46/06/28
/ علامات الظهور والسفياني (3)/باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (13)
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (13) / علامات الظهور والسفياني (3)/
كان الكلام في هذه السلسلة عن الجهاد والتركيز على الدفاع والرباط ووصلنا الى مقطع مفصلي صناعي بين باب الجهاد وباب الدفاع وباب الرباط وباب التقية وباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان هناك نوعا من الايهام في الجو العلمي لدى اعلام وانا لا انسبه الى الرواد الكبار حيث هذا بعيد عنهم ولكن عدم بلورة هذا المطلب يسبب تداعيات سلبية جدا في تاريخ اتباع اهل البيت ولذلك سنركز عليه ان شاء الله لكن بعد هذه المحطة في قضية علامات الظهور باعتبار دخلنا فيها بنقاطها الثلاث انه ما هي الحكمة والفلسفة من علامات الظهور في بيانات القرآن واهل البيت والنقطة الثانية ما هو المنهج في قراءة هذه العلامات؟ النقطة الثالثة في السفياني وعلاماته والنقاط الست التي مرت بنا وابرزها ما مر ان المحتوم ان المحتوم فيه البداء وفيه المشيئة .
ورد في بيان الامام الجواد ان المحتوم فيه البداء يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب فكونه محتوم لا ينافي المشيئة وفي بيان الامام الجواد والباقر والرضا ورد هذا المعنى وهاتان الروايتان واردتان في كتاب الغيبة للنعماني وعند الوحيد البهبهاني كلتا الروايتين معتبرتان والرواة لهذين الروايتين هم من الاجلاء الا واحد منهم مختلف فيه في كلا الطريقين ولكن عند الوحيد البهبهاني معتبر ونحن من الموافقين لمدرسة الوحيد البهبهاني في الرجال .
ثم انه قد شرح هذه المدرسة شرحا وافيا تلميذ الشيخ الانصاري في كتاب رجال الخاقاني وهو الشيخ علي الخاقاني وهذا الكتاب يستحق الدراسة والتدريس والمباحثة ومفيد جدا وهو حافل بالمدرسة الرجالية للوحيد البهبهاني وهذه المدرسة بالحقيقة ليست مدرسة الوحيد فقط بل هي مدرسة جل تلاميذه بل هي مدرسة القدماء من المفيد والمرتضى والطوسي طبعا الطوسي عنده مبنيان وايضا هي مدرسة ابن ادريس وابن زهرة وابن حمزة وابن براج بل هذا نفس مبنى النجاشي الذي عنده اصالة المتن وليست اصالة الطريق والسند وهذا من العجب العجاب ان من يتبع النجاشي في كل صغيرة وكبيرة لكن في اصل المبنى لا يتبعه حيث ان مبنى النجاشي لمن سبر كتابه هو مبنى استاذه المفيد من اصالة المتن وليس اصالة الطريق فصحة المتن وليس صحة الطريق فالاصالة للمتن وليس للصدور وتشريع المتن وصدور المتن ولو صدورا اجماليا وشرحنا سابقا الفرق بين اصالة او صحة المتن وهو الصدور المعهود الاصطلاحي .
مثلا الامر الخاص للمصداق العام المصداق ليس جزء حقيقي حتى لو كان جزئي اضافي الكلي فالمصداق العام لم يتلفظ به الوحي بلفظه الخاص لكنه صدر بلفظ عام والعموم باعتراف عباقرة علم الاصول طبقات وليس طبقة واحدة وهو مثل القانون الدستوري .
فاذن النجاشي وابن الغضائري الاب والابن ايضا مبناهم على اصالة المتن وليس اصالة الطريق والصدور وحتى هذا الكتاب الذي لم يعلم نسبته الى ابن الغضائري وطعن فيه فحول الاعلام مدون فيه اصالة المتن والحجية للمتن وليس للصدور والطريق وانما الطريق زعنفة من زعانف الحجية وهو هامش من هوامش المتن فالمتن متن والطريق هامش ولكن هو هامش مهم .
فالتعرف على هذه المدرسة ضروري جدا في قبال مدرسة السيد احمد ابن طاووس التي انتهجها الشهيد الثاني وشيئا ما العلامة والمحقق الحلي وطبعا الاخيران تبنوها في الجملة في كتبهم وتبنوا تلك المدرسة في جملة اخرى وهو مبنى القدماء وكذلك الشهيد الاول فهو لم يتبنى مبنى السيد احمد ابن طاووس بتاتا وانما هو في كل كتبه سواء الدروس اللمعة غاية المراد الذكرى القواعد والفوائد بطل المتن .
بل حتى سيد ابن طاووس المؤسس لهذه المدرسة وهي اصالة الطريق واصالة الصدور هو ليس مبناه ما معروف من عدم الاعتناء بالمتن ولعلمكم هذا ليس فقط عند قدماء علماء الامامية بل حتى الفريق الاخر من العامة ايضا مبناهم مبنى القدماء منا وهو ليس اصالة الطريق وانما اصالة المتن فالبخاري عندهم يسمى بالصحيح او مسلم يسمى بالصحيح او الصحاح الستة او الصحاح العشرة ليست الصحة عندهم بمعنى صحة الطريق كيف وفيها روايات مرسلة كثيرة فكيف يصير صحيح؟ وفيها روايات مرفوعة او مقطوعة وانما يقصدون به صحة المتن وهذا هو مبنى القدماء .
لكن في القرن السابع صار انقلاب علمي عندهم وعندنا والى الان لم نكتشف اسبابه وخيوطه ، كذلك السيد علي رضي الدين ابن طاوس مبنه كالقدماء في كتب الادعية يعني اصالة المتن وهو اخ للسيد احمد ابن طاووس والسيد احمد ابن طاووس نفسه سيد وجيه وعظيم عالم وهو بنفسه يصرح في كتاب التحرير الطاووسي يقول انا استحدثت هذا التقسيم لكني كمنهج لا اتبنى اصالة الطريق مطلقا بل هو بين بين فاصالة المتن باقية على حالها واصالة الطريق من جهة اخرى على حاله فاوازن بيهما فهو السيد احمد ابن طاووس هذا مبناه يعني رغم انه مؤسس لهذه المدرسة لكن لا يقول بالافراط في اصالة الطريق وانما يوازن بين مبنى القدماء وهذا المبنى لكن الذي اتى من بعده افرط في ذلك الى ان وصل الى من بعده مثل الشهيد الثاني والمقدس الاردبيلي وصاحب المدارك فقد افرطوا فيه والاخير قال لا اقبل الا الطريق وتعديل كل راوي يكون ببينة فالحسن والموثق والقوي لا اعمل به وانما فقط الصحيح الى ان وصلت النوبة الى السيد الخوئي .
طبعا حتى الشيخ عبدالله الممقاني بين بين وكذلك صاحب قاموس الرجال اما المجلسي عنده اصالة المتن ولكنه غفل عن ان هذا المسلك ليس هو مشهور علماء الامامية ولكن نسبه لمشهور الامامية وكتب ما كتب في تعليقه على الكافي في مرآة العقول انه مبنى المشهور ونسبه خاطئا وفيه تدليس غير متعمد ولكنه قاصم للظهر حيث هذا ليس مبنى المشهور وانما هذا مشهور المتأخرين لا مشهور المتقدمين فكيف تنسب هذا الى المشهور؟ بل حتى المتأخرين بينهما قولان مشهوران .
بل اعطيكم معلومة قيمة ان كل من ذهب الى الانسداد يرى هذا المبنى من التلاميذ الوحيد البهبهاني الطبقة الاولى والثانية والثالثة كبحر العلوم وكاشف الغطاء وصاحب الرياض والميرزا القمي والنراقي وصاحب مفتاح الكرامة وصاحب الجواهر وكثيرون ذهبوا الى اصالة المتن وانما الطريق ضميمة وليس هو الاصل ، فيجب الا نغفل عن هذه المطالب التي كررناها مرارا وتكرارا .
نرجع الى مطلبنا فهناك روايتان حول المحتوم بل هما اكثر احداهما عن الامام الباقر قال المحتوم فيه المشيئة يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب فالرواية صحيحة على مسلك الوحيد البهبهاني والشيخ علي النمازي والرواية الاخرى عن الجواد ايضا المحتوم فيه البداء والمحتوم هو الذي فيه المشيئة طبعا هذا بحث كلامي عقائدي لكن يؤثر كثيرا في مقامنا فمعنى المحتوم يعني الشيء الذي وصل ايجاده ووقوعه تكوينا الى درجة تامة فيقال عنه محتوم لان كل اسبابه التكوينية موجودة وعلى شرف الوقوع الا ان هذا لا يعني ضرورة الوقوع فعندما يقال محتوم يعني اسبابه ضرورية ستكون الا ان الانسان مثلا يتصدق فيدفع الله عنه الاجل المحتوم او يصل رحمه فيدفع عنه السوء او يقوم باحسان فيكافئه الله بتمديد عمره .
او بالعكس اذا الانسان يترك زيارة الحسين بشكل مستدام فيقصم عمره او يعق والديه او يسوء خلقه مع اسرته وهو من اسباب قصر العمر فالعمر له امد معين واسبابه التكوينية موجودة الا ان هذا العامل بعمل معين ايجابا او سلبا يغير القضاء والقدر فلا ينافي انه محتوم ومن هنا سجل الله المؤاخذة على جملة من الانبياء وهو بمعنى ترك الاولى اذ لم يحصل لديهم التقيد بالبداء الاعظم يعني هذه الاسباب ليست اسباب تؤدي بالضرورة الى الوقوع انما هي اسباب .
مثل ما جرى مع نوح قال ربي ان ابني من اهلي وان وعدك الحق يعني كانما غرق الابن خلاف وعد الله والله لا يخلف الميعاد قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل او عمل غير صالح واني اعظك ان تكون من الجاهلين قال لا تسألني عما ليس لك به علم قال نوح ربي اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم ، فلاحظ الدقة ان الله وعده حق ولكن الوعد الالهي اين هنا موجود الا من سبق عليه القول يعني استثناء موجود .
بعبارة اخرى هناك حتم من الله عز وجل لكن فيه البداء فكان اللازم على النبي نوح التسليم ولكن وهذا لا ينافي العصمة وانما فوق كل ذي علم عليم وهو مسدد من قبل الله وكان من اولي العزم فهذه نكتة مهمة حسب بيانات اهل البيت .
ثم ان البداء لم يتبحر فيه وحيانيا احد كما الم به اهل البيت فعلمهم بالبداء وطبقات البداء لا يقاس به علم النبي نوح وموسى او عيسى او يونس او غيرهم فالبداء طبقات وليس طبقة واحدة .
من ثم ورد في بيانات اهل البيت انه ما عبد الله بشيء اعظم مما عبد بالبداء ولم يبعث الله نبيا من الانبياء الا واخذ عليه العهد بالايمان بالبداء اي ان لله صلاحية المشيئة يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب وورد في اصول الكافي ان عبدالمطلب اول من قال بالبداء يعني عنده تضلع وتبحر وحياني وهو قد اصطفي بنصوص كثيرة قرآنية وروائية فاصطفاء عبد المطلب كانت بدرجة تميز عمن قبله من المصطفين مع انه لم يبعث نبي الا بالبداء فكيف يكون عبد المطلب اول من قال بالبداء ؟ المقصود يعني بهذا التبحر الموجود عند اهل البيت ، فلم يصل اليه العلم الوحياني عند نوح او موسى او عيسى او ابراهيم .
مثلا النبي ابراهيم قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين فاخذ ابراهيم المدية مرتين او ثلاث حتى صار احمرار في رقبة اسماعيل ولكن السكينة لا تصنع شيء فهي مامورة بان لا تذبح فرماها واتى بسكينة اخرى يعني لاحظ بالدقة هو النبي ابراهيم ربما تعجب من هذا الشيء وكذلك اسماعيل ولكن في الحقيقة ان الذي امر به ابراهيم ليس هو الذبح وانما مقدمات الذبح ولكن هذه بنحو تخفى على النبي ابراهيم يعني هي مقدمات لا تتنافى مع عدم وقوع الذبح .
لاحظ المام اولي العزم فضلا عن غيرهم بالبداء هو ليس كالمام اهل البيت يعني سيد الشهداء ابلغه جده المصطفى انه شاء الله ان يراك قتيلا وشاء ان يراهن سبايا ، فلم هذا النشاط المتفجر الحيوي والشجاعة والتدبير من الحسين ؟ فما دام ان الامر محتوم بشهادته فلم هذا ؟
نقول المحتوم شيء وفيه بداء شيء اخر لذلك يوم عاشوراء المشيئة تجري الى وقوع وطوي طبقات من البداء ثم في يوم عاشوراء سيد الشهداء خاطب اصحابه قوموا رحمكم الله ان الله اذن لكم وهذا غير شاء اذن يعني قريب وشاء بعيد وحتى فيها البداء مع انها قريبة الوقوع لذلك فعل الامام الحسين ليس فعل من هو مستيقن بالشهادة وذكرناه في كتاب التوحيد في المشهد الحسيني وهذه عملية عظيمة بين ان الله مقدر شيء وبين ان الله طالب الحسين بقمة التدبير والمقاومة والمواجهة ولذلك خطاب موجود من الله لسيد الشهداء اني لم احتم عليك الشهادة وهذا لعله موجود في الكتب الاربعة او كامل الزيارات ان النصر رفرف على رأس الحسين وخيره الله واختار له الشهادة .
طبعا نحن فسرنا البداء في عاشوراء بثلاث طبقات وهذه بقرائن وشواهد احدها البداء في اصل الشهادة فلماذا يجعل الله عز وجل المجال مفتوحا امام سيد الشهداء في اصل الشهادة؟ في حين انه قدر وقضى وكتب ذلك منذ خلقة ادم ومع ذلك تأتينا نصوص اربعة تبين انه اصل استشهاد سيد الشهداء فيه البداء ؟؟
لاحظ رسول الله اخبر ام سلمة والمسلمين واقام حوالي عشرين مجلسا ان امتي ستقتل ابني ويسفك دمه وكيت وكيت وسيرة الامام الحسين قطعية انه يقوم بالنهضة والتدبير والادارة وكأنه ليس هناك شيء محتوم لا يتبدل ، النكتة هي انه المحتوم غير الوعد الالهي فلا يخلف الله الميعاد بل سابين حتى في الوعد الالهي هناك بداء فالله وعد ان سيد الانبياء مؤيد منصور والله لا يخلف وعده وهذا ليس اخبار ووعيد مع ذلك هناك بداء وما فلسفة هذا البداء ؟
فقضية شهادة الامام الحسين ليست وعد وانما هي عبارة عن ابتلاء ومصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها فلماذا لا يكون فيها البداء؟ مع ذلك النصوص تقول فيها البداء فكيف يجمع بين هذه الجهات؟ وهذه مرتبطة بمسؤوليتنا في الغيبة الكبرى وقضية السفياني وكثير من هذه الامور لاحظ قضية النبي يونس هو اخبر قومه بان العذاب محتم و ات وهو صادق فيما يقول الا ان ذلك العالم غير المعصوم اخبر بما اورث من علم الانبياء ان الصدقة قد تحجب القضاء الذي ابرم ابراما وهذا فوق المحتوم لكن يرفعه الله لفعل صالح في الدقيقة الاخيرة .
يقولون فلسفة نفي الجبر ونفي التفويض فلسفة عظيمة والتي هي مدرسة الاختيار التي شيدها اهل البيت لا جبر ولا تفويض فلا جبر وان اخبرك الوحي بان شيئا ما لا محالة واقع فاخبرك بما هو اعلى من جبرائيل وميكائيل ومن العرش او قل الروح الامري والوحي طبقات بل لو اخبرك اسم من الاسماء الالهية التي هي ليست اصوات ولا معاني في الخواطر وانما هي عبارة عن مخلوقات مهولة اعظم المخلوقات على الاطلاق هي الاسماء الالهية فهي مخلوقات ملكوت جبارة مهولة وليس هناك مخلوق اعلم من هذه بقول مطلق فكلها شؤون عظيمة وعجيبة سيما الطبقات العليا منها فقد يوجد الله مع شخص انترنت بينه وبين الاسم الالهي سواء كان نبي او غير نبي وهذا حتى يشمل غير النبي فعندنا في بيانات اهل البيت ان هناك اسما من الاسماء الالهية جذب السحرة للايمان بموسى فلما جذبهم تمردوا على فرعون ولم يهابوا غطرسته كما يقول سيد الانبياء لحسان ابن ثابت نطق روح القدس على لسانك ما دمت معنا وعندك استقامة فهذا ليس دائمي وانما اذا كان عندك استقامة مع انك لست بنبي لكنك ما دمت على الوحي وعلى صراط الوحي يأتيك المدد ، ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة .
بل عندنا روايات مستفيضة ما ينصر احد اهل البيت بشعر الا ويؤيد بروح القدس ولكن هذا الاتصال محدد ما دمت ناصرا ، لا كالذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض ، فلو نفترض انك شاعر مناصر لاهل البيت وحصل لديك ارتباط مع اسم الهي واستيقنت بالبرهان ان بهذا الاسم الهي شيء واقع لا محالة هنا ايضا البداء موجود وهذه معجزة اهل البيت ان البداء حتى في عالم الاسماء الالهية حاصل فالاسماء الالهية لا تكبل الله والكمالات لا تكبل الله هو فوق ذلك يقولون يد الله مغلولة غلت ايديهم ، فيد الله مغلولة يعني لا يحصل تغيير ويأس وجف القلم يقول الباري غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداهم مبسوطتان يتصرف كيفما يشاء ما عبد الله بشيء اعظم مما عبد بالبداء ، يعني الله اعظم من الاسماء واعظم من الازلية والابدية والسرمدية فلا تحبسن الله في اسماء معينة .
هذا معنى التوكل ان تعرف ان الله ذو القوة المتين لا يكبله حتى الاسماء فضلا عما دون الاسماء فجبرائيل عليه السلام والعرش وروح القدس والروح الامري والقرآن كله لا يكبل الله ، فما هذا الامل ؟؟ ولا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون يعني انت اذا لا تؤمن ان الله فوق كل شيء وفوق الاسماء فانت كافر بعظمة الله فلو اخبرك الف نبي وهم صادقون ولو اخبرك الف ملك مقرب وهم صادقون ولو اخبرك الف عرش عظيم وهم صادقون ولو اخبرك الف اسم الهي ازلي ابدي وهم صادقون مع ذلك انت لا تيأس من روح الله ، فهو كيف الكيف بلا كيف؟ فكيف تحبسه بالكيف؟ .
انا شخصيا عظمت عندي هذه المقولة للميرزا محمد حسن المجدد التي نقلت لنا بطريقين عندما سئل عن الغلاة في علي ابن ابي طالب فقال هم فهموا عليا ولكن الله فوقه ، انتم لا عرفتم الله ولا عرفتم عليا ، طبعا نحن نتقيد بما قاله الوحي فكل شيء عندنا توقيفي ولا نأخذ الدين من الفلاسفة ولا من مدارس المتكلمين ولا من مدارس المحدثين وانما التوقيف والتوقيت للوحي نتيجة وبرهانا وهذا هو النجاة .
لذلك لاحظ هذه معجزة علم اهل البيت يراها الانسان كيف هم اعظم من الفلاسفة والمتكلمين ومن المراجع والفقهاء والمفسرين ومن علماء البشر الاولين والاخرين انا لا اقولها تعصبا وانما حقيقة نلمسها يقولون حتى الاسماء بل حتى الاسم المستأثر الذي هو فوق اسم الله وفوق اسم الجلالة بل حتى الاسم المستأثر ما يكبل الله فالاسم عبد لله ومخلوق له تعالى فكيف يكبله؟ والله قاهر فوق عباده .
اذن فلسفة البداء شيء مهك فلا تكبل روحك ولا يكون عندك انهزام وخوف ورعب ، فلعلك بعمل بسيط مصابر تقلب حضارة استراتيجية ويعلمنا القرآن الكريم ذلك من خلال قصة النبي موسى فكان شجاعا وجريئا وقويا وهو اكبر ثائر في زمانه امام فرعون فاراد ان يقوم امام دولة جالوت ومع ذلك خذله قومه ولم ينصروه وهو قام بحروب عسكرية عديدة وكذا جالوت خذله قومه ولم يستطع ان يقوم بهذا الفتح الم تر الى الملأ من بني اسرائيل اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل معه في سبيل الله قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا قالوا وما لنا الا نقاتل وقد اخرجنا من ديارنا .
فبدأت النقنقة من الاول والارجاف والهزيمة والهلع قال ان الله مبتليكم فجاء داوود وهو حافي وراعي غنم وفقير وامامه دولة عظمى وجيش قهار وهذا الذي يريد ان يواجه الدولة العظمى يواجه المخاذل والمتقاعس والمثبط ولكن انظروا الى همة داوود يقال اول نبي اقام دولة هو داوود واصطفي اماما بعدما رأى الله منه هذه الهمة باداة ضعيفة لكن لم يستحقر دوره ، فكلها بالية فلا مخطط استراتيجي ولا غيره وانما تكنيك يعني الية يعني خطة متوسطة لكن هذه الالية لم يستخف بدورها مع انه ذو همة عالية وعزم عالي جعل الله التغيير الاستراتيجي في الشرق الاوسط يقع على هذه الالية المتواضعة فهو لم يستخف ولم يرعب ولم يزعق ولم يرجف ولم يهلع .
لاحظ هذه النفسية تقول الشجاعة ما هي دورها في النصر؟ ان لها الدور الاعظم طالوت كان اماما الا ان داوود سبق في الهمة فاتاه الله الملك فتبدل الامامة من طاووت الى داوود مع ان طالوت حي ولم يمت يقول ائمة البيت فصار طالوت نسيا منسيا فهناك فرد فقير حافي راعي غنم لكن امة في المواجهة وامة في الارادة وامة في عدم الوهن وقضت على حضارة غاشمة من دولة عظمى وهذا ليس صعب على الله ان يجعل خيوط التبديل في خيط صغير والقرآن دائما يكرر ان الارجاف والهلع والوهن والحرب النفسية الاعلامية لا تأكلكم فان هذا هو الفشل وهو الاخفاق ، فبخدعة تؤخذ منكم دولة وبلاد كاملة فيجب ان لا ترعبون نفسيا والحديث طويل .