درس خارج فقه استاد توکل

موضوع : احکام الاستحاضة، الاستحاضة، الطهارة

دم الاستحاضة من الأحداث الموجبة للوضوء و الغسل [1]

الاستحاضة فی اللغة هو ان یستمر الدم بالمرأة لانها استفعال من الحیض الذی هو بمعنی الدم و اما بحسب الاصطلاح الشرعی هو الدم الخارج من المرأة و لایکون من الحیض و لا من العذرة او دم القرحة او الجرحة او النفاس و ان لم یکن له استمرار الدم بعد العشرة و لو قلیلاً او الدم الموجود قبل تحقق ثلاثة ایام و لکنه انقطع دون الثلاثة و من المسلم ان هذا الدم موجبة للوضوء کما اذا کان قلیلاً او الغسل کما اذا کان متوسطاً او کثیراً – علی ما سیأتی تفصیله – و لکن البحث عن الفرق بین معناها اللغوی و الاصطلاحی لایغنی و لا یسمن من الجوع لان المهم هو ما بینّه الشارع الاقدس عند رویة هذا الدم من الاحکام الالزامیة و غیرها من المستحبات و المکروهات.

(کلام السید فی العروة ) إذا خرج إلى خارج الفرج و لو بمقدار رأس إبرة.[2]

و سیأتی ان شاء الله ان اللازم فی دم الاستحاضة هو خروجه الی الخارج و لو برأس الابرة کما یکون الامر کذلک فی النفاس و قد مرّ فی باب الحیض ان تحققه یحتاج الی الخروج الی خارج الرحم و لکن انقطاع الدم و الخروج عن حالة الحیض یحتاج الی الطهارة فی الباطن و الامر کذلک فی باب الاستحاضة بان تحققه یحتاج الی خروج الدم الی الخارج او الی فضاء الفرج و ان لم یخرج الی الخارج – علی القولین فی المسئلة – و لکن انقطاع الدم فی الباطن لکان علامة علی الخروج عن حالتها فعلیه لزم علیها فی ایام الاستحاضة العمل بالعبادات کما اوجب الله علیها العمل علی طبق سائر المکلفین عند انقطاع دمها.

(کلام السید فی العروة ) و يستمر حدثها ما دام في الباطن باقيا. [3]

و قد مرّ الکلام فیه آنفاً.

(کلام السید فی العروة ) بل الأحوط إجراء أحكامها- إن خرج من العرق المسمى بالعاذل إلى فضاء الفرج و إن لم يخرج إلى خارجه.[4]

و قد مرّ فی باب الحیض – و کذا آنفاً- ان علامة تحقق دم الحیض هو خروجه الی الخارج و لکن بقائه یکون ببقاء الدم فی الباطن و الامر کذلک فی باب الاستحاضة بان الاستحاضة تحتاج الی علامة - للمستحاضة و ان ذهب بعض الی ان علامتها هو ادخال القطنة فی الباطن و تلطخها بالدم - و هو خروج الدم الی الخارج و هذا الامر یکون علامة فی الاحداث لا فی البقاء و لکن الاحتیاط حسن فی کل حال کما ذهب الیه السید فمن اراد الاحتیاط لزم علیها الجمع بین احکام المستحاضة و الطاهرة کما سیأتی ان شاء الله ما هو اللازم مراعاته للمستحاضة.

(کلام السید فی العروة ) و هو في الأغلب أصفر بارد رقيق يخرج بغير قوة و لذع[5] و حرقة بعكس الحيض.[6]

و قد مرّ بعض العلامات فی باب الحیض و لا بأس بذکر بعض الروایات

منها : صحیحة مُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ دَمَ الِاسْتِحَاضَةِ وَ الْحَيْضِ لَيْسَ يَخْرُجَانِ مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ إِنَّ دَمَ الِاسْتِحَاضَةِ بَارِدٌ وَ إِنَّ دَمَ الْحَيْضِ حَارٌّ .[7]

و منها : حسنة حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ قَالَ دَخَلَتْ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام امْرَأَةٌ فَسَأَلَتْهُ عَنِ الْمَرْأَةِ يَسْتَمِرُّ بِهَا الدَّمُ فَلَا تَدْرِي حَيْضٌ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ قَالَ فَقَالَ لَهَا إِنَّ دَمَ الْحَيْضِ حَارٌّ عَبِيطٌ أَسْوَدُ لَهُ دَفْعٌ وَ حَرَارَةٌ وَ دَمُ الِاسْتِحَاضَةِ أَصْفَرُ بَارِدٌ فَإِذَا كَانَ لِلدَّمِ حَرَارَةٌ وَ دَفْعٌ وَ سَوَادٌ فَلْتَدَعِ الصَّلَاةَ قَالَ فَخَرَجَتْ وَ هِيَ تَقُولُ وَ اللَّهِ أَنْ لَوْ كَانَ امْرَأَةً مَا زَادَ عَلَى هَذَا .[8]

و منها : معتبرة إِسْحَاقَ بْنِ جریر حیث ورد فیها . . . دَمُ الْحَيْضِ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ هُوَ دَمٌ حَارٌّ تَجِدُ لَهُ حُرْقَةً وَ دَمُ الِاسْتِحَاضَةِ دَمٌ فَاسِدٌ بَارِدٌ .[9]