< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

44/07/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: باب الالفاظ، مبحث الأوامر، مقدمة الواجب

الكلام في ان مقدمة الواجب هل هي من المسائل الأصولية او الكلامية او الفقهية او من المبادئ الاحكامية؟ كونها من المسائل الكلامية لانها عقلية فاجابوا عنه ان المبحث في علم الكلام عقلي وليس اعتباريا مولويا وتعبديا وسبق ان ذكرنا ان ما يقوله الاصوليون والفقها من ان علم الكلام عقلي ليس مرادهم عقل البشر بل مرادهم انه نظام عقلي والعمدة بالنظام العقلي الوحياني وليس نظام العقل البشري الداني. نعم، لغة التخاطب عقلية وليست طريق معتبرا بل اللغة عقلية. هذه نكتة مهمة جدا في مبحث علم الكلام ان قوامها بالنظام العقلي طبعا بالعقل الوحياني في الدرجة الأولى وليس المراد من العقلي انه يعتمد على نتاج البشر كالفلسفة فقط.

نعم ينفتح علم الكلام على الفلسفة لا من اجل انها وحي منزل وافق بلا محدود بل من باب ان الفلسفة هي لغة عقلية والغص منها غص والثمين منها ثمين. وكذلك في مبحث العرفان والمعرفة القلبية وهي معرفة يقرها الوحي لكنه ليس المعرفة البشرية والرياضات البشرية بل العمدة هي معرفة الأنبياء والنبوات.

لكن ليس كل عقلي من علم الكلام، جملة من مباحث أصولية عقلية لكنها ليس من علم الكلام. بقينا المسألة الفقهية او المبادئ الاحكامية او المسألة الأصولية.

بالنسبة الى ضابطة المسألة الفقهية ذكر النائيني ضابطة ولم يوافقه السيد الخوئي، بغض النظر عن مسألة مقدمة الواجب ومخالفة السيد الخوئي لذلك وبغض النظر عن صحة هذا المطلب، يكشف هذا المطلب انه قد تكون مسألة شرعية ليست كلامية المقصود من الشرعية يعني الوحيانية لا الاعتبارية. هذه معلومة وحقيقة دينية يجب الالتفات اليه ان الدين قد يتصور انه عالم اعتباري ومولوي وتعبدي والحال ان الدين لا ينحصر بالاعتبار والقانون الاعتباري والمولوية والتعبدية بل القسم المهم من الدين وان لم يبلور بشكل مركز هو العلم التكويني بالمعلومات التكوينية. قسم مهم ودور اول للوحي هو هذا الجانب لا الجانب الاعتباري والمولوي والتعبدي. هذه فلسفة عظيمة في الدين وللأسف لم تبلور ولم تأخذ حقها من البلورة والشرح والبسط. اذا كان القسم الاوفر من الدين من العقائد والعقائد كما يقر علمااء الأصول عقلية وتكوينية فاذا القسم الاوفر من الدين بعد العلم وليس بعد التعبد والمولوية والاعتبار. هذا البحث ليس بهين والشيخ الانصاري يذكر عن تسالم علماء الأصول ان اول اقسام الحجج هو القطع ان حجيته تكوينية وذاتية وعقلية وما شئت فعبر. فبالتالي اذا اول الحجج هو القطع والعلم التكويني والعقلي الوحياني لا البشري فقط. والشيخ الانصاري ينقل عن اغلب علماء الامامية ويخطأ العقل البشري والاقتباص من العقل البشري فقط.

هنا في تنبيهات القطع الشيخ الانصاري في بحث القطع العقلي يعني في العقائد هو ذكر ان الاكتفاء بالعقل البشري كالفلسفة والعرفان في العقائد من دون الالتجاء بالوحي لا يعذر فيه القاطع وقد يخلد في النار. مع ان الشيخ في صدد بحث القطع لا المولوية والتعبد. والنائيني والاعلام الثلاثة وكل الأصوليين بحثوا عن تقسيم الحجج وان حجية القطع ذاتية وليست مولوية وتعبدية. منها البحث في تنبيهات القطع في القطع العقلي في العقائد.

تقسيم الحجج يحتاج الى إعادة بلورة وإعادة التقسيم لانه منطلق العلوم الدينية والمعرفة الدينية ونظرية المعرفة عندما يقال الكتاب والسنة ليس الكتاب والسنة من العلوم النقلية، بل فيه جانب نقلي وفيه جانب وحياني وثبوتي والوحي في الكتاب والسنة العمدة فيه العقل الوحياني والحكمة الوحيانية وليس العقل والحكمة البشرية. يعلمهم الكتاب والحكمة ذلك مما أوحى ربك من الحكمة» حكمة وحيانية لا تصل اليها عقول البشر لكن يدركها عقول البشر وبنفسه لا يدركها. مثل متعلم فيزيا او في أي علم من العلوم التجربية لا يتعلم من نفسه بل يحتاج الى معلم. هكذا العلوم الوحيانية. فالحاجة في الوحي لا تنحصر في التعبد والظن المولوي بل العمدة الكبرى والام لتحصيل العلم الوجداني والتكويني لانه هو المعلم الحقيقي أولا وآخرا.

«عبدتك لا طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك» هذه هي المولوية «بل وجدتك اهلا للعبادة» هذه هي الوجدان والعقل الوحياني. فالعمدة الاوفر الأصل في عبادة الرحمان هي هذه والقاصرين يحتاجون الى التعبد والمولوية. مع ان هذا الجانب من الطمع او الخوف ليس كله اعتبارا وظنا بل القسم الوافر من العقوبات او المثوبات أيضا جانب تكويني. «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم» فحتى العقوبة والمثوبة قسم وافر منها هو العلم التكويني يعني علم تكويني بتعليم عقلي بالعقل الوحياني والا البشر من نفسه لا يمكن له التعلم. وكونه لا يتعلم بنفسه لا يعني ان العلوم تعبدية كما ان علم الفيزيا والتجريبية لا يتعلم البشر من دون التعلم من الجيل السابق. حاجة التعلم من البشر لا يعني التعبدية والمولوية وليس هناك المعلمون في العلوم التجريبية لهم المولوية على المتعلمين بل تحصيل العلم وبالضبط هذا في الوحي بل اعظم. على كل هذا محور عظيم ان الدور الأعظم المهم في الوحي عقل وحياني وعلم تكويني وحياني. العلم شي والنقل إنباء شيء آخر. آدم تعلم الأسماء لكن أنبئهم الأسماء. فاذا هذه لازم ان نلتفت اليه في المسألة لكلامية وهنا في الحقيقة جوهرة كبيرة يبوح بها الاصوليون والفقهاء في المعرفة الدينية ومعرفة الدين. ولا تتعاطى بروايات المعارف والعقائد بذهنية الظني المولوي والتعبدي بل تتعاطى بذهنية اللغة العقلية والخطاب العقلي. وان كان العقل وحيانيا. هذه نكتة مهمة. معنى الحجج والعقل ام الوحي وام الفطرة ام المعرفة و العقل البشري عقل نازل ومتعلم والفطرة البشرية فطرة نازلة ومتعلمة والا هذه الحجج الأربع كلها في الحقيقة عبارة عن حجية العقل لكنه عقل وحياني وحجية الحكمة لكن حكمة وحيانية وليست حكمة بشرية فقط. فاذا هي مراتب العقل الى ان تصل الى العقل الشري والفطرة البشرية فالاصل هو هذا . النقلي جنبة اثباتية هامشية في العلم العقلي الوحياني. وهذه الخارطة يعينها منهجيا علماء الأصول وعلماء الفقه لكل العلوم الدينية. لذلك الانسداديون قالوا هب ما موجود عندنا اعتبار وعندنا ملزمات اكبر من الاعتبار وهي العلم الإجمالي الكبير. أصلا فكرة الانسداد بغض النظر عن صحته او سقمه هي هذه. يعني بحوث الاعلام في اول مقدمة الواجب او اول اجتماع الامر والنهي والمفاهيم هذه البحوث مهيمن على فهرسة ومنهجة علم الأصول. الاعتبار انما هو هامش والعمدة في العلم الوحياني.

ما هي الضابطة للمسألة الفقهية؟ الميرزا النائيني يعطي ضابطة وهذه الضابطة اذكرها لفظا واشرحها تقسيما. الضابطة عند الميرزا النائيني هي ان يكون المحمول في الحكم الفقهي اوليا او ثانويا لكن الموضوع لابد ان يكون ثانويا. مدعى النائيني. فاذا كان أي مسألة شرعية حسب دعوى النائيني واي قاعدة شرعية وجدنا موضوعها ثانويا يطرء، ليست فقهية مع انها شرعي. وان لم تكن كلامية. فلابد في المسألة الفقهية حسب دعوى الميرزا النائيني ان تكون موضوعها عناوين لعنوان واحد لا عناوين متعددة. اما اذا كانت عناوين متعددة فحينئذ ليست مسألة فقهية. والمحمول اعم اولي وثانوي والمتعددو الواحد. والسيد الخوئي لا يقبل الكلام وسنذكر اعتراضات السيد الخوئي على استاذه النائيني.

لنشرح كلام الميرزا النائيني. هذا التقسيم لم يذكره الاصوليون في مورد بحده لكنه موجود مثل تقسيمات الاحكام الشرعية بغض النظر عن الكلامية او الفقهية. طبعا في علم العقائد بحث الاعتبار والعقل صار أسبوعين ذكرنا هناك نكتة انه كونه شرعيا لا ينافي كونه تكوينيا وهذا خطأ صاعدا ن الشرعية والشرع يعني الاعتبار. الشرع كالوحي قسم اوفر منه التكوين وقسم منها الاعتبار سواء اعتبار ثبوتي او اثباتي. هذا بحث لا نغفل تتمة لمعنى الوحي.

فالقاعدة الشرعية او الحكم الشرعي من أي علم من العلوم تكوينيا او اعتباريا القاعدة الشرعية او الحكم الشرعي اما الموضوع والمتعلق اولي والمحمول والحكم أيضا اولي. هذا هو القسم الأول والقسم الثاني الموضوع والمتعلق ثانوي والحكم والمحمول اولي هذا هو القسم الثاني. القسم الثالث ان الموضوع اولي والمحمول ثانوي عكس الثاني والقسم الرابع الموضوع والمتعلق ثانوي والمحمول والحكم أيضا ثانوي عكس الأول. فالاول يقابل الرابع والثاني يقابل الثالث مع ان كل الأقسام الأربعة يقابل الآخر لكن بينهما تقابل شديد.

لندخل في الأمثلة لان الضابطة صناعية وهيمنية والضابطة في نفسها مهمة لكن تطبق هنا او لا بحث آخر. لها تطبيقات صناعية أخرى في زوايا أخرى.

الأولي والاولي مثل اغلب الأبواب الفقهية. «وجوب الصلاة ودلوك الشمس» و«الصلاة واجبة» القضية هنا اعم من قيود الوجوب وقيود الواجب. الدلوك قيود الوجوب والصلاة قيد الواجب. فاغلب الاحكام او اكثرها من القسم الأول لا كلها.

تشخيص الاولي والثانوي لها حساسية خاصة في الاستنباط على السلطة التشريعية والافتاء. الفهرسة اهم من الخوض في التفاصيل. فالاولية والثانوية بحث جدلي من تحديات البحوث الدينية في مقابل العلمانية والحداثوية. تمييزه مهم وعظيم في العلوم الدينية ونفس هذا دسم

ان شاء الله نكمل.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo