« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ باقر الايرواني
بحث الأصول

46/08/20

بسم الله الرحمن الرحيم

-دلالة السنَّة الشريفة على البراءة الشرعية - البراءة الشرعية- أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.

الموضوع:- دلالة السنَّة الشريفة على البراءة الشرعية - البراءة الشرعية - أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.

 

ويوجد في المقام كلامان للسيد الروحاني(قده) أحدهما يغاير الآخر أراد في الأول أن يثبت اختلال السياق واراد في الثاني اثبات العكس: -

أما كلامه الأول: - فقال إنَّ كلمة ( اضطروا ) و( استكرهوا ) لا تكون متصلة بالموصول، وعليه فسوف يصير المراد خاصاً بالموضوع، يعني خاصاً بالجزئي، فما استكرهوا هو الموضوع وهو المراد وأما الحكم فلا يستكره عليه، وهكذا الحال في ( ما اضطروا إليه ) فإنَّ الذي يضطر إليه هو الموضوع وليس هو الحكم الكلي، فالمستعمل فيه في ( ما اضطروا ) و( استكرهوا ) هو الجزئي، ومعه إذا أريد من الموصول في فقرة ( ما لا يعلمون ) الكلي فسوف يلزم من ذلك اختلال السياق، وعليه فلا يمكن أن يراد من فقرة ( ما لا يعلمون ) الكلي بل يلزم أن يراد منه الجزئي[1] .

وأما كلامه الثاني:- فقد قال هناك قرينة تقتضي التفكيك في هذا السياق، وهي أنَّ ظاهر فقرة ( ما استكرهوا ) أنَّ الاكراه منسوبٌ إلى نفس ( ما ) أي رفع ما استكرهوا، وتعلق الاكراه بـ( ما ) لا يمكن إلا إذا أُريد من ( ما ) الموضوع، فإنَّ الاكراه يمكن أن يكون متعلقاً بالموضوع، فإذا كان المراد في فقرة ( رفع ما اضطروا ) و( رفع ما استكرهوا ) هو الموضوع دون الحكم فيلزم أن يقال ذلك في فقرة ( ما لا يعلمون ) فإنَّ عدم العلم قد نسب إلى ( ما ) فإذا أريد من ( ما ) الحكم فلازمه أنَّ العلم وعدم العلم يتعلق بالحكم فإنَّ الموضوع لا يتعلق به العلم وعدم العلم[2] وإنما العلم وعدم العلم يتعلق بالحكم.


logo