< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

45/04/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المالية في النقود حالات مختلفة

 

كان الكلام في تعريف ماهية البيع وفي جهة العوضين وفي تعريف البيع او الاجارة او كل المعاوضات وانه اخذت المالية و صفتها في تعريف المعاوضات فالمالية صفة نعبر عنها وسيطة الاعواض جمع عوضين فهذه المالية هي وسيطة كما ان في البين لدينا نقل الملكية

مر بنا هذا البحث مفصلا حيث الملكية موجودة في البين والمالية كذلك والبحث الان بالدقة في المالية في معيار للتقابل ولتبادل ولتعاوض العوضين في كل المعاوضات مثلا الطلاق الخلعي او الخلع هو عقد معاوضي احد طرفيه الطلاق والطرف الاخر المال السؤال يثار من باب تذكار لما تقدم الطلاق هل هو بنحو شرط النتيجة او شرط الفعل? مما يدل على انه شبيه الايجار حيث الايجار فيها تمليك الفعل فالفعل لابد ان يؤتى به في المالية

وصلنا الى ان النقد الورقي في عالم المال بعد النقد المعدني نقد المعادن والنقد الورقي اصل حدوثه من سندات دين وفيه سند يعني وثيقة يصدرها التجار

الى الان الورق النقدي الذي تصدره الدول بالدقة هو وثيقة دين يعني كل دولة تصدر الورق بمثابة سندات ووثائق دين فكل ورقة في الحقيقة هي وثيقة دين يعني العلاقة بين الورق وبين مصدر الورق النقدي علاقة وثيقة الدين مع المديون وهذا بخلاف الورق المعدني لا سيما اذا كان من الذهب والفضة

اذن هناك فارق جوهري وهذا شيء مهم بين الورق النقدي والورق المعدني وان كان الاقرب هو ان النقد المعدني كالذهب والفضة لا النحاس والحديد

فاذن الورق النقدي حقيقته الاولى الاصلية انه وثيقة دين يعني يسجل صاحب الورق الصادرة الوثيقة هذه يصدر التزامه بانه مديون بكذا قدر شبيه بالكمبيالة هذا في الورق النقدي ومن ثم كل دولة تصدر اوراق نقدية اكثر في الحقيقة يزيد من ذمتها المديونية

لماذا احد اسباب اكبر دولة مدينة عليها ديون هي المصدر الدولار لكثرة اصدارها وطباعتها للدولار لان صاحب الدولار لمن يقتني الدولار له الحق ان يطالب الجهة المصدرة للدولار ان ادفع لي مثلا منتوج وطني او شيء اخر او عملة اخرى فلذا بالدقة الحرب العالمية الاولى او الثانية بعض الدول الكبرى كان كانت تستدين بالجنية كالبريطانيا يعني تأخذ السلع والاسلحة من دول اخرى ولكن تستدين بالجنيه الاسترليني وبعد الحرب خفضت السعر الجنية من السعر الموجود السوقي الى نفس القيمة فنصف الديون تبخرت

هذا نوع تلاعب فهذا التلاعب موجود في ورق النقدي وغير موجود في الورق المعدني الذهب لان الاعتبار للورق النقدي بيد الجهة المصدرة لهذا الاعتبار فالورق النقدي له شؤون وشجون وحالات مختلفة عن الورق المعدني الذهب والفضة وهذه نكتة اخرى معرفة ان غطاء الورق النقدي هذا الاعتبار لا يأتي من عبط وجزاف عند العقلاء لابد له من منشأ

طبعا في بداية القرن الماضي كان هو الذهب حصرا بعد ذلك صار توسعة الغطاء المالي التكويني الذي يكون منشأ للمال الاعتباري جعل المنتج الوطني النفط او معادن اخرى ومن ضمنها الذهب وحتى الاوراق النقدية الاخرى فضابطة المالية الاعتبارية في خصوص الورق النقدي عوامل التأثير فيها منظومة عالم وبيئة كيف يمكن التحكم والتلاعب بها يعني التضخم الذي التي تقوم بها الدول نفس الدولة تغير سعر الورق النقدي لها وبالدقة هي تسرق اموال الدائنين كما مر بنا في مثال الحرب العالمية الاولى فلما تنزل السعر يعني تسرق اموال الاخرين واخرى تنزل بسبب تخلي الغطاء او عوامل اخرى وهذي نكتة مهمة في مسائل مستحدثة ان نعرف التضخم المالي مناشئه واسبابه المتعددة يضمن او لا يضمن وهذا المبحث لا يمكن تنقيحه الا بمعرفة طبيعة البيئة المالية اللي هو شيء من الخطوط العامة نحن في صد استعراضها لا التضخم فقط

ويتصور التضخم بمعنى اخر مثل الفضة المسكوكة سقطت عن الاعتبار يعني بالقياس الى زمن صدور النص ففي ذلك الزمن عشرة دراهم تساوي دينار وتارة ثمان دراهم واخرى اثنى عشر او اربعة عشر ولكنه متقارب اما الان في الفضة كأنما سقطت عن تلك المالية في زمن صدور النص ومن ثم لا يعول عليها في بحث الديات فليس التفاوت يسير نعم هذا التضخم التكويني سقوط تكويني للفضة اذن السندات التي تصدرها الدول نفس الورق النقدي سندات ووثائق وديون ومع ذلك يعبرون في سوق المال والبيئة المالية ان الدولة تقدم سندات

مثلا افترض عندها مصنع ضخم لتصفية النفط وهذا ثمين جدا فتعرض الاسهم للبيع يعبرون عنها السندات وليس اسهم باعتبار ان نفس هذا المصنع ملكه وطني وليس ملك شخصي فبالتالي هي ما تبيعه وانما تعطي سندات دين وتخليه وهذا المصنع كعين مرهونة فبالدقة هنا ليس بيع لهذا المصنع او لهذه الثروة الوطنية انما هو ارتهان للثروة الوطنية دينية انه لم توافي الدولة ديون هذه السندات والوثائق للطرف الاخر ان يتملك مثلا في هذه الثروة ثروة مصنع او ثروة معادن او ثروة اشياء اخرى هذا يعبرون عنه بيع السندات فبيع السندات من الدول ليس ملكية لشيء معين والشركة لشيء معين وانما بمعنى الرهينة والرهان بهذا المعنى

الان مثلا كثير من ثروة الصين في امريكا باعتبار انها اشترت سندات وطنية نسبة مئوية جدا عالية من رأس المال الاحتياطي للثروة الوطنية الامريكية هي ملك للصين وهذا له تداعيات سياسية وامنية

ففي حالات القضايا المالية يجب ان نلتفت اليها فرق الكمبيالة عن الورق النقدي ما هو? ظاهرة اخرى ونحن الان في اثارة هذه في عالم المال لانها مهمة

في ظاهرة اخرى في الورق النقدي حيث لكل دولة ورق نقدي التعاوض بين الاوراق النقدية كيف هي انها لها مالية لا من جهة بيع الدين بالدين والا اذا لاحظنا انها وثيقة دينية مع وثيقة دينية يكون من باب بيع الدين بالدين واذا كان مؤجل كليهما فهو بيع بالكالي وباطل وهذه الظاهرة تنبهنا على الجهة في البيئة المالية

مثلا الان الكارد لشحن الشريحة خدمة الاتصال فهل هذا بيع الدين بدين او اي شيء? وان كان الصحيح انه ليس بيع الدين انما الكارت وثيقة التملك المنفعة فعلية موجودة وليس دين لكن بعض الاعلام اعتبرها انها وثيقة دين فلا مالية لها وهي ليست مالية نقدية وانما هي بيع دين بدين مثلا

فلب الكلام في هذا المثال ان الوثيقة الدينية تارة هي تم التعاوض عليها بما هو تمثله من دين بدين واخرى يتم التعاوض عليها بلحاظ المالية الاعتبارية التي تكتسب هذه الوثيقة الدينية كما مر بنا الورق النقدي لاي دوله اصله وثيقة دين لكن تعامل الناس او غير الدول بهذه الورقة النقدية لهذه الدولة تعاملهم مع هذه الوثيقة بما اكتسبت من صفة مالية اعتبارية

الذهب المسكوك له مالية تكوينية وله مالية اعتبارية هذه الوثيقة الدينية وثيقة الدين مثل معدن الذهب تكوينه لها مالية تكوينية ولها مالية اعتبارية تصبح وسيط تبادلي مالي

هنا وقفة اخرى في الماليات نكتة مهمة مر بنا المالية التكوينية والمالية الاعتبارية هذه الوثيقة من جهة دين ومن جهة مالية اعتبارية ، التعاوض عليها من اي جهة ؟ كما لو انت تتعامل مع الذهب المسكوك تتعامل على اي مالية فيه? هل المالية الاعتبارية او التكوينية?

مثلا قلادة الذهب اغلى من الذهب الخام في جملة من الحالات فانت تتعامل بهذا الذهب بمالية هذا الذهب بلحاظ مالية مادته او بلحاظ مالية مادته وهيئته فتختلف

اذا تتذكرون في المكاسب المحرمة مر البحث في هيئة الاصنام المحرمة هيئة الالات الموسيقية المحرمة يعني ماذا? يعني المالية الناشئة من هذه الهيئة المحرمة الشارع عنده انها سحت اما المالية الناشئة من مادة الالات الموسيقية هي الات الخشب الفاخر المالية موجودة فيه

فنكتة مهمة جدا الجارية المغنية اذا يتم التعاوض عليها من جهة انها جارية فمالية لا اشكال فيه اما اذا يتم التعاوض عليها من جهة المغنية فهذا حرام لان هذه المالية لا يعترف بها الشارع

اذن لاحظ المالية الاعتبارية لها حيثيات ولها درجات اكثر مباحث المكاسب المحرمة اذا يتذكرون الاخوان ثلثيها كان قائم على التفكيك في منشأ المالية محلل او محرم

المالية الاعتبارية العامة كذلك حتى المالية التكوينية مؤثرة ، الخمر ما يعترف به الشارع كالشربة وكذا فاذن المالية سواء تكوينية او اعتبارية لها حيثيات ولها مناشيء ولها درجات هذه كلها تؤخذ في الحسبان لماذا اثرنا هذا المبحث هذا مبحث جدا معقد ومهم وعجيب في المعاملات اثاروه الاعلام يعني طبعا هنا اثرنا هذا البحث للاستفتاءات الحديثة كمؤاخذة ربما تسجل على بعض الاعلام لنفترض هذا كارت الشحن ، الشحن لنفترض ان هذا دين وكانت الشحن مع الشريحة فهذا التعاوض الذي يجري عليه من الضروري ان يجري عليه بما هو دين ؟ كلا يمكن ان يجري عليه بما هو مالية اعتبارية لا لاجل دينيته لما مر بنا قبل قليل ان الماليات الاعتبارية للشيء لها مناشيء متعددة وليس من الضروري ان يتم التعاوض على هذه الكروت بلحاظ الدين

نوضح اكثر الان الكمبيالة وثيقة الدين كثيرا ما في السوق يتم التعامل بها كورق نقدي هي ليست ورق نقدي فهل يصح ام لا? كثير استشكلوا فيه جملة من التعامل بالكمبيالية كورق نقدي قالوا الكمبيالية دين اما دين حقيقي او فرضي التعامل بها بما هو دين لا يصح فالكلام هنا هو انه هل من الضروري في الوثائق الدينية في الديون هل من الضروري ان يتم التعامل بها بما هي دين? او بما هي مالية اعتبارية ؟ هذا باب عجيب وغريب وبعبارة اخرى كيف في الذهب عندنا مالية تكوينية ومالية اعتبارية? هل هو ماليتان او مالية واحدة? والتعامل بالذهب باي مالية كنقد? بالمالية الثانية ، لا بالمالية الاولى

نعم منشأ اعتبار المالية الاعتبارية نشأ من المالية التكوينية لكن اذا كان كذلك فمعناه ان التعاوض حصل في المالية التكوينية والاعتبارية ؟ كلا في المالية الاعتبارية

هنا قد يقع التعاوض والمعاوضات على الذهب المسكوك تجري عليها احكام التعاوض على الذهب او تجري عليها احكام التعاوض على النقد او كليهما او التفصيل ؟ لماذا هذا البحث? هذا كمثال وليس البحث في خصوص الذهب المسكوك وانما هو سيال في عالم نماذج المال سيما الان في البيئة العصرية ، اذا بنينا على انه لا بد ان نرتب احكام الذهب يعني مكيل وموزون ، اما اذا بنينا على مال اعتباري فربما يقول ليس من الضروري ان نراعي شرائط المكيل والموزون هذي النظرية الثانية

واذا بنينا على ان نجمع بينهما يعني نراعي شرائط المكيل والموزون ونراعي الجهة المالية هذه النظرية الثالثة

النظرية الرابعة هو التفصيل هذا البيع الواحد من بعض حيثياته يراعى فيه جهة الذهب ومادة الذهب واحكام الذهب ومن جهة اخرى يراعى فيها الجهة المالية كثير من الاعلام يلاحظون الجهة الرابعة والقول الرابع هذا كيف تصويره وتنقيحه? لانه لاحظ الان الورق النقدي للدول الم يمر بنا انه له جهات دين وله جهات مالية اعتبارية ماليته الاعتبارية من اين نشأت ؟ من جهة الدين، فبالتالي لما ابيع النقد بنقد هل دين بدين ابيعه او مال بمال? لم يلتزم المشهور ان بيع الورق النقدي الدولار بالدينار هو بيع الدين بالدين فاذن يلاحظون فقط المالية الاعتبارية او يلاحظون الجهات والحيثيات الاخرى ما هي ؟

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo