« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ باقر الايرواني
بحث الأصول

47/04/22

بسم الله الرحمن الرحيم

 -اشكال وجواب - التنبيه الأول- تنبيهات البراءة - اصالة البراءة - الأصول العملية.

الموضوع: - اشكال وجواب - التنبيه الأول- تنبيهات البراءة - اصالة البراءة - الأصول العملية.

 

اشكال وجواب: -

إذا كان لدينا حيوان كالهدهد مثلاً وذكيناه ثم شككنا هل يحل أكله أو لا فآنذاك نتمسك بأصالة الحل لاثبات الحلّية، والشبهة في مثل ذلك تكون حكمية، لأني أشك في كلّي الهدهد لا هذا الهدهد بالخصوص، وأما إذا شككنا في طائرٍ هل هو من الحمام فيحلّ أكله بالتذكية أو هو من فصيلةٍ أخرى غير الحمام وأنه من الطيور المحرمة فإذا ذكيناه ثم شككنا هل يحل أكله أو لا فحينئذٍ نحكم بحليته أيضاً لأصالة الحل والشبهة هنا موضوعية. هذا ما تقتضيه القاعدة في هذين الموردين.

ولكن قد يشكل: - بأنَّ التمسك بأصالة الحل هنا قابل للمناقشة، والوجه في ذلك إنَّ هذا الحيوان - سواء كان هدهداً أو غيره - في حال حياته وقبل التذكية كان محرم الأكل جزماً، وبعد أن ذُكّي يشك في زوال تلك الحرمة الثابتة قبل التذكية فنستصحب تلك الحرمة.

ويردّه: -

أولاً: - إنَّ المستصحب الذي ذكر هو الحرمة الثابتة حال الحياة لأنه لم يُذكَّ، ولكن نقول: إنَّ التذكية معتبرة في الحيوان الذي ذُبِح فإنَّ الدليل قد دل على ذلك فقط وأما مادام الحيوان حياً فالتذكية غير معتبرة فيه فيمكن أكله حياً، فمن استطاع أن يبتلع هدهداً أو عصفوراً وهو حي فلا مشكلة في ذلك رغم أنه غير مذكى ولا تعتبر تذكيته وإنما التذكية معتبرة في الحيوان الذي يُذبِح.

ثانياً: - إنَّ الحرمة التي يراد استصحابها حال الحياة نسأل هل هي الحرمة الثابتة بسبب عدم التذكية أو هي الحرمة الثابتة له بنحو الحرمة النفسية بحيث يكون من المحرمات النفسية بقطع النظر عن التذكية وعدمها فهو بذاته من المحرمات؟ فإن كانت هي الحرمة الثابتة بسبب عدم التذكية فالمفروض أننا قد ذكّيناه فتكون هذه الحرمة قد ارتفعت جزماً فلا معنى لاستصحابها، وإن كانت هي الحرمة الثابتة له في حدّ نفسه وبقطع النظر عن التذكية وعدمها فنحن نشك في أصل ثبوتها فكيف تستصحب؟!!، فالأرنب مثلاً نحن من الأساس نشك في حرمته النفسية فلا يمكن استصحاب الحرمة.

logo