46/07/11
/ حقيقة الواجب الكفائي والمسؤوليات العامة (2)/باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (20)
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (20)/ حقيقة الواجب الكفائي والمسؤوليات العامة (2)/
كنا في مبحث الدفاع والجهاد والمرابطة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه ابواب حساسة جدا ومرتبطة بالمسؤوليات العامة الاجتماعية والحلقة السابقة التي مضت بنا ان عدم اليقظة وعدم الوعي بحقيقة الحكم الكفائي يسبب غفلات خطيرة جدا وبكل صراحة يستلزم تفريط في الواجبات الكفائية جدا جدا .
ثم انه الامر عكس ما يتخيل ، فانه اول ما يسأل عنه العبد في القبر هو الواجب الكفائي لاالعيني او قل العيني في الكفاءي او ربط الانسان بالمسؤولية الكفائية لا انه اول ما يسأل عنه هو الواجبات العينية الفردية التي ليست كفائية.
في الروايات ورد انه اول ما يسأل عنه العبد هو الولاية لله الرسول ولأهل البيت فلا يسأل عن الصلاة ، وهذه روايات متواترة بالضابطة التي يذكرها السيد الخوئي في التواتر هي روايات متواترة فهي اول ما يسأل عنه يعني اهم مسؤولية بينما الموجود الان في الذهنية الدينية على صعيد الوسط العلمي الخاص او حتى عموم المؤمنين ان الواجب الكفائي اقل شأنا يعني تسع الامة بمجموعها لا انه انا الفرد الخاص مسؤول عنه فح اذا كان كفائيا فلا يختص بي فبالتالي ليس من خصوصياتي وان الامة ككل يأتيها العذاب فيشملني فحشر مع الناس عيد فليست هي مساءلة لي خاصة .
ان هذا مجانب وبعيد عن حقيقة الواجب الكفائي ولكن الاعلام لم يوضحوا ذلك في علم الاصول بشكل وافي جيد متقن انما اوضحوه في ابواب الفقه ونموذج منه في المكاسب المحرمة في بيع العصير على من يصنعه خمرا فهي مسئولية انه كيف تبيع العنب على من يصنعه خمرا ففتح الاعلام الباب في هذه المسألة في المكاسب المحرمة فنموذج بيع العصير على من يصنعه خمرا نموذج لمطلق الاعانة او التعاون المنظم او غير المنظم في اشاعة المنكرات في المجتمع على صعيد واسع او ضيق او متوسط .
فهناك معركة بحث علمي عند الاعلام جدا مباحث حساسة وقواعد عامة فيها لانه ليست مرتبطة بخصوص تلك المسألة وانما مرتبطة بالنظم العام ، والموضع الاخر في المكاسب المحرمة بحثوا الواجب الكفائي بمناسبة رواية تحف العقول وعبر عنها الشيخ الانصاري بانها رواية شريفة يعني لها قدسية واحترام وان كانت مرسلة ، ونحن استخرجنا لها خمسة مصادر فكتاب تحف العقول عند علمائنا اي منزلة له ، هذه كلها نقاط اجتهادية في علم الرجال ليست تقليدية عمياوية امعية فهذا موقف الشيخ من كتاب تحف العقول ومواقفه من الروايات المرسلة وقلنا البحث عام وهو التعاون على الاثم والعدوان منظم وغير منظم وفيه معركة اراء .
المسألة التي بعد هذه المسألة في المكاسب المحرمة هو بيع السلاح على الاعداء وهي مرتبطة بالفقه العسكري واللطيف ان هذه الفتوى افتى بها الفقهاء حتى الذين لا يرتأون المشروع السياسي ان صحت النسبة لهم وانا اشك في اصل النسبة حيث الكل يكبرون المشروع السياسي في الغيبة الكبرى ولكن اختلفت ارائهم في الالية وفي الصياغة والا اصل المشروع السياسي لفقهاء امامية في الغيبة الكبرى اذا تدقق فيه ليس هناك من يوسوس وانما التخريجات تختلف او لونه وكيفية القيام به والا اصل المشروع السياسي كمسؤول هذا لم يختلفوا فيه .
واذا اردنا ان نقرأ ما وراء الفقه او ما وراء السطور من مباني الاعلام نجد هذا المنهج وهو ما وراء الفقه هو الصحيح يعني الفقه الذي يعتمد عليه الفقه الرسمي الفقيه النبيه هو الفقيه الذي يقرأ ما وراء الفقه الرسمي الظاهري والقواعد التي تبتني عليه الفقه وفي ظاهر المسائل فما وراء الفقه تعبير صحيح منهجي قويم ونجده منتشرا في الستينيات او الخمسينيات في حوزة النجف فهذا المنهج هو متين وعند جملة من الاعلام ما وراء الفقه يعني ما وراء كل علم اسرار يجب ان تلتفت اليه لا ان فقط تقتصر على ظاهر العلم ، فاقرأ ما وراء الفقه وما وراء علم الرجال وما وراء علم الاصول .
فاذن بحث الاعلام بيع السلاح على الاعداء هو بحث في حقيقة الواجب الكفائي حيث لدى الكثير في الذهنية العامة انه الواجب الكفائي انا لست مسئولا عنه ، فلو كان هناك ميتا انا لست مسؤول بالذات عنه نعم لو كان واحد لست مسئولا لكن الكلام اذا صارت ظاهرة عامة مثلا تترك الاموات .
مثلا تنقيح الحج هل تنقيح الحج فقط من جهة الواجب الفردي او تنقيح الحج من جهة الواجب الكفائي وهل الواجب الفردي وهو حجة الاسلام في نظر الشريعة اهم واعظم من الواجب الكفائي في الحج ؟ كلا عندنا العصيان في الحج الكفائي يعاجل الله النقمة من المسلمين او المؤمنين بينما لم يرد هذا في عصيان حجة الاسلام الفردي ، كذلك قضية زيارة النبي واحياء قبره فاذن الواجب الكفائي ليس كما يتخيل انه لسنا مختصين بالمسؤولية هي المسؤولية عامة ، فاذا الكل تخاذل اذن لا يمكن القيام به واذا لا يمكن القيام به فبالتالي انا غير مسؤول فيرمي كل على الاخر والحال انه من الضروريات انه لا يكون هناك عذر لبعضهم البعض في هذه المواضع الثلاث وفي مواضع اخرى .
كذلك في محل لكلامنا في بداية المكاسب ووسطه في مسألتين بحث الاعلام حقيقة الواجب الكفائي والمسؤولية في الواجب الكفائي انها اعظم اعظم بكثير ويغضب الله له عاجلا ، فاول ما يسأل عنه العبد في القبر الولاية ومسؤولية الولاية عن نظام الاعتقاد السياسي الاجتماعي العسكري الامني فاول ما يسأل به العبد في القبر قبل الحج والزكاة والصلاة وقبل كل شيء هو الولاية والصلاة بعد ذلك ، فاعظم ما يكون ذخرا للعبد في القبر ليست الصلاة وانما الولاية واذا واجه الميت اهاويل او فزع يشفع له بعض اعماله اذا استطاعت بها ولكن ان لم تستطع فتبلغه الصلاة وان عجزت الصلاة تأتي الولاية وهي اعظم من الصلاة .
هناك نصوص مستفيضة او متواترة ان اول ما يسأل عنه العبد هو اصول الدين وليس فروع الدين سواء في القبر او الصراط او الميزان او كل العقبات التي يمر بها الانسان ، فاول ما يسأل عنه هي اصول الدين واسس الدين والاعتقادات ويجمعها الولاية اي ولاية الله وولاية الرسول وولاية ذي القربى فجمعت العقائد كلها في لفظة واحدة وهي الولاية وبينا كرارا ان الولاية هي الشهادات الثلاث لاخصوص الشهادة الثالثة التوحيد يعني الشهادات الثلاث معا لا خصوص الشهادة الثالثة فثبت قرآنيا عقليا وحيانيا على ان الشهادة الثالثة هي الشهادات الثلاث واصلا هذا الثلاثي هو ارتباط بنيوي ضروري في الشهادات الثلاث واول ما يسأل عنه هو الولاية .
انما وليكم الله وليس انما ربكم الله فلا يكفي ان تؤله الله وان تعتقد بربوبيته لان ابليس ايضا يعترف بالله وانما يجب ان توالي الله وليس ان تقول هو اله واحد فهذا ليس بكافي واذا كان معنى لا اله الا الله فقط هو الوهية الله هذا ليس بكافي والا ابليس اكبر الموحدين فابليس لم ينكر معرفة الله ولم ينكر ربوبيته على صعيد الفكر لكن تمرد على الولاية وتمرد على الله وهو كفر .
هذه المشكلة الان موجودة عند الكثير ان الولاية لله يعني انا قلبا اعرف الله عز وجل واذعن به فكريا اما في مقام السياسة فانا اول عدو لمشروع الله ، مثلا في مشروع الاصطفافات السياسية وفي المشروع الاخلاقي في المجتمع انا اول عدو لمشروع الله وكذلك في مقام الدولة وفي مقام القضاء فلا استجيب لقضاء الله ، يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به فمن يكفر بالطاغوت؟ لماذا قابل الله في اية الكرسي بين الطاغوت كحاكم وبين الوهية الله فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله .
وهذا مثل لا اله الا الله فلكي يبين القرآن ان لا اله الا الله ليس فقط معرفة وليس فقط تشريع على صعيد النبوة وانما يجب ان نصل الى الولاية يعني تذعن وتنقاد الى تشريعات الله لا ان تتمرد على الله او حكمه السياسي او حكمه القضائي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ، او يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت ، فالطاغوت هنا هو السلطة القضائية وقد امروا ان يكفروا به .
فاذن لا اله الا الله ليس صرف المعرفة الذهنية وانما ترجع الى الولاية تقول انما وليكم الله لا انه وليكم البشر او الطاغوت فالتوحيد ثلاث طبقات وبالتالي هو نفس النبوة حيث النبوة مظهر لحصر التشريع بالله وكذلك الامامة هي المصدر لحسر السلطات بالله لذلك هي شهادات ثلاث ، لذلك ثلاث شهادات هي شيء واحد ، فبلا شك خالق ومخلوق موجود يعني لا استطيع ان اؤمن بصفات الله الذاتية ولكن اكفر بصفات الله الفعلية .
فاول ما يسأل عنه الانسان في القبر وفي الميزان وفي الصراط وفي العقبات كلها الولاية ، اذن اكبر الاخفاقات هي موجودة في البيان العلمي للواجب الكفائي ، فاذن اكبر ما سيساءل عنه الانسان هو الواجب الكفائي من ثم الاعلام في هذه المواضع في الفقه قالوا هذا الواجب كفائي والذي مسؤوليته خطيرة على كل فرد فرد كيف يمكن تصويره اجتماعيا وهو اخطر ما سيسأل عنه فرد فرد فهل هذا واجب فردي ام كفائي؟
مر بنا في الجلسة السابقة ان الانسان طبيعته ذو بعدين بعد فردي وبعد اجتماعي والبعد العام يتشارك فيه مع الاخرين في حين هو فرد ونحن قد بسطنا هذا البحث في المكاسب المحرمة في مسألتين : مسألة بيع العنب على من يصنعه خمرا وبيع السلاح على الاعداء وباختصار الوظائف التي نبه عليها الاعلام على خلاف ما في ذهني ، انه في الواجب الكفائي اذا لم يقم الاخرون يسقط عني كلا حتى لو لم اكن استطيع ان اتي به بمفرده مع ذلك لا يسقط فضلا عما لو لم يبادر الاخرين لا يسقط عني فيجب علي المبادرة .
هنا نكتة لطيفة صغروية وليست صغروية جزئية وانما جزئية اضافية وهذا احد الاخفاقات في تعريف الواجب الكفائي يعني بحث الواجب الكفائي قاعدة عظيمة فقهية وفيها جنبة اصولية لكن العمدة هي في الابواب الفقهية وفي المسئولية الدينية والتدين بالدين .
الزاوية الاخرى المهم والمغفول عنها في الواجب الكفائي في هذه الابواب الثلاثة ونعم التنبيه انه لو لم يبادر الاخرون مع ذلك لا يسقط عني ولو خذل الاخرون الواجب الكفائي لم يسقط عني ، فما معناه ؟
هذه الزاوية ترجع الى ان نحو اسهام الفرد في ايجاد الواجب الكفائي حصل فيه غفلة خطيرة فدور الفرد في المسؤولية العامة في الواجب الكفائي حصل فيه غفلة وهو جدا بحث مهم وهناك بيانات عديدة مثلا يا داوود اني غفرت لك ذنبك وسؤاخذ بذنبك امتك ، فتعجب داود طبعا الذنب في الانبياء لا يعني المعصية وانما الترك الاولى ولكن ترك الاولى في صعيد الادارة السياسية والحكومة له تداعيات خطيرة فالنبي داود قال كيف تغفر لي ذنبي وتعاقب به امتي؟ قال لتوبتك منه ولكن الامة لم تنكر عليك هذا الذنب فكيف الامة تنكر على النبي ولو كان ترك اولى؟ هذا يعني ان مسؤولية الدولة لا كما يتخيل انها مسؤولية رئيس ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس القضاء ورئيس البرلمان كلا وانما هذه مسئولية الامة والرئيس والرؤساء والمدراء فكيف يصير مسؤولية الامة؟ يعني مسؤوليتها ان تراقب وان تقوم الاعوجاج .
لاحظ تعبير الائمة فانظروا انتم ايها المؤمنون مسؤوليتكم الى رجل منكم روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا او حتى في القرآن الكريم ممن ترضون من الشهداء فمراقبة العدالة في من يتصدى هو مسؤوليتكم .
فلاحظ في الشأن العام اقامة احكام الله لا كما يتخيل هي وظيفة الرؤساء ووظيفة القيادات هذا مفهوم غلط في منطق القرآن نعم الادارة والرئاسة وظيفة القيادات لكن المساهمة والمشاركة والمراقبة هي وظيفة الامة ، لاحظ باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فليس المنكر السياسي او المنكر العقائدي او الاقتصادي او الاجتماعي اشد عند الله عصيانه من المنكر الفردي راجعوا الوسائل في باب روايات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذا مستدرك الوسائل والبحار وجامع احاديث الشيعة هذه الموسوعات تؤكد على ان المنكر الاجتماعي يكون غضب الله اشد من المنكر الفردي وهناك ايات كثيرة دالة على ذلك ان المنكر الجمعي او الاجتماعي عند الله اشد مسؤولية من المنكر الفردي وهذه احد الاشتباهات الموجودة ان المنكر يعني هو المنكر الفردي والمعروف يعني المعروف الفردي والحال ان باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شيد ابتداء واصالة للامر العام والمنكر العام عقائديا دينيا سياسيا اجتماعيا عسكريا امنيا لكن للاسف مغفول عنه ، .
بل القضية صارت معكوسة يعني صار التركيز على البعد الفردي انه اهم من المسؤولية العامة انت اولا واخرا فمحاسبتك ايها المؤمن المكلف بالاولويات الفردية اعظم شأنا من المسئوليات العامة فمالك والمسئوليات العامة ، وهذا قلب للموازين بشكل خطير جدا .
مر بنا ان في الادلة القرآنية والادلة القطعية فضلا عن الظنية ان الولاية عنوان للمسؤولية العامة فولاية ال البيت ليست مجرد عواطف في الروح ومعرفة في الفكر والمعرفة وانما ولاية اهل البيت التزام عقائدي وديني على صعيد الظاهرة الاجتماعية والانقياد الجمعي عقائديا وسياسيا وعسكريا وامنيا والولاية لله والولاية للرسول فالولاية عنوان لمعنى الواجب الكفائي .
لاحظ ﴿انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ وهذه قد شرحها الله عز وجل في نفس الاية يعني الولاية لله وللرسول وللائمة وهذه الاية شرحها الله في سورة المائدة في قبال تولي اليهود ، فانت في قبال تولي اليهود تتولى الله والرسول والائمة لكن في الاية التي بعدها وصفت الانقياد لامير المؤمنين ومتابعته ومشايعته ﴿فان حزب الله هم الغالبون﴾ حزب الله في القرآن يعني الانقياد والولاية لراية امير المؤمنين .
فمعنى الولاية هو هذا وليس البعد الفردي وانما البعد الذي يرتبط بالمسؤولية العامة فهذه غفلة موجودة عن الواجب الكفائي ان الواجب يعني الشأن العام ، مسئوليتي باتجاه الشأن العام العقائدي السياسي الامني الاخلاقي ، فمعنى الواجب يعني مسؤولية الفرد واسهامه في الشأن العام وهذه المسئولية يسأل عنها الانسان اشد مما يسأل عنه عن الواجبات الفردية .
اصلا بالنسبة الى الله عز وجل الواجبات الفردية انما اوجبها على الانسان مقدمة لكي يتهيأ ويستعد للقيام بدوره في المسؤولية العامة وفي الشأن العام لاالعكس فالصلاة والصيام والزكاة والحج مقدمة لقيام الفرد في الشأن العام ومر بنا الصلاة في البعد العام غير الصلاة الفردية ، الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وليس التعبير في القرآن ادوا الصلاة وانما اقاموا الصلاة اقامة الصلاة يعني في بعدها العام والشأن العام كظاهرة اجتماعية دينية .
قد تسالم الفقهاء على هذا التعبير انه لو مدينة من المدن الاسلامية امتنعت عن جعل الاذان الاعلامي شعارا لها وهذا غير اذان الصلاة الفردية واصروا على الامتناع فيحل قتال اهل تلك المدينة مع انه يتصور ان اذان الاعلام لدخول الوقت مستحب كلا هو واجب كفائي وليس مستحب بقول مطلق نعم ان تبادر انت فهذا مستحب ، وهذا بعد اخر في الواجب الكفائي ويحصل خلط لدى الوسط العلمي الخاص حتى على مستوى الفتيا فزيارة الحسين مستحبة في اي بعد مستحبة؟ هو البعد الفردي وكذلك زيارة النبي وامير المؤمنين والامام الحسن وفاطمة وزيارة الائمة كوظيفة فردية فيها عدة ابعاد وعدة واجبات كفائية ، الحج نفس الكلام هو كله مستحب فردي نعم هو مستحب من بعد وليس مستحب من كل الابعاد .
عمارة المسجد الحرام وعمارة قبر النبي وقبور اهل البيت كما ورد النص هذا من اوجب الواجبات وعندنا في روايات ان الله ضمن ان يحفظ ثلاث او اربع او خمس امور يحفظها لبقاء الدين منها القرآن ومنها العترة ومنها قبور اهل البيت فلاحظ بقاء القرآن اوجب واجبات الدين وكذلك عمارة قبر النبي وال بيته بالبناء او بالزيارة وبالشعائر والمشاعر هذه كلها احياء ومر ان الاحياء من اوجب الواجبات وهذه نصوص متفق عليها بين الفريقين انه مع ان هذه الامور مستحبة لكن هذا الحج المستحب اذا فرطوا فيه يعاجل الله المسلمين او المؤمنين النقمة العاجلة مع انه لم يرد في ترك حجة الاسلام ان الله يعاجلهم نقمة عاجلة.
لذلك وردت نصوص ان ذوي المال عليه الحج كل عام والصدوق او غير الصدوق حمل هذه الرواية عند الزاوية الاخرى من الوجوب وليس حجة الاسلام الفردية وانما الواجب الفردي والمسؤولية تجاه الشأن العام فبيت الله لا يعطل لاجل الكورونا ولا غير الكورونا ، كيف ان المستشفى الطبي ما يعطل؟ اما الطب الروحي يعطل ؟ السوق ما يعطل لكن الحج يعطل ؟ وهكذا قبور اهل البيت تحت هذه الذريعة تعطل ؟ هذا لا يتعقلها العقل .
النبي موسى خذله قومه ﴿اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون﴾ ان فيها قوما جبارين يعني دولة عظمى اذا تسلم لنا البلاد بدون اشتباك مسلح وعسكر وبدون اراقة دماء وسلميون و ورديون فنحن اصحاب السلم انها هنا ناعمون الم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملك نقاتل معه ، كلا انه لا يكون ، فبمجرد الكلام لا يكفي ان تقول اللهم ازل جالوت وانما يجب ان تشارك او اللهم انتقم من الطاغوت اللهم انتقم من الجبابرة هذا لا يكفي يجب ان تقوم بالمسؤولية ان تنصروا الله ينصركم وليس ان تدعوا الله ينصركم ولو هذه الامور مهمة ولابد منها ولكن لابد من القيام بالمسؤولية فتنصروا الله يعني مسؤولية ينصركم الله يعني الوضع العام .
فما يصلح لكم الامر بالعبادة الفردية وبالدعاء الفردي وبالاخلاقيات وبالتقدس الفردي فقط فان هذا لا يكفي لنصركم ، وانما الجانب الاجتماعي والسياسي يجب ان تشارك تجاهد تتكبد المخاطر لا ان تخذل وتيأس وتويئس .
بل نجد البعض يرجف ، والويل كل الويل للانسان الذي لا يشارك ولا يقوم بالمسؤولية بل يرجف يعني يرعب المؤمنين او المسلمين فيكون قوة للعدو فيرهب المؤمنين ، فان هذا زيادة في العصيان ، كم توعد الله بالمرجفين تهديدا؟ وبعض المعاصي الله يتوعد بالتهديد عاجلا .
احد المعاصي التي ليس فقط انها كبيرة وليس فقط عقوبتها النار وانما اشد من عقوبة النار غالله عنده عقوبة عاجلة وهي الارجاف يعني حتى لو انها معلومة حقيقية لا تبثها بين الناس لانك تقوي العدو وترعب المؤمنين لاحظ الله عز وجل في بدر حجب عن رسول الله وعن المسلمين تعداد المشركين وقللهم في اعينكم مع انها معلومة حقيقية وهذا ليس غرور من الله للمؤمنين والمسلمين ولاهل بدر ولكن اراد ان لا تخور قوتهم بل اراد ان يشحذ قوتهم لذلك لاحظوا في سورة الانفال الله عز وجل يحجب عن المسلمين واقع القدرة العسكرية الموجودة للكفار من دون ان يغرر بهم ولكنه يعبئهم تعبئة تقوى على الكفار المادية فهي معادلة صعبة فمن جهة لا يرعبهم ولايخر بقواهم ومن جهة يعبئهم ان يكن منكم مئة صابرون يغلبوا الفا يعني الجانب الروحي يعوض عن الجانب المادي بدون غرور وبدون اغترار .
فالجمع بين الامرين انه امر بوجوب التعبئة والقوة ومن جانب الامر الثاني الارجاف فيفت في عضد القوة لدى المؤمنين فليس كل معلومة يجوز لك ان تنشرها انما اوصلها الى ذوي الشأن واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به هذا حرام هذا ارجاف يتوعد الله له بالنقمة في الدنيا قبل الاخرة انت حصلت على معلومة على فرض انها حقيقية ان لم تكن مزيفة من العدو هذه المعلومة يجب ان توصلها فقط وفقط حصرا لذوي الشأن لا ان تنشرها امام الناس فضلا عما اذا كانت هي مزيفة من الاصل واختلقها العدو للحرب النفسية وما اكثرها تسعين بالمئة من المعلومات بل اكثر هي تزييف الفضائيات الكذابة المعادية فالاصل في اخبارهم الكذب والدجل نحن نعيش عصر الدجل واخر الزمان اعظم اسم وسمة له هو الدجل وهذا المغفل الذي لا يعرف هذه السمة ينخدع بها ، هي اعظم من الفاحشة ومن اكبر الكبائر والدجال يعني عالم تزييف الحقائق والكذب حتى لو يأتي لك بمعلومة حقيقية يأتي لك بها ليزيف الحقيقة.