« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/07/19

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (26) التقية والمسؤوليات العامة

الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (26) التقية والمسؤوليات العامة

 

مر بنا انه استفتي السيد الحكيم في مجلة اضواء والمتن هكذا :

لقد جاء في رسالتكم العملية في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انه يلزم من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرر في النفس او في العرض او في المال وهذه الشروط موجودة في كل المدونات الفقهية وهنا السائل يقول وقد رأينا جملة من المؤمنين الصالحين العاملين قد امروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وقد لاقوا ما لاقوه من قوى الشر والضلال فهل ان عملهم هذا غير صحيح؟ حيث هم قتلوا وسفكت دمائهم او انتهكت اعراضهم وصودرت اموالهم او الحق بهم ضرر شديد جدا ؟؟

فاجاب السيد الحكيم ان شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكرها الفقهاء فمن الحلو ان الفقيه يتعرض لشرح مسار الطائفة وليس فقط لارائه الخاصة وديدن علمائنا هو هذا ان يتعرضوا مع ارائهم ايضا لمسيرة الطائفة ، فيقول السيد حكيم ان شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ذكرناها وذكرها الفقهاء انما هي شرائط للنهي عن المنكرات المتعارفة كترك الصلاة وشرب الخمر واكل اموال الناس وهتك اعراضهم ونحو ذلك مما لا يمس باساس الدين وبيضة الاسلام يعني البعد الفردي وليس الجمعي اما المنكرات التي يخشى من وقوعها على اساس الدين فيجب مكافحتها والتضحية في سبيل الدين بكل غال ورخيص وبالنفس والنفيس .

فاذن لا يمكن تطبيق ضوابط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المذكورة في الكتب الفقهية على هذا البعد وانما يجب ان تقرأ كل منظومة هذا الباب مع ان هذا الباب من اعظم الابواب بل حتى الجهاد والالية العسكرية الذي هو بمنزل القطرة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس الا الية من اليات اقامة احكام الله وزعزعة اعمدة الشيطان فالمعروف والامر باقامة المعروف عنوان عام وكذا المنكر والنهي عن المنكر وليس المراد خصوص النهي الانشائي وانما يشمل النهي التكويني اي المنع والردع والامر بالمعروف ليس المراد به الامر الانشائي فقط وانما الامر التكويني اي الايجاد فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر المراد به مطلق اقامة المعروف ومطلق ازالة المنكر من ثم يكون الجهاد قطرة في هذا البحر لانه ليست الالية الفردية لاقامة احكام الله وانما هذه الية من الاليات وسنبين انه ما هي غايات واهداف اعداد القوة .

فاذا كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هكذا فلماذا الاعلام لم يصرحوا في المدونات الفقهية بذاك القسم الذي هو اخطر واعظم وانما ذكروا ما هو ادنى ؟ فيجب على المستنبط الا يغتر بظاهر الكلمات ، من هنا يصرح السيد الحكيم ويقول هذا ليس مراد الفقهاء بقول مطلق يعني نحن كتمنا ما هو اخطر وابدينا ما هو اقل خطورة فليس هم يريدون ان يخلوا بهذا الواجب فالذي يدون في المدونات لا يمثل الرأي الكامل لفتاوى علماء الامامية بسبب الظروف المحيطة بهم .

لاحظ الديلمي تلميذ المرتضى وسلار صاحب كتاب المراسم فترة من الفترات انتقلت المرجعية اليه بعد الشيخ الطوسي والسيد المرتضى وهو قام بالاشراف على تغسيل استاذه السيد المرتضى فهو ينص بصراحة على الشهادة الثالثة في كتابه المراسم ولا يعلم ان فتواه هو الوجوب او الاستحباب ؟ يعني ليست صريحة في الاستحباب وقد يفهم منها الوجوب مع انه من الاعلام الكبار وهذه الفتوى يفتي به استاذه السيد المرتضى ، فهل البقية لم يفتوا او اتقوا ؟ فبالتالي هذا امر محتمل ومر بنا عدة شواهد على ان الصدوق يتقي في كلامه .

فاذن التقية في صياغة الفتوى موجودة عند علماء الامامية بسبب او باخر ، انت مثلا تحمل تصريحا من احد العلماء على ظاهره انه نهائي وجدي ، كلا يجب ان تلتفت بالقرائن الموجودة في البين فكما ان الائمة كانت لديهم ظروف قاهرة ضاغطة كذلك علماء الامامية فيجب على الانسان الا يغتر بالفتاوى وانما يلملم الشواهد والقرائن العديدة على تحصيل المراد الجدي .

سبق ان ذكرنا امس في الفقه والاصول امثلة كثيرة على هذا واذا لم يلملمها الانسان ويحيط بكلمات الفقهاء في ابواب عديدة لن يصل الى المراد النهائي الحقيقي الجدي لعلماء الامامية هذا هو المنهج في كيفية قراءة فتاوى الفقهاء .

فهنا يقول السيد الحكيم اما المنكرات التي يخشى من وقوعها على اساس الدين فيجب مكافحتها والتضحية في سبيل المحافظة على اصل الدين والا لاحظوا ما صنعه مبلغ رسالة الامام الحسين قبل واقعة كربلاء فهذا يهز الوجدان وهناك وثاني وثالث فلذلك عندما يقول امير المؤمنين الجهاد والدفاع العسكري في جنب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قطرة في بحر يعني هذا الباب واسع وكبير جدا ويجب ملاحظة الموازنة كيف هي .

فهذا فقيه من زعماء الامامية ليس فقط يصرح بمراده بل بمراد الاعلام يقول المنكرات التي يخشى من وقوعها على اساس الدين يجب التضحية في سبيل محافظة اصل الدين بكل غال ورخيص بالنفس والنفيس كما يجب الجهاد في كثير من الاعصار والامصار يعني هو يأخذ الجهاد الدفاعي حفظا لبيضة الاسلام وكيان الدين وما قام به هؤلاء المؤمنون الصالحون من تضحيات وما لاقوه من قوى الشر والضلال من هذا النوع .

اشكال طرح ...

الجواب :

اولا من الخطأ ان نظن ان الرسائل العملية يفهمها عموم الناس بل حتى الفضلاء بل حتى الاساتذة انما يحيطون بنسبة مئوية منها والا فكل صغيرة وكبيرة فيها بحاجة الى مجتهدين وهذا ليس خاص بالفقه وانما حتى في الطب والهندسة والكهرباء فالثقافة العامة لعموم الناس فتستشرف مقدارا من الكتاب التخصصي او الكتاب الثقافي في تخصص معين سواء كان صيدلي كهربائي هندسي ، اما النخب فتستفيد بنسبة اكبر ولكن اذا اردناها في كل صغيرة وكبيرة بلا شك نحتاج لمتخصص ومتضلع فالموجود في الابواب الفقهية لا سيما الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يصرح السيد الحكيم ان الفقهاء لم يذكروا مرادهم بكامله وانما ذكروا القسم الادنى وان تستروا عن ذكر القسم الاهم .

فاذا كان هكذا الحال في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فكيف بمن دونه من الابواب ؟ كالتقية والدفاع والجهاد فهذه الشروط كما مر تمثل جانب فردي لملاكات متوسطة او دانية اما اذا وصلت الى ملاكات خطيرة وهامة فهذه الشروط لا معنى لها وبالتالي يثاب المكافح المناضل والمجابه والمجاهد وكل من هذه المفردات لها معاني خاصة بها وحتى ورد في خطبة الصديقة سلام الله عليها .

فهذا السؤال الذي سئل السيد محسن الحكيم هو الذي نحن بصدده وهو بحث عن الهندسة الصناعية الفوقية في هذه الابواب فانت تدخل كتاب الامر بالمعروف وتحضر دورة خارج وتدقق في التفاصيل والادلة والاقوال ولكن لم تطلع على الخارطة هل هو بعد فردي او بعد خارجي؟ فتكون غافلا عن اصل الخارطة والمسار ، وهنا سر الاخفاق والغفلة الخطيرة وهو اهم من تفاصيل البحث ويرتبط باصل القاعدة واساس البحث وهذه نكتة جدا جدا مهمة ونحن من بداية هذه الجلسات الى الان في صدد هذا المفصل الفوقي الخطير .

عطفا على ما مر بنا امس ان ابواب التقية لها عدة معاني منها الكتمان والاخفاء وهذا باب مفتوح ولكن ليس معناها طمس الحقائق وهناك تقية بمعنى الهدنة او الخوف فانت تظهر مجاراة بسبب الخوف والضعف وهناك تقية المداراة ، وشرائط كل من هذه الابواب تختلف عن بعضها البعض ، اما الاخفاء فلا حد لها لا بداية الدين ولا نهاية الدين و احد صفات الله انه يخفي السر ، فبالتالي باب الاخفاء سياسة تعليمية تربوية امنية منفتحة على ابعاد عديدة لكن ليس بمعنى طمس الحقائق وانما تكليم الناس على قدر عقولهم وليس ان تهديهم على قدر عقولهم وانما تكلمهم بذلك ، فانت يمكنك ان تعطيهم البرنامج كامل ملفلفا بمقدار ما يستوعبوه لكن هم تلقائيا لما يرتبطون بهذا البرنامج يقودهم الى الصراط المستقيم ففرق بين كلموا وبين اهدوا وارشدوا .

طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون فالحذر شيء ودرجة البيان شيء اخر ، فاذن اصل نظام الاخفاء والكتمان هذا بحث مطول ومن اعظم بحوث التقية انه ما هو ميزانه؟

كما انه عندنا قاعدة حرمة الكتمان ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ومن جهة نجد ان الاذاعة حرام فكيف نجمع بين هذه القواعد؟ فتارة انت تبين الحق والحقيقة والهداية لكن بدون ان يشعر المخاطب بذلك ، فهذا هو الكتمان لا انه طمس ولا انه اذاعة اما كيف تجمع بينها فهذا بحاجة الى نظام خاص وضوابط لست حاليا في صدد الخوض فيه لكن يجب ان لا نخلط بينه وبين التقية الخوفية حيث هي لها شرائطها وهي بعد فردي وحتى هذه التقية الخوفية لها درجات لانه كما مر بنا هذه الشرائط في التقية هي في البعد الفردي اما اذا وصل الى بيضة الدين او الدماء فلا .

فالتقية في كل شيء لكي يحقنوا بها الدماء فاذا بلغت الدم واساس الدين فلا ، فلاجل الدين يبذل كل غال ورخيص فبالدقة التقية في هذا القسم الثاني ليست لتكريس او لازدياد الضعف بالعكس هي نوع من التدبير والتخطيط او التكتيك للحفاظ ولازدياد القوة وتفويت الفرصة على العدو من ان يوجه ضربة للانسان ، ولذلك ورد في زيارة الامام الهادي لامير المؤمنين وهذا المقطع ليس فقط التقية الفردية بل عمدة التقية حتى في الجانب الاول فالامام الهادي عندما يخاطب جده امير المؤمنين واشهد انك ما اتقيت ضارعا وهذه التقية من امير المؤمنين كانت على الصعيد السياسي للحفاظ على اصل الدين وليس على المستوى الفردي فانه يمارسها الانسان من موقع قوة لا من موضع ضعف ، وهذه شرائط الوجوب لا شرائط الواجب .

فيقول الامام الهادي اشهد انك ما اتقيت ضارعا يعني ليس من الخنوع والضعف ولا امسكت عن حقك جازعا فهو لم يجابه القوم ولكن ليس خوفا من الطرف الاخر امسكت عن حقك جازعا ، فالجزع قريبا ما يصاحب الخوف او قلة القوة وقلة الصبر ، اذن ليس من موضع ضعف النفس وعدم الصبر وعدم القوة ولا احجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا ، يعني لم تنكل بالميثاق الذي كان بينك وبين الله والرسول ، ان تجاهد الغاصبين مع انه اخبر النبي حتى في طرقهم ان الامة ستغدر بك يا علي من بعدي وهذا حديث صحيح عندهم فاذن هذا ليس من باب النكول والجزع وعدم الصبر .

ولا اظهرت الرضا بخلاف ما يرضي الله مداهنا يعني ليس من باب الراحة والوئام ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ، اي ضعف بدني ولا نفسي فالتقية لا يمارسها من باب الضعف ولامن باب الوهن ولا من باب الاضطراب النفسي وعدم التقيد بثوابت الدين ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا ، يعني لم يقر لك قرار استكنت يعني سكون وجمود وترك النشاط .

لذلك تعبير جليس البيت خمسة وعشرين سنة هذا التعبير خاطئ باطل ، الامام هنا يقول ولا استكنت يعني لم يحصل لديك سكون عن طلب الحق ، من ثم امير المؤمنين كان في السقيفة وحيدا ولكن بعد خمسة وعشرين سنة هتفت الجماهير به فهذه لم تحدث صدفة وحتى اعترف عثمان بان طمع الجماهير في قيادة امير المؤمنين هو احد اسباب الثورة عليه فكانوا يطمعون ان يقودهم امير المؤمنين فاذن هو ما استكان وما كان جليس البيت وانما كانت مثابرته ونشاطه مواصلة لاقامة الحق حتى انقلب الجمهور على مشروع السقيفة فثورة الجمهور ليست ثورة على عثمان فحسب وانما هي ثورة على عهد عمر بن الخطاب الذي اوصل عثمان الخلافة وثورة على عهد ابي بكر الذي اوصل عمر للخلافة وثورة على عهد السقيفة فاذن القول بانه جليس البيت هذا منطق غير صحيح .

فيقول الامام الهادي ولا استكنت يعني ما اخذت السكون والجمود عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك وفوضت اليه امرك وذكرت القوم فما ذكروا ووعدتهم فما اتعظوا ، فانت اخذت معهم مجابهة فكرية وسياسية ولو كانت ناعمة كما ان هارون ندد المنحرفين ولم يذب في الانحراف هكذا في شأن امير المؤمنين بل اذ ظلمت فاحتسبت ربك وفوضت اليه امرك وذكرت القوم فما ذكروا ووعظت القوم فما اتعظوا وخوفتهم الله فلم يخافوا فهو راعى الدين بالية غير القيادة والرئاسة وانما بالية ارشاد الامة وتعطش المستويلين على الخلافة اليه وهو ع ارشدهم بنحو لا يعطيهم الشرعية ولا يفرط في اصل بنى الاسلام يعني موقف صعب ممن لا يزعزع دين ابن عمه المصطفى وانما يكرس بقائه واستقامته مهما امكن ولا يعطي الشرعية للمستولين على الخلافة .

من ثم هو ع لم يقبل اي منصب اداري لكنهم كانوا مضطرين لمشورته واستشارته في الامور السياسية والعسكرية ونبذ منها ذكرناها في كتاب عدالة الصحابة حتى انهم في القضايا العسكرية مضطرين اليه وكذا في الامور الادارية والمالية الاقتصادية ولولا الخطط الادارية اللي اعطاهم اياها لاصابت دولة المسلمين الكوارث الاقتصادية والمالية وكل هذه ترصدها كتب التاريخ ، فمن جهة هو لا يشرعنهم ومن جهة اخرى لا يترك الاسلام غريبا وحيدا يتلاعب بمصيره وانما جمع بين الامرين وهذا تدبير صعب جدا ، شبيه ان هناك شخصا غير كفوء يقود السيارة فلا يمكنك ان تتركه والسيارة لانه ينزلق بها الى الهاوية ومن جهة ايضا لا تعطيه كل الاهتمام كي يغريه زمام السيارة الى مزيد من التعنت .

ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك اذن هذه ليست قيود شرعية للتقية اعني الجمود والضعف والوهن النفسي والجزع والتململ والكسل كل هذه لا صلة لها بالتقية المشروعة ، وانما هذه عبارة عن انتكاسات في المؤمنين ويجب الا يتوحلوا فيها لذلك يقول عليه السلام اشهد انك ما اتقيت كذا معاذ الله ان تكون كذلك يعني تأكيد منه ع . فهو مارس التقيية بالاستقواء وتنمية القوى فبعد خمسة وعشرين سنة ثارت الامة على مشروع السقيفة وهذا ليس على عثمان وانما الثورة على النهج والمسيرة واصرت الامة ان تعود الخلافة الى مسارها الاصلي .

معاذ الله ان تكون كذلك بل ظلمت فاحتسبت ربك وفوضت اليه امرك وذكرت القوم ووعظتهم فما اتعظوا وخوفتهم الله فلم يخافوا واشهد انك يا امير المؤمنين جاهدت في الله حق الجهاد حتى دعاك الله الى جواره وهناك نماذج كثيرة في القرآن الكريم في ممارسة التقية لتكريس اعداد القوة لا لتكريس الضعف .

مثلا لاحظ قوله تعالى ان الذين توافاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها؟ ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة من الرزق ، فانت لماذا تستضعف نفسك وتجعلها قابعة تحت الطاغوت وانما يجب ان تهاجر ، نعم تارة تقتضي المصلحة ان تبقى كي تحمي بقدر ما يمكن اعراض المؤمنين وبيضة الايمان وان كان ﴿المستولي هو طاغوت فهذا بحث اخر لكن لا لكي تكرس الاستضعاف على نفسك فهذا غير مبرر في منطق القرآن .إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ( 97 ) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ( 98 )﴾ ان الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم يعني ما عندهم قدرة على هجرة ما يبرر له ان يكون مستضعف في هذه البقعة الا المستضعفين من النساء والرجال الذين لا يجدون حيلة ، اما اذا كانت عندك حيلة فلا ، حيلة يعني يحتال بالمعنى اللغوي يعني يهتدي الى تدبير ولو خفي .

هذه الاية تفسر المعنى الحقيقي للتقية انها تدبير خفي عن العدو للمحافظة على القوة والثوابت الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا يعني لا يدرون المسار والمخطط والهدف كيف ، الحيلة هو التخطيط الخفي او فيه لطافة هذا هو معنى التقية يعني التدبير يخفى على العدو في حين هو يوصل الى الغرض هذا منطق التقية في القسم الثاني .

لذلك اذا اردنا ان نلاحظ النماذج يقولون ابو طالب مؤمن قريش يعني كمؤمن ال فرعون؟ وقال مؤمن من ال فرعون يكتم ايمانه وهذه هي التقية والعجيب من الطرف الاخر يجحدون ان يكون ابو طالب مؤمنا يكتم ايمانه وهذا هو العناد ومن انصر ناصر للنبي من ابي طالب انك لا تهدي من احببت هو اكبر ناصر فكيف ناصر للنبي لا يرغب في الهداية؟ انتم دائما على خط الفرار ، هو مجرد يكتم ايمانه ليفوت الفرصة على قريش مع ان نصوص الايات ليست فقط تذكر ايمان ابي طالب بل تذكر اصطفاءه ، فكيف هومصطفى ومؤمن ويكتم ايمانه؟

فلاحظ ابو طالب كيف مارس اقصى قدرة النصرة والمناصرة والمؤازرة للدين ولرسول الله لكن من دون ان يعطي الفرصة لقريش في العدوان عليه او على رسول الله هذا هو معنى التقية يعني تكريس للقوة والنصرة لا تكريس للضعف والجمود ، وقد نزل الوحي من السماء هاجر يا رسول الله فقد مات ناصراك وهذا الحديث عندهم موجود فاذا كان الله يصف اباطالب بانه ناصر رسول الله يعني بقاء رسول الله في مكة وبقاء الدين محميا مرهون بابي طالب ومع ذلك يتطاولون على ابي طالب .

logo