« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/07/20

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٢٧) غايات أبواب التقية

الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٢٧) غايات أبواب التقية

 

مر بنا باب الجهاد وباب المرابطة وعندما نطلق عليه باب فهذا ليس من باب التفنن الفهرسي وانما نقول باب يعني حقيقة ههو باب يعني محمول وموضوع مختلف وان كانت هذه الابواب الثلاثة كلها مسؤوليات عامة ولكنها مسارات متعددة فعندنا باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعندنا ابواب التقية وباب اخر هو القصاص والحدود وهذان البابان للعقوبات الجنائية كما ان الاحوالات الشخصية وان كانت هي اسرية لكن لها بعد مجتمعي مدني سياسي بالتالي هذه الابواب اللي لها طابع اجتماعي او سياسي او طابع عام التأكيد عليها مهم .

فالصلاة شأن ولكن الطابع العام للصلاة شأن اخر وكذلك الصوم والحج وزيارة النبي وزيارته الال ، فكما ان في العبادات عندنا طابع فردي وعام في المعاملات عندنا طابع فردي وطابع عام ونستطيع ان ندعي ان اساس الابواب العامة فضلا عن الابواب الخمسة التي كنا فيها اساسها هو اعداد القوة وهذه القوة لا تختص بالعسكرية ومن الخطأ استبعاد اي لون او اي نوع من القوة ، لان التواني في ذلك فيه تداعيات الى ما شاء الله .

فاذا كانت القوة هي الاس والاساس فان ذلك يفلسف قانونيا قواعديا باب التقية وباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وباب الدفاع وباب الجهاد وباب القضاء ، ففي الحقيقة كل هذه الابواب تصب في اعداد القوة والقوة هي ليقوم الناس بالقسط كونوا شهداء لله ولو على انفسكم بالتالي هذه الوظائف تحتاج الى قوة فهي مقيدة بالقوة لكن الامر بالقوة غير مقيد بالقوة .

لاحظ انت ذوق الوحي ان الله يعد الف سنة الناس لتتفاعل مع الامام المهدي ولتتعاطى معه وحتى لدينا ادلة ان ظهور صاحب ودولته هذه الدولة اعداد لدول ابائه واعداد لدول الرجعة وان دول الرجعة للائمة هي اعداد لدولة جدهم امير المؤمنين ودولة امير المؤمنين اعداد لدولة سيد الانبياء .

لماذا جعل النبي خاتم النبيين؟ فان الخاتم له معنيين كما ذكر في اللغة تارة هو خاتم الفص وتارة خاتم بمعنى المهيمن يعني الاعلى ، فلا نبي ينسخ نبوة سيد الانبياء او يهيمن عليها هذا هو احد معاني لا نبي بعدي فاحكامه الى يوم القيامة باقية حلال محمد وحرام محمد الى يوم القيامة ، الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والا النبي عيسى يأتي بعد النبي ادريس والاخير هو اخنوخ وهو جد النبي نوح واعظم رجل حي مسن هو ادريس فهو ادرك تاريخ ما قبل نوح وما بعد نوح فهو شاهد لما خفي على النبي عيسى وموسى وهو من منظومة شبكة الامام الثاني عشر ومن وزرائه وحسب تتبع بعض المحققين هناك جمهرة من الانبياء لا زالوا احياء ولكن في خفاء ولو جمعهم وادي لرأيتهم سيلا عظيما منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص .

فطبيعة الاصفياء والانبياء والاوصياء ان فريقا منهم شاهر معروف وفريق منهم مستتر مغمور المستتر المغمور الى ما شاء الله فهم وزراء واعوان لصاحب الزمان بنص عدة سور من القرآن ان القيادة لقربى النبي لا لغيرهم ، فهؤلاء الانبياء ليس لهم ان ينسخوا حكما لسيد الانبياء او لا يكونوا تابعين له المهيمن على الكل هو خاتم النبيين وهذا هو معنى الخاتم ، فمعنى لا نبي بعدي يعني ناسخ والا سيد الانبياء قال سيأتي عيسى بنص القرآن فما معنى البعدية؟ وما معنى لا نبي؟ وهذه الابحاث اثيرت عند المفسرين والمتكلمين وان كانت هي مهجورة الان .

فدولة الظهور اعداد لما فوقها ودولة الرجعة والمهديون الاثنى عشر هي رجعة الائمة الاثني عشر وهي تمهيد لدولة جدهم امير المؤمنين ودولة امير المؤمنين تمهيد لدولة سيد الرسل ، فكما ان الانبياء السابقين كانوا يمهدون لسيد الانبياء الائمة يمهدون ايضا مرة اخرى لدولة سيد الانبياء ، فالاعداد الولائي طويل المدى والا ليس النبي ادريس ساكت مجمد وكذلك النبي عيسى وكذلك النبي خضر هم ليل نهار في حالة عمل .

بل حتى الذين ذهبوا للبرزخ فتصرفات سيد الانبياء في البرزخ في الدنيا وليست هي منعزلة عنه وكذلك سيد الاوصياء كيف انما وليكم الله وهو منعزل ؟ فهل الله عز وجل عندما نصب خليفة عزل نفسه ؟ فهل عندما يجعل رسول الله الامام الثاني عشر خليفة هو ص ينعزل؟ كلا وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون او انما وليكم الله ورسوله والمؤمنون او ما افاء على رسوله من اهل القرى فثروات الارض هي لله واللام للتمليك فولاية الله لا تنعزل كذلك ولاية الرسول لذلك يقول امير المؤمنين يموت الميت منا وليس بميت شبيه ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا يعني بمعنى الانعدام المطلق كلا بل هم احياء عند ربهم يرزقون فكل عنده تصرفات بحسب مقامه ودرجات .

اذا الله ورسوله والذين امنوا هم رقباء على الاعمال فاذن الكل في حالة نشاط واستنفار حتى وردت الرواية ان ملاصقة رسول الله لامير المؤمن بعد رحيله اشد من ملاصقة رسول الله له في هذه الدنيا فيقول له افعل ولا تفعل فاذن هم ليسوا في حالة جمود وهذا اعداد عجيب وغريب .

الدولة المهدوية ودولة الظهور التي لم يعرفها العرف السياسي حتى الان انه كيف يمكن تأسيس دولة لا تزول؟ ان هذه ليست معقولة لدى البشر باي هندسة كانت سياسية اجتماعية حضارية وهذا ليس معناه انه نبقى متفرجين وباردين وانما حادين وكيسين وفطنين وحذرين فالطريق طويل المدى .

نقلنا امس فتوى السيد محسن الحكيم قال ان ما اقوله هو مراد الفقهاء في باب التقية اذن كيف يفلسف باصول التشريع؟ يعني ما هي القوانين الدستورية في التقية ؟ انها لاجل استقواء لا لاجل الاضعاف وكذلك باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو لاجل اقامة القسط واقامة المعروف فهو غاية الغايات فهذه الخارطة ليست خارطة ثقافية او فلسفية هذه نظام قواعد واسس في الابواب الفقهية ومترابطة مثل الشبكة الخوارزمية و ان لم نهتد لها لا نستطيع ان نجد نظام فقهيا .

من ثم قرأنا امس متن زيارة الامام الهادي في ان التقية التي مارسها امير المؤمنين لم تكن تقية ضعف او انزواءه او تكريس او انعزال عن مقاليد القدرة بالعكس نشاط امير المؤمنين هو الذي اوصله الى مقاليد القدرة بعد خمسة وعشرين عام وهذه لم تحصل قط في الاسلام ولن تحصل ان الكل يهتف باسم امير المؤمنين هذه لا حصلت في خلافة ابي بكر حيث حصل فيها نزاع شديد وتقحم عمر في تعيين ابي بكر دون البقية ولا في خلافة عمر ولا في خلافة عثمان بخلاف خلافة امير المؤمنين عليه السلام هي الوحيدة بعد رسول الله تجد كل الجمهور هتف بها واصر عليها فلم يكن امير المؤمنين جامدا ومنعزلا وساكنا .

يوجد في نهج بلاغة في نقل كلام عثمان ان الذي اوصل عليا الى ما وصل هو تدبيره وتخطيطه اذن التقية كما تشرحها الايات الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا اذن التقية بمعنى تدبير التخطيط والوقوف على حيلة العلاج وحلحلة الامور ورفع الموانع هذا هو المفهوم الحقيقي للتقية باسلوب بارد ناعم او حاد ، هذه اليات بحسبها لان الية الوصول للقوة باي طريقة ربما القوى الناعمة اعظم من القوة الساخنة القوة في الحقيقة لها عدة معاني وافاق .

اذن بهذه المنظومة من القواعد والشواهد نلتفت الى كيفية تبويب التقية مر بنا مثلا معنى الكتمان لاحظ وقال رجل من ال فرعون يكتم ايمانه فهو كتم الايمان لكن ما جمد نشاطه بحيث الله عز وجل عقد له سورة كاملة وهو حزقيل سورة المؤمن وهي نفسها سورة الغافر فدائما يكرر فيها يا قوم يا قوم لعله عشرين ثلاثين اية الى ان تجد في النهاية الله يقول فوقاه الله ، فمع انه يكتم ايمانه لكن يضخ الهداية والنشاط .

الامام الصادق كما في مضمون الرواية يقول انه اذابوه في الدهن فقالوا كيف فوقاه الله؟ قال عليه السلام يعني لم يستطيعوا ان يؤثروا فيه وان يعدلوا نهجه وهناك روايات مستفيضة السباقون ثلاثة حبيب النجار وعلي بن ابي طالب وحزقيل واعظمهم امير المؤمنين فحزقيل رغم انه يكتم ايمانه ولكنه في قمة النشاط واقام الحجج عليهم وادى به الحال الى ان قتل لكن ادار المسار بطريقة ما يستطيعون ان يؤثروا على ارادته وفكره واستقامته .

فيقول الامام الصادق هنا ان التقية لحفظ العقيدة اعظم من التقية لحفظ البدن ولحفظ الدم فوقاهم الله سيئات ما مكروا ، فالمعركة الاكبر والاعظم والاخطر هي معركة الفكر والعقيدة فاذا كانت الحرب الاعلامية النفسية تزلزل المؤمن عن عقيدته وفكره هذا اكبر خطر فلذلك مزاولة التقية لحفظ الدم او الاعراض يجب ان تكون بتوازن مع حماية الفكر والعقيدة وممارسة التغيير والمدارات يجب ان تكون بتوازن مع عقيدة الفكر وحراسة العقيدة يعني ليس افراط وتفريط انما شرعت التقية لحفظ الدم فاذا بلغت الدم فلا تقية فشرعنة التقية لحفظ الدم هي الغاية لكن غاية غايات التقية هي حفظ بيضة الدين والعقيدة والفكر ولا يمكن ان تكون الغاية الاعظم للتقية ضحية للغايات المتوسطة .

هذا البحث في التقية اعظم من بحث التفاصيل انه كيف تكون التقية في الوضوء وفي المسح على الرجل وعلى الرأس نعم هذه تفاصيل شرعية مهمة ولكن اين هذا من ان ترسم بنيان اصيل لباب التقية؟ مر بنا ان فتوى السيد الحكيم يشير الى ان الهندسة الاصلية لباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اعظم من تفاصيلها فيا ايها الباحث اعرف بان الفهرس الاجمالي اخطر من التفصيلي وهذه الفهرسة اذا لم يكن على نظم فعملك العلمي هباء منثورا وهذه الرواية مستفيضة انما شرعت التقية حفظا للدماء فاذا بلغت الدماء فلا تقية يعني لاحظ الغاية هي المهمة .

هذا شبيه مدرسة فقه المقاصد او مدرسة روح الشريعة او مدرسة اصول القانون فطبقات القانون اولى من مدرسة فقه المقاصد او مدرسة روح الشريعة ومذاق الشريعة فلا تنس الغاية وتنهمك في المقدمات انما هي البوصلة لصحة المسار وتسمى بطبقات الغايات .

اذن مؤمن ال فرعون نموذج عظيم في التقية وكذلك ابو الطالب وهو مؤمن قريش فانواع التقية بين الكتمان والتقية الخوفية والمداراتية غايتها الاقواء والاستقواء وليس الاضعاف ،

ان قيل انه اذا كان الانسان هو ضعيفا امام الطواغيت فكيف يمارس التقية من قوة ؟ نقول ليس القوة بمعنى القوى المعلنة وانما القوى الناعمة والعقل الامني فانت لما تبرمج نشاطك على نفس المسير ونفس الاستقامة لكن بشكل خفي هذا نوع من تنامي القوة ، احد عناصر القوة عند اهل البيت في التقية هو كظم الغيظ يعني العدو مهما يكون لا يستفزه .

هارون العباسي السفيه ما يستطيع ان يستفز موسى ابن جعفر ليخربط برنامج الامامة وانما الامام على حاله وكذلك امير المؤمنين في الهجوم على داره ابو سفيان وعمر لا يستطيعون ان يستفزونه كي يدخل معهم في حرب عسكرية ليقال ان بني هاشم يطمعون في الدنيا فاذن نبيهم ايضا طمع في الملك ، فتبدأ الناس تشكك في اصل الدين فامير المؤمنين فوت عليهم هذه الفرصة وهذا الطمع لابي سفيان وبني امية والاحزاب هو اعظم من طمع الرئاسة السياسية لان طمعهم في دحض النبوة لسيد الانبياء وهذا اعظم من غصب الرئاسة والخلافة هذا هو كان طمعهم الاصلي كما قال حفيده لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل فطلق امير المؤمنين الدنيا والرئاسة لكي يبقى اعتقاد الناس بدعوة سيد الانبياء على حالها كما قال عليه السلام لفاطمة انه ان قمت فلا يسمع هذا اسم النبي في الاذان يعني الناس سوف تشكك في النبوة وان القضية كلها صراعات سياسية ولكن بتخطيط امير المؤمنين سيفهمون انه هو الذي شيد الدولة وهؤلاء الذين تقمصوا لباس الرئاسة هم فرارين غير كرارين يأخذهم الهلع مع ذلك امير المؤمنين كعظم الغيظ يعني الطرف الاخر ما قدر ان يستفزه بحيث يخربط برامجه ومسيره .

كما يقولون في الاصطلاح العصري عنه بالصبر الاستراتيجي يقولون كيف اعتدي على فاطمة و امير المؤمنين ساكت ؟ نقول نعم لاجل دين ابيها وهو يقدم الغيظ لاجل ابقاء الدين ، فهم يريدون مناوشة عسكرية والا ابو سفيان اتى وعرض على امير المؤمنين رجالا عاملة لك ، انت انظر علاقة الاحزاب الاموية مع ابي سفيان والا سالم مولى ابي حذيفة هو اخو لمعاوية ولاحظ الاصبع الاموي الى اين وصل لان سالم له دور عظيم وهو نفسه مولى لابي سفيان وكان له دور مصيري فاصل هدفهم هو الخلافة اما البيعة هذا هدف ثاني تبعي فان هدفهم اعادة دين الاجداد فلتصر فتنة وشبهة لكن امير المؤمنين فوت عليهم هذا الشيء فمن جهة اعطى للناس طابع انه كابن عمه ليس وراء مصالح الدنيا وهكذا فاطمة ومن جهة اخرى عرى الطرف المقابل ان هؤلاء طلاب دنيا .

وكظم غيظ امير المؤمنين اعظم من مبارزته لعمرو ابن عبدود في الخندق ، فالقوة ليس من الضروري ان تكون دائما ساخنة وانما كيف تدير انت اللعب والصراع هذا نوع قوة والا تجد الله تعالى امتحن النبي يوسف قالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا؟ وكذلك مريم امتحنت ولكن كل هذه الامتحانات في سبيل الله فلماذا يمرر الله عز وجل هؤلاء الاصفياء بهذا الامتحان الشديد؟ انه ليكشف الطرف الاخر ويثبت دينه .

اتفاقا لما اعتدوا على فاطمة هو استدراج من الله والرسول وامير المؤمنين هم استدرجوا لا ان امير المؤمنين استدرج وانما كظم الغيظ وادار الصراع بتخطيط وكياسه في القوة وهذا اعظم من استعمال القوى الساخنة ، دائما الصراع الامني والفكري والعقائدي اخطر من الصراع الفيزيائي او المادي ولكن المشكلة اذا صارت هناك حرب اعلامية نفسية وتجد سذاجة لدى المؤمنين وعدم دهاء فكري وامن تخطيطي لان هذه كلها درجات وطبقات ومجالاتها كثيرة كبيرة .

فلغة الخطاب واللغة الاعلامية في الخطاب في المنازلات العلمية النفسية الفكرية مهمة وكثير من المغالطات تجعل مطوية وهي مغالطات في البعد الاقتصادي او الامني او الحقوقي او القانوني ولكن باعتبار اننا مستسلمين منهزمين امام المغالطات نستسلم كما يريدنا العدو ، اذن جانب القوة والوانها الى ما شاء الله وهي درجات عديدة وليست كلها بزي واحد او ازياء متقاربة وانما ازياء مختلفة وانواع مختلفة .

السيد موسى الصدر كان له دور في اعداد القوة عند المؤمنين في لبنان وجاء بعده الاخرون بادوار اخرى ولكن الادوار لا تخلص ـ، فالسيد الخميني والسيد الخوئي من الجانب العلمي كل يأخذ دوره والشهيد الصدر له دور والمراجع الموجودين حفظهم الله لهم ادوار في حفظ قوة الامة فهي ادوار وانواع ولانظنها لونا واحدا .

فاذن القوة متعددة سواء حوتها الابواب الفقهية ام لا ، ونحن يجب ان نلتفت للقواعد العامة الفوقية ، نجد في ثورة العشرين كل الكبار متسالمين ان هناك خطأ استراتيجي غفل عنه علماء الامامية يعني بعد ما حققوا النصر وقاموا بالتضحيات كيف يقومون بتسليم النتيجة لغيرهم؟ فهم قاموا بامر العظيم لكن ما بعده المسؤولية اهم فالاخطاء يجب ان لا تتكرر كذلك ثورة المشروطة قبل مئة سنة كانت فيها انجازات وكانت فيها اخفاقات يجب ان لا تتكرر و ان ناخذ العبر فنحن في طريق تنامي القوة وليس تضائل القوة وهذا هو وعد الله والله لا يخلف وعده ولكن يجب ان يكون هناك همم تحمل المسؤولية ، فلا نعتني فقط بما انجز جيلنا وانما نقرأ المستقبل القريب والبعيد والمتوسط انه كيف نقوم بالمسؤوليات؟ لا ان نرجف بانفسنا الاعداء وان نيأس انفسنا من القوة .

لقد طرح الفقهاء مسألة رمزية وهي حرمة بيع السلاح للاعداء فقطعا ليس مقصود الفقهاء في هذه الفتوى الاتفاقية خصوص السلاح وانما كل قوة يعني يجب الا نسلب من انفسنا القوة ونقول ايها الاجنبي تعال وخذها منا، فانت ولي هذه القوة سواء قوة بترول او قوة غاز فالغاز والنفط ليست لدولة فلان ولا لعائلة فلتان هذي قناعات قنعنا بها فصدقناها ، من قال انك تسلم القوة للطرف الاخر؟ سواء قوى نفطية غازية علمية جغرافية ، هم يرسمون ونحن نستسلم .

اذن افق اعداد القوة كبير جدا ويحتاج لتنظير قانوني ولا يكون الطرف الاخر الهج منا في كيفية تنظير القانون واغناء العقل العام بالقوة فهذا خطأ والا ليس هو الامر الواقع ولكن نحن نقنع انفسنا انه واقع فننهزم ، لاحظ حتى على صعيد التقنين والقانون والحقوق هي رسمها وعاظ السلاطين لان الامم المتحدة هي شريح القاضي في زماننا هذا لانهم مشرعنون لما يريده السلطان الطاغوت فمن قال لك هذه القوانين صحيحة؟ هذا الدليل الانهزام في التنظير الحقوقي والقانوني واتفاقا مذهب اهل البيت اكثر منظومة متوازنة عقلانية وتاريخها مشرف بخلاف داعش والقاعدة .

مر بنا كرارا انه حقوق الانسان باعتراف اينشتاين مع الاديب الشيعي الكبير انها اخذت من منظومة حقوق الانسان لسيد العابدين ولزين العابدين فنحن اصحاب هذا المنطق ولكن يوظف هذا المنطق ضدنا فننهزم.

logo