« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/07/06

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (18) الدفاع والمرابطة والتقية والمعروف والمنكر وصناعة الأبواب

الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (18) الدفاع والمرابطة والتقية والمعروف والمنكر وصناعة الأبواب

 

كنا في باب الجهاد والدفاع والرباط والتقية وابواب الامر بالمعروف عن المنكر وهذه الابواب مرتبطة بالفقه الاجتماعي والسياسي .

طبعا كلامنا في التقية والتقية ليست فقط التقية الفردية وانما التقية الاجتماعية والسياسية والدينية ، وابواب الفقه الاجتماعي السياسي لا تنحصر بهذه الابواب الخمسة وانما يشمل القضاء فهو ايضا هذا باب سادس والعقوبات والحدود والقصاص والديات هذه ابواب اخرى فابواب الفقه الاجتماعي السياسي عديدة لكن تركيزنا على هذه الابواب الخمسة والعلاقة الصناعية بينها .

ومر بنا انه ليس بحثنا تفصيلي في المسائل والنصوص والادلة هذا له مجال اخر بل بحثنا فيما هو اهم من التفاصيل وهو بحث في الهيكلية العامة والبنية الفوقية للقواعد الصناعية لهذه الابواب ويمكن ان يدعى ان هذه الطبقة من البحث وان كانت ارتكازا واضحة لدى الاعلام ولكن عموم الباحثين في الفقه وكثير من الاعلام غير الرواد او حتى بعض الرواد قد تجد عندهم غفلات صناعية هيكلية في هذه الابواب .

مر بنا ان اسس القوانين في هذه الابواب اكثر خطورة من تفاصيل هذه الابواب وطبيعة اسس القوانين اهم ، يعني ان باب الجهاد ينحدر من اي قاعدة ؟ وكذلك باب الدفاع وباب الاعداد والقوة وكذلك باب التقية ؟

مثلا جملة من الاعلام يتمسك بعموم التقية ديني ودين ابائي وهو حديث مستفيض فهل هذا العموم هو اساس باب التقية؟ ام فيه قاعدة هيمنت عليه ؟ وهنا بيت القصيد فجملة من الاعلام في رؤيتهم السياسية في الغيبة الكبرى التركيز على هذا العموم اما اذا دققنا النظر ورأينا ان هناك قاعدة مهيمنة هذه القاعدة ويعبر عنها بطبقات العموم ودرجاته وهذا الاصطلاح اكثر من ذكره هو متأخري الاعصار وهذا ليس زخرف ديكوري وانما هو طبقية بين العمومات وهو عبارة عن معادلة بنيوية عضوية بينها .

مثلا الجنس العالي للماهية والجنس المتوسط مثلا تقول الانسان جوهر جسمه روح فهناك عدة جواهر في الانسان متحرك بالارادة ناطق مدرك فلما تقول جوهر هل الجوهر ديكور ترتيب لفظي او انه بنيوية تكوينية معادلاتية ؟ انها هي اساس وجود الانسان واساس ماهية الانسان ثم شيء فشيء بقية الامور .

فهذه الطبقات في العمومات ليست مجرد ترتيب ذكري بل هي عناية عضوية ماهوية صناعية ، مثلا لما تقول الوقف ماهيته هي الصدقة فالصدقة جنس للوقف وليس كل صدقة وقف ولكن كل وقف هو صدقة فايهما مهيمن على الاخر؟ انه هو عنوان الصدقة ، فكل احكام الصدقة تجري في الوقف وليس كلها احكام الوقف تجري في الصدقة واذا تعارض العام والخاص او طبقات العموم بعنوان الصدقة وطبقات عموم عنوان الوقف هذا ليس عبط وانما فيه ترتيب صناعي فاذا لا تفهم ان ماهية الوقف هي الصدقة انت خالي الجعبة من احكام الوقف لان احكام الوقف عمدتها هي صدقة فالصدقة عموم فوقي للوقف الان السكنى والعمرى هي اصناف الوقف ولا يصح ان تجعل الركبة والسكنة والرقبة والعمرى تجعلها في عرض الوقف وانما تجعلها انزل من الوقف فكل رقبة وعمرى وقف وليس كل وقف سكنة وركبة وعمرى.

اذن العموم ذو طبقات ودرجات وهذا ليس امر اعتباطي وزخرفي وبطر علمي في علم الاصول وانما هو نظم للابحاث تكويني حقيقي وهذا الترتيب في العمومات الذي يرتكبه العلماء والمتأخرين منشأ النظم في الادلة وفي الاستدلال وليس شيء عبط .

ثم اعم من الصدقة هي الهبة الهبة اعم فكل صدقة هي هبة وليس كل هبة صدقة يعني يجب ان تجرجر احكام الهبة في الصدقة وتجرجر احكام الصدقة في الوقف من دون العكس وتجرجر احكام الوقف والركبة والسكنى دون العكس اذن هذه طبقات في ابواب الفقه .

طبعا الحال حتى في علم الكلام هكذا ، فلا يصح ان تقول انا لا اقبل بحث الامامة العامة وانما فقط اريد الامامة الخاصة هذا يكشف انك لم تفهم الامامة فاذا لم تفهم الامامة العامة لا تفهم الامامة الخاصة فلا يصح ان تقول لا اريد النبوة العامة وانما اريد خصوص نبوة النبي محمد حينئذ لا يمكنك ان تفهم النبوة لان نبوة سيد الانبياء هي نبوة عامة ولكن ليس كل نبوة عامة هي نبوة النبي محمد ص لذلك عقد الفقهاء وعلماء الكلام والمفسرين خصائص النبي محمد فكل احكام النبوة العامة هي لنبوة سيد الانبياء لكن ليس الاحكام الخاصة لسيد الانبياء تجرجرها الى النبوة العامة .

ففي مقامنا كل احكام الصدقة تنطبق على الوقف لكن ليس كل احكام الوقف تنطبق على انواع الصدقة وهذه ضابطة لا يمكن ان تحيد عنها لا في علم الكلام ولا في علم التفسير ولا في علم الفقه وفي العلوم الدينية بل حتى في العلوم التكوينية كالفيزياء القاعدة والمعادلة الاعم تكون حاكمة على المعادلة الاضيق الاخص والاخص تهيمن على المعادلة الاكثر اخصية فهي طبقات مثل ما مر بنا ان الانسان جوهر .

انا اشرح هذا المطلب لانه قد يصير اهمال وتنشأ منها خبط باب التقية بباب الدفاع فيكون كانما باب مستقل بحياله كما لو قلت باب الوقف باب مستقل بحياله عن باب الصدقة ولا اقبل ان نداخل بين باب الصدقة وباب الوقف ، كلا بعض الصدقة مرتبط بباب الوقف من جهة الصدقة والوقف يرتبط بالصدقة بان يندرج في التأثير من طرف من دون طرف فهذا شيء ضروري لابد منه .لذلك المحقق الحلي والعلامة معروفان في هذا الجانب ومثلهما المحقق الكركي .

فالابواب المركزية في الابواب ما هي تحليلها الصناعي؟ والتحليل المختبري ؟ واذا لا تحلل لا تستطيع ان تلتفت ، فاذا عموم طبقات يجب ان نكتشفه واذا ما اكتشفناه لن نفهم حقيقة الباب من اين يبدأ؟ وهذا احد اهم فوائد علم اصول القانون هو علم اكاديمي في القانون العقلائي العرفي وموجود في علم اصول الفقه ، فعلم اصول الفقه هو علمان علم الدلالة ودليلية الدليل وعلم المبادئ الاحكامية وشؤون الحكم يعني هو اصول القانون مبدأ ، يعني اصل الحكم يعني القانون سواء سميته مبادئ احكامية او اصول او اسس التشريع او مبادئ التشريع فلسفة التشريع غايات التشريع وهذا موجود في علم الاصول وخاض فيه علماء الامامية مدة اثني عشر قرن او ثلاثة عشر قرن وهم سبقوا الشافعي كما ذكر ذلك علماء الامامية في التراجم ان اول من الف في علم اصول الفقه هو زرارة وهشام ابن الحكم وربما هناك من قبلهم من تلاميذ الائمة قبل ان يولد الشافعي .

فهذه نظم صناعية واذا لم تلتفت لها تحصل خربطة في الابواب وفي اداء وظائفنا تجاه هذه الابواب لا سيما هذه الابواب مرتبطة بالفقه الاجتماعي السياسي وببيضة الدين يعني الاصل والاساس في الوظائف هو رعاية وحماية وحراسة الدين وهو اعظم من الدماء والاعراض والاموال فلاجل المصير العلمي التنظيري لابد ان نكتشف اجتهاديا استنباطيا العلاقة بين هذه الابواب واذا لم نكتشفها يحصل خطأ وارباك وهي موجودة عند الاعلام ولكن ما تم تسليط الضوء عليه وهذا الذي ندعي انه يسبب اقعاد المؤمنين عبر القرون عن القيام بمسئولياتهم العظيمة والمصيرية .

فليس بالضروري ان يكون الاسلوب ساخنا قد يكون ساخنا وباردا او يكون وسط ساخن وبارد المهم كل هذه الالوان من الاساليب والادوات تصب في اداء المسؤولية الرئيسية فاذن البصيرة بهذه الابواب والعمومات والقواعد امر بالغ الاهمية وانا اركز على هذه المنهجية الصناعية الاصولية واوخر الكلام عن المواد الفقهية في هذا البحث لانه اذا لم نلتفت الى الهندسة يكون بحثنا عبطي ركامي هوجائي للمواد الفقهية لان الذي ينظم المواد الفقهية هو هندسة علم الاصول كما ان الاحاطة بالمواد الفقهية ضروري جدا ولكن الاحاطة الاصولية بالهندسة لتلك المواد ايضا مهمة وهما جناحان .

نحن الان وصلنا الى النخاع والعمود الفقري لهذه الابحاث فاذا كان هذا سليما فكل الاعضاء تمشي وتقوم بنشاطها العضوي لكن اذا حصل خلل في هذا النخاع تتعطل جميع الاعضاء فما هي العلاقة الصناعية فيه والتي لم يتم التركيز عليها وبلورة عند الاعلام وان كان هو مرتكز عندهم سيما الرواد منهم لكن مع ذلك قد يحصل غفلة عند جملة من الاعلام الذين ليسوا من الرواة فضلا عن الفضلاء فضلا عن عموم المؤمنين انه ما هي العلاقة الصناعية بين هذه الابواب؟

الباب الاول

هو الجهاد الابتدائي والتوسعة لدار الاسلام هذا الذي اشترطه علماء الامامية اجمعون انه يكون باذن الامام عدا اثنين او ثلاثة وهم لا يمثلون واحد بالمئة فاشترطوا ان يكون باذن المعصوم الا السيد الخوئي والميرزا محمد باقر السبزواري الخراساني ذهب الى غير ذلك

الجهاد الدفاعي هو الباب الثاني

الباب الثالث الرباط او اعداد القوة

الباب الرابع ابواب التقية

الباب الخامس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

ما هو الربط الصناعي بين هذه الابواب؟ ما هو العموم الفوقاني؟ والعموم التحتاني والعموم المتوسط ومن يهيمن على من .

هناك مطلب ذكره جملة من الاعلام كالشهيد مطهري في كتابه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك الشهيد الصدر الثاني في ما وراء الفقه ولعل في الجواهر ايضا موجود ان باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عموما فوق باب الجهاد والدفاع وبعده القوة وباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعنى الاخص ولباب القضاء ولباب الحدود والقصاص والديات .

هذا القول الذي نقل عن هذين العلمين عمن قبلهم من الاعلام وان كان ربما موجود ولكن بحاجة الى تتبع ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مهيمن على هذه الابواب بالمعنى الاعم ولكن هناك احتمال اخر ان يكون باب اعداد القوة والذي قد يقال عنه بالرباط مهيمنا على الابواب كلها يعني مهيمن حتى على باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعنى الاخص وهذا الذي انا اميل اليه فهو مهيمن على باب الجهاد وباب الدفاع وحتى باب القضاء وباب القصاص من جهة وليس من كل الجهات وان كان ما ذكره هذان العلمان ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعنى العام مهيمن هذا لا انفيه ، فهذا يكشف عن ان الفوقانية ذات جهات تهيمن على العمومات النازلة التحتانية وهذا بحث صناعي لا اريد ان ادخل فيه وهذا البحث كله اثارات فهرسية اجمالية وهو اخطر من تفاصيل البحث لان هناك تكون الغفلة والاخفاق فهنا اثارة يجب ان نفهمه انه ما هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ بالمعنى الاعم وفرقه عنه بالمعنى الاخص ؟ هذان العلمان ذكرا هذا المطلب طبعا حتى السيد الخميني قبلهم ذكر هذه الزاوية ان الامر بالمعروف الفردي شرائطه تختلف عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الاجتماعي والسياسي ومن الخطأ دمج شرائطهما معا يعني شرائط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي بحثها غالب الفقهاء في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي شرائط مرتبطة بالفقه الفردي وليس بالفقه الاجتماعي السياسي وللدين بشكل عام .

هذه صعبة جدا لو لم نفكك بينناهما وزج بكثير من المؤمنين او النخب الى التقصير في المسؤوليات العامة وهم نبهوا على هذا الشيء طبعا الخلط بين الوظائف الفردية في الفقه الفردي والوظائف العامة التي هي في الفقه السياسي والاجتماعي العام او الديني العام سبب التفريط والتقصير لدى النخب وغير النخب في الوظائف العامة يعني هناك منحى في تدوين الفقه ان اللازم في الغيبة الكبرى الرعاية والاعتناء بالوظائف الفردية والفقه الفردي لاالوظائف العامة والمسؤوليات العامة في الفقه الاجتماعي والسياسي والكل يقر ان هناك وظائف عامة في الغيبة الكبرى وغير معطلة كالدفاع واذا تراجعون باب الدفاع وباب الرباط بدءا من الصدوق والكليني والمفيد فهناك مسؤوليات عامة يتحملها كل المؤمنين ولو على درجات فلا تقل فقط القيادات والمرجعيات الدينية والنخب السياسية كلا وانما يتحملها حتى ابسط فرد مؤمن وهذا بحث مغفول عنه وهو حقيقة الواجب الكفائي في الفقه الاجتماعي السياسي او الديني العام وسننقل كلمات الاعلام وسبق ان نقلناه في بحث المكاسب المحرمة .

فاذن وجود المسئوليات العامة في الغيبة الكبرى وعدم تعطيلها امر واضح وانت ليس بامكانك ان تأتيني بمدونة فقهية لعالم من علماء الامامية قديما وحديثا لم يقر بوجود مسؤوليات بالفعل في الغيبة الكبرى مع استتار المعصوم فلن تجد عالما من علماء الامامية يشكك في وجود هذه المسئوليات بالفعل وملزمين نحن بها وهذه المسئوليات اخطر من المسؤوليات الفردية التي يطالب بها اي فرد من المؤمنين هذا ايضا امر متسالم عليه بين علماء الامامية .

ذكرت لكم من جهة الدفاع الدين وعن الاسلام وعن الايمان اصل قضاء الشرعي هذا امر متسالم عليه ولابد ان نلتفت الى ان المعروف الفردي غير المعروف الاجتماعي السياسي والمنكر الفردي يختلف عن المنكر الاجتماعي السياسي والمنكر الديني العام في الاموال والاعراض والدماء هذا هو النسيج الاجتماعي السياسي وبيضة الدين ويرجع لامر الدين العام فعندنا بعدان في الامر العام : 1- بعد الاجتماع السياسي ويشمل الاقتصادي والامني والزراعي وكل النظم في الفقه المجتمعي السياسي

2- وهناك بعد اخر في الفقه العام هو البعد الديني العام في البيئة البشرية وهناك تسالم موجود في اولوية ملاك الدين العام الاسلامي والايمان على الاموال والدماء والاعراض وهذه نقطة اخرى متصيدة من كلمات الاعلام في الابواب المختلفة فهذه قواعد فوقية مهيمنة .

فاذن عندنا فقه اجتماعي سياسي وديني عام وهو غير الفقه الفردي وهذا الفقه الاجتماعي السياسي العام فيه واجبات عينية وفيه واجبات كفائية يعني من هو كفوء وعنده قدرة في هذه المجالات السياسية والدينية العامة يصير واجب عليه نظير ما ذكره الفقهاء في من يرى في نفس اهليه ان يبني نفسه كمجتهد وفقيه فوجوب التحصيل العلمي عليه يكون عينيا وليس كفائي وفي هذا الزمان كثير من الاعلام قرروا هذا الشيء او من يرى في نفسه ان يكون بصير خبير عسكري واجب عيني عليه ذلك لحماية الايمان والمؤمنين او رجل يرى نفسه ان يكون اقتصادي وتاجر كبير ذو ثروة فيكون يخدم الدين كمال خديجة فواجب عيني عليه ذلك فيكتنزها لخدمة المسؤوليات العامة او رجل عنده تخصص في الالكترونيات وبعض التقنيات النووية واجب عليه ذلك ان يؤسس شبكة اتصالات داخلية محمية على الاختراق لان اسرار البلد يجب ان تحفظ فهذه المسؤوليات العامة هي مباحث مغفول عنها عند عموم المؤمنين بل عموم الفقهاء .

انت ترى في نفسك كفاءة ان تصل الى القمة او ما يقرب من القمة وتتميز عن البقية واجب عليك وجوب عيني وليس وجوب كفائي وهذا امر ذكره الفقهاء في بداية المكاسب المحرمة وذكروه في البيع فاذن المعروف الاجتماعي السياسي الديني العام يختلف عن المعروف الفردي والمنكر الاجتماعي السياسي هو غير المنكر الاقتصادي والاخلاقي والمجتمعي والديني .

هنا نرجع لكلمة هؤلاء الاعلام ان شرائط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في البيئة الاجتماعية السياسية العامة تختلف عن شرائط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الفردي ، احد تلاميذ الميرزا محمد حسن المجدد اسمه الشيخ فضل الله النوري وذو كرامات وهو صهر الميرزا النوري هذا كان تشخيصه ورؤيته حول الثورة الدستورية في ايران انها بعد استغلال واستعمار للبلد في جملة من بنودها يعني يصطف مع السيد اليزدي وذكرنا في الجلسات السابقة ان في الثورة الدستورية الحوزة النجفية كانت منقسمة الى قسمين قسم مع الثورة وقسم ضدها فالشيخ النوري كان مع السيد اليزدي ان نظريته سلبية تجاه الثورة الدستورية والشيخ النوري وقف موقف حاسم لاجل اصلاح الثورة الدستورية الى درجة علم بانه سيضحي نفسه وسيقتل وهو استشهد وسبب صحوة لصاحب الكفاية انه يجب ان تكون موازنة في هذه الثورة الدستورية وحتى الميرز النائيني وحتى السيد ابو الحسن الاصفهاني تأثروا يعني لاحظ موقف الشيخ فضل الله سبب برمجة لتوازن المسار .

كذلك الشهيد الاول محمد بن مكي وكذلك الشهيد الثاني وكثير من علمائنا يعلمون بان تواجدهم في موقعية معينة سيؤدي الى الشهادة ، مثلا احد حكام خراسان وهو كان نظام شيعي معاصر للشهيد الاول استدعاه ان يصير فقيه الدولة فالشهيد الاول رفض واعتذر ولكن قال اله ساراسلك وتراسلني فيما تحتاجه من تنظير وهذا قبل الدولة الصفوية ولم ينكفأ الشهيد الاول عن ذلك الحاكم ولا نأى بنفسه وانما بالعكس اخذ كتاب اللمعة الدمشقية الى ذلك الحاكم في السجن فكان يمده بالمدد العلمي وربما بعض تلاميذه لكن قال ان لي موقعية في الشامات تفرض علي البقاء وما يمكن ان اتخلى عنها ويعلم الشهيد الاول مخاطرة وجوده وانه ستؤدي به الى استشهاده.

ثم الشهيد الثاني والشهيد الثالث نور الله التستري صاحب احقاق الحق وكان له موقعية خطيرة في النظام الحكومي في الهند وكان قاضي القضاة ويعلم انه مخاطر وفعلا اهل الغدر والحسد اوقعوا به واستشهد بمناشير وكذلك ميثم التمار وغيره بالتالي سلسلة من زمن امير المؤمنين الى الان والشاهد في هذه السلسلة ان شرائط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في بعد الديني العام او الاجتماعي يختلف عن شرائطه في البعد الفردي فالخلط الذي يحصل كما يصر عليه السيد الخميني والشهيد المطهري والشهيد الصدر الثاني وغيره من الاعلام انه ايها النخب لا نخلط بين الواجب الكفائي في الفقه الاجتماعي السياسي والديني العام وبين الفقه الفردي فالشرائط تختلف .

الان مثلا عمارة بيت الله الحرام وعمارة القبر النبوي وهو غير المسجد النبوي هناك نصوص عند الفريقين ان القبر اعظم من المسجد النبوي خلافا لما يدعيه الوهابية فرعاية وعمارة قبر النبي اعظم من المسجد النبوي عند المذاهب الاربعة وعند مذهب الامامية وعند المذاهب الاسلامية عدا الوهابية فاحياء القبر اعظم من احياء المسجد النبوي ومن الروضة الشريفة والوهابية يكفرون بهذه الضرورة وهي عمارة قبر النبي مع ان الحنابلة والمذاهب الاربعة للمسلمين كلهم بما فيهم الامامية يرون وجوبها .

هنا الفقهاء عندهم ان الحج كفقه فردي يشترط فيه الاستطاعة وزيارة النبي مستحبة كفقه فردي ويشترط فيه الاستطاعة وكذا زيارة امير المؤمنين وعمارة قبر الحسين والكاظمين وسامراء والامام الرضا هذا كفقه فردي يشترط فيه الاستطاعة اما كواجب كفائي فلا يشترط فيه الاستطاعة وانما يجب على والي المسلمين ان يعطي مالا لجماعة ليزوروا كي لا يعطل المسجد الحرام في الحج الاكبر ولا في الحج الاصغر وان يكون كل شهر عمرة كذلك قبر النبي اعظم من المسجد النبوي ومن الروضة هذه نصوص موجودة عندنا في باب الحج ذكرها صاحب الوسائل والبحار والمستدرك وجامع احاديث الشيعة نصوص صحيحة معتبرة مفتى بها .

الحج كواجب فردي في الفقه الفردي له شرائط ونفس الحج كواجب مرتبط بالبعد الديني العام له شرائط تختلف عن الفردي وهذا عند الكل نصوصا وفتاوى وعمارة قبر النبي لا يمكن ان يعطل وقد ورد في رواية الفريقين انه لو ترك الناس حج بيت الله الحرام لعاجلهم الله بالنقمة في ذلك العام بل اكثر من هذا موجود لو ترك المؤمنون الحج الاكبر عمدا لما امهلهم الله وينزل عليهم العقوبة وهذا بعد عام ان في مشاعر دين الاسلام وليس فقط الحج حتى الجهاد يجب على المؤمنين ان يكون تواجد لهم ولراية الايمان ، كذلك في زيارة قبر النبي وعمارته كما يقول السمهودي انه بضرورة المسلمين قبر النبي وليس مسجد النبي اعظم من العرش العظيم وينقله عن الصحابة والتابعين والعرش اعظم من الكعبة ولكن الوهابية والسلفية كفروا بهذه ومن حذى حذوهم من بقية الفلول .

المقصود ان شرائط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السياسي الديني يختلف عن الفردي ويجب ان لا نخلط ونخبط كذلك باب التقية في الفقه الفردي حصل خلط عجيب وغريب فيها بين الفقه الفردي والفقه العام وحتى عند الكبار وخلط اخر بين التقية والكتمان الامني السري وبين التقية الخوفية وبين التقية الخوفية المداراتية ، فهناك خلط بين هذه الابواب وكما قلنا الخلط الهيكلي بين هذه الابواب سبب الغفلات حتى عند الكبار.

 

logo