< قائمة الدروس

الأستاذ الشیخ حسان سویدان

بحث الفقه

45/11/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: هل حِجر اسماعيل جزء من بنية الكعبة ام انه خارج عن بنيتها


انهينا الحديث عن اصل ان القبلة هي الكعبة المشرفة وفضائها الى عنان السماء، وذكرت ان هنا مطلبا اطال فيه البعض فهو ليس مطلبا فقهيا في الحقيقة لا بأس بمطالعته ومراجعته لكنني وجدتُّ مطلباً للسيد الخوئي أعلى الله مقامه تفرّد به ايضا هنا وهو ان مفهوم الاستقبال وظاهره انه المفهوم العرفي للاستقبال يتحقق بمجرد استقبالك ومواجهتك لشيء ولو كنت فوقه بمسافة شاهقة، يعني لنفترض انه بُني بناء عملاق بجانب الكعبة كما هو الحال في بعض الابنية في ايامنا ووقف الانسان في الطابق المئة مثلا على مسافة مئات الامتار اعلى من الكعبة لكن لجهة الكعبة فانه يصدق انه مستقبل عين الكعبة ولو كان قريبا منها كجبل ابي قبيس الذي كان قريبا جدا ومرتفع اذ يصدق انه مستقبل بمقاديم بدنه الكعبة فلا يشترط المسامتة لكي يكون مستقبلا للكعبة فيصدق الاستقبال مع كونه فوق مهما علا هذا الفوق الا ان هذا الكلام لا هو بيّنٌ عرفا والا هو مبيَّن يا اخوان، صحيح اذا اخذ الاستقبال مقابل استدبار لكن لا اشكال ولا ريب في انه يوجد فرقٌ بين كونه اعلى بشكل حادّ وهو قريب من الكعبة، وبين كونه بعيدا عنها والارض محدَّبة نتيجة كونها بيضاوية هناك عرفا يصدق الاستقبال للبعيد وان علا وان سقل لكن للقريب ليس الامر بهذه المثابة من العرفية او الوضوح، ونفس الروايات اللي قالت بانه لا بأس بالاستقبال او لا بأس بالصلاة على ابي قبيس عللت بان القبلة مش بانه مستقبل لعين الكعبة عللت بانها من تخوم الارض الى عنان السماء او انها الى عنان السماء فقط فهذا المطلب مش واضح ومش مسلم، وواضح الفرق عندي عرفاً بين شخص بعيد وفي انحدار غير محسوس غير ملموس بحيث ان اهل الارض لولا العلم يرون الارض مسطحة لا يرونها بيضاوية مسطحة وفيها جبال ووديان، النظرة العرفية انها مسطحة لذلك يصدق الان الواقف هنا الى هذا الاتجاه انه مستقبل الكعبة لكن القريب منها الذي يعلوها بمئات الامتار كيف يصدق انه مستقبل الكعبة هذا مستقبل للفضاء الذي فوق الكعبة فالمقايسة ليست في محلها عرفا انصافا وبشكل واضح هذه التتمة فقط.

ننتقل للمطلب الجديد وهو قول الماتن اعلى الله مقامه الشريف ولا يدخل فيه الهاء لوين راجعة؟ راجعة الى البيت شرفه الله تعالى شيء من حِجر اسماعيل وان وجب ادخاله في الطواف، هناك بحث في ان حِجر اسماعيل هل هو جزء من بنية الكعبة ام انه خارج عن بنيتها؟ اذ لا اشكال ولا ريب كتابا وسنة ان الروايات جعلت البيت هو القبلة جعلت الكعبة هو القيام، البيت الحرام هالعناوين الواردة في الايات والروايات وهي ظاهرة جدا بل واضحة في ان عين الكعبة هي القبلة هل الحجر جزء من الكعبة؟ وخرج عن بنيانها مؤخرا قبل بعثة النبي او ولادته بعشر سنوات او انه من توابع البيت وهو جزء من البيت ولو كان البنيان هكذا ام انه خارج عن البيت؟ هذه البلبلة في الاصل موجودة عند العامة والمراجع لكلماتهم يلاحظها بوضوح وموجودة ايضا عند بعض الحكّام من ابن الزبير ومن سبقه ومن لحقه اذ اختلفوا في هذا الامر، وهذا المقدار من الاختلاف قابل للاستيعاب فانهم اختلفوا فيما هو اهم واوضح من هذا بكثير، انما الذي يثير الاستغراب لدينا هو ما أثاره العلّامة أعلى الله مقامه شريف في النهاية والتذكرة والاغرب من ذلك تبعية الشهيد في الذكرى واغلب الظن انه تأثرا بالعلامة لانه ابن مدرسته الى اثارة هذا الخلاف في وسط الطائفة المحقة، وحق الكلام قبل ان نتعرض لكلامهما حق الكلام ان يقال بان مرجعنا بعد اتضاح ان الكعبة هي القبلة في اثبات او نفي هذا الامر بعد الخلاف القائم تأريخيا تبعا لاختلاف القوم وحكامهم هو ما نطق به ائمتنا صلوات الله وسلامه عليهم فانه الفيصل والمرجح كما لا يخفى، والمراجع للروايات عندنا لا يجد اي مساحة للخلاف في هذا الامر بل انها ناطقة صحاحا ومعتبرات فضلا عن غيرها بان الحِجر ليس من الكعبة ولا في جزء منه فان الروايات صريحة في هذا المجال منها الروايات الواردة في الباب الرابع والخمسين من ابواب احكام المساجد في الجزء الخامس من الوسائل من كتاب الصلاة حيث يروي الشيخ الطوسي في التهذيب باسناده عن محمد بن الحسين وهو ابن ابي الخطاب وسنده اليه صحيح عن الحسن بن علي اي ابن زياد الوشاء عن يونس بن يعقوب وهو ثقة بلا اشكال قال قلت لابي عبدالله عليه السلام اني كنت اصلي في الحجر فقال لي رجل لا تصلي المكتوبة في هذا الموضع فانّ في الحجر من البيت، خير ان شاء الله يكون من البيت يعني عم نصلي داخل البيت، لكن مع ذلك الامام عليه السلام ماذا قال؟ فقال كذبا صل فيه حيث شئت، محل الشاهد كلمة كذباً لو قال الامام فقط صل فيه حيث شاءت ما كان نفى ان فيه من البيت، لكنه يثبت حينئذ انه تجوز الصلاة في جزء من البيت خير ان شاء الله ما دام مستقبل بقية اجزاء البيت، لكن عندما قال كذباً يعني ليس فيه شيء من البيت واضح لان ذاك زعم ان فيه من البيت، الرواية الثانية ايضا الشيخ الطوسي باسناده عن محمد بن الحسين عن الحسن بن علي بن فضال وعبدالله الحجال يعني عبدالله بن محمد الاسد الحجال المعروف معروف يعني كان صنعته جميعا عن ثعلبة بن ميمون الفقيه المعروف عن زرارة وهي موثقة زرارة التي لا تقصر عن الصحيحة باعتبار ان الحسن بن علي بن فضال من اجلاء الرواة عن ابي الله عليه السلام قال سألته عن الحجر هل فيه شيء من البيت؟ فقال لا ولا قلامة ظفر، جيد ورواية اخرى مو مهمة، من الروايات الواضحة في هذا المعنى ايضا من كتاب الحج في المجلد الثالث عشر الباب الثلاثون من ابواب الطواف محمد بن يعقوب الرواية الاولى عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن معاوية بن عمار واضحة الرواية صحيحة بلا اشكال قال سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الحجر أمِن البيت هو او فيه شيء من البيت؟ فقال لا ولا قلامة ظفر، قد تكون نفس الرواية السابقة والله العالم بسند آخر ولكن فيها تتمة، ولكن اسماعيل دفن امه فيه فكره ايوب يوطأ القبر يعني فجعل عليه حجرا وفيه قبور انبياء بعض الروايات قالت قبر اسماعيل لاحقا ايضا هناك، الرواية الثانية ايضا عنه عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن النعمان عن سيف بن عميرة عن ابي بكر الحضرمي، ما في في السند من يتوقف فيه الا ابو بكر الحضرمي السيد الخوئي وثقه لكونه من رجال التفسير القمي ورجال كامل الزيارات والبحث مبنائي نحن نوثقه على مبنانا لان ابن ابي عمير والبزنطي يرويان عنه بسند صحيح عن ابي عبدالله عليه السلام قال ان اسماعيل دفن امه في الحجر وحجر عليها لان لا يوطأ قبر أم اسماعيل في الحجر، ورواه الصدوق ايضا باسناد معتبر واضح بلا اشكال بس فيه نفس الكلام في ابو بكر الحضرمي يعني بقية السند فيها شيء من الاختلاف، بعد ذلك يا اخواني في رواية ثالثة غير نقية السند الرابعة فيها كلام، الخامسة مرسلة، في بعضها فيه قبور انبياء في بعضها فيه قبر اسماعيل ايضا الى ان نصل الرواية العاشرة لانها معتبرة يرويها ابن ادريس في خاتمة السرائر في المستطرفات نقلا من كتاب نوادر احمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي والسند واضح باعتبار ان ابن ادريس موصول الاسانيد الى جده الشيخ الطوسي ومنه الى احمد بن محمد والسند صحيح بلا اشكال، ابن ادريس مش متأخر جدا حتى نلغي الاسانيد المهم نعم السيد الخوئي ما تنبه رضوان الله تعالى عليه للاجازات التي هي واضحة اصلا كيف بيصحح طرق هذه ذكرتها غير مرة ما في داعي نضل نكررها كيف بصحح طرق لمتأخرين مروا عبر ابن ادريس وطرف ابن اديس ما بصححها عجيبة على كل حال، عن الحلبي يروي البيزنطي عن ابي عبدالله عليه السلام معتبرة قال سألته عن الحجر قال انكم تسمونه الحطيم اسا هو الحطيم المعروف هو الركن اللي بجانب الحجر الاسود لكن قد يكون يطلقون عليه الحطيم هناك باعتبار اللي عم بطوفوا حول البيت تضيق عليهم الامور عند الحجر قد يكون يطلق عليه الحطيم وان الناس تحطم بعضها يعني بس الحطيم المشهور والمعروف هو ركن الحجر الاسود، مو مهم وانما كان لغنم اسماعيل يعني هالمطرحة المحجّرة متل حظيرة كانت لغنم اسماعيل، وانما دفن فيه امه وكره ان يوطأ قبرها فحجر عليه وفيه قبور انبياء، في بعض الروايات انه دفن في الحجر مما يلي الركن الثالث عذارى بنات اسماعيل دفنت هناك ايا يكن، المهم الروايات واضحة وصريحة طبعا في عدة روايات اخرى ما حبيت اقرأ كل الروايات واكثرها البقية غير نقية السند فانا اقتصرت على عدة روايات نقية السند لا اشكال ولا ريب في ان الروايات صريحة وواضحة في ان الحجر برمته خارج عن البيت، اثار البعض معلومة تاريخية انه ما خطَّه ابراهيم عليه وعلى نبينا واله افضل الصلاة والسلام كان ثلاثين ذراعا والموجود من البيت الان خمسة وعشرون ذراع فبكون اوسع وحاول البعض يقول الشاذروان دليل على ذلك باعتبار انه الشاذروان هيدي اطراف الكعبة لمن شرف بزيارتها فيها المسطحات اللي في طرفي الكعبة من جهتين منها المهم لكن الشاذروان ما بصير خمسة اذرع يا اخوان قطعا أنجأ يصير ذراع ذراع وشيء بسيط وعلى الاغلب الشاذروان هو نوع من سندة لاساس الكعبة والله العالم المهم هالمعلومات مو معلومات قطعية بينما هذه النصوص نصوص محكمة واضحة بانه لا يوجد شيء في الحجر من الكعبة المشرفة وهذا صريح بلا اشكال ولا ريب، ولما اجد في مروياتنا الامامية اي رواية تخالف هذه الروايات، وعلى هذا فالمطلب واضح وضوح الشمس في رائعة النهار ومع ذلك وجدنا الشيخ العلّامة اعلى الله مقامه الشريف في النهاية وكذا في تذكرته وكذا الشهيد في الذكرى قد صُرّح في هذه الكتب الثلاثة بكون الحجر من البيت فيجوز استقباله والغريب في الامر انّ العلامة والشهيد قد نسبا ذلك الى الاصحاب حيث قال العلّامة يجوز استقباله اي الحجر لانه عندنا عندنا وهذه عبارة التذكرة يعني عند الشيعة من الكعبة واما في الذكرى وبدي اقرأ لكم نص عبارة الذكرى لانها اكمل العبارتين او العبائر هنا قال ما نصه: ظاهر كلام الاصحاب ان الحجر من الكعبة باسره وقد دل عليه النقل وانه كان منها في زمن ابراهيم واسماعيل على نبينا واله وعليهما السلام الى ان بنت قريش الكعبة فأعوزتهم الالات فاختصروها بحذفه - بحذف مقام اسماعيل - وكان ذلك في عهد النبي صلى الله عليه واله - اسه هو قبل النبي حسب المعلومة التاريخية بعشر سنوات - ونقل عنه صلى الله عليه واله الاهتمام بادخاله في بناء الكعبة وبذلك احتج ابن الزبير حيث ادخله فيها - في زمن فتنته - ثم اخرجه الحجاج بعده ورده الى مكانه ولان الطواف يجب خارجه، وللعامة خلاف - يعني نحن متفقين كأنه يقول الشهيد - وللعامة خلاف في كونه من الكعبة باجمعه او بعضه او ليس منها - يعني اطلاقا اقوال كله كله لا بعض - وفي الطواف خارجة وبعض الاصحاب - ايضا مختلفين في الطواف - له فيه كلام ايضا - اذا مش متفقين الاصحاب جيد - مع اجماعنا على وجوب ادخاله في الطواف، وانما الفائدة في جواز استقباله في الصلاة بمجرده - بحيث اذا واقف جنب الكعبة استقبل الحجر وما استقبل من الكعبة شيء - فعلى القطع بانه من الكعبة يصح وان لم تنع لانه عدول عن اليقين الى الظن - يعني بده الواحد يقطع بانه من الكعبة يقول، اسا مالنا شغل كلامه الاخير جيد جيد كبرويا جيد اذا ما قطعنا بان شيء من الكعبة لا يجوز لنا استقباله وهذا دليل على انه يرى ان عين الكعبة هي القبلة لكن النسبة الى الاصحاب والنقل لا ادري يا اخوان من اين جاء هذا؟ اما بالنسبة للاصحاب فان كثيرا من المتقدمين على ما رأيت عبائرهم خالية عن الحجر ذكروا الكعبة ولم يذكروا الحجر فكيف نسب الى الاصحاب واغرب الظن عندي ان الشيخ الشهيد اغتر بعبائر العلامة ولم يراجع كتب الاصحاب والله العليم والعلامة قال عندنا جيد اغلب الظن، اما ما نقله من النقل وقد دل عليه النقل فليس في كتبنا شيء من هذا النقل فمن اين جاء هذا النقل؟ وما قيمة هذا النقل؟ لا ندري ولا نعتمد على نقل لا نعرف مصدره ومورده نعم عند غيرنا موجود لكن لا قيمة لما عند غيرنا بعد ان لم يصح بوجه على اصولنا كيف عندنا ما يخالفه مما اتفقت عليه الروايات، واما ما ذكر من المعلومات التأريخية فان افعال ابن الزبير والحجاج وغيرهم لا تساوي قلامة الظلف مش ظفر في ميزان الحق يعني قلامة ظلف حيوان جيد، وعلى هذا الاساس هذا ما لا قيمة له اصلا والغريب يعني الشهيد على عظمته انصافا وفقاهته ودقته فضلا عن العلامة طبعا انهما ذهبا هذا المذهب اسا انا اغلب الظن عندي ان الشهيد تأثر بالعلامة ومشي لم تحضره كثير من المصادر ربما خصوصا في جبل عامل لم تحضر جميع المصادر عند التأليف والله العالم وانه احتاج ابن الزبير وما احتاج ابن الزبير شو له قيمة، اما قصة لا يوجد عندنا اما قصة اننا اجمعنا على ادخاله في الطواف فما الملازمة بين القبلة والطواف؟ خير ان شاء الله ما الملازمة بين القبلة والطواف؟ شو دخل القبلة بالطواف؟ قد يكون ادخل في المطاف باعتبار ضيق المساحة هناك الناس ما بتستطيع تطوف من داخله، قد يكون لسبب او لاخر قد يكون تكريما لمن دفن من الانبياء حتى لا يكونون موطئا للناس اثناء الطواف لا ندري بس اي اي ملازمة بين الطواف وبين القبلة لا توجد ملازمة، غريب هذا المطلب انصافا هذا ما بيشبه العلامة ولا بيشبه الشهيد لكن جل من لا يسهو (الروايات ضعيفة السند كلها تقول بالخروج ايضا اللي راجعت في الوسائل ومستدرك الوسائل ما موجود ما موجود ومن هنا تعجب منه صاحب المدارك من الشهيد وتعجب منه ايضا السبزواري لا داعي للاطالة بما يستوجب شيئا من الخدش كما هو واضح) ولذلك قال كاشف اللثام الفاضل الهندي: وما حكاه - معلقا على عبارة الذكرى - انما رأيناه في كتب العامة وتخالفه اخبارنا، ثم عقب صاحب الجواهر قلت وهو كذلك، مع انه الجواهر عادة كثير الاعتداد بالشهيد الاول جدا لمن عرف مسلكه الفقهي جيد هذا تمام الكلام في هذا الفرع كما هو واضح وكنت احسبه انه يأخذ وقتا كاملا للدرس يعني لكن نبدأ بسرعة قال ويجب استقبال عينها لا المسجد او الحرم ولو للبعيد، يأتي ان شاء الله.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo