< قائمة الدروس

بحث الأصول

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

35/05/16

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: بقية الكلام في السيرة

* ثم إنه من الطبيعي أنه قد يحصل تشكيك في بعض سيرتهم، أو يحصل تغيّرٌ فيها، نعطي على هذا خمسة أمثلة فقط تقدم بيان الثلاثة الأول، والآن نذكر المثال الرابع .
المثال الرابع : كانت السيرة جاريةً في عصر المعصومين عليهم السلام على طهارة الإنسان، بما فيهم الكافر ـ كالمكّي من عبدة الأوثان ـ وكافّة العبيد والإماء الذي كانوا يُجلَبون من كافّة العالم القديم، من كافّة الملل والنحل، وكانوا يؤاكلونهم جميعاً، ورغم ذلك لم يرد في نجاستهم روايةٌ واحدة أصلاً إلى زمان الإمام الصادق عليه السلام، وكانت السيرة على هذا، إلى أن صدر قول الإمام الصادق عليه السلام : " وإيّاك أن تغتسل من غسالة الحمّام، ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل البيت وهو شرّهم، فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب، وإن الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه "[1] وفي نسخة اُخرى (.. وإنّ الناصب أهون على الله من الكلب).
المهم هو أنّ السيرة سابقاً كانت على اعتبارهم طاهرين، خاصةً الكتابيين، فإنك تلاحظ في الروايات جواز نكاح الكتابيّة متعةً أو مطلقاً، فإنها على كثرتها واشتهارها وعمل الأصحاب بها لم تتعرّض للتنبيه على نجاستها مع كون الملامسات برطوبة محل ابتلاء جداً ورغم ذلك لم ينبّهنا أئمتنا (عليهم السلام) على لزوم توقّيهنّ .

5 ً ـ كانت السيرة سابقاً على اعتداد المتمتَّع بها مقدار حيضة واحدة، تلاحظ ذلك في الروايات، ثم تغيّرت إلى الإحتياط بالحيضتين .
* ما نريد أن نقوله في هذه الأمثلة هو إمكان تغيّر السيرة القديمة طبقاً لبعض الفتاوى .
* وعادةً ما نعرف السيرةَ في عصر المعصومين (عليهم السلام) من خلال إجماع الطبقة الاُولى من فقهائنا المتاخم عصرُهم لعصر المعصومين (عليهم السلام) وتبتدئ من علي بن بابويه القمّي وولده الشيخ الصدوق والشيخ الكليني وابن أبي عقيل العماني وابن الجنيد الإسكافي والشيخ المفيد والسيد المرتضى وتنتهي بالشيخ الطوسي رحمهم الله جميعاً، وقد نعرف سيرتهم من خلال روايات الرواة أيضاً، وقد نعرفها من خلال النقولات التاريخية .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo