46/08/04
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (٣٢) موازين في المسؤوليات العامة والواجب الكفائي
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (٣٢) موازين في المسؤوليات العامة والواجب الكفائي
لا زلنا في بحث الدفاع والدفع والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتقية وابواب اعداد القوة ، فهنا ابواب ترتبط بمسؤوليات العامة وكلامنا ليس في التفاصيل وانما الحديث يقع فقط وفقط على الهيكل الفوقي لهذه الابواب والضوابط العامة التي باعتراف كثير من الباحثين قلما يبسط الكلام فيها مع انها اهم واخطر من التفاصيل لانها مرتبطة بالمفاصل وسيما الفوقية من جهة ومن جهة اخرى ان هذه المفاصيل الفوقية مرتبطة بتحقيق اهداف هذه الابواب اي الاهداف العليا لها فبالتالي عدم الالتفات يسبب تفريطا يعني نقض للغرض وخلاف المقاصد للتشريع من ثم التركيز عليها والعلاقة فيما بينها امر بالغ الحساسية والخطورة والتي هي ابواب ومسؤوليات مهمة وخطيرة وربما تقاعد او تقاعس المؤمنين يسبب افات كبيرة .
وليس المقصود من القعود هو مقابل الاسلوب الساخن مثلا هذا الاية الكريمة فضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما ربما المذهب الزيدي مع احترامنا لكل المذاهب بصورة عامة لحرمة الانتماء الى الاسلام يفسرون فضل الله المجاهدين يعني المجاهدين بالسيف ، طبعا الجهاد بالسيف هو من ابرز اليات ونماذج المجاهدة في سبيل الله لكن فضل الله المجاهدين على القاعدين قد يفهم منه الجهاد بكل الاليات ولو بالاليات الناعمة ، والقاعدين يعني غير الناشطين كما نقول فضل الله الناشطين والناصرين لبيضة الاسلام على الجامدين والقاعدين اجرا عظيما وكل وعد الله الحسنى فالناشط والمتحمل للمسؤولية هو غير متقاعس فالاية قد نفهم منها هذا المعنى وليس الجهاد مثلا في بعض المعارك .
بعض من عرض على رسول الله الجهاد ممن استبصر من الكافرين او اليهود فقال رسول الله نصرتك لنا ليست بذي اثر ولكن يمكنك ان تقوم بنصرتنا بالية اخرى وليس بالسيف بان تفتن بين الاعداء وتكسر اتفاقهم ووفاقهم وفعلا قام هذا المستبصر بهذا العمل فكان نصرته للنبي اعظم من الحرب ، لاحظ الحرب الاعلامية والحرب الامنية هي مناورة امنية ومناورة اعلامية وهي اقوى بكثير بالمئات من السيوف والرماح لان الحرب خدعة فهذا اعظم وكأنما دوره دور كتائب كبيرة .
فالمقصود من فضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما الجهاد ليس المراد به حصرا هو الجهاد الساخن نعم نحن لا نستثني الجهاد الساخن لكن لا يحصر به ، هل يحتمل ان يكون زيد الشهيد اعظم جهادا من الامام الصادق ؟ حاشا وكلا ، مع تعظيمنا لزيد الشهيد من ثم ورد مداد العلماء اعظم من دماء الشهداء لان الجهاد بالوعي وبالثقافة وبالعقيدة وبالهوية وبحفظ البيضة ولو بالاسلوب الناعم اعظم من الاسلوب الساخن اذن فضل الله المجاهدين على قاعدين اجرا عظيما هذه نكتة جدا مهمة وشبيهة باعدوا لهم ما استطعتم من قوة انه ليس المراد فقط القوة الساخنة نعم هذه لابد منها لكن هذا ليس كل شيء فالاقتصاد مهم والمال مهم والادارة مهمة والامن مهم والاعلام مهم والحرب النفسية مهمة لان الثغور والاليات متعددة ولربما ثغرة انت تقف عليها باسلوب ناعم مردوده لنصرة الدين ولراية الايمان اعظم بكثير من الساخن ونحن لسنا في صدد التقليل من شأن القتل في سبيل الله ولكن في صدد ان نتوخي الالية الاعظم تأثيرا الاقتصار على الالية المتوسطة .
فهذا ليس تعبير جزافي ان مداد العلماء اعظم من دماء الشهداء لان مداد العلماء يوضح لك سبيل الله ما هو؟ سبيل الله هو امير المؤمنين وسبيل الله هم اهل البيت قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى وما سألتكم من اجر فهو لكم وما سألتكم من اجر الا من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلا فكانوا هم السبيل اليك فهذه صغرى وكبرى ونتيجة اذن الجهاد في سبيل الله يجب ان لا يتخطى اهل البيت وهذا بنص القرآن .
ما اعظم دعاء الندبة هو دعاء مملوء بالبراهين القرآنية ومملوء بالاحاديث المتواترة وهو دورة معرفية مركزة مضغوطة مهولة وهو فوق قدرة العلماء فيلخص لك دورة معارف مركزة ، انا اعتقد ان الدورة العقائدية في السطوح العليا هي كما يقول المجلسي الاب ان يكون دعاء الندبة فهو دورة عقائدية مركزة فيها براهين قرآنية وعقلية وكلها محكمات قرآنية ومحكمات نبوية ومحكمات عقلية وفيها باب علم بالمهدويات والمعارف المهدوية .
او دعاء جوشن الكبير دورة توحيدية مهولة فانت كيف تبحث عن اسانيد دعاء جوشن الكبير ، لو تدقق تجد كل معادلة فيها انفجار معرفي برهاني في التوحيد وهذا غير الاعجاز الادبي الموجود في هذه الادعية وهذه الزيارات ، نفس زيارة الجامعة دورة عظيمة في النبوات والامامة والمعاد والرجعة فمع شروح العلماء لها تكون دورة عظيمة بتدبر وبقراءة عقلية دقية معرفية تفوق ما دونه علماء الكلام ، فليس بالضرورة ان العلماء كانوا يستقصوا كل شاردة وواردة في ابواب المعارف ، كثيرا ما لم يستقصوا ذلك .
دعاء كميل في الحقيقة دورة معرفية في التوحيد وفي القضاء والافعال الالهية والقيامة والمعاد وكثير من فحول العلماء شرحوه ، في الحقيقة هذه الادعية العظيمة وهذه الزيارات كما يقول المجلسي الاول هي دورات عقائدية مضغوطة قممية تصنع ثورات عقائدية وطبعا الانسان يستعرض كلمات العلماء الاولين والاخرين فيصير مخضرم جدا سواء في شهر رمضان او اوقات اخرى كلامكم نور وامركم رشد .
فنرجع انه فضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما فنحن لا نفرط في الجهاد بالنفس فهو يبقى على حاله والقوة الساكنة على حالها دائما جمع الجمع اكمل شيء لا نفرق بين احد من رسله يعني لا نميز في التفضيل لكن لا يعني عدم الايمان بالكل امنوا بالله وكتبه ورسله وملائكته فاكمل الكمال جمع الجمع في حين الحفظ والتمييز بالدرجات والرتب امر مهم ، فالكتاب فيه محكمات ومتشابهات لكن لا يمكن ان نصير من الذين جعلوا القرآن عضين اتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فالاولويات يجب ان نبصرها في حين اننا نؤمن بجميع الانبياء يجب ان نؤمن بتفاوت الفضيلة فيما بينهم فهناك زوايا عديدة يجب ان نراعيها فدماء العلماء افضل من دماء الشهداء لا يعني انه ثغر الشهداء يبقى شاغرا هذا غير صحيح فهذا مهم الكمال كل الكمال عدم التفريط بالاهم ولا بالمهم والا مراعاة الاهم والتفريط بالمهم هذه ليست درجة كاملة وانما الكامل ان تراعي درجات الاهم ثم الاهم ثم الاهم ولا تفرط في شيء من هذه الامور هذا هو اكمل الكمال .
لذلك جاهدوا باموالكم وانفسكم الجهاد اعم من كل الاليات كما مر بنا في بحث المرابطة المرابطة يعني الحراسة والرعاية هذه الحراسة والرعاية لا تقتصر على الحراسة العسكرية كما قد يتخيل بل تشمل كل المجالات وهذه نقطة اخرى مرت بنا في الواجب الكفايي انه يشمل كل الاعداد ولو من بعيد بل مسؤولية الجهاد الكفائي معناها انك مسؤول عن مسؤوليات الاخرين ولا يضركم من ضل اذا اهتديتم هذا امر اخر ، بل المؤمنون بعضهم اولياء بعض ، انت مسؤول عن مسؤولياتهم وعن تحمل مسؤولياتهم هذه نكتة فريدة في معنى الواجب الكفائي .
نقطة اخرى في الواجب الكفاية انه يشمل كل المقدمات ولو البعيدة ، فمن النقاط التي مرت بنا ان الواجب الكفائي في نفسه لا يقيد بقيود وان قيد الواجب الفردي تجاه الواجب الكفائي مثل ما مر الاذان في واجب كفائي وان كان البعد الفردي منه مستحب ولكن اذان الاعلان او الاعلان بدخول الوقت يصل الى درجة اصل بيضة الدين ومر بنا كثير من الاحكام التي يذكرها الفقهاء مثل كلام السيد محسن الحكيم ان الشروط التي ذكرها الاعلام في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست هي الشروط بقول مطلق انما هي في البعد الفردي اما في نفس المنكر المرتبط ببيضة الدين او المرتبط بالدم والعرض هذا غير مقيد بهذه القيود ، نعم هذا في المنكر الفردي والبعد الفردي مستحب فكما ذكروا هذا في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كذلك الحال بالنسبة الى كثير من المستحبات التي ذكرها الفقهاء ليس مرادهم انها مستحبة بقول مطلق بل هي مستحبة في البعد الفردي وان كانت هي في نفسها من اوجب الواجبات الكفائية مثل الحج وزيارة مرقد النبي ومرقد اهل البيت كيف قالوا مستحب ؟ لا يغرنك هذا ، فهم من حيث يقولون مستحب ولكن هو في ذاته من اوجب الواجبات حتى ان مشهور متأخري الاعصار اعترضوا و ردوا شبهة المقدس الاردبيلي في تولي ولاية الجائر كيف انها مستحبة وتزاحم الحرام؟ حيث الانخراط مع الظالمين حرام ؟
اجابوا عنه ان هذا ليس مستحب بقول مطلق انما هو من اوجب الواجبات لاحظ اذن الواجبات الكفائية حيثياتها متعددة يجب الانسان ان يلتفت ولاينخدع بتعابير الفقهاء انه مستحب كلا هو مستحب بلحاض البعد الفردي لا بلحاظ ذات الشيء في نفسه وانما ذات الشيء في نفسه هو من اوجب الواجبات فهذا هذي حيثيات وليس بيان لحكم الشيء بقول مطلق .
نقطة اخرى ان المستند العلمي او السندات على ان المسؤولية عن الوضع السياسي والعسكري العام والامن العام والاقتصاد العام هذه المسئولية في هذه الاصعدة متعددة في الغيبة الكبرى وليست هذه المسؤوليات العامة ساقطة عن المؤمنين ولا عذر لاحد في التفريط بها ان يقيمها باي الية ؟ فهنا اليات عديدة سواء ناعمة ساخنة خفية معلنة طبعا لكل الية بيئة ومجال .
الدليل او السند او الادلة او السندات او المستندات عندنا على هذا الامر في الفقه الجعفري بنحو متسالم عليه منها ما مر بنا في المكاسب المحرمة من حرمة بيع السلاح على الاعداء وحتى الفقهاء سواء ذوي المشرب الثوري او غيرهم كلهم ذكروا ان المراد من السلاح ليس خصوص السلاح وليس خصوص البيع وانما هو تمكين القوة وايصال اي قوة من القوات والقدرات الى الاعداء هذا حرام يعني يحرم ان تسلب كيان المؤمن والمؤمنين عن هذه القوة وتزود بها كيان العدو ففرق بين عنوان العدو وعنوان الكافر وفرق بين المحارب وعنوان العدو ، عدو لمن عاداكم غير حرب لمن حاربكم .
هنا هذه القاعدة التي اتفق عليها الفقهاء نصا وفتوى في المكاسب المحرمة من الاولين والاخرين ولم يشذ عنهم في هذه القاعدة هي مسألة بيع السلاح وتزويد العدو بالقوة وهو من اغلظ المحرمات يعني ايها المؤمن انت اذا عندك قوة من القوى وتتمكن فاحتفظ بها لكيان الايمان ولاتزود بها اعداء الايمان يعني نحن في زمن الغيبة علينا حراسة وتنمية القوة والقدرات في كل المجالات وعدم بذلها للاعداء .
اذا عندنا حومة وعندنا كيان وعندنا خيمة وعندنا وعندنا .... اذن هذه استراتيجية كبرى زمن ظهور المعصوم او عدم ظهوره وليس لاحد ان يتعذر عن هذه المسؤولية الكبيرة .
سند اخر هو تولي ولاية الجائر والنظام غير الشرعي سواء في دار الاسلام او دار الكفر يستحب تولية وتولي الجائر بل يجب ذلك وليس يستحب قالوا يستحب من بعد فردي والا المراد وجوب ان تخترق الانظمة الفاسدة لدفع الضرر عن المؤمنين واهل الايمان والاسلام فهذا امر واجب وليس امرا مستحبا فايا ما كان هذه نصوص مستفيضة ومتفق عليها فتوى ونصا وترسم لنا خارطة الطريق في الغيبة الكبرى بان المسئولية السياسية ولو لم تكن بيدنا وزمام الامور بيدنا ولكن يجب علينا ان نقتحم هذا الكيان ليكون بيدنا ولو بعض الزمام ، فان هذا نوع من اعداد وتنامي القوة وهذه الفتوى متسالم عليه بين علماء الامامية .
كذا بيع العصير على من يصنعه خمرا قالوا كل ما يكون تعاون على الفساد في المجتمع سواء كان دنيوي او ديني يحرم التعاون سيما في الجريمة المنظمة وفي الفساد المنظم الانخراط فيه اثم كبير بل الانسان يجب ان ينخرط في المنظمات الاصلاحية ، تعاونوا يعني التنظيم بينكم ولا تعاونوا يعني لا تدخلوا في تنظيمات فاسدة الا اذا كان من باب الاختراق كما مر بنا ، الاصلاح يعني تنخرط لكن ليس تعاون مع المفسدين وانما حيلولة عن افساد المفسدين مثل تولي نظام الجائر .
اللطيف هذه قاعدة ثالثة في المكاسب المحرمة تلاحظ التولي وذكروا في قاعدة تولي ولاية الجائر والنظام الفاسد والغير الشرعي سواء كان قضاء سياسة وزارات افتاء لكنك لا تدعم الفساد وانما تدعم الاصلاح فيجب التفكيك بين الملفات يعني انت ايها المؤمن لا عذر لك كما قد يتشبث بعض الاعلام كالمقدس الاردبيلي او الشيخ ابراهيم القطيفي او غيرهم انه لكي لا اتلوث فلا اتورط بالجرائم والفساد ولا ادخل ، طبعا الذي لا يستطيع هذا بحث اخر اما الذي عنده قدرة او يقدر يهيئ القدرة يجب ان يفكك بين الملفات ولا ينخرط في الفساد في الانظمة الفاسدة لكنه يستطيع ان يحول ويمانع عن الفساد فحتى ممانعة الفساد هذا واجب وان لم يستطع ان يقيم الصلاح والاصلاح فنفس ممانعة الفساد بل تقليل الفساد هذه الدرجة واجبة .
فاذن انت ما تستطيع ان تقيم الاصلاح لكنك تستطيع ان تمنعه من الفساد ، او حتى لو لا تستطيع ان تمنعه من الفساد لكن تستطيع ان تسبب اقلال الفساد هذا المقدار ايضا واجب عليك، فعندنا قاعدة مهمة وخارطة طريق للمسؤولية انه ما يصح ان يتقاعس او يتقاعد المؤمنون عن ذلك وان كانت هذه المسؤولية تحتاج الى تخصص والى نخبوية ولتكن منكم متخصصون يقومون بهذه المسؤولية فالعوائل يجب ان تعبئ وتحشد ابناءها ليكونوا نخبا لحاجات المسؤوليات العامة ولكيان الايمان في كل المجالات وكما يقول سيد الانبياء كلكم راع هذا تفسير الواجب الكفائي مر بنا تفسير الحديث النبوي العظيم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته يعني انك لست فقط مسؤول عن الواجب الكفائي بل مسئول عن اداء الاخرين للمسئولية العامة يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال يعني ليس فقط انت تقاتل وانما تحرض المؤمنين يعني انت مسؤول عن ادائهم المسؤولية فهل الواجب الكفايي اشد ام الواجب العيني؟ الواجب العيني انت ونفسك اما الواجب الكفائي فانت مسؤول عن فعل نفسك وفعل الاخرين وعن موقف ومسؤولية اداء الاخرين لهذه المسؤولية ولو بمقدمات بعيدة .
اذن قاعدة تولي الجائر وقاعدة ان القوة يجب ان تحتفظ بها ولا تعطيها للاخرين وقاعدة الانخراط وقاعدة ان نشارك في منظمات الصلاح والاصلاح ولا نشارك في منظمات الفساد والافساد الا لاختراقها وللحيلولة من الفساد هذا كله صحيح ، فكلمة تعاونوا على البر والتقوى يعني انخرطوا في نسق منظم ، تعاونوا في بيانات اهل البيت اعظم البر هو الولاية والوفاء بالولاية يعني الانتماء السياسي والعقائدي والاجتماعي لكيان اهل البيت يقول الامام الكاظم والامام الصادق حي على خير العمل يعني اشد شيء في الاعمال الخيرية بر فاطمة وولدها بر يعني طاعة وفي رواية اخرى ايضا مسندة خير العمل هي الولاية وليس الصلاة ، الصلاة دون الولاية بالتالي نظام الايمان هو نظام الملة والفة القلوب على الصراط المستقيم هذا اعظم ، انما الصلاة والزكاة والحج للسوق الى هذا النظام والكيان .
فلاحظ ما ذكروه في مسألة بيع العنب وهذا مثال لقاعدة تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان فاياك ان تنخرط في الفساد والافساد والجور والعدوان نعم انخرط لاجل الحيلولة والممانعة اللي هو الاقلال لا زيادة الفساد ، ايضا ما ذكره الفقهاء هو اقامة القضاء في الغيبة واقامة الفتوى والتي هي سلطة تشريعية متسالم عليها بين علماء الامامية وابواب عديدة كلها تصب في ان المسؤوليات العامة العسكرية والامنية والقضائية وبناء صرح المجتمع على الصلاح والعدل والقسط لا بناءه على الفساد والافساد هذه المسؤوليات لا تسقط في الغيبة الكبرى عن كاهل المؤمنين وانما تجب باليات ونوافذ وبابواب متعددة كلكم راع هذه هي الولاية لاهل البيت ونصرة لهم .
كل راية تخرج قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت فاذا كانت المحورية له لا لاهل البيت هذه مفادها واضح والا اذا كان المحور كما يقول الامام زين العابدين لو ان عبدا حبشيا تعصب لنا ولم يتعصب لنفسه او لحزبه وانما تعصب لنا لوجب على الناس نصرته ، فيجب ان تذوب شخصنة الشخصيات وحزبية الاحزاب في محورية الامام الثاني عشر بالعكس هذه ليست راية ضلال من ثم يقول الامام زين العابدين لو ان عبدا حبشيا تعصب لنا اهل البيت لوجب على الناس نصرته يعني يتعصب لراية اهل البيت وليس لنفسه فلذا يجب ان نلتفت الى هذه المسارات والسياقات فنفكك بينها .
فاصل المسؤولية لا تسقط واقامة السلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية باي لون وباي درجة ولو بالخفاء لايسقط الان بلا تشبيه اليهود في العالم قوتهم خارج فلسطين في كل دول العالم هذا التوسع الخفي لانه لا يهدأون ولا يسكنون فهم فهموا معنى التقية بمعنى ثاقب وصائب وان كانوا وظفوه في الشر يعني قمة النشاط وقمة العملقة وقمة التوسع ولكن بلا صخب وبلا ضجيج وبلا هوادة وبهدوء وبلا تقاعس وبلا ايأس هذا هو معنى التقية فالمعنى الاصلي الثاقب للتقية هو الخفاء واليهود من هذه الامثلة .
فاذن هذه المسؤوليات العامة لا يمكن التملص والتخلص باعذار نعم نفكك بين مسار الخطأ والمسار الصحيح ومثلنا بامثلة كثيرة متفق عليها بين الفقهاء ولم نمثل بابحاث ظنية نحن في صدد فهم المحكمات والمتسالمات في هذه الابواب ولانضيعها تحت ذريعة الاختلافات الظنية في تفاصيل لا صلة له باصل واساس هذه الابواب ، فالاجتهادات الظنية ابدا لا يعذرنا في التفريط في المحكمات لهذه الابواب وانما هي تبقى على حالها فكيف نفرط بها؟ فتبين لنا ان الدفاع والحراسة ومكتسبات الحراسة هذي ليست مقيدة بالقدرة وتبين لنا انه كيف اعداد القوة باب اخر غير هذه الابواب مهيمن عليها ومفسر لها .
الان لدينا مبحث جديد والذي وقفت عليه في كلمات جملة من الاعلام منهم السيد اليزدي في حاشيته على المكاسب في قاعدة التعاون على الخير وحرمة التعاون على الشر او في مسألة بيع السلاح فالسيد اليزدي وكبار المحققين المحشين على المكاسب او صاحب الجواهر مجموع كلمات هؤلاء الاعلام وان اقتصرت على نقل عبارة السيد اليزدي هي متوزعة في مواضع عديدة جمعتها مثل فتوى السيد محسن الحكيم ونحن الان ننطلق من كلام السيد اليزدي وكنموذج والا هذا ليس فتواه فقط وانما متسالم لدى الفقهاء الان ما انقله عن السيد اليزدي ليس فتوى انما هو توضيح وتفسير لكلمات متسالمات ومحكمات علماء الامامية .
المبحث الجديد يقول ان الابواب العامة للمسؤوليات العامة ليس فقط هذه الابواب وليس فقط اعداد القوى وانما مهيمن عليها ابواب اخرى خطيرة ومهمة وقواعد واصول اخرى خطيرة لا تقل اهمية عن اعداد القوة ولا تقل هيمنة عن ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وابواب الجهاد وابواب الدفاع وابواب التقية وعن باب اعداد القوة هناك ابواب مهيمنة حتى على اعداد القوة ، السيد اليزدي يقول هذه الابواب في الحقيقة منطلقة من قواعد كلية اخرى غير اعداد القوة مثلا قاعدة حرمة الاعانة على الاثم وتعاونوا على البر والتقوى هنا لا تعاونوا على الاثم والعدوان هذا اما في مصاف اعداد القوة او اعظم .
ايضا قاعدة اخرى وهي حرمة تقوية الباطل يحرم عليك ذلك هل هذه في موازاة اعداد القوة او اعظم؟ او نشر الفساد في الارض ؟ لا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها تقوية الكفر قاعدة سادسة هذا غير اعداد القوى قاعدة سابعة وهي وهن الحق وهناك قواعد ساذكرها فهرسيا غدا وسنأخذ في شرحها فهرسيا او قل فقه دستوري وليس فقه تفصيلي لان هذا الفقه الدستوري فرط فيه وهو الميزان الاكبر.