« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ باقر الايرواني
بحث الأصول

47/05/10

بسم الله الرحمن الرحيم

 -التنبيه الثاني ( قاعدة التسامح في أدلة السنن )- تنبيهات البراءة - أصالة البراءة - الأصول العملية.

الموضوع: - التنبيه الثاني ( قاعدة التسامح في أدلة السنن )- تنبيهات البراءة - أصالة البراءة - الأصول العملية.

ذكرنا أنَّ المهم في البحث أن نعرف ما هي الاحتمالات في المقصود من أخبار من بلغ؟

وفي مقام الجواب نقول: - توجد ستة احتمالات في المقصود من اخبار من بلغ: -

الاحتمال الأول: - أن يكون المقصود هو اثبات الحجية لعنوان البلوغ كل بلوغ ولو بالخبر الضعيف ولكن في خصوص باب المستحبات، ففي باب المستحبات يراد اثبات الحجية للبلوغ وإن كان الطريق ضعيفاً.

وبناءً عليه سوف تثبت قاعدة التسامح في أدلة السنن، وقد استقربه الشيخ النائيني[1] ولكن لم يذكر له توجيهاً.

الاحتمال الثاني: - أن يكون المقصود هو اثبات الاستحباب للفعل بعنوانه الثانوي وهو البلوغ، فهذه الرواية الضعيفة تريد أن تثبت الاستحباب للفعل ولكن ليس مطلق العفل بل الفعل الذي بلغ عليه الثواب.

والفرق بين الاحتمال الأول والثاني أنه على الاحتمال الأول اخبار من بلغ تثبت الحجية وهي حكم أصولي، بينما على الاحتمال الثاني تثبت حكماً فقهياً.

الاحتمال الثالث: - أنَّ يكون الثابت هو الاستحباب للفعل بعنوانه الأولي وليس بعنوان البلوغ، فالعمل بعنوانه الأوّلي يكون مستحباً، وقد اختاره الشيخ الخراساني[2] .

والفارق بين الاحتمال الثالث والثاني رغم أنَّ الاثنين يثبتان الاستحباب هو أنه على الثاني الاستحباب يكون ثابتاً لعنوان البلوغ، بينما على الاحتمال الثالث يكون ثابتاً للفعل الذي بلغ عليه الثواب لا للبلوغ.

وعلى هذه الاحتمالات الثلاثة سوف ينتفع الأصولي بثبوت الاستحباب ويثبت الثواب، ولكن على الاحتمالات الباقية ليس الأمر كذلك.

الاحتمال الرابع: - أن تكون اخبار من بلغ ارشاداً إلى حكم العقل بحسن الاحتياط عند بلوغ الثواب على فعل، فإذا بلغ ثواب على عمل برواية ضعيفة فسوف يكون ذلك ارشاداً إلى حكم العقل بحسن الاحتياط، وقد بنى على ذلك الشيخ الأعظم[3] والسيد الخوئي[4] .

الاحتمال الخامس: - أن تكون اخبار من بلغ وعداً من الشرع بتفضله بمنح الثواب لمن بلغه ثواب على عمل وأتى به ولكن من دون أن يكون المقصود هو الحث على العمل؛ إذ لو كانت تحث على العمل للزم من ذلك استحباب العمل وتكون دالة على استحباب العمل الذي هو الاحتمال الثاني والثالث، بل هنا لابد وأن نفترض أنه وعدٌ بالتفضل الشرعي بالثواب لمن بلغه من دون أن يكون المقصود هو الحث على العمل.

الاحتمال السادس: - أن يكون المقصود هو تكميل محركية الأوامر الاستحبابية الواصلة بطريقٍ معتبر، بمعنى أنه متى ما وصل أمر استحبابي وثواب على عملٍ بطريقٍ معتبر ولكن المكلف احتمل خطأ ذلك الطريق المعتبر الأمر الذي قد يوجب ضعفاً في تحركه نحو ذلك المستحب فالمولى عزَّ وجل يعده بمنح الثواب حتى لو فرض أنَّ ذلك الخبر كان مخالفاً للواقع، وبناءً على هذا الاحتمال سوف لا ينتفع بأخبار من بلغ في افادة استحباب العمل بل لابد وأن يكون استحباب العمل واصلاً بطريق معتبرٍ بقطع النظر عن أخبار من بلغ.

وبعد اتضاح هذه الاحتمالات لابد من توجيه كل احتمال ومناقشته إن كانت فيه مناقشة.


logo