-التنبيه الثاني ( قاعدة التسامح في أدلة السنن )- تنبيهات البراءة - أصالة البراءة - الأصول العملية.

الموضوع: - التنبيه الثاني ( قاعدة التسامح في أدلة السنن )- تنبيهات البراءة - أصالة البراءة - الأصول العملية.

وفي التعليق على ما ذكره نقول:- نسلَّم أنَّ التفريع يأتي بشكلين - كما ذكر - ولا يختص بالتفريع على الغاية، بل كما يحتمل أنه تفريع على الغاية يحتمل أنه تفريع على شيء خارجي إلا أنه توجد قرائن تشهد بكون التفريع الوارد في الروايات هو من التفريع على الغاية، فإنَّ الفاء الواردة في حديث ( من بلغه ثواب على عمل فعمله ) هي تفريع على البلوغ، فالمكلف أتى بالعمل لأجل البلوغ، فهذا تفريع على الغاية وهي البلوغ، ومن جملة تلك القرائن بعض الروايات، من قبيل رواية محمد بن مروان حيث ورد فيها:- ( من بلغه عن النبي صلى اللله عليه وآله شيء من الثواب فعمله كان اجر ذلك له وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقله )[1] ، فهنا الفاء هي تفريع على البلوغ، يعني أنًّ المكلف عمله لأجل البلوغ، فنستنتج من ذلك أنَّ الغاية للعمل هي بلوغ الثواب، وبهذا يثبت المطلوب وهو كون تفريع أحدهما على الآخر هو من باب تفريع المعلول على علته الغائية، يعني أنَّ الغاية هي بلوغ الثواب وليس من باب التفريع على شيء خارجي.

وقد اتضح من خلال ما ذكرنا لحد الآن أنه يمكن أن يقال بأنه مادام المكلف قد أتى بالعمل لأجل بلوغ الثواب ولادراك هذا العمل فهذا العمل يكون مثاباً عليه ويكون مطلوباً ويكون عبادة.