« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/07/08

بسم الله الرحمن الرحيم

/ حقيقة الواجب الكفائي و المسؤوليات العامة/باب الدفع و الدفاع (١9)

الموضوع: باب الدفع و الدفاع (١9)/ حقيقة الواجب الكفائي و المسؤوليات العامة/

وصل بنا البحث في الجهاد والرباط والمرابطة وضابط التقية والامر بالمعروف والنهي عن المنكر و وصل بنا البحث انه ما هي العلاقة المركزية الصناعية بين هذه الابواب الخمسة وغيرها من الابواب .

وكما مر بنا البحث ليس تفصيلي مبسوط بل البحث خاص بقواعد هذه الابواب بل فقط حصرا في القواعد الكلية الفوقية وليس جميع القواعد واذا حلحلت الابهامات في هذه الامور الفوقية يتم انعاش حيوي لتفاصيل هذه الابواب .

مر بنا ما ذكره الاعلام في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه هي شرائط للوظيفة الفردية لاالوظيفة الاجتماعية وليست شرائط للوظيفة الاجتماعية يعني هي للواجب العيني لا للواجب الكفائي او قلنا للواجب العيني الذي هو متولد من الكفائي يعني الكفائي من قام به واداه يسقط عن البقية وفرق بين العيني المتولد من الكفائي مع العيني في الاصل ،

فالمدعى الذي مر بنا امس ان الذي ذكره الاعلام في ابواب الجهاد وابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي ابواب التقية عندما ذكر الاعلام شرائط هذه الابواب الثلاثة الجهاد والدفاع والتقية والامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه الشرائط انما هي في الوظيفة الفردية لا بحسب الوظيفة العامة .

وهذا البحث مع انه مفصلي وعمود فقري لكن رواد الفقه مع انه ارتكازا واضح لهم لكن مروا عليه مرورا سريعا والحال انه حساس جدا والصحيح انه يتوقفون عنده مليا وللاسف لاجل اسباب معينة كتب عندنا الفقه بشكل فقه فردي والوظيفة الفردية والتركيز عليها ولنا وقفة مهمة فيها وسنركز عليها انه وحقيقة وجود الوظيفة الفردية ما هي؟ فالفرد له وظيفة فردية وله وظيفة اجتماعية عامة .

سيد الرسل ص له بعد كفرد وله بعد انه نبي ، فهذا ليس بعد فردي يعني نفس فردية الرسول في هذا البعد هو بعد عام يقول احد الائمة ما كان لي من ابي من جهة الامامة فهو لي خاصة دون اخوتي وما كان لي من ابي لا من جهة الامامة فانا واخوتي فيه شركاء سواء وهذه قاعدة فقهية وعقائدية عظيمة يبينها الائمة ان سيد الانبياء والمعصومين ارثهم اذا كان ارثا للمقام فلا يرثه الا من اصطفاه الله كفاطمة وامير المؤمنين ، فلما ذا فاطمة تطالب بارثها ؟ اي ارث هذا ؟ انه ارث الامامة والنبوة ، النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم هذه الصلاحية للنبي ليس بما هو فرد وانما بما هو نبي هذا المقام ترثه فاطمة من جهة الاصطفاء فهي وراثة اصطفائية اما ما كان للنبي فانا اول المسلمين يعني فهو مسلم من بقية كبقية المسلمين يعني فاطمة واخواتها فيه سواء فالارث الذي طالبت به فاطمة هو الارث الاول لا الثاني فانه ارث المقام .

اذن طبيعة الارث من الانبياء والاوصياء سنخان وليس سنخا واحدا والمفروض ان العلماء يؤكدون على هذه النقطة ان الارث سنخان فهذه قاعدة عظيمة جحفلية انه ما كان لي من ابي من جهة الامامة فهو لي خاصة دون اخوتي وما كان لي من ابي دون جهة الامامة فهو لي ولاخوتي سواء .

فاطمة ع عندما كانت تؤكد في خطبتها على الارث تقصد جانب المقام ، اذن لاحظ فردية الرسول فيها بعدان وفردية امير المؤمنين فيها بعدان هناك بعد فردي كبقية افراد البشر وفرض ان الرسالة معجونة فيه الرسالة هو وهو الرسالة ، النبوة هو وهو النبوة ، اشهد انك رسول الله واشهد انك محمد ابن عبد الله واشهد انك محمدا رسول الله لاحظ هذه التعبيرات الموجودة في زيارة النبي خمس صياغات للشهادة بالرسول في سطر واحد وهي لتبيان هذه النكتة ان فردية الرسول وشخصيته فيها ابعاد وليس بعدا واحدا فرديا .

مثلا ﴿قل انما انا بشر مثلكم﴾ هذا بعد في الرسول لكن البعد الاخر الذي يختص به الرسول هو يوحى اليه فالقرآن يؤكد على ان النبي لا يقتصر شأنه على البعد البشري وانما هناك بعد ملكاني كما يقول المجلسي في ذيل الاية ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ولبسنا عليه ما يلبسون والمجلسي كلامه صحيح ان هذا اشارة الى بعد من ابعاد النبي ان وجوده ملائكي فهو اعظم الملائكة وهذه احد طبقات النبي .

قل انما انا بشر بين المبدأ والمنتهى ولكن المتوسطات لم تتكلم فيه الاية ولكن يوحى اليه وصف من القرآن للنبي اعظم من وصف القرآن للقرآن ، انتم ايتوا لنا باية يصف الله القرآن بانه وحي مستمر ولن تجدوها ولكن القرآن يصف النبي بانه وحي مستمر وهو عين الوحي فالقرآن يصف النبي باوصاف اعظم مما يصف القرآن به نفسه ونبه عليها اهل البيت و وصف القرآن النبي بنعوت اعظم مما وصف به نفسه في مجموع السور وهذا من اسرار القرآن الموجودة في الظاهر الا انه لا يلتفت اليها الا اهل البيت .

ومن الايات ما كنت او ما كنت ما كنت او يوم نبعث من كل امة شهيدا عليهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا هذا بعد اخر للنبي لا جهة شرعية ولا جهة وحيانية وانما جهة ملكوتية للنبي مهيمن على ملكوت الانبياء وعلى ملكوت الائمة ليكون الرسول شهيدا عليكم ، هذا الكون لم يولد في عام الفيل ، ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا انتم ائمة ال البيت شهداء على الناس وهذا لا ربط له بابدانكم وولادتكم في الدنيا يعني حتى قبل ولادتكم تكونوا شهداء .

فالمقصود القرآن يتعرض الى طبقات سيد الانبياء وطبقات لائمة اهل البيت وهذا في ظاهره وليس في باطنه ولكن قل من يلتفت الى الظاهر ويحيط به احاطه ملكوتية الا ائمة اهل البيت .

المقصود ان هويتهم الفردية في حين هي بشرية هي طبقات وهويات بنص ظاهر القرآن بل حتى الفرد البشري فيه بعدان واللطيف ان علماء الجمهور اعترفوا ان ارث فاطمة هو لبعدها الاصطفائي للنبي والعجيب ان علماء الامامية لم يركزوا على هذا الشيء وذكرناه في الجزء الثاني من مقامات فاطمة شطرا من هذه المعارف.

ففاطمة لها بعدان وليس بعد واحد فعندما تطالب بارثها تطالب بالارث من طرف المقام والا لا معنى ان تأتي فاطمة وتطالب بادوات البيت التي كانت عند النبي او الارض والغرف فليس النزاع والخصومة هي فردية حاشاها انما هي عندما تركز على ورث سليمان داود ما الذي ورثه من داوود؟ زكريا ما الذي يطالب؟ هل يطالب بان يرث ادوات الفرش والبيت؟ يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله رب رضيا يعني بعد اصطفائي .

هذه الايات التي استشهدت بها فاطمة تركز على جانب الاصطفاء وارث الاصطفاء بين الانبياء ذرية بعضها من بعض لا انه في البعد الفردي لان البعد الفردي ليس هو ذو شأن كي تطالب به ان يكون مثلا فرش البيت وادوات البيت هذا لا يليق بهذا البحث العظيم والنزاع العظيم المذهبي والديني ، يرثني ويرث من ال يعقوب هذا الجانب ورث سليمان داوود هذا الجانب بما هم اصفياء ومقامات الهية .

اذن طبيعة الانسان انه له بعدان لذلك الامامة وراثة ولكن ليس من البعد الفردي وانما البعد الاصطفائي ذرية بعضها من بعض عندما يقول القرآن ال موسى ال هارون ال يعقوب ال ياسين ال داود فهل يريد من الال كبقية العشائر والقبائل يرث بعضهم البعض في البعد البشري ؟ او يريد ان يقول ان الله اصطفى ال ابراهيم و ال عمران هذا ارث اصطفائي ؟ هذا هو البعد الاهم والاعظم واستشهدت به عليها السلام ، هي الان تريد ان تعبئ الانصار وهم جيش الانتصار لرسول الله وهم اليد الضاربة لرسول الله هل تريد ان تطالبهم لاجل عفش البيت؟ هذا البحث لا يليق وانما من اصطفاء مقاماته .

ومن الغريب عدم الالتفات اليه مع انه هو اصل مركز البحث من ثم هي طالبت بحقها الاصطفائي كولية على المسلمين وطالبت بحق امير المؤمنين كولي على المسلمين فعندما يعترف ابو بكر لها : انت سيدة امة ابيك وامرك مطاع فهي امرة وناهية في الامة وهو يعترف بذلك وموجودة عندهم امرك مطاع يعني انتم الاصل وانتم اصحاب الصلاحية وليس نحن فهي امرة وناهية .

لماذا يستجدي هو وعمر رضا فاطمة؟ هل هي امرأة عادية؟ مع ان الاول خليفة المسلمين ظاهرا وانما لانها لها دور محوري وهي امرة وناهية وولية هذا الذي ورثته من ابيها .

ايضا المسلم العادي عنده وظيفتان وظيفة فردية وعنده وظيفة بما هو عنصر ضمن المسلمين وضمن الاسلام هذا البعد الثاني واجب كفائي ويحاسب عليه المسلم اشد مما يحاسب على نفقته ونفقة عياله وزوجاته وصلاته وصيامه هذا البعد الذي فيه مسؤولية الولاية في المجتمع هذي المسؤولية اعظم .

لاحظ امير المؤمنين عندما دار الامر بين حراسة بدن النبي والصلاة قدم حياة النبي على الصلاة بلا ترديد فردت له الشمس حتى ان اعتبر رد الشمس مكافأة من الله ورسوله لعلي ابن ابي طالب هذه البصيرة وهذا البعد اين؟ والصلاة اين؟ وهي صلاة سيد الاوصياء وليست صلاة شخص عادي مع ذلك هذا البعد الاخر في امير المؤمنين كونه يوظف للدفاع عن النبي ولحراسة النبي ولمقدسات الدين المتجسدة في النبي اعظم من اداء الصلاة من امير المؤمنين ولم يرض امير المؤمنين ان يتأذى قليلا ما رسول الله فرعاية النبي بهذا المقدار عند امير المؤمنين هي اعظم من الصلاة وهذه قضية متواترة وليست احاد فهذا بعد في امير المؤمنين وظيفته كامام وصي ان يكون راعيا للنبي وهو اعظم وظيفة لامير المؤمنين وولايته الموجودة بينه وبين رسول الله اعظم من صلاته .

دائما البعد العام في وظائف اي شخص او حتى امير المؤمنين اعظم من البعد الفردي وحتى في وصية النبي المتواترة نقلها الجمهور عن امير المؤمنين ونحن ايضا نقلناها اول ما اوصى سيد الرسل امير المؤمنين انه جهزني اولا ثم اجمع القرآن العظيم فتجهيز النبي اعظم ومقدم على القرآن وهذا مطابق للقرآن لان القرآن ذكر للنبي اوصاف اعظم من الاوصاف التي ذكرها لنفسه ، اساس الدين هوسيد الانبياء وهذا متواتر وليس خبر واحد او مستفيض فاولا يوصي النبي امير المؤمنين انه يجهزه ثم يجمع القرآن ثم يأتي الى الامة المغلوبة على مصيرها وليس يركض كبقية الصحابة ويحرص ويطمع على الرئاسة ، هب انه مصير الامة وليكن ولكن الدين اهم من الامة لان الدين متجسد في رسول الله ثم القرآن ثم ادارة المسلمين رسول الله هواساس الدين .

هذا هو نفس منطق ان بيضة الدين اعظم من الدماء والاعراض والاموال وحتى في الشأن العام هناك اولويات وسننقل فتوى السيد محسن الحكيم التي نشرته مجلة الاضواء استفتاء عظيم ويركز فيه السيد الحكيم مطلب مهم ويقول ان مراد الفقهاء هذا وليس مرادي انا فقط يعني حتى في الشأن العام اولا بيضة الدين واساس الدين ثم الدماء ثم الاعراض ثم الاموال فالشأن العام فيه مراتب فضلا عن البعد الفردي والمالي والنفسي والعرضي فهناك ثمان مراتب لذلك كيف يترك الامير ع جمع القرآن ويذهب الى الامة؟ انتم كيف تديرون الامة اذا لا تعرفون القرآن؟ بينما لاحظ ما فقام به امير المؤمنين في كل اموره حجة على اهل السقيفة ، فهم لم يجمعوا القرآن وانما اداروا امور المسلمين فانتم كيف تجمعون الامة؟ اليس يجب ان تجمعوهم على اساس دستور الدين وهو القرآن وهم لا يدرون ان القرآن كيف يجمع ؟ يستجدون هذا الصحابي وذاك هل عندك اية ائتنا بها لان نكتبها؟ بل طول عندكم جمع القرآن خمسة وعشرين عاما وما جمعتموه اذن تديرون امورنا بمن؟ لولا ابو الحسن ، وكما قال عمر : لا ابقى لله لمعضلة ليس لها ابو الحسن ، فاذا انتم دستور الامة لم تجمعوه بعد كيف تديرون الامر ؟

لاحظ هذه وصايا النبي لعلي عليه السلام وهي حجة على اصحاب السقيفة وما فوقها حجج حتى البعد الفردي لاحظ كيف تتدخل العقيدة والسياسة فضلا عن البعد العام والاولويات العقائدية على الاولويات السياسية حتى في البعد العام خمسة وعشرين سنة تدار الامة والقرآن لم يجمع بعد الان لا ندري ان الاول كيف ادار الامة بسنتين خطيرتين في التأسيس ولا يحيط بجمع القرآن اذن كيف يدير الامة؟ وعقبه الثاني احدى عشر عاما لم يجمع القرآن ، اذن تدير الامة بماذا؟ وسيما هو دور التأسيس وليس دور اخر لذلك عندنا من البراهين الوحيانية العظيمة على امامة علي ابن ابي طالب والائمة انهم الوحيدون الذين يجمعون القرآن كما انزل فالصحابة لم يجمعوا كما انزل الا بعد خمسة وعشرين سنة ، فحينئذ لا يستطيعون تفسير ما هو واقع لا عكرمة ولا ابن سيرين ولا قتادة كل المفسرين يقولون لو كان لدينا مصحف علي بن ابي طالب لجمع القرآن كما انزل لما ابهم على احد تفسير اية وكل المفسرين يعترفون بهذا الشيء فلا هو الاصل جمع ولا بعد ان جمع يفهم كيف يفسر ؟ فبماذا حكموا الامة واداروها واسسوا لها ؟

لذلك امير المؤمنين في يوم الشورى رفض ان يتقيد بسيرة الشيخين وما اعتبرها نهج حق وانما نهج باطل قال بفريضة الله وسنة نبيه واما بسنتهما فلا ، لماذا لم يأخذ الخلافة ولو مزايدة صورية ؟ كلا منطق علي بن ابي طالب ايام السقيفة نفس منطقه يوم الشورى ان معرفة الدين اهم من السياسة فالامة تستبصر معرفة وعقيدة اهم من ان ترعى سياسة واموالا واعراضا .

لاحظ المنطق العظيم عند امير المؤمنين ، فموقفه ايام السقيفة هو موقفه يوم الشورى فهو لا يساوم على العقيدة وبيضة الدين واساس الدين ولتذهب امور الامة ما تذهب وانما الاصل هو بيضة الدين وعقيدتهم وتنظيرهم ومعرفتهم وفهمهم هذا هو اهم من اموالهم واعراضهم فكيف يقبل الحكم ويؤسس من اناس حكموا من دون ان يجمعوا القرآن وتفسير قرآن فكيف يقبلها امير المؤمنين؟

لاحظ هذا هو البعد العام وطبقاته وليس البعد الخاص هذا هو اعجاز موقف فاطمة ومواقف امير المؤمنين يبينا اسس المسار والنهج وسيما هم في مرحلة التأسيس لانه لولاه لتعمي البصيرة على كل الاجيال .

اذن الفرد المسلم العادي فيه بعدان بعد فردي ووظائف فردية وله بعد عام وهذا البعد العام له اولويات وله مسؤولية تجاه بيضة الدين واساس الدين والعقيدة وله مسؤولية تجاه السياسة سواء سياسة دينية او سياسة اموال ودماء واعراض العامة لا فقط دمه وعرضه وماله هذا بعد فردي يتوجه لكل انسان فرد فرد تلقائيا .

معنى الواجب الكفائي الذي بينه الفقهاء في الفقه اكثر مما بينوه في الاصول لا سيما في مسألة بيع العنب على من يصنع خمرا وفي بيع السلاح على اعداء الدين وتوقفنا فيها مليا ربما خمسين جلسة و اهم البحوث هي حقيقة الوجوب الكفائي انها هي مسؤولية الفرد تجاه الوظائف العامة في المجتمع وفي السياسة واعظم المجتمع والسياسة هو اساس الدين وللاسف هذا التعريف الذي ذكر في علم الاصول تعريف ناقص مخل جدا غير ما يلتزمون به الاعلام في الفقه .

احد اسباب اخفاق الامة في المسؤوليات العامة هو التفسير الناقص المخل عن معنى الواجب الكفائي والمسؤولية العامة احد اخفاقات التي تقض في مضجع الامة هو الاخفاق في الوعي والفهم لمعنى الوجوب الكفائي وكانما الانسان سيسائل في قبره وبرزخه وقيامته والصراط والميزان عن الوظائف الفردية .

هل الصلاة عمود الدين هذا بعد فردي او ان الصلاة كظاهرة في البشر ؟ فقوله الصلاة عمود الدين هي اي الصلاة ؟ هنا ترى التقوقع الفردي يتمثل ، نعم اذا تريد ان تقيس الصلاة في الاعمال الفردية بلحاظ ما دونها هذا صحيح لكن هل هذه هي عمود الدين؟ عمود الدين لله في الارض هل هو الصلاة الفردية ؟ واي دين نحن يجب ان نحامي عنه؟ وكأنما يلقى علينا ان المسؤولية في القبر هو عن صلاتي وصيامي وحجي ونسكي الفردية هذا اشتباه اول ما سيسأل عنه الانسان ليس البعد الفردي وانما وظائفك العامة وماذا قمت بها؟ وما هو دورك في الامة ، وليس محبتي لامير المؤمنين واعتقادي بامير المؤمنين ، يعني نهج منظومة مسار الامة انت ماذا صنعت للامة ولراية الحق؟

انه لم يناد بشيء كالولاية هذا الامر المتواتر او المستفيض كما في القرآن وفي سنة النبي والاحاديث القدسية وفي المعراج في اي عالم من عوالم الوحي لم يناد بشيء كما نودي بالولاية ، الولاية هي مسئوليتك العامة تجاه نهج الحق والدين .

فاذن الفرد له بعدان بعد فردي والبعد العام ، فانت قطعة من ماكينة كبيرة فلماذا تخلفت عن دورك المجموعي للمنظومة الكبيرة ؟ هذا الدور للانسان اعظم من دور التقوى الفردي انما هذا الدور التقوقعي الفردي ليكون كيان بناء فعال نشط في المنظومة وفي المجموعة وعندما ترد في لسان الروايات ان كل الاعمال التي يأتي بها الانسان الولاية مقدمة عليها هذا صحيح يعني يكون بناء في الوظيفة العامة .

بعد صلاتك الفردية او صومك الفردي وتقواك الفردي لتكون متقيا في المسؤولية العامة لا ان تكون فاسقا وفسقك في المسؤوليات العامة اخطر من فسقك في الوظائف الفردية لان ذاك يقصم مصير الدين ومصير دماء المؤمنين والمسلمين ودماء اعراضهم انما الوظائف الفردية كالصلاة والصوم تجعل منك قطعة فعالة في ضمن الماكينة الكبيرة .

فهذه ليست قضية غلو وانما دورك في المسؤوليات العامة اعظم من دورك في المسؤولية الفردية لاحظ القرآن الكريم رب اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم يعني الصلاة والحج والنسك ومنظومة الشريعة كلها نتيجتها فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم يعني الى الولاية هذه هي الغاية يعني مسؤوليتكم تجاه راية الحق وراية الايمان .

يقولون تشترط صحة العبادات بالولاية يعني هي على سبيل الله او سبيل الشيطان ؟ متى تكون سبيل الله ؟ اذا كانت مقترنة بالولاية؟ فكل هذه العبادات ستصب في المسؤولية العامة وراية الحق وراية النور والا فهي راية الطاغوت فليس فقط نعصي في العبادات الفردية بل سنأثم ونكون عصاة في العبادات الفردية لانه لم نوظفها لسبيل الله وانما وظفناها في سبيل الطاغوت .

مثل الرياء في الصلاة فيها معصيتان معصية ترك الصلاة الصحيحة التي هي توظف في سبيل الله ومعصية اخرى ان هذه الصلاة وظفت للشيطان ، الرياء شرك وشيطان هكذا العبادات من دون الولاية ستكون للطاغوت ، فليس فقط لا نثاب عليها ونعصي في تركها بل ندشن لراية الضلال والظلم فاذن عبادتنا مقدمة ووقود مستمر لكي نسلك المسؤولية العامة التي هي الولاية والموالاة في جانب المسؤولية العامة .

لاحظ في زيارة عاشوراء يا ابا عبدالله اني اتقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين هل الرسول يأتي في نية القربى في العبادات؟ بلا شك والا لا تكون العبادة موظفة في سبيل المسؤولية العامة وانما ستكون في سبيل العلمانية الالحادية او سبيل الدول العظمى ولا تكون في سبيل نهج الرسول ومساره فانا اوظف العبادة لان اتقرب الى الله ولنهج الرسول

يا ابا عبدالله اني اتقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين والى فاطمة والى الحسن واليك .. الائمة يأخذون في نية القربة فاطمة ، يعني يجب ان توظف العبادة لا انهم يعبدون وانما العبادة لسبيل النهج العام لهم لانه هي تؤدي الى راية الله فسبيل اهل البيت هو سبيل الله وان لا يكون سبيل الطاغوت .

اذن ولم يناد بشيء كما نودي في الولاية وانه ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها لاتوظف لعابد جاهل شرعا بعبادته وحكام الطواغيت هذه نجاسة عظيمة في هذه الصلاة وهذا زهد نجس هو حافظ للقرآن لكن يكون بحفظه للقرآن الا داعية وواعظ سلاطين وطواغيت كما يقول القرآن يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به فسماه القرآن كفرا والكفر بولاية الطاغوت هو ايمان فمن يكفر بالطاغوت حينئذ يستطيع ان يؤمن بالله وبولي الله ويؤمن بلا اله الا الله يعني الطواغيت الهة تعبد من دون الله الا ولي الله لان ولي الله يؤدي الى الله ومعنى لا اله الا الله هو ولي الله ومحمد رسول الله .

اذن مسؤولية الانسان في البعد العام اكثر مساءلة ستكون لنا في البرزخ وفي القبر وفي القيامة من مساءلتنا في البعد الفردي حب علي يعني مسؤوليتك تجاه راية الايمان حسنة لا يضر معها سيئة اذا كان نظام عملك للقيام بالمسؤوليات العامة فبعض التقصيرات التي تكون في البعد الفردي يغفر لك وهذا احد احد معاني الحب وهو تعبير عصري وترجمان سياسي لحب علي ، يعني المسؤولية العامة تجاه راية الامام حسنة لا يضر معها سيئة يعني التفريط في الجانب الفردي يغتفر لانك قمت بالمسؤوليات العامة وهي اعظم ملاكا عند الله وبغض علي سيئة اي انك لا تنهج نهج المسئولية العامة لرفع راية الايمان فهي سيئة لا ينفع معها حسنة لانك اخللت بالوظائف العامة .

الان الوظائف الفردية سبوح قدوس حافظ القرآن صلاة وزهد وليكن ولكنك داعية من دواعية الطواغيت وواعظ من وعاظ السلاطين لبئست هذه العبادة والقرآن يصف عبادة من لا يؤمن برسول الله انهم مشركون مع ان المشركين كانوا يحجون ويؤمنون بوجود الله وبالنبي ابراهيم ويقولون نحن اتباع النبي ابراهيم ، القران قال المشركون صلاتهم التي على نهج ابراهيم وحجهم هذه الصلاة نجس لا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا مع ان مشركي العرب ليسوا كمشركي الهند ، مشركو العرب يؤمنون بالنبي ابراهيم ويؤمنون بالنبي اسماعيل ويؤمنون بادم ونوح ويؤمنون بالله مع ذلك القرآن يقول كما يقول الامام الباقر هم نجس لانهم ما وظفوا الى النبي واله وانما توظفوا للطواغيت ، النبي واله هم الصراط بل حتى بقية الانبياء لو لم ينهجوا نهج النبي واله لاخذ بهم الى جهنم كما يقول علي بن موسى الرضا في حجاجه مع الجاثليق الكاثوليك اني اكفر بكل عيسى لا يؤمن بمحمد (ص)

 

logo