وهو تغيير من نصبه الخليفة الثاني وهو الخليفة الثالث لم يعترفوا بهذا المسار وازاحوه وازالوه ، فقضية الحراسة لمقدرات الدين ولمقدرات المسلمين والامة هذه القضية ليست معلقة وكذلك في زمن الامام زين العابدين كان الامام مكبلا لان يتصدى فتزداد الامور تعقيدا على الحركة الاصلاحية لمنهج زين العابدين ولكن بالتالي الموالون المحبون والمسلمون بدءا من نهضة حركة التوابين والتي مدحها الامام الصادق في كامل الزيارات مثل ما ورد عن الامام زين العابدين لو ان عبدا حبشيا تعصب لنا اهل البيت وليس لنفسه لوجب على الناس نصرته يعني هو تعصب لنا وليس لنفسه والنصوص عديدة في هذا الجانب .
فقام التوابون بمسؤولية قلع الفساد في الكوفة من دون ان يخططوا لبناء البديل وهذا كان يعبد الطريق امام المختار رضوان الله عليه والتوابين و ورد المدح فيهم كثيرا والعقل يقتضي ذلك فاذن التوابون في الحقيقة قاما بعمل اجتماعي عسكري سياسي من دون تصدي الامام المعصوم في العلن فقاموا بالمسؤولية لما رأوا ان القضية ما تتحمل التأخير وهذا هو الذي عبد وفتح الباب امام المختار والا المختار ليس بهذه السهولة يستطيع ان يقنع الجمهور المؤمن بالنهضة العسكرية وما شابه ذلك لكن التوابين علاوة على ما حققوه هم فتحوا باب الحسبة نصرة لاهل البيت وحتى في الجانب العسكري ونشاط النهضة العسكرية وان تخريجه الفقهي تام ومتين .
فنرجع الى قضية التدريب العسكري وسيأتي باب مفصل حول النصوص الخاصة الكثيرة جدا وثوابه العظيم فلكل مكلف ان يتدرب عسكريا هذا من جهة الحكم العيني واما من جهة الوجوب سنتعرض له وللاسف هذا باب متروك الان وعمدا الاعداء يبثون التفريط في هذا الباب ولكن نحن في هذا الصدد ان الفقهاء في جملة من الابواب تعرضوا لقواعد اخرى كما مر بنا ومن قبلهم القدماء ومن بعدهم كذا ونحن نستشهد بالسيد اليزدي وبعض كلماته ان هناك ابواب اخرى للمسؤوليات العامة لا تقل اهمية وجوبا عن اعداد القوة ويجب حينئذ الاحتفاء والتنبه الى هذه الابواب التي تسالم عليها الفقهاء ونحن لسنا في صدد مساحات مختلف فيها وانما نقتصر على المساحات والمحاور المتسالم عليها كي لا يكون هناك تذرع بنقنقات وتمنعات وجحودات وسنذكر هذه القواعد كقائمة وجدول وسنذكر طوائف الايات العديدة والروايات المستفيضة او المتواترة في هذا الجانب لنرى ان الامر لا ينحصر بقوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وانما هناك اوامر قرآنية عظيمة اخرى لابواب عديدة تصب في نفس المسار ومهيمنة على الابواب والمسؤوليات العامة .
من تلك القواعد التي تعرض لها الفقهاء وذكرت لكم هو حرمة بيع السلاح على اعداء الدين ولم يقيدوها الاعلام بالكفار كلا وانما كل من هو عدو للدين فمن القواعد التي ذكرها الاعلام في هذا الباب او باب تولي حكم الجائر او باب حرمة بيع العصير على من يصنعه خمرا في مسائل عديدة ذكروا قواعد هي الاساس للاصول التشريعية الفوقية المهيمنة على هذه المسائل وعلى هذه الابواب من ضمنها الاسلام يعلو ولا يعلى عليه مع ان هذا الحديث بلفظه لم يرو عن طرقنا وانما رواه الصدوق عن النبي الا ان الظاهر ان الرواية التي رواها في الفقيه ليست من طرقنا بل من طرق الجمهور وستأتي الايات الناصة على هذا المضمون ومن ثم اعتمد الصدوق على هذه الرواية ولكن وردت هذه الرواية بالفاظ اخرى عن طرقنا اي عن اهل البيت ع ان الاسلام يزد ولا ينقص ، فهذه القاعدة ان الاسلام يعلو ولا يعلى عليه بنصوص قرآنية واعتمد عليها الفقهاء القدماء والمتأخرون وهناك نصوص موجودة بالفاظ اخرى روائية فضلا عن الايات التي هي الاصل لهذه القاعدة وعمل بها الفقهاء في ابواب عديدة .
الاسلام يعلو ولا يعلى عليه هذه شبيهة لقوله تعالى وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى نفس المضمون وايات اخرى عديدة تصب في هذه القاعدة ان الدين يجب ان يعلو ويتعالى ولا يعلى عليه فهذه القاعدة من الامور الضرورية التي لا تعطل في اي حين من الاحيان وهذه مضاهية لاعداد القوة والا كيف يصير يعلو الدين من دون ان يعلى عليه ؟ من ثم قضية ابواب التقية والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع والجهاد تصب في هذا الهدف وتعالي الاسلام قاعدة اخرى ايضا بقوالب والفاظ اخرى مضاهية لهاتين القاعدتين يعني اعداد القوة احد القواعد والتعالي وعلو الاسلام احد القواعد وكلمة الله هي العليا والاسلام يعلو ولا يعلو عليه وغيرها من الادلة التي ورد هذا المضمون باشتقاقات وصياغات مختلفة .
القاعدة الاخرى قاعدة تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وهذا التعاون يأخذ اشكال لا تعد ولا تحصى وعناوين التعاون حتى ورد تطبيق هذا الامر ليس على صعيد المؤمنين او المسلمين بل حتى على صعيد بقية البشر بل حتى استعمال القرآن انه حرمة التعاون على الاثم ولو في حق الملل والنحل الاخرى طبق القرآن حرمة العدوان .
المهم هذه القاعدة تحتاج لشيء من الشرح والتفصيل ولسنا في صدد التفصيل وانما في صدد شرح الاسس والدرجات حتى انه ورد في الجهاد الابتدائي انه انقاذ واستنقاذ للمغلوبين على امرهم لاحظ التعاون على البر والتقوى وليس تعاون على الاثم والعدوان فيقر الشارع بان المستضعفين وان كانوا من اهل النحل الاخرى لكنه لهم ادنى درجات الاستحقاق فيدافع عنهم يعني نوع تعاون على البر والتقوى وهذه قاعدة عظيمة كبيرة اخرى ذكرها الاعلام في طيات كلماتهم وهو حرمة تقوية الباطل او تقوية الكفر وهذا المضمون ان لم يكن بهذه الالفاظ لكنه مشحونة منه الايات والروايات .
قاعدة اخرى ايضا ذكرها الفقهاء حرمة وهن الحق سواء الحق الديني او حق اهل دين او الحقوق الدنيوية لهم والمعيشية ولها نصوص من الايات وتصب في نفس المصب واستدل بها الفقهاء في ابواب عديدة كاساس تشريعي فوقي .
من ضمن القواعد التي ذكرها الاعلام ومنهم السيد اليزدي سلب حق الخلافة عن ائمة اهل البيت واعتبرها فقهاء الامامية من اعظم المحرمات على الاطلاق وقالوا هذه حرمة لا يدينها حرمة .
ايضا من القواعد الفقهية العقائدية تصب في نفس المصب قاعدة الحسبيات وهي تعني فيما تعنيه ان الشيء الذي عرف بالضرورة من الدين والعقل بداهة لايجوز تعطيله والقائه على الارض من دون ان يحمل عبءه ومسؤولياته الناس ، وهذه الامور الحسبية لا يسوغ بحال من الاحوال تعطيلها وتعطيل اي شيء من الدين ضرورة يعني حتى لو لم يتصد امير المؤمنين لسبب او لاخر لا يسوغ للمسلمين والمؤمنين بالبلاد الاسلامية ان يقروا هذا الفساد الخطير الحاصل لذلك ثاروا بحسب تداعي الاحداث لازاحة نظام الحكم والخلافة ولم يتعذروا ولم يسوغوا لانفسهم انه ما دام امير المؤمنين لم يأمرهم لا في السر ولا في العلانية اذن يسوغ لهم ترك الامور ، كلا لم يسوغ لهم التقاعس وكذلك بالنسبة الى التوابين والمختار بالقياس الى زين العابدين ولا يبعد ان جملة من الثورات التي قامت على ايدي الحسنيين او غيرهم في زمن الائمة حيث لم يرصد التاريخ اشارة معلنة او خفية صدرت من الائمة فلا يبعد ان يكون من هذا الباب .
نحن لسنا في صدد تصحيح الثورات كلها وانما اقصد هذا البعد من الاصلاح الاجتماعي ولعل هذا النص الوارد يشير الى هذا عن الامام صدق : وددت ان الخارجي يخرج بالثورة وعلي نفقته فالحسبيات اذا علم من الدين ضرورتها مثل حرمة هدر الدماء وهتك الاعراض هذه ليست محل مزاودة وهو امر لا يقبل التأخير وكذلك فيما هو اعظم من بيضة الدين او هدم الكعبة او انتهاك مدينة الرسول في واقعة الحرة وغيرها وغيرها واستشهد الكثير في قبال الجيش يزيد سواء في مكة او في المدينة المنورة .
وقد في جانب اخر منكر او باطل يعلم من الشرع او العقل بديهة وضرورة اعدامه وازالته والحيلولة دون وقوعه فاذن عندنا حسبيات في الحق لاقامته في قبال حسبيات في المنكر او المحرمات او ما شابه ما تقبل التعليق او التأخير كما يقولون يعني من حيث التذرع بانه يعلق على الاذن الشرعي وما شابه ذلك ولكن باذن الشارع يعني يجب ان يصدر كقانون .
الان في عرف الدول هكذا اذا الدولة تقاعست عن الدفاع عن الوطن فهنا المواطنون لا ينتظرون الدولة ان تصدر لهم امر انما يجب ان يحرسوا امن الوطن فالقضية لا تتعلق على امر ونهي نعم يجب ان ينفتح الجمهور على الامام لكن لو فرض وجود عوائق كما هو الحال في شأن امير المؤمنين او السجاد او بقية هذا لا يشكل عذرا للمؤمنين ومبررات للتقاعس عن حمل المسؤولية .
قبل ان ندخل في طوائف الايات والرويات المتواترة التي تشيد هذه الابواب اذكر جملة من الاعلام منهم السيد الخميني وغيره في بحث المكاسب ونضرب مثال كي نبين نكتة كلية يشرح لنا قاعدة اساسية مهيمنة فوقية ، وهي النصوص التي وردت في حرمة بيع السلاح على الاعداء وبيع القوة على الاعداء وحتى العدالة لم يقيدوها بالكفار ربما كافر لكن مسالم معك فاذن هذا ليس محسوب على الكفار ومر بنا مرارا في المعادلات العظيمة الموجودة في زيارة عاشوراء عدو لمن عاداكم وحرب لمن حاربكم ما الفرق بين المحارب وبين العدو? قد هناك عدو غير محارب بحرب ساخنة او حرب دموية وعنده مشاريع صديقة لكن قد يخطط بالناعم ، فهو عدو يتعدى لكنه بالخفاء ممكن واذا كان عدو لمن عاداكم محاربا لمن حاربكم درجة اخرى ايضا التعبير لاحظ سلم لمن سالمكم وليس لمن والاكم وولي لمن والاكم ما الفرق بين السلم والولاء؟
الفرق واضح فهذه البنود والحدود والقيود دقيقة جدا من احكام العدو ان لا تثق ولا تطمن به مهما كان وهذه كوظيفة امنية سياسية عسكرية والثقة والركون امر قلبي فكري ذهني لا يسوغ بحال لاحظ قوله تعالى هم العدو فاحذرهم او ان من ازواجكم واولادكم عدو لكم فاحذروهم الحذر يعني البناء على الصحة ، ومشكلة الذهنية العامة يفكر انه اذا امر بالحذر يعني يحكم عليه بالسوء ، كلا حتى العدو الخارجي ، فالحكم شيء والحذر شيء اخر والانصاف شيء والحذر شيء اخر قد تنصف انت وقد تحسن اليه ولكن لا يعني انك لا تحذر والا الزوجة والولد نحن مأمورين بالاحسان اليهم في حين اننا لابد ان نحذرهم وعدم التدقيق في العناوين يسبب اخفاقات كبيرة لا سيما على الصعيد الاجتماعي والسياسي والشؤون العامة وليس فقط قضية اسرية او قضية فردية .
النبي في سريرته يتوادد مع المنافقين لكن كان على اشد الحذر واليقظة منهم والقرآن الكريم مثل لذلك وعندنا توصيات عظيمة في جانب الادارة والنظام التعاوني مع الاخرين ان التودد غير المودة ، التوادد ثلثي العاقل وليس نصف العقل سواء على الصعيد الفردي والاسري والارحام بل اعظم من ذلك على حسب السياسة او نطاق الدولة لكن المديريات لا يعني الوثوق ولا يعني المحبة والموالاة ، فباب المداراة باب عظيم تعرض اليه الفقهاء لكن لا يعني فيما يعنيه الموالاة والمعاناة ليس في القلب حتى هناك مداراة سياسية خارجية عسكرية مناصرة فعناوين كثيرة يحصل الخلط والخبط بينها للاسف وهذه خطيرة جدا على صعيد المسؤوليات العامة فضلا عن الصعيد الفردي والاسري.