« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/06/22

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع والدفاع والتفريط فيه

الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه

 

وصل بنا الكلام الى ضرورة اعداد القوة امام الاعداء ، مثلا يأتيك امر باعدوا العدة لاستطاعة الحج وكذلك يأتيك امر ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فهذا امر مترتب على الاستطاعة فلو ارادوا الخروج فهو مترتب على الاستطاعة اما الاول وهو اعدوا فهو امر بالاعداد فهناك امران طوليان وعندنا امر ثالثا واتموا الحج والعمرة لله ، فعندنا لو ارادوا الخروج لاعدوا له يعني هو يهيئ له .

ايضا هناك امر استحبابي فالامام الصادق استدل على استحباب تهيئة الاستطاعة لحجة الاسلام بهذه الاية لو ارادوا الخروج لاعدوا ، الراوي يسأل انه يأتي زمن الحج وانا اذا اريد اذهب للحج اكون في ضيق لانه صرف ونفقة وكذا فقال له اعد للحج من مدة مديدة اما في نفس الساعة فلا تقدر واستشهد الامام بقوله تعالى ولو ارادوا الخروج لاعدوا له ، يعني يظهر من الامام استحباب اعداد العدة للحج .

فلاحظ هناك امر استحبابي باعداد الحج وهناك امر وجوبي بالحج بعد الاستطاعة وهناك امر انه اتموا الحج والعمرة لله فقال اتموا ولم يقل انشئوا او احرموه للحج والعمرة وانما اتموا يعني بعد دخوله كاحرام الحج واحرام العمرة ولو كانتا ندبيين تلزم انت بالاتمام فهناك اربع طبقات من الامر :

    1. امر باعداد الاستطاعة للحج وهو مستحب طبعا هذا في الحج اما في الجهاد فهو واجب

    2. وهناك امر بالحج بعد الاستطاعة وامر بالجهاد بعد القدرة او الدفاع بعد القدرة

    3. وهو واتموا الحج والعمرة لله ، ومن المتفق عليه ان من دخل في الاحرام الندبي للعمرة الندبية او دخل في احرام ندبي في حج ندبي فهو في البداية ندب لكن في البقاء يصير واجب بحيث لو ابطل النسك يلزم عليه قضاؤه فبدايته مستحب لكن بقاؤه واجب .

    4. وعندنا امر رابع في الحج واذن بالناس في الحج يأتوك رجالا فهذا امر اخر وقيل ان هذا الامر واجب كفائي وهو امر متفق عليه ان حج بيت الله الحرام لا يعطل وذاك ليس فقط في موسم الحج الاكبر وانما حتى في الحج الاصغر وهو العمرة فيحرم تعطيل بيت الله الحرام وهناك ايات عديدة شديدة اللهجة تحذر من تعطيل بيت الله الحرام وبالتالي منها تعطيل العتبات المقدسة فلا يجوز بحال من الاحوال تعطيل العتبات وهناك روايات عديدة انه لا يمهل العباد بتعطيل العتبات المقدسة .

فلاحظ كيف ان حكما واحدا لكن فيه طبقات وانواع ومن المعروف في علم الاصول ان الحكم غير ناظر لموضوعه يعني غير ناظر لتحصيل موضوعه فالحكم لا يوجد موضوعه ولا يبعث لايجاد موضوع نفسه وانما يبعث نحو متعلق الفعل الذي تعلق به كوجوب صلاة الظهر ووجوب صلاة الظهر تدعو الى ايجادها فالصلاة متعلق وليست موضوعا اصوليا لوجوب الصلاة ، وانما زوال الشمس هو الموضوع فيقولون بان الحكم ليس ناظر لموضوعه بانه اين يتحقق؟ واين لا يتحقق؟ .

فنلاحظ انه اذا قيد الجهاد الابتدائي والدفاعي بالقدرة فهل هو يصير قيد وجوب ويصير موضوع يعني يكون ناظرا لموضوعه يعني يوجد ويحث ويحرض نحو تحقيق موضوعه؟ كلا قاتلوا في سبيل الله او مالكم لا تقاتلوا في سبيل الله والمستضعفين او قاتلوا الذين يقاتلونكم او و ان فئتان من المؤمنين اقتتلوه فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي .

هم يقولون ان القوة قيد الموضوع وقيد وجوب يعني القوة موضوع لاقسام الجهاد لكن ماذا اعدوا لهم ما استطعتم من قوة فهل اعداد القوى هنا موضوع او متعلق لامر اعدوا؟ مثل صلوا هل الصلاة متعلق او قيد الموضوع؟ اقم الصلاة لدلوك الشمس ، فدلوك الشمس هو موضوع وقيد وجوب اما نفس الصلاة هو متعلق وليس قيد ، الدلوك هو زوال الشمس وهو قيد وجوب فلله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ان متعلق الوجوب هو نفس الحج والحكم يبعث نحو تحقيق الفعل الذي تعلق به اما الاستطاعة التي هي قيد الحكم فالحكم لا يبعث نحوه ولا يحمل مسؤولية وجود الموضوع للمكلف وانما بعد وجود الموضوع وقيود الوجوب حينئذ الحكم يحمل مسؤولية الفعل وهو الصلاة او الحج على ذمة المكلف.

ففرق بين متعلق الحكم وبين موضوع الحكم فاذا قيل بان القدرة قيد وجوب في الجهاد الابتدائي او الدفاعي فهل الجهاد يامر بتحصيل قدرة؟ كلا ، لا يأمر لكن اعدوا لهم ما استطعتم من قوة يأمر بتحصيل القوة وهو ناظر لتحصيل موضوع امر اخر ، ولو ارادوا الخروج لاعدوا له .

فاذن هل يمكن توهم القول بان اعدوا لهم ما استطعتم من قوة هو فيما اذا كنت قويا ؟ كلا هو الامر يبعثك نحو القوة يعني انت الضعيف كن قويا فلا يتوهم ان اعدوا لهم ما استطعتم من قوة مقيد بالقوة وانما هذه الاية تغاير قاتلوا في سبيل الله ، فلو قلنا بان نقاتل مقيد بالقدرة اذت اعدوا لهم ما استطعتم من قوة هذا ليس فيه قتال هذا اعداد القوة وانما هذا امر نفسي وليس امر غيري مقدمي ولذلك قلنا هذا كأنما هو مغفول عنه في باب الجهاد او باب الدفاع اعداد القوة قبل الجهاد اما اعدوا لهم ما استطعتم من قوة اعداد القوة يعني ارادية القوة غير استثمار القوة .

الان قاتلوا في باب الجهاد هو استثمار القوة واعمالها والانتفاع بها اما اعدوا لهم ما استطعتم من قوة هو انه ابنوا القوة وحرم عليكم ان تكونوا ضعفاء في الارض ومستضعفين وانما الواجب عليكم ان تكونوا اقوياء ، وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى .

هذا كله لو سلمناه مع الاعلام بتقييد وجوب الجهاد والقتال بالقدرة وللنظر في هذا مجال فمن قال بان الجهاد مشروط بالقوة؟ فالقوة حتى في الجهاد قيد الواجب وليست قيد الوجوب وهناك شواهد عديدة .

الان قيد الواجب مثل الطهارة في الصلاة يجب تحصيلها ولكن قيد الوجوب ودلوك الشمس لا يجب تحصيله ، كذلك الاحرام شرط في الحج ويجب تحصيله فهو قيد الواجب فلا يصح ان اتي بنسك العمرة او نسك الحج من دون هذا الشرط مثل الطهارة المعنوية مع الوضوء فالاحرام قيد الواجب وليس قيد الوجوب ويجب تحصيله اما الاستطاعة فهي قيد الوجوب والخلط بين قيد الواجب وقيد الوجوب له تداعيات خطيرة كثيرة .

اول نقطة ابتدائية في استنباط المجتهد او الفقيه او المتدرب على الاستنباط ان يعرف ما هي نقاط تمييز قيود الوجوب عن قيود الواجب؟ فيا ترى هل القدرة في الجهاد وكذلك الدفاع هي اي قدرة ؟ الان مثلا يجب على المؤمن ان يدافع عن عرضه حينما يبتلى بالسارق او مقاطع الطريق ، يعني يجب عليه ان يحصل القدرة قبل ذلك لا انه في نفس الساعة يقوم بتعلم الفنون القتالية وفنون الدفاع والا كيف يدافع عن نفسه؟

ففرق بين ان نقول القدرة قيد وجوب او قيد واجب سواء في الدفاع الفردي او الدفاع الاجتماعي او الدفاع الديني عن الدماء واعراض المؤمنين واموالهم ففرق بين ان نقول القدرة قيد واجب او قيد وجوب ؟ قيد وجوب يعني لا يلزم تحصيله والادلة التي استدل بها الاعلام بعضهم يقولون القدرة قيد وجوب في الجهاد واستبعد ان المشهور قائلين بذلك ، ولا اقل هناك قولان في المسألة فبناء على ان القدرة قيد واجب في الجهاد او في الدفاع يجب تحصيل القدرة حينئذ فهذا القيد يجب تحصيله ولو اغمضنا النظر عن ان القدرة في الدماء قيد واجب وانما قيد وجوب نقول هو قيد وجوب في وجوب الجهاد او في وجوب الدفاع اما في وجوب اعداد القوة قيد واجب وعلى اي تقدير الامر في اية واعدوا لهم ما استطعتم من قوة قطعا يغاير قاتلوا لان هذا قبل القتال .

اذن الخلط بين قيود الوجوب وقيود الواجب يسبب تشويش في البحث .

مثال اخر كالجهاد الابتدائي او الدفاعي يقولون مشروط باذن الامام المعصوم او اذن الفقيه النائب عن المعصوم هذا الاذن لا سيما في الدفاع هو قيد واجب يعني الامتثال الصحيح للدفاع لابد ان يكون بامر الفقيه وبالادارة الاجمالية او التفصيلية فهو قيد واجب وليس قيد وجوب ووجوب الدفاع هو على حاله ولا يتزلزل .

الكثير يخلط في الدفاع بل في مطلق الجهاد بين قيد الوجوب وقيود الواجب شبيه الخلط اللي مر بنا في القدرة انه قيد واجب او قيد وجوب في الجهاد مع انه لو افترضنا ان القدرة قيد وجوب فاعداد القوة والقدرة قيد وجوب قطعا فهذه نكتة جدا مهمة اذن في الجهاد الابتدائي اذن الحاكم الشرعي سواء الامام او نائبه العام ليس قيد وجوب وانما قيد واجب ،

البعض يشكك في المختار انه اذن المعصوم موجود ام لا او مثلا في عمل التوابين هل الاذن موجود ام لا؟ نقول هل عمل التوابين وجوبه معلق على اذن الامام؟ او اداؤه معلق على اذنه وليس وجوبه؟

الان ساب النبي وساب اهل البيت يجب تطهير الارض منه هذا الوجوب ليس معلق على اذن الامام وانما اصل التدبير والاذن منوط به كما لو ان رجلا قتل رجلا عمدا فاولياء دم المقتول يستحقون قتل القاتل لكن لايكون عبطا وانما يستأذنون الحكومة او الدولة هنا الاذن من الدولة او من الحاكم هو في كيفية استيفائهم للحق في الواجب وليس موضوع استحقاقهم فهو ليس قيد في الموضوع سواء الدولة انصفتهم او لو تنصفهم او الحاكم الشرعي انصفهم ام لا هم يستحقون دم المقتول اذن استئذانهم من الحاكم او من الدولة هو استئذان في كيفية الفعل الواجب وليس هو قيد موضوع ، فاصل استحقاق القصاص غير متوقف على الاذن .

هكذا الحال في الوجوب والدفاع عن بيضة الدين والدماء ، الان لو هجم اللص عليك في البيت هل تستأذن الفقيه؟ طبعا في الشأن العام هو بيد الامام او نائبه هذا الصحيح وهو قيد واجب وليس قيد وجوب ولذلك حتى الوجوب الابتدائي اداؤه مشروط بالامام او نائبه وهذا ليس فقط في باب الانشطة العسكرية وانما كل انشطة الدولة هي هكذا ان وجوبها غير مقيد بالامام المعصوم نعم صحة الواجب مقيدة بالامام او بنائبه فلا يحصل خلط بين الامرين فقيد الواجب لا يصح من دون ذلك القيد كما ان الصلاة لا تصح بدون الوضوء وبدون الطهور لكن وجوب الصلاة غير مرهون بالوضوء هذا الوجوب موجود توضأ الانسان ام لا؟ فقيد الواجب لا يصح العمل بدونه لا انه لا يجب بدونه اذن لنفرق بين قيد الوجوب وقيد الواجب .

والصحيح انه كما ان القدرة في الجهاد قيد واجب وليس قيد وجوب كذلك اذن الامام او اذن الفقيه ليس قيد وجوب وفتوى الاعلام بالجهاد ضد داعش وجوبه غير معلق على فتواهم نعم ادارته الشرعية بيد الفقيه لا ان وجوب الدفاع متوقف على فتوى الفقهاء والمراجع انما فتوى الجهاد من الفقيه لها بعدان بعد تنبيه المؤمنين ان هذا الوجوب موجود ومن جهة اخرى فتوى الفقيه او المرجع للاشراف وادارة الحدث المجتمعي .

حتى ان السيد الخوئي في كتاب منهاج الصالحين اشار لنقطة مهمة ان وجوب الدفاع ليس متوقف على فتوى المرجع والفقيه وانما ادارة الدفاع مرهونة به يعني تحت تدبير واشراف المرجع الفقيه والا يكون فوضى وهذا كما هي في وظائف الدولة العسكرية هي في وظائف الدولة القضائية والخدمات ، فوظائف الدولة هي مسؤولية ليس تقع على طاقم الدولة فحسب وانما على الشعب نفسه .

في سيرة النبي في دولته المباركة وكذا سيرة امير المؤمنين والامام الحسن والحسين وظائف الدولة يقع على طاقم رئيس الدولة وعلى الشعب ايضا وعلى الامة ككل ، فكل من موقعه وبحسبه لكن الامة اذا صارت متفرجة ومتخاذلة فيسلب من عندها كل مكتسباتها ومكتسبات البلاد سواء من الامن او الثروات والاراضي فهذه مسؤولية من الطرفين ، نعم ادارة النشاط السياسي هو بيد الدولة او بيد الحاكم .

من ثم هناك مكونات اجتماعية في بعض البلدان يرون الدولة تقصر في الدفاع لكن المكون لا يبقى بارد جامد حتى تسلب وتؤخذ مقدرات البلد منه وحتى هذا في القانون العقلاء غير منطقي وهذا في كل البلدان وتقر به حتى الشرعية العقلائية الدولية ان الدولة اذا تقاعست وعجزت كانت غير قوية لكن لا تسقط المسؤولية عن عموم مكونات الامة وانما هم يبادرون بالزمام وهذا المطلب ذكره الفقهاء وذكره الشيخ في بحث ولاية الفقيه في البيع قال لو ان الامام المعصوم بسبب او باخر كان مكبل عن القيام والاشراف مثل الامام زين العابدين فقد ورد في وصفاته عليه السلام انه مخفية امامته او المحتجب عن الظالمين وهو لا بد ان يحافظ على نفسه لانه يدير ما هو اعظم فلا يسقط هنا الانتقام من المؤمنين لقتلة الامام الحسين اذا كان ساب الامام يحارب وينتقم منه فكيف بقاتل الامام والعترة الطاهرة؟ فهذا وجوبه فوري .

لنفترض ان التوابين او المختار لم يستطيعوا ان يصلوا الى الامام زين العابدين ويستأذنوا منه لاجل الارهاب الاموي والزبيري وما استطاعوا ان يوسطوا ابن الحنفية وكان الوضع الامني فضيع وتقية شديدة فاذا كان يصدر اي امر فان الطرف الاخر سيعلم بان الاشارة صدرت من زين العابدين وهذا ليس فقط فيه عليه السلام وانما حتى الباقر والصادق والكاظم فالثورات التي كانت موجودة هذه ليست لاجل قلب النظام الاموي او العباسي وانما لاجل تأديب الطغيان واذا ما يحصل هذا التأديب فالحاكم يطغى في سفك الدماء .

لذلك ورد عن الامام الصادق انه لا زالت الزيدية وقاء لكم يعني تخفف الضغط لان الانسان ليتفرعن ان رآه استغنى الامام المعصوم بسبب الظروف القاهرة ما يستطيع ان يصدر فتوى رسمية خفية فتصل النوبة الى الفقهاء كزرارة وعمار الساباطي ومحمد بن مسلم ووو ، فاذا هؤلاء ايضا بسبب اخر ما قدروا فلا يمكن لزيد الشهيد او المختار ان يسكتوا ففقهيا يجب ان نحلل ثورة زيد الشهيد في وجوب الدفاع والبعض قد لا يحقق الدفاع الكامل ولكن يحقق نسبة منه .

اتذكر ان احد الاعلام كان من الخط البارد التقليدي وهناك في جنبه خط حار يمارس المواجهة فبعد فترة هذا الاخير رفع يده وتصالح معهم فاتوا الى الفقيه التقليدي المسالم وقالوا هل احسنا الصنع؟ قال بئس ما صنعتموه فقالوا لماذا نحن صنعنا كما تصنع؟ قال لانكم كنتم تخلقون الموازنة اما الان فلا موازنة وهذي نقطة مهمة في اقسام الجهاد الدفاعي انه ليس من الضروري ان الجهاد الدفاعي يحقق كل الغايات وانما قد يخفف ضغط الظالم وهذا واجب فبالتالي الدفاع له الوان وهذه نكتة مهمة والا الكل اذا يتخذ الية معينة كالحرب الناعمة لا تخلق موازنة لابد ان يكون في البين موازنة .

بعض الاعلام من الفقهاء قد يتخذ لونا من الالوان والبعض يتخذ لونا اخر فلابالقوى المطلق ولا العكس وانما هي نسبية متوزعة وهذه نقطة مستقلة بنفسها بانواع الدفاع وانواع الحروب حتى الان في العالم العصري في الحروب هناك حرب ساخنة وحرب باردة وحرب استراتيجية وحرب نفسية وحرب اعلامية وحرب اقتصادية وحرب مالية وحرب تعليمية والثغور كما مر بنا المرابطة فيها انواع بل في النوع الواحد هناك درجات .

انت ما يمكنك ان ترفع الحصار الاقتصادي على مجتمعك لكن لا تزيده وانما خففه هذا واجب عليك الان هذه الدولة العظمى الجاثمة على رقابنا لا تسمح بان يحصل ازدهار في الكهرباء او ازدهار في الخدمات انت يمكنك ان تحققه نسبيا فهذا يكون واجب عليك فقضية الدفاع الوانا وانواعا ودرجة ليست واحدة وليس لون واحد .

مثلا علي ابن اليقطين لا يستطيع ان يزيل الدولة العباسية لكنه يستطيع ان يخفف الضغط عن المؤمنين ولو بنسبة عشرين او ثلاثين بالمئة حينئذ يحرم عليه الامام الكاظم ان يخرج من الدولة العباسية مع انه لن يعالج المسألة من جذرها وانما يخفف ، وقد ورد في زيارة الامام الهادي والعسكري وهو وصف لكثير من الائمة كزين العابدين والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد انهم في حين يمسكون باتباعهم عن الذوبان في الهوية المنحرفة الاموية او السقيفية في حين يقيمون المداراة والمجاملة مع الطرف الاخر الى ابعد حد وقاء عن ايذاء اتباعهم .

هذه الزيارة الموجودة في مفاتيح الجنان مع علمكم ان زيارة كل معصوم لا يحويها مفاتيح الجنان ولا ضياء الصالحين ونحن للاسف نقتصر فقط على مفاتيح الجنان ، حتى الان موسوعة زيارات الائمة نعم الكتاب وانصافا فيها زيارات كثيرة جدا ورغم ذلك هناك زيارات اخرى حتى هذه الموسوعة لم تستحصها والزيارات كما يقول المجلسي الاب دروس في الفقه والعقيدة فاهل البيت في حين انهم عندهم سياسة في توقيت اتباعهم ان يذوبوا هوية لكن في حينها يخمدون اتباعهم دون التوتر بينهم وبين السلطات الظالمة لاحظ التوازن كيف الوحي يصنع المداراة والمجاملة لكن ليس بمعنى الذوبان في الهوية ، وعدم الذوبان في الهوية ليس معناه التشنج والسباب والتوتر انما الوظائف في الدفاع عن بيضة الايمان والدين كثيرة ومتعددة جدا ولها توازن .

فلو احد الفقهاء اخذ الخط الساخن انت لا تخطئه لكن لا تقل كل من لم يأخذ الخط الساخن هذا خطأ ، فالبارد صحيح والساخن صحيح في محله والوسط صحيح ، النموذجي هي الفسيفساء المجموعية فلا تقل خير الامور اوسطها هذه نظرة خاطئة جدا النظرة الصحيحة المجموع كله بتوازنه صحيح فالبارد في موطن الساخن خطأ والساخن في مورد البارد خطأ ، مثل اليد يقولون كل اصبع له وظيفة واليد كمقبض غير الساعد وغير العضد فالاعضاء كل له دور ووظيفة والعين لها دور ووظيفة وكذلك السمع والشم لذلك ورد انه كالجسم اذا تداعى منه تداعت له سائر الاجزاء يعني مجموعة .

هناك عدة محاور لم تنته بعد وهذه الاسس مغيبة وتبويب اصلية فوقية مغيبة ويقع هذا الفشل والتقصير من دون ان نشعر.

logo