46/07/05
/ تاريخ الإمامية والمنهجية في قراءة علامات الظهور/باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (16)
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (16)/ تاريخ الإمامية والمنهجية في قراءة علامات الظهور/
كان الكلام في البحث الفهرسي دون الخوض في التفاصيل وكما مر بنا الفهرسة مهمة جدا حيث الفهرسة هي عبارة عن قاعدة بنيوية دستورية فنحن في صدد الفقه الدستوري في قراءة باب الجهاد او الدفاع او الرباط او باب التقية او باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهناك خمسة ابواب فالبحث في الفهرسة بحث في الفقه الدستوري .
اذا راجعنا البحث التخصصي انه ما الفرق بين الفقه الدستوري والقانون النيابي البرلماني والقانون الوزاري والقانون البلدي هناك اربع طبقات على اقل تقدير ولايخفى ربطه بالفقه الشرعي ان لغة الشارع في القانون هي لغة عقلائية عرفية وليست لغة ذات حقيقة شرعية من رأس فهذا ليس اقحام للبحث الاكاديمي في الفقه الشرعي ولو ان الدكتور عبد الرزاق السنهوري عنده نظرية في هذه المجال في كتاب مصادر الحق والتزاماته يقارن بين قانون الفقه الوضعي والقانون الشرعي حيث هو لا يحبذ المقارنة بين الفقه الوضعي والفقه الشرعي ويرى المباينة بين المسارين فلا يمزج بين البحثين ولكن الكثير لا يرى هذه الرؤية ، فاذا اردنا فقه مقارن بين الفقه السماوي والفقه الوضعي نقول الفقه القانوني الوضعي الاكاديمي هو ذو طبقات فهناك من يتخصص في الفقه الدستوري وهناك من يتخصص في الفقه القانوني النيابي وهناك من يتخصص في القانون الوزاري وهناك من يتخصص في القانون البلدي وهناك من يتخصص في القانون المدني او يتخصص في فقه القضاء ، والقضاء ايضا هو اقسام فهناك قضاء دولي و قضاء فردي و قضاء جنائي .
اذا حتى تقسيم القانون العرفي العقلائي الى اقسام لكنه لا يتباين مع الفقه المدني الجنائي والاسري بل حتى القانون الدستوري يمكن تقسيمه الى مدني وجنائي واسري ودولي وكذلك النيابي يعني هذا التقسيم يتداخل مع ذاك التقسيم من دون تقاطع وتباين وعندنا في فقهنا التقليدي الامامي طيلة عشرة قرون الدورات الفقهية فبعضها كتبت على نمط الفقه الدستوري وبعضها على الانماط الاخرى .
انا هنا مضطر ان اوضح الصناعة الفقهية لانه من هنا تؤكل الكتف ومن هنا يحصل الخلط وهي بحث الصناعة الفقهية والصناعة القانونية فلو نجيدها لن تلتبس علينا البحوث ولن نشتبه في مفاد علامات الظهور ولا في السفياني ولا في الوظيفة العامة ولا في الغيبة الكبرى ولن نستغفل فالصناعة الفقهية والاصولية شيء مهم وهذا الامر ذكرناه في كتاب مناهج صناعة الاستنباط الفقهي .
تارة انت ترى طبيعة ذاك الفقيه عقليته عقلية القانون الدستوري فتراه مؤسسا لهذا القانون مثلا تجد الشيخ الطوسي ممتاز في هذا المجال كما ان الذين كتبوا في ايات الاحكام ايضا هم في عبقريون هذا المجال لان ايات الاحكام او القواعد الفوقية الفقهية هي بمثابة اصول فقهية وقواعد فقهية تهيمن على كل ابواب الفقه وكذلك الرواندي في فقه القرآن جدا جزل وقوي في هذا الجانب فبعض الدورات الفقهية تجد طبيعتها قوية في الفقه النيابي يعني الطبقة الانزل وبعضها تجدها في الفقه الوزاري اقوى وبعضها تجدها في الفقه البلدي اقوى .
الان في البحث التفصيلي التطبيقي تجد السيد الخوئي متمهر جدا وعنده ابتكارات مفيدة ، وهناك بعض الكتب قد تكون معجون من مختلف طبقات البحث القانوني .
بعض الاخوة يسألني اي كتاب نهتم به في بحث الخارج في صناعات الاستنباط ؟ في الحقيقة هي على طبقات ونحن الان في سلسلة ثلاثة عشر جلسة بحثنا فقط في الفقه الدستوري وليس في الفقه التفصيلي ولا الفقه البلدي ولا التطبيقي لان احد اسباب عدم قيام المؤمنين بالمسؤوليات بشكل وافي بهذه الابواب الخمسة التي هي حساسة جدا في نصرة ايات الايمان ونصرة صاحب العصر والزمان هو عدم الغوص ببصيرة علمية بين هذه الابواب فتجد احد الاكابر قوي جدا في الفقه التطبيقي لكن لا يعتني بالفقه الدستوري فهذا يسبب الخلل .
مثلا المحقق العراقي في القواعد الاصولية او في الصناعات الفقهية الفوقية جدا قوي ولكن في التطبيقات التفصيلية تلاميذه اقوى منه ولكن تلاميذه يتبعونه في الصناعات الفوقية فربما هناك فقيه متضلع في جانب ولكن متوسط او دون المتوسط في جانب اخر فالريادة العلمية بين الاعلام متوزعة فقد تجتمع كلها وقد تجتمع بعضها ، من ثم اختلفت براعات الاعلام في هذا الجانب فبحثنا صناعي في الاصول الكلية الفوقية وتحصل فيه التباسات كبيرة .
جملة من الروايات تبين ان الفقهاء في زمن الامام الصادق الذين هم تلاميذ الائمة التبس عليهم الامر مع زيد الشهيد في هذا الجانب مثل زرارة وابي بصير ومؤمن الطاق وبعضهم رائد مرجعي لعموم المؤمنين لكن في علم الكلام متوسط وبعضهم علم فقيه رائد ولكن في علم الكلام متوسط فنماذج تلاميذ الباقر والصادق كثيرون كما ان في جملة من الروايات قد ترى بعض الالتباسات في نفس نهضة زيد الشهيد اما فيه او بمن يحيط به، وكيفية التوازن بين هذه الابواب في بيانات ائمة اهل البيت صعبة على المتخصصين تنظيرا فضلا عن تطبيقها وهذه الصعوبة في التنظير وفي التطبيق بطبقاتها المتعددة هي تسبب عرقلة في النهضة بالواجب في نصرة راية اهل البيت وراية الايمان.
لذا البحث حساس جدا الان مقدمة البحث كله ضروري الاشارة اليه اجمالا اذا البحث بنيوي بدرجة البنية الدستورية والبنية الفوقية ما الفارق بين هذا الابواب؟ يعني ما الفرق بين هذه الابواب؟ ترى هناك من يتمسك بادلة باب التقية والبعض يتمسك بادلة باب الجهاد والبعض يتمسك بروايات الامر بالمعروف والنهي عن والبعض تمسك بروايات الدفاع هذه كلها جدليات فقهية موجودة فكيف تصحصح الصورة الواضحة لهذا البحث؟ اذن البحث على مستوى الاكابر غامض فكيف على مستوى من دونهم؟ فيكون الغموض اكبر .
فبحثنا بالاساس مركز على الاسس الفوقية فلا نخلط بين هذه الابواب وهل هذه الابواب في صراط وسياق واحد ام لا؟ المفروض انه لا يوجد تدافع وتناقض بين الابواب الفقهية والروايات الفقهية ونحن نركز الان في هذا الصدد فصعوبة قراءة روايات الظهور او قضية السفياني او وضع المؤمنين في الغيبة الكبرى بحث حساس ، وسنضرب لكم مثالا لترون كيف ان هذا البحث معقد وهو محط تجاذب بين اعلام كبار ، مثلا السيد احمد الخوانساري وهو معروف بمشيه التقليدي وكان استاذ السيد الخميني في المكاسب والكفاية وكذلك استاذنا السيد محمد الروحاني كذلك بيت السادة الصدر في قم وليس في النجف بيت السيد صدر الدين الذي هو مرجع وكان والد السيد موسى الصدر والسيد رضا الصدر والسيد محمد تقي الخوانساري وجملة من السادة المراجع الكبار اختلفوا في مسألة مهمة معقدة وهي بنية دستورية اختلفوا في وجهة نظر مع السيد البروجردي زعيم الطائفة فكان هو على نهج معين مرتبط بالتقية او بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر او بالدفاع وسمعنا كيف كانت المجاذبات الموجودة العلمية بين هؤلاء الاعلام والمشادات العلمية وليس المقصود مشادات عدائية ولكن بالتالي المشارب موجودة .
العلامة الاميني ايضا مع هؤلاء الجماعة يعني هناك تغاير وجهات نظر وهناك جماعات مع السيد البروجردي فاولئك السادة مجتهدون ومراجع وكانوا يرتأون ان في بلاد الايمان في ايران والعراق بنود التقية المداراتية ليست بالنمط التي يرتئيها السيد البروجردي وكانوا يقولون بان نظام التقية المداراتية التي ارتأها السيد البروجردي هذا انما يكون في خارج اجواء ايران او العراق اما في الوسط الداخلي فلا موضوع له بل مردوداته سلبية جدا .
انا لست في صدد القضاء بين الطرفين وانما في صدد بيان ان البحث الدستوري بين هذه الابواب صعب غايته تنظيرا فضلا عن التطبيق فليس قضية رواية واستدلال واية ومسألة فقهية وانما بحث شبكة منظومة ان القواعد كيف يرسم لها هيكلة وخارطة؟ وهناك مواقف ويوميات حكيت لنا عن الاختلاف بين وجهات النظر بين الرؤية الاولى والرؤية الثانية وتداعيات تلك الرؤية .
فالقضية دقيقة وعميقة ومهمة شبيه الخلاف الذي حصل بين السيد الخميني والسيد الخوئي وهما زعيمان متصدران في زمانهما فاختلاف الزعامة الشيعية في تطبيق هذه الابواب اختلاف في الاليات او في الاسس الفوقية ؟ فهناك بحوث حساسة معقدة يعني في البنية الفوقية فضلا عن التفاصيل واللطيف ان السيد الخوئي رغم ان ممشاه في الادوات والاليات شيء معين ولكن في الجهاد الابتدائي هو الوحيد في كل اعصار الذي يرى مشروعية الجهاد الابتدائي وطبعا قبله الميرزة محمد باقر السبزواري والا كل علماء الامامية يرون انها من زعامة الامام معصوم .
فهذه الابواب التدقيق فيها لدى الاعلام صعب صعاب فضلا عنا نحن ، فالبحث معقد ومهم التعرض اليه فوقيا وهو اهم من التعرض الى التفاصيل بينما السيد الخميني مع انه اسس الثورة لكن لا يرى الجهاد الابتدائي للفقيه ، فاذن البحث جدا معقد وصعب فالبحث تارة في الادوات واخرى في القواعد المتوسطة وتارة في اصل التنظير الفوقي فالبحث حساس جدا وكيف نميز بين قواعد هذه الابواب؟
مثلا الثورة الدستورية التي اقيمت في ايران والتي سميت بالمشروطة فانها ادار كل خيوطها علماء النجف لكنه كانوا فريقان صاحب الكفاية والنائيني والسيد ابو الحسن الاصفهاني ومن جانب اخر السيد اليزدي والشيخ فضل الله النوري وغيرهم ، وهذه التجاذبات كانت بكل روح رياضية اخلاقية لبقة فحصل هذا الاختلاف بين المراجع ولا يشهد لها نظير في العالم انه كيف ادير هذا الصراع ، فهل هذا اختلاف في التنظير؟ او في الاليات او في الادوات؟ .
هناك ثروة علمية عظيمة بين فقهاء النجف حول ثورة المشروطة وهي بحوث دسمة جدا للاسف لم تترجم من اللغة الفارسية ولو تتشكل هيئة لترجمة هذا التراث تكون نافعة جدا وللاسف تجد بعض العتبات تترجم الحداثويات وتنسى هذا التراث مع انه اهم بكثير فهو جدا مهم وكتب بوزن علمي ثقيل فهذه الابواب تعطي وعيا سياسيا الشيء الكبير جدا .
فالمقصود الفريقان مثل السيد اليزدي الذي هو اسد وصاحب الكفاية ايضا كذلك كيف اختلفا تنظيرا؟ وعشرات الفقهاء مع كل طرف وهذا الاختلاف في الحقيقة هو حيوية علمية في مذهب اهل البيت لكن المهم ان نلتفت ان اختلاف التنظيري بنيوي فوقي وليس امر سهل .
المحقق الكركي كان مع الدولة الصفوية وكذا العلامة المجلسي كان مع الدولة الصفوية ولم يكن هناك معاصرة بينهما وكذلك الشيخ البهائي وهو ذو وزن ثقيل سواء من جبل عامل او من اصفهان فهم رأوا ضرورة المشاركة في الدولة الصفوية والسيد الخوئي يذكر مشاهد لطيفة في البحث الفقهي لممارسات زعماء الامامية في الدولة الصفوية، لكن في قبالهم جماعة كالمقدس الاردبيلي والشيخ القطيفي البحراني كان عندهم توتر علمي مع المحقق الكركي وكذلك علماء اصفهان انذاك كانت لديهم توتر علمي جدا مع صاحب البحار لانه انخرط في الاساس والدعامة في الدولة الصفوية وادير هذا الاختلاف بكل روح لبقة رياضية علمية .
نعم قد تصير بين العوام امور لا اخلاقية لا شرعية لكن نفس الاعلام كانوا بروح رياضية اخلاقية فالمقصود ان هذا البحث طيلة قرون لدى علماء الامام بقي محل غموض ويجب الفرز بين هذه الابواب .
الشيخ الصدوق شيدت على يديه شرعنة جملة من الخطوات التي قامت بها دولة البويهية وهم اثنى عشريا وهو في بداية الغيبة الكبرى والبويهيون هم من اسس الشهادة الثالثة في الاذان علنيا اما اصل الشهادة ثالثة نحن اثبتنا بالادلة القطعية ان السيرة القطعية كانت في الشهادة الثالثة في الاذان والاقامة والتشهد معا في القرن الاول والثاني والثالث والرابع في سيرة اتباع اهل البيت وانا مسؤول عما اقول وذكرنا مصادرها في الاجزاء الثلاثة وتتمتها في الجزء الرابع .
فالدولة البويهية التي استولت على وسط العراق وعلى الجنوب والى نصف ايران او اكثر هذه الدولة استمرت حوالي مئة وخمسين عاما تقريبا هذه الدولة قبل الشيخ المفيد ومع الصدوق ومع الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي واستمرت الى سنة خمسمائة تقريبا طبعا في موازاتها كانت الدولة الحمدانية شمال العراق الى شمال سوريا وحلب وهي من الاثني عشرية يعني دولتان شيعيتان اثني عشريتان ذات مساحة ورقعة كبيرة متزامنة بدءا وانتهاء، وزامن ذلك الدولة الاسماعيلية الفاطمية في دول المغرب العربي، ثم امتدت الى مصر فثلاث دول بالمعنى الاعم للشيعة وهذا يعني غالب البلدان الاسلامية تحت سيطرة هذه الحكومات الشيعية الثلاث وهذي حالة مهمة استمرت قرن ونصف .
فالصدوق ممن شيد وشرعن بنيان الدولة البويهية وكل من كتب في ترجمة الصدوق يلتفت الى ذلك حتى ان الصدوق هاجر من قم الى ري استجابة لطلب والتماس مؤسس الدولة وهذا الشيء معروف والشيخ المفيد في كتابه تصحيح الاعتقاد في بحث التقية يشير الى ان الصدوق كيف زج بنفسه في مشروع الدولة البويهية فالصدوق في حين لديه هذه الرؤية ولكن الشيخ المفيد كانت له رؤية اخرى في المشاركة في الدولة البويهية طبعا الصدوق طريقة مشاركته في الدولة ليس بنحو رسمي وانما كان شاعر ظاهر علني فهو لم يتقلد منصبا رسميا من ثم الخطوات الشعائرية التي قامت بها الدولة البويهية على صعيد الشهادة الثالثة في الاذان او التشهد او الشعائر الحسينية واضح انها انطلقت من فتاوى الصدوق ومن كلامه والا هؤلاء فقط حكام السياسة اما صبغ الهوية الدينية يستند فيها الى الفقهاء .
واللطيف ان هذا النمط من العمل للصدوق يعارض ما قاله في من لا يحضره الفقيه لان الاخير واضح فيه انه كان في التقية فهو كتبه وهو في سمرقند التي كانت تحت ظل حكومات غير امامية وغير شيعية فاذن في كل ازمة علماء الامامية هناك وجهتا نظر او اكثر المفيد رحمة الله عليه يقول الصدوق يرى التقية لكن لا يلتزم بها مع ان المفيد في اسلوبه العقائدي عنده نمط لا يكتم المعلومات فترا اسلوبه مع الخصم في الجانب العقائدي لايعتم ويتستر ولكن بدون تشنج وبدون توتر وسباب لديه وضوح معلومات لكن الصدوق في خطابه نستطيع ان نقول هو سياسيا حسيني ولكن بيانيا حسني والمفيد في الكلام حسيني وفي السياسة حسيني فالعلماء الاعلام طيلة عشرة قرون بينهم اختلافات في وجهات النظر وسلوكين سيرة و رؤية و فتوى .
نحن لماذا نؤكد على هذا الشيء؟ كل ذلك كي نقول انه لا يوجد هناك صح مطلق وخطأ مطلق ولكن انه كيف نحن نعي الموازنة العلمية بين وجهات نظر فقهاء الشيعة بدون ان يحصل افراط وتفريط في الخطاب العقائدي وفي الخطاب السياسي والاجتماعي والتعايشي .
اذن هناك جملة من وجهات النظر و اذا اردنا ان ندرسها نواجه صعوبات تتدخل في علم الفقه وعلم الاصول وعلم الرجال وعلم التاريخ فليس بالامر السهل .
مثلا في زمن الامام الصادق غالب فقهاء الامام الصادق والباقر لم يشاركوا زيدا في النهضة السياسية الا ان هناك عدة قليلة شاركوه ممن انتهجوا الرؤية الكلامية للزيدية لان زيدا من جهة الرؤية العقائدية محل جدل بين الكتاب وان كان في اعتقادنا هو على المذهب الامامي الاثني عشري والى يومنا هذا الزيدية ترتأي شيء والاثنى عشر ترى شيئا اخر وان كانت هناك مشتركات كبيرة بين المذهبين وهذه مهمة تستثمر .
فالمقصود ان فقهاء التلاميذ الباقر مثل فضيل ابن يسار مدحه الصادق انه منا اهل البيت كما قيل في حق سلمان وفضيل في حين كان فقيها رسميا وكان تلميذ الامام الباقر والصادق لكن كان يقوم بمهمات صعبة خفية اجتماعية يعني كانت البصرة انذاك ليس لاهل البيت فيها موضع لكن هذا الفضيل مع انه كوفي استقر في البصرة وزرع فيها حب اهل البيت ، طبعا ضواحي البصرة منذ زمن الامام الحسن والحسين وامير المؤمنين كانت لاتباع اهل البيت لكن مركز البصرة هو ذهب اليها وبذر زرع التشيع فيها متسترا وهو ايضا شارك في ثورة زيد ثم الصادق اوكل له رعاية عوائل الشهداء لثورة زيد الشهيد فهو رجل للمهمات الصعبة .
لاحظ اذن الفضيل ابن يسار توجهه يختلف عن زرارة من هذه الجهة ويختلف عن محمد بن مسلم فهذه النماذج ما شاء الله نراها موجودة من تعدد وجهات النظر لو اردنا ان نجرد التاريخ لعلماء الامامية لوجدنا هذا التعدد لوجهات النظر كثيرا كثيرا وكل له برهان ودليل مما يدل على ان القضية مرتبطة بالفقه السياسي العقائدي في زمن الغيبة الكبرى ، فبين علماء الامامية دائما وجهات نظر متعددة وتدار بروح واخلاق عالية .
طبعا عادة عوام المؤمنين ان يصير عندهم انفلات وتشنجات وافراطات لكن بين الرؤوس هناك روح رياضية وانا لا اقول هذا من باب التزييف وانما هذه حقيقة واضحة شهد لها التاريخ بادارة هذا الصراع العلمي بين العلماء فالمقصود ان هذا المبحث على صعيد البنية الدستورية غامض جدا ومن العيار الثقيل واختلف فيه رواد زعماء الامامية في كيفية الموازنة بين هذه الابواب فالاليات فيها اختلاف وكذلك التكنيك المتوسط والخطط المتوسطة فيها اختلاف والاستراتيجيات فيها خلاف .
فالبحث اذن حساس ولسنا في صدد التفاصيل وانما البحث في الفهرسة والبنية غامض صعب ثقيل يعني بين المحقق الكركي والشيخ ابراهيم القطيفي مناوشات علمية دسمة جدا واكثر من اتى بعد الشيخ الكركي اصطف مع الشيخ الكركي في قبال الشيخ ابراهيم القطيفي البحراني رغم ان الذين اتوا بعدهم هم من اصحاب الفقه التقليدي لا المشي السياسي او ما شابه لكنهم قالوا الحق مع الكركي دون الشيخ ابراهيم القطيفي فبغض النظر عن القضاء بينهم لكن هذا البحث هو في نفسه حساس وغامض يجب التنبه له .
وللبحث تتمة .