« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/06/16

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع والدفاع والتفريط فيه

الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه

 

كنا في مبحث الجهاد الدفاعي ومر بنا ان التقصير الموجود على عاتقنا نحن طلاب العلم على مدى القرون والتقصير والتفريط في هذا الباب ليس فقط كبيرة فحسب بل فيه مخاطرة على بيضة الدين وراية الايمان فاذن المسألة جدا خطيرة وهذا الباب جدا مهم وخطير لانه يلزمنا من وجوه عديدة للواجبات الموجودة في هذا الباب وهي مغفول عنها في البحث وان كانت ارتكازا موجودة في كلمات الاعلام في الابواب مختلفة ولكن بلورة حتى عند عموم المكلفين مغفول عنه كثيرا بل حتى عند عموم اهل العلم فالارتكاز ليس بكافي وانما لابد من الالتفات التفصيلي كي يكون اداء الواجب اداء تاما وكاملا وصحيحا وليس اداء ناقصا لانه لا يوفي بالوجوب والواجب في المقام .

طبعا عندنا واجبات في الدفاع غير مرتبط بالحرب العسكرية وانما مرتبط بحروب الاخرى والحكم لا يختص بالحرب العسكرية لكن الان دعونا فهرسيا نذكر بعض الامور وهي مرتكزة لدى الاعلام ولكن لم يبلوروها ، فيجب علينا ان نجمعها كي لا تكون منتثرة ومتناثرة لانه يسبب تقصيرا في اداء الواجبات وغفلة عنها ، فنحن نوظف انفسنا لحمل المسؤوليات ، فمن ثم نذكر فهرسة الباب اجمالا ثم تفصيلا وهذا اهم من الخوض في تفاصيل الاقوال والادلة مع ان تلك لازمة ومن الضروري الخوض في التفاصيل الاقوالية والاحكامية والادلة لكن الالزم منه هو الوقوف على الفهرسة الاجمالية ثم الفهرسة التفصيلية لانه يعطي للمكلف وعيا علميا بالباب اتم واكمل وهذا حتى في باب ارشاد طلاب العلم ورجال الدين لعموم المؤمنين دوما يكون التركيز على الجانب الفهرسي في المسائل ، ففهرسة اجمالية ثم تفصيلية ثم تاتي نوبة التفاصيل فهذا اثبت في اذهان العموم من التعرض الى كل شبكة التفاصيل بشكل مربك او مختلط او فوضوي، فهذا جدا اثبت لوعي السامع والمخاطب بالمسألة علميا .

عندنا كتاب طبع عدة مرات وهو التوحيد في المشهد الحسيني ونصفا منه تعرضنا الى اصل هذه الاثارة ان باب الجهاد لم يبحث بشكل مفصل يعني المفروض فهرسته بلورته بنظرة عصرية تسهل وتعبد الطريق للمكلفين على القيام بواجبات هذا الباب وفي الحقيقة اعظم من ذلك ان اصل الواجبات في هذا الباب ليست واجبات بحد الكبائر فقط بل هي مرتبط باصل حفظ الدين وراية الايمان فالامر لا يتساهل فيه فمقصودي ان قسما من هذا المبحث كاثارة اولية اجمالية بسيطة ذكرناها في النصف الثاني من كتاب المشهد الحسيني او التوحيد في المشهد الحسيني باعتبار سيد الشهداء المنطبع وابرز شيء في سيرته هي باب الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان كان سيرة المعصومين عادة جامعة ولكن هذا يبرز للناس بشكل اكثر والا الائمة كلهم قاموا بالادوار التي القات عليهم ولكن الذي يظهر للناس من دور كل امام هو دور واحد وان كان كل امام ظاهرا لم يقم بالسيف ولكن خفاء قاموا بالسيف وانا اؤكد على هذا المطلب اما كيف هذا بحث اخر.

الكثير عندهم هذه الفكرة انه الائمة تعدد ادوار و وحدة هدف انا اقول في حياة كل امام موجود تعدد ادوار ولكن يبرز لنا منه دور ولكن البقية خفية وهذا من النظام الامني عندهم عليهم السلام الان الوثائق كثيرة ولم يطلع عليها الفريقان من ادوار الامام الصادق الخفية لكن من كتب الدول المغرب العربي الان بدت ان الامام الصادق كانت له رسل ودعاة اثرت على قبيلة كتامة التي هي اكبر في وتونس والجزائر والمغرب وتبدلوا الى اثني عشرية الا ان الخطابي المنحرفين في الغيب الصغرى خدعوهم في قصة طويلة وجرجروهم الى الاسماعيلية الفاطمية و احد الاخوة من تلك مناطق عنده كتاب علمي حافل بالموضوع ويطبعه عن قريب ويوضح فيها هذه الحقائق .

انظر الامام الصادق ليس فقط منشغلا بالعراق والحجاز وخراسان وانما منشغل بعالمية المسؤوليات وكذلك الامام الكاظم والرضا وصاحب العصر والزمان وامير المؤمنين وسيد الرسل قبل الكل فقد ورد في حقه اوطأته مشارق الارض ومغاربها يعني قائم بالمسئولية في مشارق الارض ومغاربها لماذا يقال صاحب العصر والزمان فقط في حالة الستر الغيبي يقوم بالمسؤوليات؟ في الحقيقة كل الائمة وسيد الرسل كذلك قاموا بادوار واعظم ادوار سيد الرسل الى الان خفية وما ظهر منها شيء والا هل نظن ان سيد الانبياء من صغره كان يعيش اهتماماته الفردية فقط ؟ حاشاه والايات والروايات تدل على ان سيد الرسل قبل ولادته كان مسؤولا عن ابراهيم وموسى وعيسى ... قوله تعالى وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فكيف شهيد ولم يولد؟ انما كان شهيدا بروحه ونوره ، فهو كلف قبل ولادته بذلك فكيف لا تقبل به ؟؟ على فرض ان تقول الرواية كذا وكذا ولكن القرآن لا يمكنك ان تكفر به وليس ذلك في اية وايتين وثلاث .

فسيد الرسل قبل ولادته وبوجوده الروحي كان مسئولا على ذلك ، الان الشيخ المفيد او السيد المرتضى او الشيخ الطوسي او ملا صدرا او الخواجة الطوسي والعلامة الطباطبائي لا يتصورون ان للانسان وجود روحي قبل البدن هذا بحث اخر لكن نحن نتصور انه الانسان يكون له بدن اخر قبل هذا البدن الطف فهناك ابدان للانسان وقد بينه الوحي .

فبالتالي كانت هناك مسئولية يتضلع بها وهذا غير التناسخ ببدنه يعني هذا نفس بدنه الخاص لا انه بعث بابدان اخرى يعني عوالم الذر والميثاق وعوالم الاظلة فيها روايات متواترة والشيخ المفيد لا ينكر تواترها فضلا عن ان ينكر وجودها لكن يقول لا بد من تأويلها والشيخ الطوسي والسيد المرتضى وملاصدرا والطباطبائي كذلك يؤولونها ونحن ندع تأويلاتهم لانفسهم ولانرى هذا التأويلات صحيحة وهناك وجوه وتفسيرات وحيانية موجودة عن عالم الاشباح وهذي متواترة ولا يرفضها العلماء وكذلك الاظلة والاشباح .

طبعا كلامي مع المسار الرسمي لعلماء الامامية ومشهورهم فلاسفة محدثين مفسرين يقبلون تواتر الروايات الواردة في الاظلة والاشباح من طرق الاثني عشرية اما غير الرسمي الذي يشكك بكل صغيرة وكبيرة فلاكلام لي معهم وهذا مبحث مهم في المعارف واذا لا تطلع عليه لا تفهم مسؤوليات النبي ومقامه وادواره وادوار الائمة .

فسيد الرسل واهل البيت لهم مسؤوليات وادوار ما ظهر لنا منها القسم الكبير ولن تظهر لنا لا انه لم يقوموا بها سواء ضمن حياتهم البدنية او ضمن ادوارهم السابقة في ابدان اخرى وعوالم اخرى .

حتى الان في البرزخ سيد الرسل في روايات الفريقين يراقب اعمال البشرية قوله تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون فهي ليست مجرد تفرج وانما مسئولية فهو يدبر ويزكي الانفس ، فهو بعث ليزكي وشاهدا ومبشرا ونذيرا ورسولا وداعيا الى الله وسراجا منيرا معلما فله ادوار عديدة ومسؤوليات عديدة ، بل هو مبعوث لكل الانبياء فضلا عن اممهم وللاوصياء فضلا عن اتباعهم ، فسيد الرسل له مسؤوليات ما ظهر لنا منها قليل لا اننا نفرض تعدد ادوار كلا وانما كل الادوار يقوم بها المعصوم ع في زمانهه لكن تبرز لنا منها بعضها ويخفى الكثير منها .

فمسئولية اهل البيت ليس انه يقومون بها دوما في الملكوت وبالقدرة الغيبية وانما كثير من مسؤوليات النبي وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين هي من جهة التفوق البشري عندهم حتى على الانبياء يعني يفوقونهم بدون الوحي الالهي فالوحي موجود عندهم ولكن بدون الاعتماد على الوحي او الملائكة او القدرات الغيبية وانما بنفس القدرات البشرية النوعية الموجودة يستثمرونها فهم متفوقون على الانبياء فضلا عن نوابغ الناس فضلا عن عمومهم وهذا يدل عليه طوائف عديدة من الايات والروايات ان هناك بعدا من افعال النبي وفاطمة والاوصياء مرتبطة بمدى مثابرتهم ومجاهدتهم وتفوقهم وكمالهم البشري فضلا عن الوحياني.

لاحظ في دعاء الندبة بعد ان شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فقربتهم يعني شرطت عليهم ذلك اذا نجحوا في الامتحانات لكي يعطيهم العصمة فعلم انهم سيتفوقون فاعطاهم العصمة ... وانزلت لهم الذكر العلي يعني هي بنود عصمة متعددة فليس السبب انه معصومون وعلمت منهم الوفاء به ، فاذا علمت منهم الوفاء به فالجدارة والتفوق بماذا؟ انه ببعد تفوقي بشري عندهم يفوق سبق الانبياء .

مثلا الان واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن هل اتمهن بالامامة ؟ كيف يمكن؟ الامامة هي معلول فكيف يصير هو علة لتفوقه في الابتلاء؟ هذا لا يمكن فاذن التفوق في الابتلاء من جهة بعده البشري فهو متفوق على بقية البشر فاهل ان يعطى الامامة .

كذلك في داوود فقتل داوود جالوت فاعطاه الله الملك اي الامامة ، هل داود استعمل الامامة في هزيمة دولة جالوت العظمى ؟ كلا الامامة اعطيت له لما رأى الله عز وجل منه الصدق والهمة وانه لا ينهزم ولا يخور امام دولة جالوت العظمى ، هو طالوت معصوم لكن جيشه ليسوا بمعصومين فخاروا امام الدولة العظمى لكن داوود الحافي القدمين القصير القامة الفقير راعي الغنم همته تناطح الجبال فاعطاه الله الامامة وانجز فعلا وخاطر بنفسه فقتل داوود جالوت واتاه الله الملك يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض .

مثلا كون امير المؤمنين يصل لرأس الفتنة في صفين وهو معاوية مرتين لا بمالك ولا بجيشه ولا بالملائكة ولا براية رسول الله وانما بتفوقه البشري العسكري الاداري فيتعرى معاوية فيعرض عنه اميرالمؤمنين كرامة لان هذا النصر وليد التفوق البشري لعلي ع ولكن الله يريد للامة ان تتغير وليس بيد علي ع . ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ان تنصروا الله ينصركم ، بينما مالك بجيش جرار استطاع ان يقترب من معاوية لا ان يصل اليه فهناك فرق بين مالك وعلي ع ولا يقاس بامير المؤمنين احد ، بل امير المؤمنين وصل لعمرو ابن العاص ووصل الى تسعة عشر من الرؤوس الداعشية انذاك وكان يستطيع ان يقضي عليهم ولكنه لا يريد ذلك لان سوف تخرج رؤوس داعشية اخرى وتتكرر صفين مرة اخرى كما تكررت الان بعد 1400 سنة هذا بحث اخر وانما الامة هي يجب ان تقوم بذلك وان يكون عندها وعي وما تخدع في صفين كما خدعت الان في نفس الارض والخبراء لا يخدعون او الخيانات تدب فيهم والحرب الاعلامية وووو ....

فالمقصود ان الائمة كل منهم له ادوار الان هناك ملفات خفية لم يطلع عليها كافة علماء الامامية وحتى كافة علماء الجمهور انه ما هي ادوار جعفر بن محمد الصادق؟ او الامام الكاظم او صاحب العصر والزمان ؟؟

من عظم الادوار الحجة عج ان يقوم بامور لا يشمشم العدو انه قام بهذه الادوار لكن الاعداء في هذا الزمان خطورتهم انهم يشمون ادواره وكتبوا كتب في ذلك وترجمت ولكن نحن لا نشم هذه الادوار ، مثلا اكبر مركز دراسي عن الشيعة في العالم في فرنسا وتابع للمجلس الشيوخ الفرنسي كتب احد البروفيسورين باسم فرانسوا توا قبل ثلاثين سنة كتابا وقال ان الدول العظمى تعلم ان الادوار التي يقوم بها جماعة المؤمنين هذا ليس منهم وانما من رجل قطبي فيهم وهو المهدي ونعلم قدرته وان هذا الرجل منذ الف ومئة وثلاثة وتسعين سنة قائم بهذا الامر .... فهذا مفروغ عنه عندهم وهم الان بدأوا يشمون هذا .

فهم صلوات الله عليهم وعجل فرجهم وعجل رجعتهم حيث انا لسنا ننتظر ظهور صاحب العصر والزمان فقط وانما ايضا ننتظر ظهور ورجوع الامام الحسين وفوق ذلك امير المؤمنين الى ان تصل السلسلة الى رجوع سيد الرسل ، قوله تعالى ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد وكان يقول الباقر ان جابر ابن عبد الله الانصاري يعلم تأويل هذه الاية ان رسول الله سيرجع الى الدنيا .

نرجع الان الى التقسيم وفهرسة ابواب الجهاد وهي خطيرة وحساسة جدا وهذه محاولات خجولة ومجرد اثارة وطلاب العلم والفضلاء والاساتذة يتطلب منهم السعي الحثيث والدائم لكي ينجزوا هذا الباب الذي خطير جدا وقسم من هذا البحث ذكرته في كتاب عدالة الصحابة .

طبعا بين قوسين في رواية اهل بيت واصطلاحهم ان الانصار وبعض قليل من المهاجرين الذين هجروا هجرة حقيقية وليست هجرة صورية هؤلاء هم الصحابة ومنتجبون من هذه الجهة لا ان كل من رأى الرسول وعاصره ولاصقه فهو صحابي وهناك شواهد من القرآن على ذلك وهذا البحث توصلت اليه اخيرا بعد ما كتبت كتاب عدالة الصحابة ان الصحابة هي ورقة يزايد ويغالط بها الطرف الاخر علينا ، صحابة النبي هم الانصار وقليل من المهاجرين لان الذي هاجر لاجل المال والرئاسة والطمع القرآن لا يعد مهاجرا وانما هذا استغلالي طالب دنيا وليس طالب اخرى فضل الله المجاهدين يعني من يجاهد ويكابد ويخاطر بنفسه مع النبي والايات التي وردت في مدح الصحابة استعرضناها كلها في كتاب عدالة الصحابة .

هل يستوي علي ابن ابي طالب مع البقية؟ كلا وحاشا القرآن يقول لا يستوي فكيف لا تفضل علي ابن ابي طالب؟ ولا شك ان القرآن يقول المجاهد المخاطر بنفسه هو المفضل ولا يستوي مع غيره فكيف تساويه انت مع غيره او تفضل عليه غيره؟ هذا خلاف نص القرآن وقد ذكرناه في كتاب عدالة الصحابة .

اصلا القرآن يقيد من يكون مع الرسول بشرائط لا تنطبق الا على المخلصين اما غيرهم فلا لذلك ورقة الصحابة فيها مغالطة كما ان عنوان الهجرة والمهاجر فيه مغالطة وانه ما هو المراد منه قرآنيا وروائيا؟ والا البدويون الاعراب البعيدين عن رسول الله والذين لا يهمهم القرآن الكريم والتصقوا به طمعا ولم يخاطروا بانفسهم فليسوا بصحابة .

وبالدقة الانصار لم يعقدوا السقيفة انما اكرهوا عليها لتفتت كلمتهم والصديقة ع في خطبتها تبين ان الانصار اكرهوا وحصل تخاذل عندهم فتقصير الانصار انهم تخاذلوا عن نصرة امير المؤمنين في السقيفة لا ان الانصار اعانوا عليه وفرق بين المطلبين ، فلم يشاهد منهم السقيفة الا ثلاثة وهم منافقين اما جل الانصار لم يعينوا السقيفة ففرق بين من يشيد وبين من يتخاذل عن الحق وبين من ينصر الباطل .

المحامي القانوني عقيل الدمرداش عنده نكتة لطيفة في بعض الايات ذكرها وهي في محلها وذكرها علماؤنا الاعلام ان مدح كل من لقي النبي او كان معه هذا باطل والا الصحابة اشداء على الكفار وليسوا لينين ورحما بينهم وليس اشداء ، ترى بعض من لاصق النبي شديد على المؤمنين ولين مع الكفار والطرف الاخر هل هذا يكون وصف من صاحب النبي؟ هذا ليس مع النبي وانما على طرف اخر فالذي مع النبي كما يقول القرآن محمد رسول الله والذين معه يعني يكون مع الرسول اشداء على الكفار يعني شديد على الكفار او على الطرف الاخر رحيم في الوسط الداخلي اما ترى البعض اذا جاءهم الخوف فروا كالارانب ولا يتقدمون للمبارزة وهين ولين ، اما مع بني امية فسيرته دائما لينة هينة بل يتباكى عليهم واما اذا جاءه الامن والخوف سلق المؤمنين بالسنة شداد فهو شجاعته انه سيف قاطع على المؤمنين فهذا ليس مع رسول الله بنص الاية .

الصحابة ايضا عنوان ابتز في العقل الاسلامي ويجب الالتفات الى معنى الصحابة في القرآن او عند النبي وفي رواية اهل البيت ، حقيقة الصحابة هم الانصار والمنافقين فيهم قلائل بعكس المهاجرين المؤمنون فيهم قلائل كسلمان وابو وذر عمار ومقداد .

فذكرنا في كتاب عدالة الصحابة شطرا من البحث والفرق بين الجهاد الابتدائي والجهاد الدفاعي فانا اضيف الى ما مر بنا في هذين الكتابين ملخص من الاثارات الفهرسية الاجمالية ونتابع ونستمر بعد ذلك في التفاصيل حيث وصلنا الى ان اقسام الجهاد الدفاعي لم تستوف وسيما بالاصطلاح المعهود عقلائيا في هذا العصر وهذا تقصير كبير وخطير منا والجهاد الدفاعي اقسامه عجيبة وغريبة .

الان لو تراجع موسوعات وزارة الدفاع في الدول ترى اقسام عجيبة غريبة من الدفاع وهي كلية وليست مورد في واقعة انما اقسام كلية بنيوية ما عنونت في كتب الفقه في باب الجهاد وهذا من الضروري وهذا غير الدفاع الفردي وذكرنا بعض انواع الجهاد العصري في كتاب التوحيد في المشهد الحسيني من الحرب الاستباقية والحرب الناعمة وانواع واقسام الجهاد الدفاعي .

التمييز بين الجهاد الابتدائي والجهاد الدفاعي حصل فيه خلط عند المذاهب العامة وسرى هذا حتى في كتبنا وهذا امر خطير واوضحنا هذا الخلط في كتاب عدالة الصحابة والطرف الاخر مرر نهج السقيفة ونهج بني امية وبني العباس وانحرافاتهم في ادارة الدولة وتوسعتها بهذا الخلط في البحث وبما لم ينزل الله بها من سلطان فخلطوا بين الجهاد الدفاعي والابتدائي واوضحناه في كتاب عدالة الصحابة بلغة فقهية تاريخية .

بعد اجمالي اخر حساس جدا هل ينحصر الجهاد في الجهاد الابتدائي والجهاد الدفاعي او الدفاع الفردي اللي ذكره الاعلام في باب الحدود ؟ ام ان هناك انواع اكثر من هذه الثلاث ؟

الصحيح بحسب الادلة ان هناك اكثر من هذه الثلاثة انواع والغفلة عنه يسبب ما يسبب ، مع انه ارتكازا موجود عند الاعلام ومبثوث في كلماتهم في الابواب والمسائل الاخرى الا انه في هذا الباب لم يبلور ويلملم ويجمع ويرتب فيصير اخفاق في القيام بهذه المسؤوليات ، مثلا جهاد المواساة ما هي موازينه وقيوده وضوابطه وهو يختلف عن الجهاد الابتدائي والجهاد الدفاعي والدفاع الفردي بموازين اخرى تماما ، مثلا كثير من مشاهد كربلاء بالنسبة لسيد الشهداء وابي الفضل العباس وعلي الاكبر وبني هاشم ونجوم الانصار اصلا لا يفسر بالجهاد الدفاعي ولا بالجهاد الفردي ولا بالجهاد الابتدائي انما تفسر بجهاد المواساة وهذا الجهاد متروكة ضوابطه وقيوده ونحن ايضا مسؤولين عن جهاد المواساة وليس فقط انصار كربلاء فهم قاموا بجهاد المواساة مع انهم غير معصومين وانما بما هم انصار .

فجهاد المواساة باب عظيم وله موازينه وكانت لنا امنية ان نعقد مجلدا كاملا مع بعض الاخوان وندونه ومواده موجودة شيئا ما المهم هذا النوع من الجهاد اصلا لم ينقح ولم يبوب وكثير كثير من الاخطاء التحليلية بلغة فقهية او غير فقهية الموجودة لدى الاعلام في تحليل عاشوراء و واقعة الطف لانهم يريدون ان يقيدوه بابواب الدفاع الفردي او الامر المعروف والنهي عن المنكر ، جهاد المواساة له قيود وضوابط نحن نستلها من الشرع لا اننا نطرحها على الشرع .

انا يعني جملة من علمائنا المجتهد الكبير الشيخ فضل الله النوري صهر الميرزا النوري وتلميذ المجدد محمد حسن الشيرازي يدخل في هذا الباب وهذا المطلب يذكره الاعلام يذكره في باب اخر ليس في باب الجهاد وهو قسم من جهاد المواساة وهكذا كانت قناعة السيد الصدر ان العالم اذا رأى الوضع هكذا فاستشهاده ضروري يعني يقوم بالصمود ولو ادى الى قتله ، فلانه عالم وكبير اذا تزعزع يسبب ما يسبب .

فجمع المواد الروائية الواردة في جهاد المواساة يتطلب منا عمل جهيد ونحن قمنا بشيء منه في ملف معين ولكن هذا ليس كل البحث .

بعد اخر فهرسي من الوظائف التي يجب ان ننجزها في باب الجهاد هو حل مشكلة الخلط بين الدفاع الفردي الذي ذكروه في الحدود انه من قتل دون ماله ودون عرضه الخلط الذي يحصل بين الدفاع الفردي والدفاع المجتمعي او الخلط بين الدفاع المجتمعي في الاموال والاعراض والانفس والدفاع عن بيضة الدين وحرمته فمراتب هذا الدفاع بلحاظ المدفوع عنه والخلط بين هذه الشرائط وهذه المراتب والاقسام في الدفاع يسبب تشويش كبير حتى على فضلاء واساتذة كبار فشرائط كل قسم تختلف عن القسم اخر .

كما الحال هو في الشيخ فضل الله النوري وكما في ميثم التمار انه خاطر بنفسه في ذكر فضائل امير المؤمنين الى ان قتل وبشره علي عليه السلام بذلك فهو ليس لديه قوة عسكرية وان كان الامام الصادق يقول كان بامكان ميثم رغم عظمة ما قام به ان يقوم بدور اشد مما قام به وفوق كل كمال كمال .

وهذه نكتة لطيفة في باب الجهاد ان فوق كل كمال كمال وفوق كل جهاد جهاد كما نبه عليه سيد الانبياء فالفهرسة الاجمالية الفوقية لباب الجهاد مهم ويجب ان نستدرك ونستيقظ ونصحح القصور في تقسيم الانواع والبلورة لان هذا يؤدي الى تفريط في المسؤوليات الكبيرة مثلا الفقهاء يقولون جهاد العلم يعني مدارسة العلم وتعلمه فهذه ليست استعارة مجازية وانما هو حقيقة جهاد عظيم فبالتالي اليات الجهاد كثيرة .

يستحضرني كلام لدى السيد الخميني وتلميذه الشهيد مطهري في كتابه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذا الشهيد الصدر الثاني عنده هذا الكلام ايضا في كتابه ما وراء الفقه ونعم التركيز منهم عليه قضية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وارتباطه بباب الجهاد وهو بحث غامض جدا وبشكل ادق اشار له الشهيد الصدر الثاني في ارتباط الامر بالمعروف مع القضاء والحدود لان بعض الفقهاء يستدلون بادلة المعروف والنهي عن المنكر في القضاء والحدود والقصاص فهل هو باب اعم من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ ام غير اعم؟ ام انه خلط ؟ وحاشاهم من ذلك عندنا في الروايات ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اعظم من الجهاد كيف يعني ذلك؟

نقطة اخيرة ذكر هؤلاء الاعلام الثلاثة هو البحث في شرائط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الباب ايضا فيه تقصير كبير في التبويب العلمي والمدونات الفقهية .

logo