« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/08/03

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (31) المرابطة والمسؤوليات العامة والواجب الكفائي

الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (31) المرابطة والمسؤوليات العامة والواجب الكفائي

 

الكلام في اعداد القوة وزبدة ما وصلنا اليه ان اعداد القوة فريضة مستقلة مهيمنة على ابواب عديدة كباب الجهاد والدفاع والدفع والمرابطة والباب الاخير بتسالم جميع الفقهاء فريضة عظيمة تقام في الغيبة الكبرى ولا يصوغ التفريط فيها بحال لكنهم قيدوها بان تكون دفاعا عن بيضة الاسلام لا الامويين او العباسيين وتفكيك هذه الملفات مهم جدا ويحتاج الى خبرة .

لاحظوا صحيحة يونس بن عبدالرحمن حيث استدل بها الفقهاء وهي واردة في المرابطة والمرابطة ليس المراد بها فقط المرابطة العسكرية بل المرابط الامنية اخطر بملايين المرات من المرابطة العسكرية والمراد من الامن هو الامن الشمولي لا الامن الضيق كما يستعمل في الاستخبارات والمخابرات وان كان هذا الاخير ايضا هو عصب عظيم يعني حتى فقهائنا الذين ممشاهم اسلوب ناعم ولكنهم لا يشككون ولا ينبغي لهم ان يشككوا في هذه القوة الناعمة وهي المرابطة في ثغور الامن يعني الحراسة الامنية وهي غير الحراسة العسكرية .

من ثم لا بأس ان نتكلم في مشروعية الحشد الشعبي ذكرنا مشروعية الحشد ان يقام جيش تعبوي تطوعي اخر يوازي الحشد هذا هو مشروعية الحشد وضروري لان كل البلدان عندها جيش الان الدول العظمى عندها جيش يسمى بالجيش الرسمي وجيش تطوعي لان من اولويات كل البلدان القوية ان يكون لديها جيش تطوعي يعني هذا لا يكون انتسب الى الجيش لا رسميا وليس منتسبا للحشب رسميا ولكنه يدخل برغبة منه في بعض الدورات العسكرية ويسجل اسمه لحين مجيء الاوان مثلا ترى شخصا هو خبير في القنص او في المتفجرات او في الدبابات او في المسيرات او خبير في الالكترونيات فكل دول العالم لديها جيش تطوعي ، فنفس نظام الخدمة العسكرية في البلدان يعني فيما يعنيه انه لابد من اقامة جيش تطوعي بجانب الجيش العسكري الرسمي او الحشد او الحرس او اي اسم اخر واي شعب يتخلف عن هذه المسؤولية واي مؤمن او جماعة مؤمنة تتخاذل عن هذا المجال هي تؤكل وتستضعف نفسها ، واستضعاف المؤمنين لانفسهم حرام ومن المحرمات التي فيها مشاققة الله والرسول ، فلا اقل الجانب الناعم اذا كنت لا تريد الجانب الساخن فعليك بالجانب الناعم و احد الجوانب الناعمة هي الحراسة والرباط الامني والجانب الامني الناعم .

فمثلا لماذا تدعو الى شبكة قوية امنية في البلد؟ ولا تقف عند حد ؟ ولم نقصد بالامن يعني مخابرات واستخبارات وانما امن اقتصادي والامن الوطني الان ما الفرق بين الامن الوطني والامن المخابراتي والاستخبارات ؟ هذه اصطلاحات عصرية مقومة لهذه الوظائف الشرعية ، نحن كلامنا في عالم السياسة وكلامنا في الفرائض الملقاة على عاتقنا لا نفرط فيها فليس الدين والتدين هو صلاة الليل فقط والصيام والحج وانما كما يقول النبي المؤمن كيس فطن حذر يعني هذا هو الدين ، فلماذا يأتي الله بالكياسة والفطنة والعقل الامني في تعريف ايمان المؤمن ؟ لانها من الوظائف العظيمة والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه يجب ان يقوم بها ولم يقتصر على الصلاة فقط والحج فقط والصيام فقط وان كانت هذه امور عظيمة لا نستهين بها لكن ليست فقط هذه العظائم تلك ايضا امور عظيمة .

لاحظوا الروايات انه من حفظ على المسلمين ثغورهم من العدو كم تكتب له من عبادة؟ هذه امور عظيمة فيها حفظ بيضة الايمان والدماء والاعراض من الاوباش ومن الوحوش فالمقصود ان الرباط باب عظيم عند الفقهاء وهي فريضة عظيمة لا تسقط من اول الدنيا لاخرها ولا تعطل بحال يعني هي الحراسة احد معاني الامن هي الحراسة وباتفاق الفقهاء هي غير ساقطة في زمن الغيبة يعني لا يبرر عدم ظهور المعصوم لنا ان نتخاذل ونقول هذه الفريضة ساقطة عنا بل نؤاخذ عنها اكبر مؤاخذة .

فنسأل الفقهاء ما هي المرابطة؟ هل هي فقط المرابطة العسكرية؟ يقولون كلا الحراسة في كل ثغور المؤمنين ، طبعا يجب ان نفكك بين الملفات كما في صحيح يونس بن عبدالرحمن ليس ان تدافع عن حاكم عباسي او اموي خمار وفاسد ذو الليالي الحمراء فهل نضحي بدمائنا لاجلهم ولاجل فجورهم وفسوقهم كلا انما ادافع عن بيضة الاسلام كي لا يندرس ذكر النبي ولا يندرس ذكر اهل البيت .

المذاهب الاخرى بعضهم ومن داخلنا ايضا يدعون ان امير المؤمنين تعاون مع الاول والثاني والثالث ، كلا وحاشا ابدا لم يتعاون معهم وانما امير المؤمنين يفكك بين نظام الاسلام وبيضة الاسلام وبين ان يدافع عن كرسي الاول وسلطته ، لذلك كما يقول الشهيد مطهري وغيره من علماء الامامية انه لم يقبل امير المؤمنين وزارة من وزاراتهم لانه اعوذ بالله سوف يشرعن مشروعهم وهم غاصبي حقه انما كان يشير ويدير ويدبر لا لاجل سلطة هؤلاء ، هو يوم الشورى امير المؤمنين لم يعترف بشرعية الشيخين وسيرتهم قال له عبدالرحمن ابن عوف مد يديك يا ابا الحسن ابايعك على كتاب الله وسنة النبي وسيرة الشيخين قال اما كتاب الله وسنة النبي فنعم واما سيرتهما فلا ، فلم ينسب امير المؤمنين سيرتهما الى الشرعية قط هذا موقف خالد منه عليه السلام لاحظ لو كان غير امير المؤمنين كان يذكر هذا باللسان ثم يستلم السلطة وهذا شرط فاسد لا يفسد العقد ، لكن امير المؤمنين عنده تخطئة المنهج الباطل اهم من استلام الخلافة فوعي الامة وعقل الامة اعظم عنده من ان يستلم الخلافة كما ان امير المؤمنين عنده رعاية شخص النبي اعظم من جمع القرآن وثم جمع القرآن اعظم من الخلافة هذه السلسلة بوصية من رسول الله ومن اولويات الدين ومهمة جدا ان نلتفت له .

فاذن امير المؤمنين هكذا هو حاله ولكن للاسف هذا الامر منطوي حتى على الوسط الداخلي للاسف واسماء رنانة قديما وحديثا ترى ان امير المؤمنين تعاون مع الشيخين كلا وحاشا انما هو حمى كيان الاسلام ولم يحام عن حاكمية الاشخاص هو يخطئ وصول ذاك الى الكرسي ونهجه وشرعيته وهذا دليل انه ليس لامير المؤمنين بيعة لهم فلو كان قد بايعهما او بايع الثلاثة اذن كيف هو لا يصحح شرعيتهم؟ او شرعية الاثنين على الاقل ؟ هذا موقف خالد منه .

ذاك الثالث قال أتي على كتاب الله وسنة النبي وسيرة الشيخين وهو لم يلتزم لا بكتاب الله ولا سنة النبي وانما التزم بسيرة الشيخين لاحظوا ابتدأ عبد الرحمن ابن عوف بأمير المؤمنين لا بعثمان فالكفة كانت لامير المؤمنين رغم ذلك امير المؤمنين عنده جمع القرآن ونهج الدين اعظم من الخلافة ويجب ان يؤسس في وعي الامة ان نهج السقيفة نهج غير مشروع وانما النهج المشروع هو نهج اهل البيت ولو على حساب ان الخلافة تذهب منه فالمرابطة والحراسة عند الفقهاء لن يوسوس احد من الفقهاء ان المرابط غير معطلة لكن المرابط والدفاع عن بيضة الاسلام وعن بيضة الدين لا عن العباسيين والامويين .

مثلا الان حتى الدفاع عن فلسطين هل لفلسطينية فلسطين؟ كلا مع احترامنا للمسلمين وليس لغزاوية غزة مع احترامنا للقتلى في سبيل الله وسبيل اهل البيت عليهم السلام فان سبيل الله ليس شيء اخر مع احترامنا للجميع وتقديرنا للدفاع ضد الاعداء هذا القتال لاجل دار الاسلام هذه ارض الاسلام يجب ان ترجع لرسول الله ولا تكن تحت يد الكفار ، هذا هو اصل مبدأ واصل النكتة فالتفكيك بين الملفات مهم جدا لاحظوا كلام السيد الخوئي في منهاج الصالحين في كتاب الجهاد عمدا هو كتبه استدلالا وليس فتوائي فقط ويقال ان السيد الخوئي خصص الشهيد عبد الصاحب الحكيم معه في ذلك حيث السيد الخوئي عنده لجان مختلفة مع تلاميذه وكل ينفتح عليه بجانب ومجال كما ان بحث الهلال كتبه السيد الخوئي فقط مع السيد محمود الهاشمي ومن الضروري ان لجنة الاستفتاء مع ان فيهم عمالقة لايقررون كل الابحاث مثلا لاحظوا سيد الخلخالي كان من العمالقة لكنه تجد السيد الخوئي باب معين يخصصه مع بعض تلاميذه دون بقية تلاميذه .

فكتاب الجهاد في المنهاج كتاب استدلالي فقد يطلع ذاك التلميذ اللي خصصه السيد الخوئي اكثر من بقية اعضاء مجلس الاستفتاء مع احترامنا للجميع ففي هذا الكتاب ذكر السيد الخوئي استنادا لصحيحة يونس بن عبدالرحمن انه عندما يقال دفاع ومرابطة وحراسة نفكك بين الملفات بين ملف الحاكم الفاسد وبيضة الاسلام .

الان انت لديك انتقاد بالنسبة للكتل الفاسدة وليكن لكن هل هذا معناه ان النظام الذي بيد المؤمنين يدع بيد غيرهم ؟ نحن لا ندافع عن فساد الفاسدين ولكن يجب ان نكون واعيين ، يونس بن عبدالرحمن فقيه من اصحاب الاجماع من تلاميذ الرضا والجواد ومن اصحاب باجماع لما اختلط له الامر الامام وضح له فمع انهم فجار فساق ولكن فرق بين ان هذا الخطر سيداهم العباسيين ام امن نظام الاسلام ؟ فيجب ان نفكك نعم نحن لا ندافع عن العباسيين لكن الا تدافع عن الاسلام؟

فاي ذريعة هذه؟ هذه هي المغالطة والخطأ فتحت ذريعة اني ادافع عن العباسيين او ادافع عن اموية الامويين تحت هذه الذريعة ندع النظام بيد الاعداء هذا خطأ يجب التفكيك بين الملفات عن بعضها البعض ، في واقعة واحدة وفي حدث واحد كل له نيته ولكن اتجاه المشاركة تختلف وكيفيتها تختلف فلا يمكن ان نسلم الخيط والمخيط بيد الاجنبي او بيد العلمانيين او بيد المحتل او بيد الطرف الاخر يعني هل نعالج الفاسد بالافسد اي منطق هذا؟ انا لست ادافع عن فساد المسلمين وانما ادافع عن هذه القوة لا تخرج من المؤمنين الى غيرهم من الاعداء وعدم التفكيك بين الملفات هذا اخطر امر يبتلى به الانسان وهو عدم الوعي والبصيرة في المسؤوليات فالتفكيك بينها فريضة عظمى على عاتق الانسان ولا يعذر عنها الانسان اذا خلط بين الملفات .

فالمنكر منكر لكن ليس تحت هذه الذريعة انت تترك الملفات ان الامر الذي بيد المؤمنين يكون بيد الاعداء اي منطق هذا او انه تحت ذريعة ان لا اتلوث بالفساد انا ادخل في النظام العباسي او النظام الاموي ، انتم لاحظوا علي ابن يقطين تحت ذريعة الفساد الاموي اراد ان يخرج من السلطة العباسية وحرم عليه موسى بن جعفر ذلك هذه في الحقيقة معصية كبرى وحتى انذره الامام الكاظم يعني جعل علي ابن اليقطين بين نارين اذا يخرج حرام عليه حرمة كبيرة واذا يذوب في فساد العباسيين حرمة كبرى اذن ماذا يصنع؟ قال يجب ان تبقى في ذلك الموقع وتخدم وتصلح المؤمنين لا العباسيين .

هذه الفتوى موجودة في المكاسب المحرمة كل الفقهاء الذين يرون العمل السياسي والذين لا يرونه يفتون ان الدخول الى النظام الفاسد وللوصول الى مواقع الاصلاح بنفع المؤمن والايمان هذا واجب ، نعم هم ذكروا الاستحباب لكن الاستحباب من جهة فردية والا من جهة الواجب الكفائي فهو اوجب الواجبات وذكرنا اشكال المقدس الاردبيلي حينها في بحث المكاسب المحرمة يقول كيف يكون شيء مستحب وهو تولي ولاية الجائر وهو يعارض الحرمة الاكيدة الشديدة في الدخول في النظام الجائر فهو استشكل في فتوى المشهور في جواز دخول المؤمنين في الانظمة الفاسدة للاصلاح قال هذه الرواية تدل على الجواز او الاستحباب بينما اصل الدخول هو حرام في نفسه كاكل الميتة .

واجاب الشيخ الانصاري والسيد الخويي وكثير من العلماء عن شبهة المقدس الاردبيلي ان المراد هو الاستحباب من الجهة الفردية لكن من جهة الاصلاح هو واجب كفائي وهذا هو ايضا سند من اسانيد فقه الامامية ان في الغيبة الكبرى لا تترك الامور على عواهنها وانما من اوجب الواجبات الاصلاح واقامة العدل والمعروف والعدالة بقدر ما يستطيع الانسان باختراق اي نظام من الانظمة هذا ايضا فيه تفكيك في الملفات وتفكيك في الادوار لذلك الشيخ الانصاري رد على شبهة المقدس الاردبيلي وكذا السيد الخوئي وقالا ان قلنا بالاستحباب هو للجهة الفردية ولكن اصل العمل هو واجب كفائي بل من اوجب الواجبات هو الدفاع عن المؤمنين والايمان وايصال النفع لهم فالمقدس الاردبيلي اخذ العبائر على ظاهرها ولم يقرأ فتاوى الفقهاء في جذورها يعني الفقهاء لما يعبرون يستحب ليس مرادهم مستحب بقول مطلق وانما من حيثية فردية والا فهي من اوجب الواجبات فهي حين تدفع الحرمة الموجودة في الانخراط مع الانظمة الفاسدة .

الان للاسف بعض المؤمنين يقولون انا لا يمكن ان اصلح فما دام انه توجد هناك فساد يجب ان انعزل !! كيف تقول هذا ؟ انت يجب ان تبقى واذا لم تقدر يجب ان توجد في نفسك القدرة فاذا كان كل صالح ينعزل اذن تظل الامور بيد من؟ انت يجب ان تقوي كفاءتك وقوتك الى درجة تستطيع ان تعصم نفسك عن الفساد وبدل ان تكون مفسد تكون مصلح ، للاسف هذه الابحاث ما تدرس بدقة صناعية ويتعذر بها كثير من الصلحاء وليسوا بمعذورين عند الله وليس فقط من به كفاءة او خبرة او نخبة بل حتى من ليس عنده كفاءة يجب عليه ان يوجد في نفسه الكفاءة والنخبوية كي يستطيع ان يصلح لان هذه واجبات كفائية ومسؤوليات عامة ما نعذر ان نقول هذا النظام فاسد ونحن لا نستطيع كيف لا تستطيع؟

لذلك راجعوا كلام السيد الخوئي في مصباح الفقاهة في تولي ولاية الجائر في رد شبهة المقدس الاردبيلي وجواب الشيخ الانصاري ايضا وغيرهما من العلماء المحشين على المكاسب وحتى صاحب الجواهر ذكروا ذلك ، فهذا الامر واجب كفائي لا تقف حرمة الانخراط في الانظمة الفاسدة معه لكن بشرط ان افكك بين مسار الصلاح ومسار الفساد ويجب علي ان افكك تدبير الادارة وعيا تنظيميا اداريا وما اعذر في ذلك .

طبعا من باب الفائدة المعترضة بشكل قصير كما يعبر الفقهاء زيارة المعصومين مستحبة يعني من جهة الزمان والخصوصية والمناسبات والا اصل صلة المؤمن بائمته هذا واجب عيني ، اصل زيارة النبي وزيارة بيت الله الحرام هذه عبارة عن معالم لا يسوغ ان تعطل ولا يسوغ ان تجمد وان تغلق ، هذه المعالم لابد ان تظل نابضة بالحياة من اول خلقة الدنيا الى قيام الدين وانا اتعجب من كثير من اصحاب الفضيلة عندما يبحثون هذه المسائل يرون هذه زاوية مستحبة مثل المقدس الاردبيلي في تولي ولاية الجائر لدفع الضرر على المؤمنين هي مستحبة لكن ليست بقول مطلق وانما مستحبة من حيثية لا تتنافى مع ان اصل الامر واجب كفائي عظيم جدا ومن اعظم الفرائض فعدم قراءة الفقه من ابعاده المختلفة يسبب غفلات كبيرة .

انتم لاحظوا المقدس الاردبيلي ليس انسان سهل وانما طود من العلم وصاحب كرامات وتشرف بالحديث مع امير المؤمنين والمعصومين في البرزخ وهو حي وتشرف برؤية صاحب الزمان مرات وكرات رغم ذلك هذا لا يعني العصمة فهو اخفق في قراءة امر اساسي ونحن لا نقول بعصمة العلماء والفقهاء كما اننا لا نفرط في احترامهم لكن احترامهم شيء وعصمتهم شيء اخر ، المقدس الاردبيلي تربى على يديه صاحب المعالم الشيخ حسن والسيد صدر الدين محمد صاحب المدارك الا انه كان لديه موقف غير ناضج حسب كلام الشيخ الانصاري ومحشي المكاسب انه لم يشارك الصفويين او انعزل عن الاسهام في اعانة الصفويين انا لم اركز على صفوية الصفويين فالشيخ البهائي في زمانه انخرط في مشروع الصفويين الى النخاع ولكن فكك الملفات المقدس الاردبيلي انعزل تماما هذا الانعزال سلبي لان وظيفته الانخراط في الانظمة للاصلاح واقامة العدل والدفع والدفاع عن بيضة الايمان والمؤمنين هذا من اعظم الواجبات .

لاحظ حتى مسألة بيع السلاح ذكرت لكم انه متفق عليه لدى العلماء الامامية كلمة واحدة مسألة تولي ولاية الجائر يعني حتى لو كان نظام عباسي واموي يجب على المؤمن النفوذ والاختراق لان المؤمن سيسبب تمدد قوة الايمان في النظام ولا يعذر المؤمنين في التفريط على هذا الواجب وعن هذه المسؤولية غاية الامر يجب ان يفككوا الملفات بين اقامة العدل وبين الفساد وبين اقامة الصلاح والاصلاح وبين الافساد البعض يقولون اليد الواحدة لا تصفق هذه كلمة كاذبة اليد الواحدة اذا كانت ذا همة وعزيمة وصبر ومصابرة ستخلق العجب العجاب ، فهذا المنطق يرفضه القرآن ويذكر امثلة وقصص كثيرة وذكرت لكم ان الواجب الكفائي ليس يعني فيما يعنيه اداء دفعة واحدة مباشرة ولو على مسير سنين فانت يجب ان تمهد للاصلاح ولو على مدار سنين ولو على مدى مليون خطوة فتجد الله تعالى يبارك في نية الاصلاح والصلاح .

النبي داوود كان حافي فقير قصير راعي غنم ولم يبعث اماما ولا نبيا لكنه لعزمه وارادته في اداء المسئولية امام دول عظمى جعل الله عز وجل من عمله المتواضع تغيير استراتيجي وحتى نوح بل كل الانبياء كانوا افراد ولكن لم يتكاسلوا ولم يتعذروا بان الامة كلها خلافهم .

رسول الله في بداية الاسلام كان معه امير المؤمنين وخديجة والباقي لم يؤمنوا فكانوا امة ، فرسول الله لم يقف مكتوف الايدي امام قريش ورعونتها وكبريائها وعصاباتها وانما بدأ من الصفر الى ان تنامت الدولة النبوية في المدينة المنورة بنفس طويل وبمكابدة فاذن المسؤولية في الامور العامة لا يمكن التنصل لها بانه انا فاقد القوة وليكن لكن انت ابن القوة واعد للقوة ، رسول الله بل كل الانبياء في بداية امرهم كانوا عديمي القوة لكنهم اعدوا القوة الى ان جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا ، ابو سفيان الذي عادى النبي حتى مماته يقول للعباس ابن عبد المطلب ان ملك اخيك لعظيم قال انها النبوة وليس الملك .

فبالتالي اذن قاموس الانبياء وسيرتهم هو الانطلاق من فرد لكنه بشكل امة وباصرار وبمتابعة وبتدبير وبوعي امني وهذا يشرح معنى الواجب الكفائي ، فهذا الواجب ليس معناه انه في ليلة وضحاها ينجز مباشرة وانما يحتاج الى اعداد القوة ولو بمسافة يعني لو لم يأت الاوس والخزرج يبايعون النبي بيعة العقبتين ما كان لرسول الله ذراعا للنصرة ولكن ثلاثة عشر سنة مكابدة الى ان توسعت اجنحة النبي اكثر فاكثر .

فاليوم شرحنا معنى الواجب الكفائي ومر بنا تفكيك الملفات واحد الذرائع التي هي ليست بعذر في سورة القيامة بل الانسان على نفسه وبصيرة ولو القى معاذيره كثير من الصلحاء المؤمنين يكتفون بذواتهم واهاليهم ويتركون المجتمع والمسؤوليات العامة وهذا اكبر خطأ هذا اوجب من صلاتك واوجب من صلاح اسرتك الفردية نعم لا تفرط في الوظائف الفردية ولكن هذه الوظائف العامة هي هم وغم الانبياء وهم وغم صاحب العصر والزمان فصاحب العصر البعد الفردي ليس لنفسه وانما البشرية جمعاء فهو مطارد مشرد خائف ان تحيط به الشرور والظالمين وكل مافيات وعصابات العالم قديما وحديثا تلاحقه يعني هو يعيش حالة الهم اصلا الغيبة هي عبارة عن مسؤولية ، فالغيبة يعني خفاء فهو يقوم بادواره تحت الخفاء ، فالخفاء ليس عبارة عن عدم المسؤولية بالعكس الغيبة عبارة عن التواجد في مركز المسؤولية بكل عبئها ، معنى الغيبة انه انت وحيد فريد ولكن عندك قوة وهي الخفاء قم بكل ادوار ولا يعذر عند الله ان لا يقوم بالمسؤولية ولكن العامل اعظم العظيم له الخفاء والحامي العظيم لقمة نشاطه هوالخفاء فبالتالي هذا الخفاء اكبر عون واكبر حارس له واكبر حصن لله وبالتالي لا يعذر الانسان .

لذلك فلسفة ابواب التقية نفس الشيء هي وقاء وممانعة الظالمين عن نشاط المؤمنين لا ان التقية هي لاجل تجميد الانشطة كما يشرحه الامام الهادي في عدة مواضع في زيارة جده امير المؤمنين في يوم الغدير ، فالتقية ابعادها هو جعل الخفاء والتستر وهي وقاء عظيم عن الظالمين ولئلا يقصر ولا يتعذر الانسان عن المسؤوليات العامة الخطيرة تحت عنوان الضعف والاستضعاف وقوة الظالمين ، المعنى الاصلي للتقية هو الخفاء الامني فالخفاء هو حصن وقلعة عظيمة اذن المسئولية العامة ليس للمؤمن عذر في عدم القيام بها بدليل باب المرابطة ، فمجمع عليه عند الفقهاء باب المرابطة يعني الامن العسكري والامني والاستخباراتي والاقتصادي والثقافي والزراعي فالامن ليس وزارة واحدة او ثلاث وزارات الامن يعني كل الوزارات يجب على كل الوزارات ان يكون فيها جناح امني لان ذراع الامن الاقتصادي ضروري وكذلك الامن المصرفي والامن التعليمي ، الان سرقة المعلومات اخطر شيء في الصناعات وكذا الامن الاخلاقي والاسري فالامن عبارة عن دم يسري في كل نسيج المجتمع والاستخبارات لون من الوان الامن .

اذن المرابطة التي يتكلم عنها الفقهاء هي الامن وهي على صعيدها الواسع بكل سعتها وهذه قوة ناعمة وليست قوة ساخنة انت حتى لو اردت ان تشبث بمعنى التقية او بابواب التقية وليكن ولكن ماذا عن القوة الناعمة؟ باب المرابطة متفقين عليها الفقهاء اذا لا تريد ان تشكل جيش ثالث طوعي في المجتمع لا اقل شكل الشبكة الامنية والامن الاقتصادي والامن البنكي وشفافية المعلومات بتعبير العلوم الحديثة يجب ان تكون ثقافة عامة لدى المجتمع عن الوعي الامني المعلوماتي في كل المجالات يا اصحاب التخصص في الطب ليكن عندكم مسؤولية مراقبة ثغور الصحة لانه امامكم حرب بيولوجية امام تعقيم النساء او سرطنة المؤمنين وهلم جرا او حرب الجينات قائم على قدم وساق والادوية .

ايها المزارعون انتبهوا الى تدمير التربة والماء وكذلك في البنك والمصرف انظروا الى العملة الى اين تذهب؟ النفط هل هناك رقابة على النفط يستخرجه كيف هناك مجلات تتحدث عن ان الدولة العظمى الكذائية كل سنة تريليون دولار تضعه في جيبها من نفط الجنوب .

اعظم انسان في عصرنا هو الامام الثاني عشر واعظم مسؤولية يقوم بها هو الواجب العام الف سنة يخاطر بنفسه لاجل الواجب العام .

اذن عدة نقاط في هذه الجلسة مرت بنا في تفسير الواجب الكفائي وفي تفسير سندات فقهية متسالم عليها عند فقهائنا على ان المسئولية العامة لا تسقط بحال من الاحوال سواء نظام عباسي اموي انت المؤمن يجب عليك ان تقوم وتخترق وتصلح لا ان تقول انا يد واحدة ما تصفق .

انا لا ادخل في التفاصيل انما استشهد بالادلة والفتاوى فهرسة وهذه حقيقة هذه الابحاث للاسف ربما مثل المقدس الاردبيلي قد تغره جملة من عبائر الفقهاء وهم ليس هذا مرادهم النهائي وكرارا ذكرت للاخوان ان كلمات الفقهاء لا يؤخذ بها في باب واحد وكل جلساتنا معقودة لهذا الجانب انه اذا لم يأخذ الانسان المنظومة الكاملة لتسالمات الفقهاء ولكلماتهم لن يفقه حقيقة مرام الفقهاء وسوف ينخدع ويغتر ولو كان هو الاعلم.

logo