47/03/24
-قول الاخباريين بلزوم الاحتياط حتى في الشبهة البدوية وأدلتهم على ذلك والرد عليها- البراءة الشرعية - أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.
الموضوع: - قول الاخباريين بلزوم الاحتياط حتى في الشبهة البدوية وأدلتهم على ذلك والرد عليها - البراءة الشرعية - أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.
كان كلامنا في أنَّ العلم الإجمالي بثبوت بعض التكاليف في مجموع الوقائع التي يبتلي بها المكلف كيف يمكن انحلاله حتى لا يثبت وجوب الاحتياط، وقلنا توجد عدة أجوبة ذكرنا منها الجواب الأول والثاني، ومحصل الجواب الثاني أنَّ العلم الإجمالي منحل بعد العثور على احكام بعض الوقائع التي تساوي مقدار المعلوم بالإجمال، فهذا العلم الإجمالي يكون منحلاً إذا لاحظنا الاجماعات والضرورات وأخبار الاحاد المحفوفة بالقرائن وذلك لحصول العلم التفصيلي بسبب هذه الأمور.
وفي مقام التعليق قلنا: - يمكن أن يقال إنه إذا حصلنا على المعلوم بالعلم التفصيلي بمقدار ما هو معلوم بالعلم الإجمالي ولكن من دون جزمٍ بكون هذا الذي حصلنا عليه تفصيلاً هو بنفسه ذلك المعلوم بالإجمال وإنما كان هناك احتمال تطابقه فهل ينحل هذا العلم الإجمالي بذلك أو لا؟ إنَّ هذه قضية وقعت محلاً للكلام بين الاعلام.
ولتوضيح الحال ضربنا مثالاً: - وهو أنه لو فرض أنه كان لدينا اناءان نعلم بنجاسة أحدهما ثم علمنا تفصيلاً بأنَّ الاناء الاول هو ذلك المعلوم بالإجمال فهنا لا اشكال في انحلال العلم الإجمالي بسبب هذا العلم التفصيلي، لأنَّ الاناء الأول هو نفس ذلك المعلوم بالاجمال.
أما إذا لم نجزم بكون الذي علمنا به بالتفصيل هو جزماً نفس ذلك المعلوم بالاجمال وإنما كنا نعلم بنجاسة أحد اناءين ثم علمنا تفصيلاً بأنَّ الاناء الأول منهما نجس لا أنه هو نفس ذلك النجس المعلوم بالاجمال بل علمنا تفصيلاً بأنه نجس من دون أن نعلم بأنه هو نفس ذلك المعلوم بالإجمال فهل ينحل هذا العلم الإجمالي بهذا العلم التفصيلي أو لا؟
وقلنا اختار الشيخ العراقي عدم الانحلال: - واستدل بأنَّ لازم ثبوت العلم الإجمالي هو التردد، فمتى ما كان هناك تردد بأنَّ هذا الطرف هو النجس أو ذاك الطرف هو النجس فسوف يحصل علم اجمالي حينئذٍ، وهذا التردد باقٍ على حاله في محل كلامنا؛ إذ بإمكان المكلف أن يقول إنَّ النجاسة المعلومة بالاجمال هي باقية في هذا الإناء الأول فزالت أو هي باقية في ذلك الإناء فلم تزل، ومادامت حالة التردد باقية ولم تذهب فالعلم الإجمالي سوف يكون باقياً على حاله.
وقد علقنا على ما ذكره وقلنا: - المناسب هو الانحلال، فإنه بعد العلم التفصيلي بنجاسة الاناء الأول يمكن أن نشير إليه ونقول إنَّ هذا الاناء جزماً هو نجس، ولا نتمكن أن نقول هو نجس أو ذاك نجس فإنَّ حالة التردد هذه قد ذهبت، والعلم الإجمالي متقّوم بالتردد وقد زال التردد، وعليه فالعلم الإجمالي يكون زائلاً خلافاً لما ذكره الشيخ العراقي.