< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

44/05/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: باب الالفاظ/ مبحث الأوامر/ الإجزاء

نظام الحجية في علوم الدين

 

الكلام في الأدلة العامة الثانوية كيف تدل على الاضطرار الواقعي ولو في بعض الوقت باعتبار ان الاشكالان الرئيسيان الذان اعتمد عليهما السيد الخوئي هما أن أدلة الرفع رافعة وليست مثبتة والاشكال الثاني ان الاضطرار وموضوع أدلة الرفع لا يتحقق مع الاضطرار في بعض الوقت لان الواجب ليس خصوص حصة من الطبيعة كي يقال هو رفع ما اضطروا اليه وعاجز عنها لأنه ليس بعاجز لأنه مأمور بالطبيعة بين الحدين ومع الاضطرار في بعض الوقت لا يعد مضطرا. في استيعاب الاضطرار في كل الوقت الاشكال الثاني يرتفع والاشكال الأول يبقى أنها ليست مثبتة.

فحديث الرفع يرفع أصل الأمر الاختياري الكامل التام ومن اين نكون مأمورين بالناقص؟ مثلا الصلاة بشرائطها التي منها الطهارة المائية ورفع المأمور به الاولي الاختياري فمن أين نثبت الصلاة بالطهارة الترابية او ان الصلاة مع الطهارة من الخبث في لباسه وبدنه عاجزا من أين هو مأمور بالصلاة مع عدم الطهارة من الخبث؟ فهي رافعة وليست مثبتة. لكن الاضطرار في بعض الوقت فيه اشكالان هذا الاشكال والاشكال بان الموضوع ليس متحققا وأيضا ان قاعدة الميسور ليست ثابتة.

هذا البحث مرتبط ببحث البرائة وتنبيهات البرائة. أن قاعدة الميسور ممكن إثباته من خلال نفس هذه القواعد الخمس طبعا يبقى اشكالان على حالهما سيما في الاضطرار في بعض الوقت. هذا الاشكال بعينه اشكل على اجراء البرائة في الأقل والأكثر. تارة عندنا برائة في الشك في التكليف ابتداء لأن البرائة لها موردان رئيسيان المورد الأول هو الشك في التكليف من دون وجود علم اجمالي في البين ويعبر عنه الشك المجرد عن العلم.

طبعا لا عندنا شك مجرد عن مطلق العلم الاجمالي لأن كل شكوك عندنا مع وجود علم اجمالي كبير في الشريعة. هذه الخارطة في الحجج إذا نسيناها خطأ وخطر. العلم الإجمالي بوجود التكاليف متسالم عليه حتى بين القائلين بالانسداد والقائلين بالانفتاح. وهذا مقتضاها التنجيز وتنجيز كل تراث الحديث من ثم الانسداديون من جهة طرق الحديث كالوحيد البهبهاني والشيخ كاشف الغطاء والميرزا القمي وصاحب مفتاح الكرامة وصاحب الجواهر والشيخ الانصاري عندهم تراث الحديث كله عن بكرة ابيه من جهة الطريق منجز بالعلم الإجمالي الكبير لا أنه منجز بصحة الطريق او بحجية خبر الواحد حتى السيد محسن الحكيم لأن مبناه الانسداد او استاذنا السيد محمد الروحاني او بعض الاعلام الموجودين. فالقائلون بالانسداد كون الطريق صحيحا او ضعيفا هذه درجات قوة ضعف الامارة عندهم ولا له ربط بالاخباريين. من مدرسة الوحيد البهبهاني قريب مأتين وأربعين سنة او اكثر يعني ثلاث قرون منه الانسداد في علم الأصول مبنى أشهر الأصوليين في القرون الثلاثة .صاحب الرياض وصاحب المناهب وابنه السيد محمد المجاهد طبقات ثلاث كل طبقة فيها عشرات من تلاميذ الوحيد البهبهاني. يختلفون عن الاخباريين في ان الطريق ليس عندهم كل الشيء هذا حرص الاخباريين ان الطريق كل الشيء. الانسداديون يرون المتن ويستدلون بالمتن ضمن منظومة القواعد والمعادلات والتبويب وترتيب الروايات. يعني هذه خارطة من دين الامامية حتى المسلمين ان لدينا علما اجماليا كبيرا. سيما على مبنى المشهور من الاصوليين ان المنجز لا يتنجز. إذاً ما هو دور أدلة حجية خبر الواحد عند من يقول بها؟ الشيخ المفيد والسيد المرتضى ابن حمزة وابن براج وابن ادريس لايقولون بحجية خبر الواحد الصحيح ليؤول عليه. نقل الشيخ الانصاري في كتاب الرسائل. المقصود دور حجية خبر الواحد دور المعذر وليس منجز. التنجيز بالعلم الإجمالي الكبير. لأن هذا العلم الإجمالي الكبير تنجيزه بنفس أدلة التوحيد وأدلة النبوة وأدلة الامامة هذه الادلة اقوى من ادلة خبر الواحد. هذه أدلة أصل الدين. غاية الامر اذا استطعت ان تثبت حجية خبر الواحد في مقابل الشيخ المفيد والانسداديين مع انهم اصوليين. مثل ابن قبة وهو خطأ سأذكر نكات عن ابن قبة وهو مبناه عين الشيخ المفيد مبنى خلاف ما قيل انه ممتنع. مبناه عين مبنى المفيد وهو كان معاصر الصدوق ومن المتكلمين الكبار وإن كان من علماء العامة واستبصر وصار من نجوم علماء الامامية. أكثر علماء الامامية لا يقولون بحجية خبر الواحد بمفرده. بل كانوا يقولون بحجية منظومة الاخبار. فإذاً أنت إذا تريد خارطة الحجية في باب العوم الدينية لان الخارطة في الحجية ليست فقط لفقه الفروع بل خارطة لكل العلوم الدينية الكلام والتفسير والسيرة والتاريخ وانت ملزم تفحص عن حادثة كربلا وما تقدر ان تقول ما ثبت لي. وتقول ان الأصل عدم الثبوت. انت ملزم بالتأسي والفرح بفرحهم والحزن بحزنهم وانت ملزم بالفحص والتتبع. الأصل هو الفحص عن الدين لا أن الأصل هو العلمانية والصابئة. انت ملزم ان تفحص عن صاحب الزمان وملزم ان تعرفه بمعرفة العقل والفكر لا معرفة الحس والبدن. فالخارطة التي يذكره الاصوليون في باب الحجج ليس منحصرا بفقه الفروع بل علم الأصول منطق للعلوم الدينية كلها. قواعد علم الكلام يقحم المتكلمون في قواعد أصولية والعرفاء المتشرعون مثلا في مقدمات شرح القيصري ملزم بالقواعد الأصولية. المباحث الأصولية مضطر أن يقحمونها في مقدمات العرفان. مقدمات التفسير كذلك. الأصول منطق كل العلم الدينية. وقواعد علم التفسير السيد الخوئي في كتاب البيان جاء ببعضها وكل منهجة قواعد علم التفسير بميزان علم أصول الفقه وطبعا ضروري. وعلم الرجال مقدمة السيد الخوئي في معجم الرجال او الشيخ علي الخاقاني في كتابه الرجالي الممتاز لانه محيي مدرسة الوحيد البهبهاني. هذه صناعة علم الرجال طبعا مع المواد الرجالية. فلاحظ يتكلم عن القواعد الرجالية كل ضوابط يضبطونها ضبطوها بقواعد علم الأصول. علم الأصول منطق للعلوم الدينية لأن العلوم الدينية يبحثون عن الحجة الشرعية وعلم الأصول يعطينا ضابطة في الحجية. بل أضفنا هذا التعريف قبل أسابيع انه ليس علم الأصول فقط منطق المعرفة الدينية بل علم أصول الفقه يضبط نظام التصور في العلوم الدينية فضلا عن نظام الحجج وهذا أصعب. ليس فقط في الحجج بل في الالفاظ والالفاظ نظام التصور. العزل بين مباحث الالفاظ ومباحث الحجج عزل تدويني والا كثير من مباحث الحجج تجدونها في الالفاظ وكثير من مباحث الالفاظ تجدونها في الحجج. إجمالا الغالب في مباحث الألفاظ تصورات وعلم الاصول يضبط حتى نظام التصورات لأن بعض التصورات ممنوعة في الشرع كالقياس والجن والسحر. إذاً مبحث الحجج في علم الأصول خارطة دينية منطقية لكل العلوم الدينية. اكبر شيء في هذه الخارطة العلم الإجمالي الكبير بل السيد الخوئي رحمة الله عليه عنده تقريب في منجزية العلم الإجمالي يقول ما نحتاج حتى علم الإجمالي الكبير لأنه موجود بل صرف الاحتمال مع الله منجز. بأي تقريب يذكره. نفس الاحتمال لا ان المنجزية أتت من حجية خبر الواحد الصحيح. انت موحد ومؤمن ومتدين أي احتمال مع مالك الملوك منجز وتحتاج الى معذر. فاصل الاحتمال منجز مع الله عزوجل ومالك الملوك ومن جانب اخر عندنا علم إجمالي كبير ودور الحجج الظواهر وخبر الواحد والشهرة دور المعذر لأن يضيق الحجية في موارد خاصة. إذا آمنت بالتوحيد والنبوة والانبياء والا اذا يقول واحد انا لا احتاج الى الأنبياء وما افهم هو المطلوب من الله هذا بحث آخر والا إذا آمنا بالتوحيد وسيد الأنبياء والامامة انت ملزم وغاية الامر هذه الحجج معذرة. فالانسداديون أصل التراث عندهم حجة كله نعم عندهم طبقات في التراث. إذاً هم أشد اهل زمانهم تضلعا في علم الرجال لان علم الرجال ليس نتائج كارت اخضر واحمر بل علم الرجال دراسة أحوال وسيرة الرواة ابن ابي عمير لاريب في وثاقته والمجلسي الأول قضي له في متابعته مدة خمسين سنة. يقول تابعت حياة ابن ابي عمير خمسين سنة. إجمالا المقصود هذا المطلب ان مع كونهم انسداديين كانوا يتضلعون في علم الرجال الحقيقي. وهو فصل من التاريخ. النتائج فتوى رجالية تقليدية ولا يسمن من الجوع. اجمالا نرجع الى المبحث الأول هذا الاشكال اشكل على حديث الرفع او جريان البرائة في الأقل والأكثر. الشك المجرد يعني المجرد عن العلم الإجمالي الصغير والا العلم الإجمالي الكبير موجود لدينا. عندنا تارة شك مجرد عن التكليف يعني الشبهة البدوية بهذا المعنى والا ما عندنا الشبهة البدوية تماما فيجري البرائة فيها. أما إذا كان اقل واكثر انا اعلم ان الصلاة اما تسعة أجزاء او عشرة هل تجري البرائة في الأكثر؟ أحد الإشكالات الرئيسية في البرائة ان البرائة رافعة وليست مثبتة فمن اين نثبت صحة تسعة أجزاء؟ اذا اتيت بالجزء المشكوك لأنه مردد بين المستحب والواجب تعلم ببرائة الذمة وصحة العمل أما إذا لم تأت بالجزء المشكوك فمن اين تثبت صحة العمل؟ فمن ثم منع صاحب الكفاية عن البرائة العقلية بهذا السبب. لكن في البرائة الشرعية ماذا؟

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo