« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ باقر الايرواني
بحث الأصول

47/05/09

بسم الله الرحمن الرحيم

-التنبيه الثاني ( قاعدة التسامح في أدلة السنن )- تنبيهات البراءة - أصالة البراءة - الأصول العملية.

الموضوع: - التنبيه الثاني ( قاعدة التسامح في أدلة السنن )- تنبيهات البراءة - أصالة البراءة - الأصول العملية.

 

التنبيه الثاني: - قاعدة التسامح في أدلة السنن.

والمقصود من ذلك هو أنَّ هذه القاعدة لو تمت لدى الفقيه فحينئذٍ لو رودت رواية ضعيفة السند تدل على بعض المستحبات فبما أنَّ السند ضعيف قد يتوقف الفقيه في الفتوى بالاستحباب على طبق ما دلت عليه لأنها ضعيفة السند، ولكن إذا بنينا على تمامية هذه القاعدة - أي أنَّ المستحبات يتساهل في اسانيد أدلتها - والتي قال بها بعض الأصوليين فحينئذٍ يمكن الاستناد إلى هذه الرواية الضعيفة إذا دلت على استحباب شيء - مثل استحباب الدعاء عند رؤية الهلال - ويفتي الفقيه على طبقها بعد ضم هذه القاعدة إليها، وعليه فسوف تكون هذه القاعدة نافعة للفقيه.

والبحث في هذه القاعدة يكون في موردين في علم الأصول: -

المورد الأول: - في نهاية مبحث حجية الخبر، فإنه بعد الفراغ عن اثبات حجية الخبر وأنه يشترط أن يكون رواة الخبر من الثقات وإلا لا يكون حجة فإنه يستدرك آنذاك ويقال: ( نعم يستثنى من ذلك ويحكم بعدم اعتبار وثاقة الراوي فيما إذا كانت الرواية ترتبط بإثبات بعض المستحبات فيتساهل في السند )، هذا لو تمت هذه القاعدة فإنه لأجلها يتساهل ويبنى على حجية الرواية الضعيفة في اثبات استحباب العمل الذي دلت على استحبابه.

المورد الثاني:- بعد مبحث البراءة والاحتياط لاثبات امكان الاحتياط إذا دار أمر العبادة بين الوجوب وغير الاستحباب فيثبت الاحتياط وحسن الاحتياط بأخبار من بلغ، وإنما قيدنا المورد الذي يستفاد فيه من قاعدة من بلغ بما إذا فرض أنَّ أمر العبادة دار بين الوجوب وغير الاستحباب لأنه إذا دار الأمر بين الوجوب والاستحباب فحينئذٍ الأمر بها يكون موجوداً جزماً إما وهو إما وجوبي أو استحبابي فيؤتى بها بنية الأمر الواقعي الذي يدور بين الوجوبي أو الاستحبابي ولا نحتاج حينئذٍ إلى أخبار من بلغ، وإنما نحتاج إلى أخبار من بلغ فيما إذا دار أمر الشيء بين الوجوب وغير الاستحباب فهنا نحتاج إلى أخبار من بلغ حتى نفتي برجحان هذه العبادة.

وأخبار من بلغ كثيرة نذكر منها خبرين: -

الرواية الأولى: - معتبرة هشام بن سالم، وهي ما رواه الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم ع أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام: - ( من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه كان له وإن لم يكن على ما بلغه )[1] .

الرواية الثانية: - رواية محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام: - ( من بلغه عن النبي صلى الله عليه وآله شيء من الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي صلى الله عليه وآله كان له ذلك الثواب وإن كان النبي لم يقله )[2] .

والمهم أن نبحث ما هي الاحتمالات في المقصود من أخبار من بلغ؟

وفي المقام نقول: - هناك محتملات ستة في المقصود منها.


logo