46/07/14
-الأدلة على ثبوت البراءةالعقلية – البراءة العقلية - أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.
الموضوع:- الأدلة على ثبوت البراءة العقلية – البراءة العقلية - أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.
وفي التعليق نقول: - صحيح أنَّ الشيء بوجوده العلمي وإن كان محركاً بوجوده الواقعي لا المعلوم ولا المحتمل لا يكون محركاً ولكن الشيء بوجوده بين الأمرين - أي لا أعلم به جزماً ولا أجزم بعدمه وإنما احتمله بدرجة ستين أو سبعين بالمائة - هو محركٌ أيضاً، فمثلاً لو كنت أحتمل مجيء الضيوف بدرجة سبعين بالمائة فهذا الاحتمال سوف يحركني نحو تهيئة الطعام لهم، أو كنت أحتمل وجود أسدٍ خلف الباب بدرجةٍ ضعيفةٍ جداً فهذا الاحتمال أيضاً يكون محركاً لي نحو الهرب.
فمجرد الاحتمال يكون محركاً أيضاً ولا يلزم حتى الظن، فنحن لا نسلّم بانحصار المحرّك بالوجود العلمي بل يعم الوجود غير العلمي أيضاً كما مثلنا، فاحتمال العقوبة يكون محركاً أيضاً، فما ذكره غريب.
الوجه السادس: - ما ذكره الشيخ الاصفهاني[1] والسيد البروجردي(قده)[2] ، وحاصله: إنَّ الحكم الحقيقي هو المجعول بداعي التحريك، والتحريك فرع الوصول، فإذا لم يصل فلا حكم حقيقي، ويترتب على هذا أنه قبل العلم - يعني قبل الوصول - لا يوجد داعٍ للتحريك فإنَّ الوصول يكون بالعلم، ويترتب على ذلك أنه قبل الوصول يقبح القعاب بلا بيان من باب أنه لا وجود للحكم الحقيقي الذي يكون داعياً للتحريك.
ويرده: -
أولاً: - نسلّم أنَّ الحكم الحقيقي هو المجعول بداعي التحريك، ولكن داعي التحريك أي داعٍ هو فهل هو داعي التحريك الفعلي أو هو داعي التحريك الشأني؟ المناسب أنه داعي التحريك الشأني وإلا يلزم أن لا حكم في حق العصاة حيث هم لا يتحركون فلا حكم في حقهم، وهذا لا يمكن الالتزام به.
ثانياً: - إنّ لازم ما ذكر هو عدم لزوم تعلم الاحكام الشرعية، لأنه قبل أن يتعلمها المكلف لا يوجد داعي تحريك في حقه حتى يثبت الحكم الحقيقي قبل العلم به، إذ قبل العلم به لا تحريك حقيقي للمكلف، وعلى هذا الأساس يلزم أن نقول لا حكم موجود.
ثالثاً: - نسلَّم أنَّ الحكم الحقيقي فرع الوصول ولكن لماذا تحصران المحرك بخصوص العلم فإنَّ هذا لا دليل عليه بل هو أول الكلام، وإنما احتمال التكليف هو محرك أيضاً، وهذه قضية وجدانية، فإنَّ التكليف يكون محركاً فيما إذا كان محتملاً بدرجة سبعين بالمائة مثلاً كمجيء الضيوف، وعليه فيمكن أن يكون الوصول ليس منحصراً بالعلم فقط إنما يتحقق بالدرجة الأقل من العلم وهو الاحتمال.