< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

36/08/08

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : أقسام نذر الوضوء

مسألة 2 : أقسام نذر الوضوء :
أحدها : أن ينذر الوضوءَ للكونِ على الطهارة .
الثاني : أن ينذر أن يأتي بالعمل الكذائي مع الوضوء، كأن ينذر أن يقرأ القرآن مع الوضوء فحينئذ يجب عليه الوضوء والقراءة .
الثالث : أن ينذر أن لا يقرأ القرآن إلاّ عن وضوء، وهذا النذرُ مغايرٌ للقسم الثاني السالف الذكر، فحينئذ إذا أراد أن يقرأ القرآنَ فإنه يجب عليه أن يتوضأ، ولكن هذا النذر قد يمنعه من قراءة القرآن في كثير من الحالات، ولذلك هو غيرُ راجح، لأنه في الحقيقة هو مانع من قراءة القرآن في بعض الحالات، ولذلك يكون هذا النذر باطلاً لكونه غيرَ راجح، خاصّةً إذا كان يشعر في بعض الأحيان بالكسل ولم يكن عنده همّة على الوضوء . وعلى فرض الشكّ في رجحان هذا النذر فلا شكّ في جريان البراءة من هذا النذر .
الرابع : أن يَنذر أن يأتيَ بعملٍ يُشترَطُ في صحته الوضوءُ كالصلاة379 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
379 لا شكّ في رجحان الأقسام الأربعة السالفة الذكر فوجه الرجحان واضح .
وأمّا القسم الرابع فرغم صحّته، إلاّ أنّ هذا النذر لم يتعلّق بالوضوء مباشرةً، لكنه تعلّق بأمْرٍ يُشترَطُ فيه الوضوءُ، كالصلاة . على كلّ، لا شكّ في راجحيّة هذا النذر، فيصحّ .
ويصعب أن يتوضّأ المتديّن إلاّ لغاية راجحة، كالكون على الطهارة، فهو يعلم أنّ الله تعالى ( يحبّ المتطهّرين )[1] وأنّ ( الوضوء على الوضوء نور على نور)[2]، وروى الحسن بن محمد الديلمي في (إرشاد القلوب) قال قال النبي صلى الله عليه وآله : يقول الله تعالى ( من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني)[3] وغيرها من الروايات، وهي منصرفةٌ متشرّعياً إلى نيّة الكون على الطهارة، وذلك لأنّ غاية الوضوء شرعاً ومتشرّعياً هو الكون على الطهارة، والمتشرّعُ يَعرف أنّ الكون على وضوء محبوب شرعاً .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo