الموضوع: تتمة الكلام في مخالفة السيد الخوئي لأستاذه الميرزا

كنا في نهاية البحث السابق بصدد استعراض ما افاده المحقق النائيني بحسب تقرير فوائد الاصول وبحسب ما انتهى اليه في الليلة الثالثة كما يعبّر صاحب الكتاب في انكاره على الشيخ الكبير كاشف الغطاء تخريج فرع الجهر والاخفات على اساس الترتب ولا يهمني فعلا البحث الفقهي او حتى التخريج الصغروي لقصة الجهر والاخفات، احنا جرينا البحث الى نقطة كبروية وهي ان التنافي الدائمي هل يتعقل معه الترتب ام لا الترتب المصطلح يعني، في ترتب غير مصطلح بالمعنى اللغوي العام يطلق مش محل بحثنا هذا، ام ان التنافي اذا كان دائميا فانه ينتهي حتما الى التعارض، واتضح من البحث السابق والذي قبله ان المحقق النائيني اطلق في اجود التغييرات بان التنافي حيث يكون دائميا فهو التعارض وفي المقابل السيد الخوئي رفض هذا المعنى قال التنافي سواء كان احيانيا او دائميا لا فرق فيه في انه على تقدير القول بامكان الترتب ووقوعه لا فرق في تعقل الترتب وتصويره بين النحوين من انحاء المنافاة، انا قلت واكرر الان سيد الخوئي عندما يقول هذا الكلام لا يقوله اعتباطا يا اخوان سواء قابلناها منه ام لم نقبله، قلت في تقرير فوائد الاصول يضيء التقريرعلى فائدة اضافية قد لا يكون نظر اليها السيد الخوئي او تنبه لها من كلام استاذه في اجود التقريرات لذلك احتجت الى استعراض ما افاده في الفوائد، صحيح انه انطلق هو من قضية الشيخ جعفر كاشف الغطاء لكن افاد بأنّ التعارض بين او الجهر في موضع الاخفاء او العكس او الاتمام في موضع القصر حيث يكون التعارض فيه دائميا شو يعني تعارض دائمي يا اخوان؟ هل يتعقل تعارض دائمي من دون منافاة بين مدلولي الخطابين انتبهوا لها النكتة ام لا يتصور ذلك؟ في شي واضح يا اخوان وهو ان الانسان يستطيع ان يصلي صلاة جهرية ويرجع يصلي بعدها صلاة اخفاتية صحيح او لا، في يصلي الانسان صلاة جهرية وصلاة خفاتية وبالصلاة الوحدة ايضا فيه يقرأ جهرا ثم يعيد القراءة اخفاتا، التعارض والتنافي يا اخواني وهيدي لازمننتبهلا اما يكون تنافي ذاتي اي التضاد حقيقة او التناقض لا اشكال ولا ريب في ان هذا خارج عن محل البحث السيد الخوئي لما بقول بتعقل الترتب في التنافي الدائمي ما عم بقول بتعقل الترتب فيما لو كان هناك تنافي ذاتي في الخطاب بنحو التضاد او التناقض بالذات، ولا ينبغي ان ينسب اليه شيء من هذا بل لا ينسب لتلامذته فضلا عنه، مرة اخرى يا اخوان ما في تنافي بالذات ويمكن الجمع بين الاثنين لكن نحن من الخارج نعلم بان هنالك تنافي، من اين نعلم؟ نعلم من الشارع ان هذا مع هذا لا يجتمعان في الشريعة، لا يؤمر بهما معا في الشريعة، الصلاة قصراً مع الصلاة تماما في واقع الشريعة لا يؤمر بهما لصلاة واحدة في يوم واحد، الجمعة والظهر لا يؤمر بهما لان الله لم يوجب ظهر الجمعة الا صلاة واحدة، معلومة خارجية هي التي سببت التنافي والتنافي الدائمي والتكاذب بين الخطابين الذين لا يوجد بينهما تكاذب في حد نفسيهما لولا هذا العامل الاضافي الخارجي هادا اللي بسموه التعارضبالعرض، هذا ايضا لا اشكال ولا ريب في انه من التعارض وليس من التزاحم وحتما انتبهوا لي حتما السيد الخوئي لا يقول بان هذا من التزاحم ولا يتعقل فيه التترتب انتبهوا لي يا اخوان هذا امر مفروغ منه، من هنا وجدت ان تلميذه الوحيد حفظه الله على ما هو المنسوب اليه في تقرير بعض افاضل تلاميذته نسب الى استاذه السيد الخوئي الغفلة عن هذه النكتة هنا، عن نكتة التعارض بالعرض وان الله لم يأمر الا به وأنّ تعبير استاذه المحقق النائيني بالتنافي الدائمي هو الذي اوهمه، بعد يا اخوان اذا كان المتنافيان تنافيا دائميا من الضدين الذين لهما ثالث فهنا ينفتح البحث عند السيد الخوئي للقول بانني اتعقل الترتب هنا،أما حيث يكونان من الظدين الذين لا ثالث لهما فان السيد الخوئي يقول بعدم تعقل التراتب سواء كان التنافي دائمي او ما كان دائميا ديروا بالكم لنكتة خارجية وهي التي اشرنا اليها قبل يومين وهي ان ترك احدهما يعني التلبس بالاخر في الضدين الذي لا ثالث لهما فكيف يؤمر به، وتحقق موضوعي يعني تحقق في الخارج فكيف يؤمر به فلم نتعقل الامر الترتبي في طوله في الضدين اللذان ليس لهما ثالث، طيب انتبهتوا يا اخوان اذا اين يقول السيد الخوئي في حالات التنافي الدائمي بتعقل التترتب رح يجي ان شاء الله انا بدي اقطع الخطاب هون لكمل كلمة اول شي او بكمل يلا انتبهوا اخوان السيد الخوئي يقول بانه في الضدين اللذين لهما ثالث حيث ان انتفاء احدهما لا يساوق وقوع الاخر وبمثالنا انا ما عم بحكي بالمثال فعلا بس لاستيعاب الفكرة الكبروية بدي جيب المثال في جهر بالقراءة وفي اخفات بالقراءة وفي سالبة من بانتفاء الموضوع لا قراءة فلا جهر ولا اخفات في ثالث، وحيث انه يوجد ثالث فانا اقول السيد الخوئي بتعقل في التنافي سواء كان دائمي او غير دائمي، بقول السيد الخوئي يا جماعة الخير تعالوا معي شو كان محذور الترتب اساسا في اصلعرينه شو كان،؟ كان محذور الايمان بالترتب هو ان الانسان اذا تركهما معا يصبحان فعليين معا واذا ترك الاهم وتلبس بالمهم يبقى الاهم فعلي مع فعلية المهم مش هذا كان المحذور، واصل الحاجة للترتب ليش كانت؟ لضيق قدرة المكلف لضيق قدرة المكلف عن الاتيان بهما، وافترضنا ان الدليلين دالان على وجود الملاكين والموضوعين والخطابين، طب هذه الحيثيات كما اتعقّل وجودها في التنافي الاتفاقي الناشئ من ضيق القدرة لا من قصور للملاك ولا الخطاب واستحالة التكليف بغير مقدور اتعقلها في التنافي الدائمي ايضاً، فحيث وجد خطابان كل واحد منهما حاوٍ لملاكه وتحقق موضوعه فصار الخطاب فعليا وضاقت القدرة عن امتثالهما معا ننتهي حينئذ الى الترتب، فما تقولونه في التنافي الاتفاقي نقوله في التنافي الدائمي ما دام قد احرز وجود الملاكين والارادتين بلا فرق في البين، نعم هذا المعنى لا نتعقله في الضدين اللذين ليس لهما ثالث لا في التنافي الاتفاقي ولا في التنافي الدائمي ما في فرق، اما حيث يكون هناك ثالث وكل منهما فيه الملاك طيب يقول السيد الخوئي ان قلتم لي هذا كله مش موجود بالتعليقة موجود بالمحاضرات ان قلتم لي بانه في التنافي الاتفاقي توجد افراد كثيرة لكل من التكليفين لا تضيق فيها القدرة، يكون الخطاب فيها انتبهوا لي يا اخوان يكون فيها كاشفا عن وجود الملاك، ففي حالة ضيق القدرة اذا صوّرنا خطابا معقولاً فهذا يعني لامانعية بقاء الملاك والخطاب، لكن سيدنا بعدني عم قول ان قلتم لي هو عم بقول اذا التنافي دائمي بين الخطابين فهذا يعني عدم امكانية امتثالهما معا في اي برهة من البرهات في اي زمن من الازمنة في اي حصة من الحصص ما في حصة غير متنافيين فيها فمن اين لنا ان نكتشف الملاك؟ حتى يصبح المورد من موارد من موارد ماذا؟ حتى يصبح المورد من موارد التزاحم، يقول السيد الخوئي احسنتم هذا كلام صحيح ولذا انا اقول هناك ترتب في عالم الفعلية انتبهوا هو اللي بيسميه شيخنا النائيني الترتب والتزاحم، وهناك ترتب في عالم الجعل الله الله! في عالم الجعل مش في عالم الفعلية، الشيخ حسين الحلي رحمة الله عليه هادا بسميه الترتب الامري وهداك بسميه الترتب المأموري بقول اللي راجع الى الفعلية والمتعلقات الترتب المأموري هذا الترتب الشارعي الآمري يعني الشارعي طيب سيدنا بعدنا ما انتهينا شو بدك تقلنا؟ بده يقول ايه صحيح اشكالكم وارد، لكن هذا الاشكال مش كما تتوهمون كيف سيدنا؟ في انه حتما يصبح الامر من التعارض لا الامر ليس كذلك، بتذكروا يا اخواني كررنا مطلب كرره المحقق والسيد الخوئي من الذين يكررونه كثيرا بان نفس تعقل الترتب كافي للقول به ما بده دليل خاص لان القيد اصل الخطابين المطلقين موجودان، القيد اللبي اذا تعقلناه ينتج تلقائيا ماذا؟ ينتج تلقائيا هذا التقييد في احدهما فيبقى الخطاب على انسيابيته ما بدنا دليل خاص، بقول السيد لاا هون انا برفع العشرة انا اتعقل الترتب في التنافي الدائمي لكن بسبب التنافي الدائمي وما بيّن شو السبب انا بينتلكم انه ما في حصص افتراق حتى يكون الخطاب فيها فعلي، في التنافي الدائمي لا يكفي الخطاب لنكتشف وجود الملاكاي خير شو سويت يعني يا سيدنا اذا ما بيكفي الخطاب صار تعارض؟ بيقول لا تستعجلوا علي انا اقول في هذا المورد انتبهوا لي في هذا المورد لابد من وجود الدليل الخاص الذي يدل على وجود الملاك فيهما معاً ولو في حالة خاصة، اذا ما في خطاب يدل على وجود الملاك فيهما معا صريح كلامه يقول بل انني اقول يوجد فرق اخر ايضا بين الترتب في عالم الجعل والترتب في عالم الفعلية وهذا الاخر هو انّ الترتب في عالم الجعل ما اله علاقة بعالم الفعلية، لذلك لابد وان نفرض في الترتب في عالم الجعل الجهل بالحكم الشرعي او النسيان يعني والغفلة الجهل الفعلي يعني الذي جعل موضوعا للامر الترتبي ليش هذا سيدنا؟ يقول اذا لم يؤخذ، كنا نقول هناك العصيان كنا نقول العزم على العصيان، هنا الحكم المفروض غير واصل لاحدهما في التنافيالدائميفنتعقل الاخر،اسا انا هذه الشرطية ما تعقلتها كتير مش مهمة مش هي الارتكاز فسلّم السيد الخوئي بانني انا اتعقل وجود ترتب في حالات التنافي الدائمي حيث لا يكون انتبهوا لي حيث لا يكون التنافي بين العنوانين تنافيا ذاتيا على نحو التضاد او التناقض، وحيث يوجد دليل يدل على وجود الملاك في تلك الحالة التي يؤمر بها ونفس الامر يكون دليلا على تلك الحالة، وعلى هذا الاساس هذا من الترتب وحينئذ اقول لكم الحق مع الشيخ كاشف الغطاء، وللشيخ كاشف الغطاء ان يقول باني لدي الدليل على الترتب وهي الروايات التي صححت قالت من جهل القصر صح التمام منه ظاهرة في انه مأمور بالتمام، ومن غفل او ذهل او جهل الجهر في موضع الاخفاء او الاخفات في موضع الجهر فجهر معاكسا فصلاته صحيحة للشيخكاشف الغطاء ان يقول هذا الدليل الاثباتي دال على ذلك، شوفوا يا اخوان من يتحدث عن التعارض يتحدث عن التعارض على طبق القاعدة حيث يوجد ادلة خاصة يا اخوان تنفي التعارض حيث يمكن نفي التعارض فنحن هو الادلة الخاصة، فانت يا سيدنا بعد هذا الجهد العظيم والطول الطويل لم تأتينا بجديد بصراحة، شو يعني لم يأتينا بجديد؟ يعني الشيخ النائيني عم يتكلم عن التنافي الدائمي بين خطابين، وعم يتكلم عن تنافي نعلم بالعرض وجود للتنافي بسبب هذا العلم الخارجي والا بينهما لا يوجد تنافي، بالله عليكم بين صل صلاة الظهر جهرا يوم الجمعة وصل صلاة الظهر اخفاتا يوم الجمعة في تنافي بين الخطابين؟ وين التنافي مثبتان متل الشطار بنصلي اولا صلاة جهرية وبنرجع نصلي بعدها صلاة اخفاتية خير ان شاء الله لولا اننا من الخارج نعلم ان الله بالضرورة ان الله لم يوجب في ظهر الجمعة صلاتي ظهرين وانه لم يجب الا صلاة واحدة فلا يوجد اي تنافي فالتنافي الدائمي هو نتاج هذا فاذا كان التنافى الدائمي هو نتاج هذا اي علم بالعرض فنعلم بصدق احدهما وكذب الاخر لان الله اما امر بالجهرية واما امر بالاخفاتية لما هو مش قادر الا صلاة واحدة، واذا علمنا ذلك فاذا صلى الانسان جهرية مكان الاخفاتية واخفاتية مكان الجهرية شو بتكون هذه الصلاة؟ بتكون مأمور بها بالفعل امر حقيقي واقعي كيف ذلك؟ كيف مع كون الخطاب كاذب؟ كيف يكون يحمل على الامر بها؟ ثم لو سلمنا يا سيدنا نقول الشيخ النائينيي يتكلم عن مقتضى القاعدة وانت تتكلم عن مقتضى الدليل الخاص هذا تنزل اقوله، مين قال لك انه الشيخ النائينيي على تقدير تعقل وجود دليل خاص؟ ما بيقبل اخواني التعارض بين دليلين تكاذب التكاذب بسبب الخطابين اللي هو التنافي الذاتي تضاد او تناقض، واما بسبب علم من الخارج بكذب احدهما، طب اذا علم من الخارج بكذب احدهما انتهت القضية، اما اذا التنافي تنافي دائمي خارج عن اطار التعارض بالكلية وتعقلنا تنافي دائمي خارج عن اطار التعارض ولا نتعقل حينئذ يأتي كلام السيد الخوئي، لكن بجميع الحالات اذا تعقلنا تنافي دائمي وما رجع للتكاذب بالذات ولا للتكاذب بالعرض فانت تعترف سيدنا انه على مقتضى القاعدة بكون من التعارض وما بكون من التزاحم، وحتى يصير من الترتب والتزاحم بدنا دليل خاص، فاذا تعقلناه ووجد الدليل الخاص فرفع التكاذب هذا بصير من قبيل شو ؟ انتبهوا يا اخوان هذا بصير من قبيل انقلاب النسبة تقريبا رفع التناقض بينهما من قبيله نعم ما عم قول بالدقة فحينئذ ينتفي الاشكال هذا تمام الكلام الى هنا و توجد تتمة ان شاء الله اذا نحصص البحث بعد.