46/06/13
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (2)
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (2)
استثناء من بحث فقه القلوب امس تم التعرض الى مبحث الجهاد الدفاعي واثارات وتنبيهات لهذا الباب ومر بنا ان الدفاع او الجهاد الدفاعي باب لم يغلق ولم يتفوه احد من العلماء بغلق هذا الباب .
ثم ان الدفاع ليس فقط فردي او اسري وانما الدفاع عن حومة المؤمنين امر مفروغ منه مبده وجملة من الفقهاء امثال الشهيد الاول وغيره من الاعلام ذكروا ان الدار هي البلاد فهي تارة دار اسلام وتارة دار ايمان يعني بلاد المؤمنين اخص من المسلمين فالدور ثلاثة او اكثر كما ان هناك دار الكفر مثلا او لغير المسلمين .
اذن الدفاع عن هذه الدار او البلاد وبلاد الايمان ضروري والشارع في احكامه وابوابه فرق بين اثار احكام دار الايمان ودار الاسلام ودار الكفر والشارع يعترف بالبلاد والديار الوطنية والتعبير موجود في القرآن حول بني اسرائيل عبر ديارهم ودياركم .
فالدار تترتب عليها اثار واحكام هذه الدار او الوطن او البلاد تقريب موجود من الوحي في ذلك وله احكام في الدفاع عنه وعدم تسليمه الى الاعداء ، اذن اصل عنوان الدار بمعنى البلاد والوطن يعترف به الوحي فاصل الدفاع امر مفروغ عنه وهناك حكم اتفاق عليه الاولون والاخرون من الفقهاء وهو حرمة بيع السلاح للاعداء فصاحب الحدائق لم يعنون باب الجهاد الدفاعي لكنه عنون هذه المسألة ومعنى حرمة بيع السلاح على الاعداء وطبقات الفقهاء مضافا الى النص ذهبوا الى الحرمة حسب القواعد مذكورة لانه تقوية العدو في مقابل حومة الايمان وهذا لا يسوغ في السلم فضلا عن الحرب فالحرب اشد فالعدو بما هو عدو تزوده بالقوة هذا امر محرم .
كما ان الاعلام في بحث المكاسب المحرمة وربما بقينا فيها ثلاثين جلسة وذكر الاعلام قواعد عديدة ان للمؤمنين حومة ودار وكيان وهذا الكيان يجب المحافظة عليه ويجب تطويره وتنميته واستقواه فيجب خزن القوى فيه سواء قوى عسكرية او القوى الاقتصادية او اي قوة يجب تنمية وتطوير وتنامي هذه القوة لان القرآن يقول القوة فلسفتها ليس الطغيان ان الله لا يحب المعتدين وليس ابادة الاخرين وانما ردع المعتدي فهي دفاعية وليست عدوانية .
اعدوا لهم ما استطعتم من قوة يعني تردعون به عدو الله وترهبونه وترعبونه وتردعونه ففلسفة القوة هو الردع ولم يقل احد بان هذه الاية الكريمة معطلة في الغيبة الكبرى واذا كانت هذه الوظيفة وظيفة كبرى بالايات والروايات واتفاق فتاوى اذن تنامي قدرة المؤمنين في ديارهم وفي منعتهم وفي حومتهم وفي بلادهم هذا التنامي ان يصد اي عدوان محتمل حتى ولو كان من دول عظمى فان هذا واجب ، فالواجب في الدفاع ان تصل ويبلغ مداك انك تكون في مأمن عن اعتداء اي معتدي وكل من يصدق عليه انه عدو الله وعدوكم هذا هو الواجب فاذا كانها هكذا فح لا حد لهذه القوى في كل المجالات سواء نقدية مالية زراعية صناعية ادارية تطويرية تكنولوجيا نووية اي مكانة عسكرية امنية ادارية القوة لابد منها فكلما يقيك في ديار الايمان عن هجوم الاعداء هذا من اوجب الواجبات الكفائية على المؤمنين .
ان هذا الواجب في منطق أمير المؤمنين اوجب من الصلاة لا ان الصلاة يستهان بها ولكن اذا كان هناك الوجوب الفردي للصلاة ولكن يدور الامر بينها وبين ان احمي بيضة الدين كما ان امير المؤمنين اخر صلاته مرتين وكافئه الله عز وجل فرد الشمس له لاحظ الواجب الكفائي كم هو مهم طبعا هناك ممتثل سيد الانبياء ولكن حتى الواجبات الكفائية في اولويات امير المؤمنين وكما مر بنا ان شخص الرسول عنده اهم حتى من جمع القرآن لان النبي اوصاه اولا بتجهيزه ثم بجمع القرآن ثم النظر في شأن الامة هل تنقاد الى امير المؤمنين في ولايته او امامته او تتمرد؟ هذه اولويات عجيبة وعظيمة.
فاذا كان الحال هكذا ان اصل المنعة والردع والقوة الرادعة والقوة المانعة الاستحصال عليها في كل المجالات واجب كفائي وهذا الواجب الكفائي اعظم من كل الواجبات الفردية للانسان ومر بنا ان هذا الواجب حتى اعظم من الدماء والفروج والاعراض والاموال فاذا دار الامر بين ان تكون هذه الدار دار ايمان او يذهب كذا عدد من المؤمنين دماؤهم وليكن ولكن تبقى هذه الدار بيد المؤمنين لان الاموال والاعراض والدماء تسترخص لاجل الدين وهذا هو معنى الجهاد ان يحفظ الدين وبيضة الدين ومنعة الدين وهوية الدين في معالم البلاد وهو اعظم من الدماء ، فلا تتشدق لي بالدماء او الفروج او الاعراض .
طبعا الوالي والمدبر عليه ان يجمع الرعاية وصيانة كل هذه الملاكات وهذا واجب شرعا وعقلا بان يرعى كل هذه الملاكات لا انه يفرط في احداها ما دامت عنده دهاء وخبرة وتدبير بحيث لا يفرط في احد منها على حساب الاخر فيراعي الكل لكن لو عجز في دهائه وفطنته وظروفه سيكون من يتولى الامر يعني ولاية الشأن العام لعل مجموعة ونخب فعليهم مراعاة الاولويات فاولا هوية الناس ودينهم وايمانهم .
من ثم ينفتح علينا باب ان التقية ديني ودين ابائي هذه التقية عبارة عن غطاء امني باللغة العصرية وبرنامج الخفاء لاجل استقواء المؤمنين لا لاجل استضعافهم وهذا للاسف مبحث ربما صار فيه افراط في البحوث العلمية او في الثقافة الدينية لدى المتشرعة المؤمنة ، كلا ، التقية تعني فيما تعنيه المحافظة على قمة النشاط بسبب الغطاء والخفاء الامني ، ايضا المداراة من انواع التقية لاجل عدم شعلنة الفتن فبلا شك المداراة مهمة وضرورية ولكن ليس معناه ان تجمد نشاطك واستقوائك ، فالمداراة على حالها وليس فيها تطاول او اعتداء على الاخرين وانما هي عبارة عن التعايش السلمي معهم وعدم التشنج مع الاخر بل حتى رعاية حرمة الاخر لكن ليس ان اصير بلا قوة وبلا عمود ، المعيشة السلمية ان تكون من موضع قوة انت وتراعي السلم الاهلي كما هو نص القرآن الكريم واعدوا لهم ما استطعتم من قوة لاجل السلم وقطع العدوان لا لاجل ان تعتدوا وتظلموا ، فلا تظلمون ولا تظلمون .
فاذن التقية و اصل نظام التقية تعني فيما تعنيه الخفاء او المداراة او عناوين اخرى من التقية هو استقواء المؤمن كما ورد متواترا عن الائمة في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الوسائل اي عون افضل من التقية فهو عون لا ان يستضعف نفسه وانما استقواء المؤمن فيستعين بالخفاء وبالمداراة على تقوية نفسه وتقوية حومة الايمان لا ان تسلب منك اوراق القوة وتسلب منك عناصر قوة هذا ليس تقية .
لاحظ كلام الامام الهادي في زيارة الغدير والتي هي رواية عظيمة جدا وزيارة عظيمة ومسندة وصحيحة يبين الامام ان جده امير المؤمنين انما مارس التقية مع اصحاب السقيفة عندما خذلته الامة ليس من موقع ضعف ووهن وخوف ووجل اشهد انك لم تتق ضارعا يعني ان تمارس التقية لاجل ان رفع اليد عن الالتزامات الدينية للعقيدة والايمان فهذا ليس معنى التقية لا ناكلا ولا واهنا ولا خائفا ... فينزه الامام الهادي جده المرتضى عن ان يمارس التقية لاجل هذه الامور فهو ليس بموقع ضعف وانما موقع قوة وازدياد القوة .
ما اتقيت ضارعا ولا امسكت ضارعا ولا جازعا ولا ناكلا ولا ولا كله من جهة المداهنة ولا الوهن يعني يريد ان يقول الامام الهادي هذه العناوين لا تشرعن التقية نعم اذا كان ضعيف ومستضعف فان هذا امره الى الله ولكن المفروض المؤمن ان يمارس التقية خفاء لاجل اعداد القوة واستقواء القوة ثم يقوى ، فالتقية ليس معناها الجمود التقية يعني خفاء لاجل تغطية قمة النشاط وقمة المسئولية .
وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرون فما وهنوا وما استكانوا يعني لا ضعف مادي ولا ضعف نفسي وخوف وان يتقهقروا في الحرب النفسية وكذلك خداع الاخبار وشائعات الاخبار التي يتقنها العدو لا يجوز لنا ان نتزلزل نفسيا بل حتى لو كانت المعلومة حقيقية فضلا اذا كان الاعلام مدسوس لا يجوز نشرها ان تفت في عضد المؤمنين هذه حرب اعلامية وحرب نفسية كانما هذه صاروخ او بندقية هو يريد ان يهدف به المؤمنين وانت تساعده على ذلك .
بل حتى لو كانت حقيقية لاحظوا قول الله عز وجل واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به فهو امر حقيقي ولكن يجب الا يذيعوه ويهينون النفوس المتوسطة والنفوس الضعيفة وتقوي الطرف الاخر وهذه وظائف نحن في غفلة عنها ساهون والحال ان الارجاف من الكبائر التي تسبب غضب الله ، فحتى لو كانت المعلومة حقيقية انت تبث حالة الجبن والهلع والخوف والزلزلة في المؤمنين فلا يجوز ان تنشر اي معلومة فاولا قيمها هل هي تنفع العدو او تنفع الصديق؟ اذا كانت تنفع العدو فلا تنشرها ، الحذر من النشر فان هذا فت في عضد المؤمنين .
لاحظوا هذه الاية ولو ردوه الى الله ورسوله لعلمه الذين يستنبطونه منهم يعني اولياء الامر هم بالتالي الذين عندهم مقاليد الادارة نوصلهم المعلومة لكن بالحذر ولا نقوم بفت عضد المؤمنين ولا نساعد العدو فيما يريده من اغراض مشؤومة كما يقول القرآن الكريم وتلقونه بالسنتكم وبافواهكم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم .
فالاشاعات المضادة لسيد الرسل يتلقونها بالسنتهم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم يعني حتى لو كان الخبر حسب الواقع صحيحا لكنه لا تبثه لانه عند الله عظيم ، فالحرب الاعلامية والحرب النفسية عند الله عظيم لاحظ انت هذه قضية الاعلام والحرب الاعلامية والنفسية تعرض لها القرآن في قائمة من الايات والسور وبعناوين متعددة يعني هي احد الاسلحة القوية ، هذا السلاح ليس بحاجة الى مصانع ولا قوة نووية وصواريخ وانما بحاجة الى عقل وبصيرة والا الحكم فيه شديد من قبل الله كيف نمارسه نحن؟
ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة انت لا تنظر الى بعدها الفردي انظر الى مردودها السلبي على المجتمع المؤمن ونهج الايمان و رايته هذه اشد واضر على الايمان من الصاروخ ، فربما صاروخ يقتل لكنه يزيد من عزيمة المؤمنين اما انت لمن تنشر الخبر حتى ولو كان واقعي فهو يفت في عضدهم ويزعزعهم في مقابل العدو ، فانت مارست الفتنة اشد من القتل يعني انظروا تعدد الايات وعناوينها .
لو الاخوة الباحثين يخوضون فيها امر ضروري جدا بل تعبد الطريق حتى للفقهاء والمجتهدين اذ البحث ليس مختص بالفقهاء هذه قائمة من الايات في الاعلام وخطورته في القرآن وفي الروايات ومراعاتها شيء مهم جدا وخطير .
اذ تلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم وتحسبونه هينا يعني هي لقلقة لسان فتفت في المؤمنين وتقوي الخصم وتصنع زوبعة في فنجان فتتكرر خدعة صفين في زماننا هذا هو جيش امير المؤمنين كان منتصر ولكن خدعة من معاوية تقلب النصر الى لا نصر وتقلب القوة الى لا قوة هذه خدعة صفين تكررت مرة اخرى في نفس الارض في نفس الموقع وبنفس الخدعة في زماننا ولكن باساليب جديدة عصرية والا هي زوبعة في فنجان والى سنين ستبقى زوبعة في فنجان ليس الا ، هم لا عدة لهم ولا عدد ولكن تسلب عنك بلاد كامل حتى اهاليها ليسوا معهم بل هم عصابات قطاع طريق والاهالي ينفرون منهم يعني خدعة صفين تكررت مرة اخرى في التاريخ وفي نفس الارض وبنفس الطريقة .
فيجب ان لا ننخدع بالاعلام فالحرب هي نفسية فهي لا كيان ولا قوام وانما عصابات منتشرة حتى الداعم لهم لا يجرأ ان يأتي بجيوشه فهو يخاف منهم لان الوضع الداخلي مربك والكل انخدع بهم انظروا الاعلام ماذا يصنع؟ هي زوبعة في فنجان والقرآن يقول تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ، وابغض ما يبغضه الله ويبغضه النبي والائمة هو الرجل المذياع يعني ينشر وكانه بوق للعدو ولا يفهم ماذا ينشر؟ وما هي المعلومة؟
الاعلام هي احد الاليات المهمة في القوة والضعف هل نحن عفاريت فيه ؟ كلا نحن عصافير حيث العدو ليس عنده بحر بشري وانما عنده زوبعة اعلامية وعندهم نقد وجانب اقتصادي ، هم في الواقع عندهم ازمة سكان بشري وشيخوخة في مجتمعاتهم حتى جانب البنية الصناعية والخدمات عندهم ازمة .
النبي ص قوله قول فصل وهو مؤسس لكل الاستراتيجيات يقول الحرب خدعة كانما الحرب الاهلية والمادية هي هامش في الحرب اعظم شيء في الحرب هي الحرب النفسية والحرب الاعلامية فنحن كم قويين في هذا الجانب؟ كلا نحن ضعفاء فالمعلومات مغشوشة تجتمع مع بعضها البعض وتتراكم وتفرض انت هذه المعلومات صحيحة وتسلم سلاحك والقيادات تخور نتيجة خوار الجو العام وتستسلم لهذا الجو لاجل المعلومات الخاطئة وتقع الصفين وخدعة الصفين مرة اخرى في التاريخ وتنطلي على الناس كل شيء .
الان لا توجد يقظة عند النخب وعند ذوي اللب الحصيف فضلا عن العوام مع انها ليست هي الا هرطقة زوبعة في زنجرة هم ليس عندهم كفائة ادارة مدن امنية وانما خداع هم نفسهم ما عندهم حضور فكيف نحن نقويهم بتسليحاتنا وبياناتنا من منطلق مخدوع ونزيد في تقويتهم ونحن نقنع الشعب الرافض لهم ان هذه حقيقة وكيان يعني زيادة على الطين بلة .
فلاحظ انت الحرب النفسية والاعلامية الى اين تصل؟ وكيف تصنع؟ دعوني اقرأ لكم بعض التوصيات التي ذكرها القرآن في الجانب الامني وهذا للاسف لم يذكر كباب وفصل في باب الجهاد وهذا ضعف في التدوين الفقهي ولا يغفر لنا فنحن مسئولون عن ذلك وهي الية مهمة والقرآن يربطها بالقوة والضعف .
الارجاف من الكبائر وكذا اشاعة الفحشاء بين المؤمنين والفتنة اشد من القتل وتقولونه بافواهكم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم هذا النشر الاعلامي قنبلة يستخدمه العدو فتخرج من افواههم كلمة هي مهمة في الاعلام يعني منظومة الايات التي تتكلم عن الاعلام والحرب النفسية تستحق الباحثين ان يؤلفوا فيها منظومة بحث فقهي عقائدي لكي يعرف المؤمنين مسئولياتهم .
فالخداع والغش في الشأن العام اخطر من الغش والخداع الفردي وتزييف الحقائق في الجانب العام اخطر من التزييف في الجانب الفردي او الاسري لاحظ في حرب احد استخدم العدو اشاعات ان النبي محمد سيد الانبياء قتل فمن الذي بقى ؟ ولم يتزعزع نفسيا امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام وانما بعد ذلك شيئا فشيئا تراجع من فر من الصحابة.
لاحظ اذن الثبات هو هكذا ، احد جهات القوة الى جانب القوة المادية التي يركز عليها القرآن هي القوة النفسية في الحرب لماذا يصير عندك هلع؟ وليس بامكانك ان تفكر وتدبر وتقدر وتخطط وانما تجبن ؟ بالعكس يزيدك هذا نشاط ويزيدك صبر واباء وصمود لا انه تجبن وتهلع وتخيف وتجبن الاخرين .
في معركة خيبر الله عز وجل قدم نموذجا ، فالاول والثاني والثالث رجعوا يجبنون الناس والناس يجبنونهم فكل يلقي المسؤولية على الاخر وكل المصادر تذكر هذا وهذا فرق المعصوم عن غيره وهكذا امير المؤمنين لم يتزلزل في كل هذه المعارك في حنين وفي خيبر وفي احد بخلاف الاول والثاني والثالث لاعطين الراية يعني ادارة لاعطين الراية والادارة والقيادة رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يعني لا تخدعه الزوبعات ولا تدخل عليه المعلومات سواء حقيقية ام غير حقيقية؟
انا شخصيا شرفني الله ان اذهب الى خيبر فقبل الوصول الى قلعة خيبر بمسافة وجدت مقبرة الشهداء يعني المفروض بهم في الجبهة الاولى على يد الاول قبل ان يصلوا الى قلعة خيبر وفي الجبهة الثانية غدر بهم في نفس المكان وفي جولة عمر بن عاص ايضا غدر بهم فرجعوا يجبنون الناس ويجبنونهم وهي ايام وليس يوم واحد مع ذلك قال النبي لاعطين الراية يعني راية ادارة الامة وادارة الازمات غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار يعني ما تصيده هذه الزوبعات .
للاسف نحن ما نقرأ شجاعة امير المؤمنين في الادارة وفي حل الازمات هذه اعظم وايضا في غزوة ذات السلاسل والعاديات ضبحا الكلام الكلام ، ذهب الاول فرجع خائر وخوار وذهب ثاني رجع خائر وخوار ذهب عمرو بن العاص رجع خوار ثم انتدب النبي امير المؤمنين كي يقول لهم ان رجل الازمات لهذه الامة ولادارة الازمات في هذه الامة مديرها علي وليس انتم ، فهو محقق النصر مع ان الجيش ذات السلاسل من العدو جيش رهيب جدا يعني بامكانهم ان يزحفوا هكذا وكان مخططهم غزو المدينة المنورة واول هدف لهم هو الرسول ثم امير المؤمنين وهذا موجود في كتب التاريخ انظر كيف قيادة الزوبعة؟ واذا لم تكن قيادة جيدة تصبح مشكلة وتصير زوبعة كالباقين وهذا خطأ .
في حنين اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا فكان المسلمون اكثر من غطفان وهوازن ولكنهم فروا فرارا كغثاء السيل والذي ثبت مع النبي في البداية فقط ثمانية اولهم امير المؤمنين والعباس ابن عبد المطلب واولاده ثمانية من بني هاشم فقط والا كل الصحابة عن بكرة ابيهم فروا وهلعوا فلاحظ ثبات هولاء الثمانية ماذا يصنع مقابل الالاف ؟ هؤلاء يقاومون جبال من الحديد .
امير المؤمنين يقول لو وجدت اربعة وليس اربعين اناطح بهم جبال الحديد لما تركت الامر اليهم يعني للسقيفة ولكن بحاجة الى رجال يواجهون جبال من حديد يعني اما يصعد الكيف او الكم فاذا لا توجد كيف لابد ان يصعد الكم؟
نلاحظ منطق الحرب النفسية عند القرآن ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مئتين وان يكن مائة صابرون يغلبوا الفا الان علم فيكم ضعفا فان يكن منكم مئة يغلبوا الفا لان الايمان موجود فالضعف يصير والا ايمان مع بسالة وشجاعة ان يكن منكم مئة يصير الف يعني عشرة اضعاف والا انت ماذا تفسر تسعة انفر من بني هاشم وقمتهم سيد الرسل ثم امير المؤمنين قاوموا الاف من الجيش والمسلمين في هلع ويصفهم بعضهم كالارانب يفر من ابن اوى او المعزة .
لذلك يسأل احد الرواة يسأل رسول الله ان في اخر الزمان يستضعف المسلمين ابا القلة يا رسول ؟ قال لا ولكن هلع في قلوبهم يعني حرب نفسية وهذا موجود حتى في مصادرهم .
سيد الشهداء في كربلاء ذكر هذا المطلب ايضا ان سبب اخفاق المؤمنين او المحبين لاهل البيت في نصرة سيد الشهداء او مسلم بن عقيل هو الخداع الاعلامي والحرب الاعلامية النفسية السذاجة الحماقة وكلنا مبتلين بها فالمؤمنون كانوا يستطيعون ان يسجلوا نصرا رغم التي تسببه الحرب الاعلامية حتى بتعبيره لاعدائكم على اوليائكم يعني خداع مارسوه فيكم وبعض الرجالات ذوي القامة وهي رموز عظيمة في المؤمنين انذاك ما كان عنده حس امني وخفاء امني فتسربت من عنده معلومات حول مسلم ابن عقيل .
اذن جانب الخفاء الامني وممارسة التقية هو هذا معناه فلا تسرب معلومات يستفيد منها العدو اكثر من الصديق .
هذه الابحاث ليست مستحبات وليست واجبات هذه حفظ بيضة وحومة الدين ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم فسرها الامام الصادق في السبب الامني قال اعرفكم بالتقية والزمكم بها فهو كان عنده فهم كيف يمارس الخفاء الامني والنظام الامني؟ ان اكرمكم عند الله اتقاكم يعني اعرفكم او الزمكم بالتقية التقوى ليس فقط في البعد الفردي وانما مسئولياتك العامة هل تراعيها ام لا؟ والرواية موجودة في الوسائل في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اكرمكم يعني اقوى يعني تقوى الانسان في الواجبات العامة وليس فقط البعد البعد الفردي .
هذا شبيه الزهد ، الزهد ليس في البعد الفردي واانما في البعد العام وفي الرئاسة وفي الطمع والوجاهة دائما وابدا المسؤول المكلف المؤمن في البعد العام اعظم اعظم اعظم من مسؤولياته بالبعد الفردي .
اذن هناك عدة فصول لم تعنون في باب الجهاد الدفاعي والحال انه من اللازم والضروري عنونتها في هذا الباب والاعلام منها وباب الامن منها والنظام الاداري منها ووو
جملة من الافاضل والاساتذة وجهوا لنا اسئلة انه ما هي استراتيجيات اهل البيت في الغيبة الكبرى في البعد المجتمعي للمؤمنين قلت لهم ان استراتيجية الاصلية لاهل البيت هي دار الايمان وحومته يجب ان ترتقي الى مزيد من القوة والنمو في كل المجالات والجهات سواء القوى الناعمة او الساخنة وكثيرا ما القوى الناعمة اعظم من الساخنة فالاعلام والحرب النفسية قوة ناعمة .
لاحظ نفس المسألة الموجودة واللي اتفق عليها كل علمائنا الاولين والاخرين بيع السلاح يعني قوة حتى ذكروا نموذج السلاح هناك سلاح ساخن سلاح ناعم سلاح مالي سلاح فكري سلاح علمي سلاح تكنولوجي فالسلاح يعني قوة وان تقوية العدو لا يجوز وهذا اجماع من العلماء ان المؤمنين لهم حومة مثل باب الدفاع .
انت تدافع عمن؟ حتى لو افترضت الدفاع عن الاموال والاعراض والنفوس المؤمنون لابد ان يكون لهم قوة ومانع رادعة فضلا عن انه اللازم عليهم ايضا حفظ بيضة الدين وعندنا من اساسياتها هو بناء العتبات المقدسة والكعبة المكرمة وقبر النبي وامير المؤمنين هذه كلها وردت البيانات منهم ان هذه اعمدة لبقاء الدين .
اذن هذه الاستراتيجية الموجودة في الدفاع او تأخذها من باب المكاسب المحرمة وحتى ان اكرمكم عند الله اتقاكم ليس البعد الخاص وانما العام ، كم وصية اصدرها الامام الصادق وبقية الائمة للمؤمنين التابعين لهم ليأخذ احدكم بيد اخيه او انظروا الى رجل منكم عرف احكامنا ونظر في حلالنا وحرامنا فاجعلوه حاكما فاني قد جعلته عليكم حاكما هذه كلها خارطة عامة للمسؤولية في الغيبة الكبرى وهي غيبة وخفاء .
اللطيف ان من اوصاف الامام المهدي انه مرابط الف سنة يعني حارس راعي لراية الايمان والاسلام في الثغور كلها الثغر الاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي العسكري وورد انه لولا عنايتنا لاصطلمتكم البلية او كما قال الرسول في حديث متواتر لولا هؤلاء الاثني عشر من اوصيائي لزال ومحق الدين ، فبقاء الدين في الارض ببركة هؤلاء الاثني عشر اثنا عشر خليفة او وصي او امير او ملك هذا الحديث متواتر بالفاظ عديدة بانهم قطب الرحى للرعاية ومن اوصاف صاحب الزمان انه مرابط وراعي حارس لحومة الدين.