< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

45/04/21

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: المالية معيار التعادل في المعاوضات

الكلام في ما هو مرتبط ببحث العوضين وسيأتي شرائط العوضين يعني التقرير الماهوي لاننا لا زلنا في تعريف البيع اي في التعريف الماهوي له هذا التعريف الماهوي لماهية البيع لها ابعاد

البعد الاول مركز الربط والترابط يعني المبادلة والنقل

البعد الثاني في البحث الماهوي هو بعد العوضين واخذهما كتقرير في ماهية البيع والا شرائط العوضين وشرائطه الشرعية والعقلية ستأتي لانه ذكر في تعريف البيع مبادلة مال بمال او عين بمال او تمليك عين بمال فذكر العوضين في التقرر المهوي للبيع

من هذه الجهة البحث في المقام الثاني في تعريف ماهية البيع فهو بعد المالية ولشرح بعد المالية كما مر بنا هناك ضوابط كثيرة في المالية يجب الالتفات ومر بنا ان المالية لها تقسيمات وكل تقسيم فيه اقسام تقسيم المالية كما مر بنا مالية تكوينية ومالية اعتبارية والمالية الاعتبارية قائمة بعالم الاعتبار وبعالم العقلاء

من ضمن التقسيمات المالية ايضا ان المالية هي صحيح صفة للاشياء وللاعواض جمع عوض ولكن هذه المالية هي ميزان معياري مقياسي لتصوير المعاوضة ولتصوير المبادلة ولتصوير المعاملة

لماذا سميت المعاوضة معاوضة ؟ لانه تبادل في الدور المالي فالمالية كما هي ميزان معيار مقياسي بين الاعواض وبين العوضين المالية في الحقيقة علاوة على ذلك هي كأنما قناة الحركة بين الاعواض ومر بنا تارة التعاوض بلحاظ المالية الواقعة للاشياء يعني واقعية المال العرفي فهناك فرق بين ضمان الغرامة يعني يعتمد المالية الواقعية العرفية للشيء اما ضمان المسمى والضمان المعاملي او ضمان المجعول من قبل المتعاقدين هذا الضمان المجعول تقدير المالية فيه بين العوضين والتكافؤ المالي بين العوضين جعلي تعاقدي تراضوي ليس هو التقدير المالي الواقعي بين الشيئين فمن ثم يسمى ضمان المسمى او ضمان المجعول

ايا ما كان المالية ولو بالتراضي هي معيار تكافؤي تبادلي تعاوضي ولو المالي بتقدير مجعول ليس التقديري الواقعي

اذن المالية جانب مشترك بين الاشياء المختلفة بين الاطعمة فيما بينها او الصنائع او المنافع او او او يعني الرابط بين الاعواض في كثير من المعاملات ليس في خصوص البيع الرابط هو المالية اذن المالية معيار قياسي مهم ويجب التعرف عليه وشؤون المختلفة في بيئة عالم المال

من ثم مر بنا سابقا كلام علماء المال وحتى الفقهاء ان المعاوضات في الحضارات السابقة وتاريخ الحضارات كيف تطور وتنامى وتصاعد وهذا التطور ليس يبحثونه من بعد تاريخي وتاريخ العلم وانما يبحث من بعد الرتب الصناعية في ماهية المعاملات واستعراض الفقهاء له من هذا البعد

وذكروا حتى محشي المكاسب هذا ومذكور ايضا في علوم المالية فقالوا ان البشر في التاريخ السابق في الحضارات كانوا يتعاملون ويتعوضون بالمقايضات المقايضة المعاوضة اسماء مختلفة فالمقايضات هذه بيع ام ليست ببيع? باعتبار مر بنا البيع التركيز فيه على عين معينة وهو العوض الثاني التركيز فيه عقلائيا بغض النظر عن المتعاقدين لحاظه في البعد المالي لابعده الشخصي للشيئ سواء كان جزئي او كلي

فاذن قوام البيع ان احد طرفي عوضيه ملحوظ فيه شخص المبيع وشخص العين يعني شيئية العين سواء كان هو جزئي او خارجي او عين كلي في الذمة يعني شيئية الشيء والطرف الاساس وهذا يعبر عنه الايجابي المعنوي ومر بنا في نقل كلمات الاعلام فرق بين الايجاب اللفظي والايجاب المعنوي والقبول اللفظي والقبول المعنوي الايجاب والقبول المعنوي ثابتان فالايجاب اصل والقبول مطاوعة وانفعال في الماهية ثابت في النكاح في الايجار في البيع ثابت

ففي النكاح المرأة هي الاصل في البيع المبيع البايع هو الاصل في الايجار المنفعة هي الاصل وهذا يعبر عنه ايجاب معنوي والقبول المعنوي في النكاح هو الرجل يطاوع يعني هو ملحوظ تبعا بلحاظ ماهية المعاوضة في النكاح اما اذا لاحظنا الاقتران في النكاح فكلاهما يكون اصلي المرأة والرجل ، اما في البيع اصل المبيع وبالتبع هو الثمن وفي الاجارة اصل المنفعة والثمن تبعها هذا ايجاب ماهوي معنوي وقبول ماهوي معنوي هناك ايجاب قبول لفظي قد يكون متطابق مع الايجاب والقبول المعنوي وقد يكون متعاكس

كما اذا كان اول من انشأ عقد البيع المشتري قال اشتريت منك الدار بثمن كذا ويقول البائع قبلت شراؤك او الزوج يقوم بالاجابة اللفظية انكحتك نفسي مثلا الزوجة هي الاصل والمرأة والزوجة تقول قبلت او زوجتك او انكحتك نفسي فتظل الزوجة هي الاصل اذن في الايجاب والقبول اللفظي يمكن التعاكس ولكنه لفظي بخلاف الايجاب والقبول المعنوي والان كلامنا في المعنوي وهو المبيع والثمن او المنفعة في الاجارة والثمن

اذن الثمن يركز فيه على المالية اما اذا كان المعاوضة ركز فيها على شيئية الشيء مع شيئين مع بعض هذا محتاج للدار وذاك محتاج الى قطعة ارض اخرى زراعية يعني كل من الطرفين لاحظ شخصية العوض نعم التكافؤ هو بالصفة المالية هذا صحيح لكن هذا يسمى مقايضة حينئذ فلذلك عندهم كلام المقايضة ليست بيع او قسم منها بيع وقسم منها ليس بيع ؟

القسم الذي منها بيع مر بنا امس نقلناه واستذكره مرة اخرى اذا لوحظ المعاوضة بين الرز والشاي في بلد هو غالب الزراعة الشاي هذا الشاي في هذا البلد كثير الوفرة او النفط كثير الوفرة تلقائيا هذا الشيء يتحول الى عملة مالية وتكون المالية هي المعيار في البلد لوفرته فكثير ممن يقتنيه لا يقتنيه بسبب الحاجة اليه فلذلك قالوا في علم المال بان المنتوج الوطني الوافر تلقائيا يصير كانما عملة مالية لوفرته ويكون ماليته كانه معيار فقديما في المقايضات كان يلاحظ الشيء الوافر يلاحظ ماليته وما يلاحظ شيئيته فيكثر التبادل بالشاي او بالنفط او باي شيء اخر بسبب وفرة ذلك الشيء

بعد ذلك رأوا البشر انه ليس من الضروري ان يشتري الشاي او النفط لانه قد لا يكون سلعة تبادلية سهلة التبادل من جهة حمله ونقله وقبضه واقباضه ومن جهة انه الافضل استبدال المالية يعني عزل الصفة المالية عن الاشياء فهل هذا العزل هو للمالية التكوينية او المالية الاعتبارية? هذا اللي يسمى النقد او السكة اذا كان النقد والسكة هو الذهب او الفضة اريح واسهل هنا معيارية المالية كوسيط مالي لانه بلا شك تصور عقلي وعقلائي اذن صفتي المالية اجررها وافككها عن الاشياء اريح واسهل واسرع في التبادل واكثر عمومية وشمولية ويستطيع الانسان ان يخزن المال يعني يخزن الصفة المالية من دون ان يخزن اشياء يعني اذا يخزن الاشياء تكون هناك عطل او عفونة او خرابة و الاطعمة يصيبها تلف ونتن وخراب حتى لو كانت اعيان جامدة كالحديد وكذا بالتالي قد بتطاول السنين تصيبها افات اما الصفة المالية تقدر تختزنها وتكنزها من دون ان يصيبها افات فالبشر او ان هذه الصفة المالية لو تفكك عنها اشياء تصير لولب للتبادلات من دون كلفة الاشياء فاتت فكرة النقد وهذا الابحاث جيد ملاحظته كي نستعرض تاريخ المالية وكيف يؤثر على بحوث صناعية في المعاملات ولابد من متابعته كي يكسب الانسان خلفية غطائية لمباحث المال لانها حساسة صفة النظام المالي في بحوث الربا بحوث البنوك بحوث الصرف بحوث القرض التضخم كلها تتنقح صورته لدى الانسان اذا ركز على بحث الصفة المالية

بعد ذلك البشر رأوا النقد في الذهب والفضة باعتبار ان الذهب مالية تكوينية ثابتة بالقياس الى الاطعمة والالبسة الصناعية الذهب اكثر والفضة هكذا وبعضهم قال ليس من الضروري ان يخلي الذهب والفضة نخلي النحاس او الحديد لان المدار على المالية الاعتبارية وليس بالضرورة على المالية التكوينية فاذن اصبحت النقود معدنية اما من ذهب او الفضة او النحاس او معادن اخرى وكانت المالية الاعتبارية لان اعتبار المالية الاعتبارية بحث حساس في المالية الاعتبارية ما هو ؟

ان المالية الاعتبارية ليس شيء جزاف ، الجزاف لا يتعاطاه العقلاء المفروض شيء يعني له منشأ يعني ملاك له هدف وحكمة ليست جزاف عبث فالمالية الاعتبارية من اين تنشأ? وما هي اقسامها? وتقسيماتها? هذا مبحث طويل الذيل شيئا ما لابد ان نتعرض له في جلسة جلستين ثلاث ايام ان المالية الاعتبارية ما هي منشأها كما ان المالية التكوينية ما هي? فلاحظوا بان المالية الاعتبارية اذن جعل منشاة مالية تكوينية شيء منضبط وليس جزاف ولا عبط ولا عبث ولا لعب هذا الترابط بين الاعتباريات يجب ان ندرسه يعني دوريات تمت دراسته في علوم المال وحتى في بحوث الفقه عند الفقهاء هناك ترابط وما يصير اعتبار.

ما الفرق بين الاعتبار الجدي والاعتبار الهزلي او العبثي ما يمكن عبطي اذن هناك ارتباط منضبط بين المالية الاعتبارية والمالية التكوينية

مبحث الديات اما الذهب الف دينار ذهب او عشرة الاف فضة او مئة بعير او مئتين بقرة او الف شاة هذه خمسة امور ما المشترك بينها? هو المالية الاعتبارية والمالية الاعتبارية مستندة لمالية تكوينية

طبعا ورد في الادلة ان الاصل في الديات هو الذهب وفي بعضها الذهب والابل او بعضهن ما يكثر في البلد خمسة امور حينئذ من الواضح ان المعيار الوسطي والمعدل بين المعيار القياسي بين الخمسة هو المدار فاذا الفضة سقطت عن هذا المدار تخرج عن المسير ، فضة مثلا ثلاثين مليون او عشرة او خمسة عشر او عشرين بينما البقية الخمسة حتى الالبسة الحلتين وهو شيء سادس نسيت اذكره حلتين يمنيتين فاخرتين وكانت الحلة اليمنية انذاك هي الالبسة كالقاط مثلا هناك قاط قيمته ستين ورقة يعني ستة الاف دولار فهذا يصلح حينئذ مئتين حلة

هذه الست امور الجانب المعياري التعديل القياسي الوسطي هذا هو بينها والاصل الذهب والاصل الابل على هذا المعيار يصير مئتين مليون ثلاث مئة مليون وليس ثلاثين وعشرين هذا معناته الفضة سقطت عن المعيارية وليس المراد لبس حلتين من الالبسة العادية

اذن اصل موضوع المال الاعتبار الوسطي بين هذه الاموال التكوينية لتساويها واذا خرجت احداها عن هذا المعيار سقطت واصلا لا تعد

الشارع عندما وسعه الى ستة انواع او عشرة انواع لاجل ان المدار على المالية يعني مالية المؤدى للمقياس المتساوي لاالمدار على شيئية الاشياء نعم الذهب له شيئية وكذا الابل لها شيئية

فانت في بحث الديات كيف تقدر تنقح اذا ما تلتفت الى بحث علم المالية والصفة المالية هذا المثال ذكرته لاجل بيان اهمية الصفة المالية اذن المالية الاعتبارية منشوءها وركازها هو المالية التكوينية فبدأ البشر بالنقود

المالية التي فيها ليس المراد المالية التكوينية لان تعريف النقد فصل التفكيك الوجودي لصفته المالية عن الاشياء اذا كان هكذا فلا محالة هذه المالية هي مالية اعتبارية غاية الامر النقد مالية اعتبارية غاية الامر لاجل ثبات معيارية المالية الاعتبارية وهو النقد يجب ان يعتمد على مالية تكوينية لكي لا تكون جزاف ولا عبث فجعل ذهب او فضة او نحاس او حديد

هنا نبين معجزة الامام الباقر في الدولة الاموية حيث كان التبادل في العالم الاسلامي بعملة الروم وكانوا يتلاعبون وينزلون السوق فالمالية الاعتبارية لا بد والمالية لا بد هناك من جهة تقوم باصدار الاعتبار وسيأتي بحثه ان شاء الله فهذه الجهة كالدولار الان الجهة المصدرة للدولار هي التي تتلاعب وهي تتحكم في حركة المال وما شابه ذلك

فانظر معجزة الامام الباقر كيف يعرف معنى عالم المال فامر الدولة الاموية لا لمساندتهم ككيان غاشم انما لاجل مساعدة دولة الاسلام ودولة سيد الانبياء التي نزى عليها الامويون لذلك الرؤية الوحيانية التي رأها رأيت القردة ينزون على منبري يعني منبري يعني هي دولته ولا زال نحن نعيش دار الاسلام وفي كنف دولة الرسول بغض النظر عن الدول الاخرى شبيه بالحكومات المحلية مثلا حكومة محافظات زمنية مثلا فالامام الباقر مساندته وكذا بقية الائمة مساندتهم ليس لاموية الاموية ولا للعباسية العباسية ولا لسقيفية السقيفة وخلفاء السقيفة كلا انما هم يحافظون على دولة النبي صلى الله عليه واله اما ان يمسكها الدخلاء بحث اخر

معجزة الامام الباقر معرفته بعالم المال امر الدولة الاموية بانها هي تصدر وتضرب سكة جديدة اسلامية ما كانوا يلتفتون ما هي القصة ما هو عالم المال وكذا وفلان فبالتالي سحب البساط من الدولة الرومية

كذلك مر بنا امس اذا نريد ان نسحب البساط من الدولار الان كل ثروات الدول العربية والاسلامية هي في بنوك ومخزن صاحبة الدولار يعني الكل عبيد لها هي تقدر متى تصرفون متى لا تصرفون عبيد تحت السيادة ويتحكم في كل شيء بدرجة حتى الصين وروسيا الان ما متخلصين من هذا الشيء الى الان وهذا يدل على دقة صعوبة النظام عالم المال فما قام به الامام الباقر ليس عبط وانما حرر عالم الاسلام من الدولة الرومية اي سكة كيف يضربون السكك باي معيار مالي? هذا نظام مالي بما انهم يفهموه ذلك الوقت فضلا عن الخلفاء الذين تقدموهم من السقيفة والامويين لكن هاي معجزة الامام الباقر اذا افتهمنا علم المال والجهل للبشر انذاك ببحث المال نلتفت هنا اين كانت معجزة الامام الباقر العلمية

اجمالا الان هذا البحث المال سنعطيه الحديث فيما يأتي

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo