كان الكلام في بعد الصفة المالية في العوضين في المعاوضات ومر بنا ان صفة المالية هي في الحقيقة بيئة مالية وعالم المال ونظام مالي وليست مجرد صفة مفردة بل هي منظومة ونظام وما دامت الصفة المالية لها دور لولبي مركزي في معادلة المعاوضات وبحوث المعاملات فلا محالة تكون لصفة مالية دور ودخل تأثير كبير في بحوث الربا والبنوك والقرض وفي بحوث المعاملات المستجدة وهلم جرا والتضخم ومضمون وغير مضمون والعملة الالكترونية الرقمية ما الحكم فيها والبورصة والشركات الهرمية الجديدة؟

فبحث المالية بحث كالدم الذي يحرك عالم جسم المعاملات والمعاوضات والاقتصاد فالتدقيق فيه مفيد جدا والان ما شاء الله مصادر الانترنت والمقالات والبحوث اي عنوان تعنونه ترى زخما من المصادر بامكانه يطلع عليه ثقافيا ويراجعوه

مر بنا امس ان النقد في تاريخ المال استحدثه العقلاء ليكون معيار قياسي لوزن ماليات الاشياء اما بحسب عالم الضمان او بحساب ضمان الغرامات وضمانات الغرامات هي المالية انه كيف تحدد سعرها? يعني الوحدة المالية او في باب ضمان المسمى ايضا بالتالي فاذن الجانب المالي والصفة المالية هذا اراد العقلاء ان يفككوا وجودها عن الاشياء لتكون هي انما كيان قائم برأسه يعير ويوزن الصفة المالية الموجودة في الاشياء فلذلك يسمى النقد معيار قياسي للوزن كالميزان في الذهب وهو حساس يعني عنده استشعار حتى لرذاذ الذهب بينما ميزان الحديد شيء ثقيل

فالموازين تختلف هناك موازين حساسة وهناك موازين تتحمل قضايا ثقيلة وهناك موازين متوسطة والتعبير القرآني الاعجازي ونضع الموازين القسط يوم القيامة الموازين جمع ميزان لان كل بيئة لها ميزان معين وان كان في بعض الموارد يوحد القرآن عنوان الميزان واحدة مكيالين لبئة واحدة لشيء واحد ما يصير مكيالين ازدواجية هذا التعبير الرائج الان ازدواجية في المكيال اذا كان بلحاظ بيئة واحدة نعم هذه ازدواجية اما اذا كانت مختلفة فهذي ليست ازدواجية وانما كل بيئة لها ميزان وموازين البيئات المختلفة ضروري تعدد الموازين

فمبحث النقد نظام رياضي لتعديل وتوزيع عالم الاشياء بلحاظ الصفة المالية وما شابه ذلك فالاصل في النقد هكذا كأنه الان مثلا معيار الحديد هل هو كيلو او كيلوين هذا الوزن صفة يعرض على الرز والشاي الاطعمة والالبسة او القماش الخام في الالبسة مثلا ، فالوزن صفة يقع على الاشياء كلها فلو اردنا الوزن نفككه عن الاشياء نجعل مثلا كيلو والحقة والحقتين والرطل فاذن صفة الوزن لها معيار هي صفة عارضة على الاشياء

المالية ايضا صفة عارضة على الاشياء والنقد عزل لهذه الصفة موجودة في بدايات التوزين في المال كما ذكرنا في تاريخ علم المال من جانب الصناعي لاالجانب التاريخي فبدء النقد بدأ كمالية تكوينية وله مالية اعتبارية فالذهب المسكوك او الفضة المسكوكة او النحاس المسكوك او الرصاص او الحديد او اي شيء تبادلت على البشر عدة عملات نقدية فرأوا ظاهرة ان المالية الاعتبارية ليس بالضرورة ان تساوي المالية التكوينية

مثلا الذهب مالية تكوينية ولكن لاحظوا ان الذهب المسكوك ماليته الاعتبارية ليست بالضرورة تساوي المالية التكوينية مثلا الذهب كيلو غير مسبوك ماليته التكوينية تختلف عن المالية الاعتبارية للذهب المسكوك من اين اتى هذا التفاوت? فلاحظوا ان باب التفاوت يأتي وله عوامل عديدة الطلب والعرض وامور اخرى فلاحظوا ان هذه المالية الاعتبارية في السكة في العملة ليس المنشأ الوحيد لها المالية التكوينية من ثم كما انهم لاحظوا مثلا الحديد المسكوك ماليته عجيبة كبيرة بينما الحديد لا تأخذ قيمة لكن هذا الحديد نفسه لما يصبح مسكوك تكون له قيمة هذا كيف يصير? اذن واضح ان المالية الاعتبارية لاحظوا منشأها ليس المالية التكوينية نعم احد اسبابه ذلك ولكن لها مناشيء اخرى

مثلا اذا صار في السوق كثرة الطلب على الدينار يرتفع الدينار واذا صار قلة الطلب على الدينار وكثرة الطلب على الفضة فيعكس طبعا كثير من اجلاء الحوزة العلمية كتبوا في بحوث المال احد خريجي النجف الاشرف احد السادة عنده خمس مجلدات حول النقود ومعيار الذهب والفضة وفي كثير من الاعلام الحوزة كتبوا في بحوث المال انه الصيرفة كيف وكذا التضخم? طبعا ذكره السيد المازندراني رحمة الله عليه ولعله اربعين سنة قبل متوفي ولكنه من خريجي النجف الاشرف من تلامذة النائيني والسيد الخوئي وغيرهم كتبوا في هذا المجال كثيرون

فلاحظوا ان المال ليس بالضرورة ان تكون تساوي وناشئة محضة من المالية التكوينية وانما من امور اخرى وان كانت تكوينية ولكن غير المالية التكوينية لنفس الذهب كالعرض والطلب واشياء اخرى مثلا او التخوف في السوق المالية يسبب انخفاض او ارتفاع فأسباب الارتفاع او الانخفاض في المالية الاعتبارية عوامل كثيرة في جو السوق فبدأوا يشوفون بان احوال واحكام المالية الاعتبارية ليست بالضرورة ان تنطبق وتنحصر بضوابط المالية التكوينية وانما لها شؤونها وعالمها الخاص المؤثرة ولو منتوج من عوامل تكوينية مختلفة

بعد ذلك ارتأوا الاجيال البشرية ان يعزلوا الصفة المالية حتى عن الذهب والفضة طبعا لا زالت الان المالية الاعتبارية المسكوكة الذهب والفضة قائمة وعمدة البنوك المركزية في العالم والصناديق النقد والمال في الدول تعتبر المعيار الاول هو الذهب المسكوك يعني لا زال معيار اساسي وليس حصري فارتأوا ان يجعلوا صفة النقد في الورق فما ثمرة الورق? هل الورق نفسه ؟ لو كانت مادة الورق من اغلى الاثمان طبعا نفس مادة الورق في مادة وثائقية حتى بين انواع النقد الورقي من جهة تفاوت وثائقية المادة وهذا يؤثر على المالية الاعتبارية للورق كما ان بعض الوثائق الرسمية للدول يعبرون عنها السندات يعني وثيقة سندية كسند مشروع معين مالية معينة الوثائق الخطيرة وصار عندهم رسم عرفي العقلاء ان مادتها يجب ان تكون غالية جدا بعيدة عن الغش والتزوير وكلما صارت الوثيقة خطيرة فلابد ان تكون المادة غالية جدا وهذا مبحث مربوط بعالم التوثيق

فاذن عزل الصفة النقدية اللي هي المالية الاعتبارية عزلوها الى الورق اريح تناوله من الذهب وما شابه ذلك طبعا قالوا انه اصل فكرة الورق النقدي نشأت من الاسواق من ان في الاسواق هناك تجار كبار ويصعب عليهم تعامل العملة المعدنية والنقد المعدني ففي الحقيقة بناة فكرة الورق النقدي من هناك كما ان بناة فكرة النقد الالكتروني او العملة الرقمية لانها اسهل يعني حتى شافوه نقل وانتقال والحفاظ عليه امنيا صعب فنقل وانتقال الورق صعب فضلا عن المعدن سبائك ذهب وسبائك كذا فلذلك لجأوا الى العملة الرقمية الالكترونية

فهي بدأت من الاشياء ومن الشاي ومن الرز اللي له مالية ثم ذهبت الى الذهب ثم الى الورق ثم العملة الالكترونية الرقمية اربعة وفرقه عن الذمم الاعتبارية في الذمة هذا شيء اخر

فلاحظ هي خمسة بيئات فاذن في الاستنباط في عالم الربا وعالم البنوك وعالم الفقه المجتهد اذا ما يدقق في هذه الامور البحوث تصير فيها خبط ـ التجار والتجارة هي عقل وكانما في رواية الامام الصادق : من ترك التجارة فكأنما فقد عقله لان التجارة توجب حركة عقلية قوية عند الانسان لنظم تدبير الامور

فاصل فكرة الورق النقدي يجي من الالتفات الى انه كل عالم المال المعاملات كله قائم من الاول الى الان على المالية اذن المالية من يلتفت اليها خطوطها الواضحة خطوطها الحمراء ما نلتفت لها يعني يصير البحث هوجائي في المعاملات او في عالم الصرف او التضخم او البحوث الجديدة وهلم جرا ففكرة الورق النقدي بدأت هكذا عند التجار بدأت ان التاجر يعطي وثيقة هاي الوثيقة يكتب فيها فلان يملك في ذمتي عشرين دينارا ذهب عشرة دينار ذهاب خمسة دينار ذهب فبدأت هكذا هذه الوثيقة للديون التاجر على نفسه لانه ما يريد يتعامل ويتكلف بالتعامل بالورق المعدني هذه الاوراق تتداول بين الناس فتلقائيا هذه الاوراق التي هي سندات دين و وثائق دين اصبحت نقد ورقي فهذه الاوراق التي هي اوراق وثائق ديون علاقتها مع التجار وثيقة دين اما علاقتها مع الناس بينهم مع بعضهم البعض ليست اوراق دين وانما اوراق نقدية فالدول رأت ان هذا لا ينضبط لان كل واحد له عملة طبعا نفس التاجر الذي صدر هذه السندات هو نفسه يتعامل مع هذه الورقة الدينية تارة يتعمل بها انه يسدد الدين واخرى كوسيط مالي حيث ان النقد احد تعريفات النقد والمالية الاعتبارية احد تعاريف النقد كما مر بنا وسيط معياري معدل وسطي للمعاملة لانه يوزن الصفة المالية بين العوضين

وسيط يعني انت بدل ما تروح تشتري شاي برز اشتري شاي بنقد والنقد يصير وسيط لشراء الشاي فصار النقد وسيط في المعاملات بين العوض ، بدل عوض عين بعين صار النقد وسيط بين الاعيان في المعاملات الكثيرة فالنقد وسيط مالي وهو المالية الاعتبارية وسيط فنفس التجار كانوا يتعاملون مع هذه الاوراق السندات وبقية المجتمع في اصل سندات الديون لكن تلقائيا تحولت في التعامل بين المجتمع تحولت الى النقود مالية بل نفس التجار اصدروا سندات الديون تارة يتعاملون بها من باب استيفاء الدين ويستفيدون فيها في عملاتهم اليومية او غير اليومية كعملة نقدية هنا اصبح بحثا في علم المال كيف شيء معين من جهة نقد مالي ومن جهة وثيقة دين هل هو ممكن ام لا ؟

حتى في الحوزة في النجف الاشرف هو محل بحث فشيئا شيئا اخذت الانظمة السياسية والدول تأخذ على كاهلها هذا الامر طبعا لا زالت الشركات والقطاع الخاص الثري في العالم تصدر سندات هي اكثر اعتبار ما لي حتى من النقد المالي للدول لكنه الان اكثر رواجا في التعامل الدول اكثر حتى من الدولار وغيرها مع انه ليست جهة رسمية حكومية اصدرت البتكوين قطاع خاص مجهول

اقصد هذه الفكرة ان التجار يصدرون نقد مالي لا زالت موجودة ولكن تجار معروفين او غير معروفين فاذن هذه ظاهرة ان المال الاعتباري يصدره القول الاعتباري سواء كان دولة او تاجر وهذا موجود في عالم المال وهذا بحث مهم

هنا قاعدة اذكرها فيما بعد مرتبطة بهذا البحث عليه لغط شديد الان اذا واحد فقير هل العقلاء يسمحون له ان يبيع اطنان من الذهب بخلاف اذا تاجر عملاق نعم يمكن يبيع في ذمته اطنان من الذهب فما الفارق بين الفقير والثري هل الذمة المالية مرتبطة بالقدرة ام لا? بحث في غسيل الاموال وفي موارد كثيرة

رحمة الله عليه استاذنا الميرزا هاشم الاملي كان قوي جدا في صناعة المعاملات مع انه احنا درسنا عنده الصلاة ولكن بادنى مناسبة في بحوث المعاملات يتعرض الى النكات فهذه قاعدة مؤثرة النقد الورقي كيف تحول