< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

45/03/16

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ماهية البيع و افتراقها عن لزومه و التزامه

 

كان الكلام في عقد البيع وارتباطه بقاعدة الشروط ومر بنا ان الشروط متقدمة رتبة على العقود بعد عموم الشروط لكل التزام

بناء على هذا الذي مر بنا من تقسيمات واقسام هناك تساؤلات جدية ومصيرية في هذا المبحث لابد من تنقيح الحال فيها

الاول :

كيف نميز سواء في الهبة او في البيع بين ماهية البيع وصحة البيع ولزوم البيع ؟

ويمكن ان يبين هذا التساؤل باكثر سلاسة انه ما الذي ينشأه البائع؟ هل هو ينشئ الماهية او الصحة او اللزوم او ينشيء الثلاثة ؟

ونستطيع ان نبين هذه الاثارة اكثر بسطا ان انشاء التمليك في البيع فرقه عن انشاء الالتزام ما هو ؟

وبيان اخر : هل يمكن انشاء الملكية من دون انشاء الالتزام او لابد منه? وهذه اللابدية بمعنى اندماج الالتزام مع التمليك او ضميمة الالتزام مع التمليك ؟

وببيان خامس :

عقد البيع فيه ربط التزام بالتزام ولذلك قدم رتبة قاعدة الشروط على العقود ولذلك تمسك الاعلام بقاعدة المؤمنون عند شروطهم

ونفس هذه الاثارة الاولى نصيغها بالصياغة السادسة :

الربط في عقد البيع او في العقود مطلقا بكل انواعها الربط بين التزامين ولزومين لا بين ماهيتين فهذه اندماج مرحلة اللزوم في المرحلة الاولى يعني كيف يندمج ماهية اللزوم اللي هي مرحلة ثالثة في ماهية ذات البيع بمفهومية المعنى المفهوم ؟

الا يقال في البيع والايجارة وفي اي عقد من العقود بعت هذا بذا ؟ تبديل عين بمال يعني ابيعك مقابل ان تلتزم لي بثمن ؟ فهنا دخل الالتزام واللزوم في تذوت ذات ماهية البيع والحال انه يقولون بان اللزوم مرتبة ثالثة فكيف يؤخذ في تقرر ذات ماهية البيع? فهل انت تلتزم بالبيع او البيع هو التزام? النذر التزام وكذا العهد واليمين ، لكن لا معنى لانه نقول متعلق النذر هو الالتزام / فان قال نذرت لله هذا غير صحيح او لله نذر ولكن لابد ان تقول لله علي ان اصلي فعندما تأتي بالنذر يصير في اشكال يعني كأنك تلتزم بالالتزام ، هذا يسمونه بنذر الالتزام ، فانذر اذا نذرت يلزم عليك ان تنذر ، يعني هل نذرت ان تنذر او نذرت الصلاة? او نذرت الصدقة ؟ فيجب ان لا تجعل متعلق الله النذر وانما المتعلق الصلاة والصوم والحج او مثلا اي باب من الاعمال

ففيه اشكال يعني لا ينعقد فيه النذر لو جعلت النذر متعلق ، فانما ينعقد اللزوم ان تنذر وان تصلي صلاة الليل فالزمت نفسك بان تلزم نفسك بصلاة الليل وليس مباشرة الزمت نفسك بصلاة الليل او بالصدقة او بالصوم هنا تصحيحه بطريق اخر اننا نجعله مفعولا مطلق وما نجعله متعلق فاذا جعلناه مفعولا مطلق هي تأكيد وليس متعلق وهذا بحث اخر لغوي

نرجع الى هذا المطلب :

هل العقود عموما مأخوذ في ذاتها الالتزام ؟ طبعا اذا كان تقرر ذاتي ماهوي لمفهوم معنى البيع ففي الالتزام انت تلتزم بالالتزام ام ماذا? ففي المسألة غموض وتعقيد هذه الاثارة الاولى

 

الاثارة الثانية :

للهبة وكل العقود ولكن تبيانها في الهبة اوضح

مر بنا ان الحيازة توجب التمليك وليس فيها التزام ولزوم والسبق واحياء الارض ليس فيها التزام وفيها قصد حيث تقصد ان تحوز لكن ليس فيها انشاء فالحيازة والسبق واحياء الارض هذه اسباب للملكية من دون انشاء الالتزام يقال قصد التملك قصد انشاءي وصحيح هذا والمقصود من الانشاءي ليس الانشاء الاصطلاحي مقابل الاخبار وانما المقصود هو الايجادي وبالقصد تنوجد الملكية فهو قصد ايجادي مع وضع اليد لذلك من باب المثال لو كان الانسان في قارب من سفينة ووقع السمكة من البحر في هذا القارب ان لم يكن قصده الحيازة لا يتملكها فافترض انه رآه احد في القارب فله الحق ان يأخذها مع انه في قاربه ولكن هذا نوع من السيطرة لانه غير قاصد فما يتملكه

فالمقصود من ان الحيازة انشائية يعني قصدية وبالقصد ينشئ الملك ، وفي السبق بعد ان سبق لكن ليس قصده ان يقعد في المكان قصده يستطلع فقاعدة السبق او الحيازة او الاحياء هذا يحتاج الى قصد

فمثلا هو يحفر لا لاحياء الارض وانما يفتش عن شيء ضائع لديه ففي هذه الاسباب البسيطة الاولية لحصول الملك لابد ان يكون انشاء لكن ليس انشاء مقابل اخبار وانما انشاء قصدي ايجادي فالقصد يوجد

وقد ذكرنا هذه الامثلة لان هناك انشاء لمعنى الملكية من دون لزوم والتزام وتفكيك بين ماهية الملك وحصوله و وجوده وصحته من دون بحث اللزوم والالتزام

لكن ماذا عن البيع? هل يفكك الانشاء وذات الماهية عن اللزوم? هذا يسمى تفكيك تحليلي لا وقوعي فليس الاشكال من جهة المعية وانما من جهة الاندماج والتداخل والا الماهية ليس فيها اشكال ، العلة والمعلول متلازمان مهية في الوجود ولكنه ليس في رتبة واحدة حركت المفتاح فانفتح الباب فانفتاح الباب او القفل مع المفتاح المتزامن وجودا ولكن رتبة مختلف ، فالمعية لا اشكال فيها الكلام في الاندماج او كون ما هو متقدم متأخر فهل يا ترى في الهبة او في البيع اللزوم يفكك تحليلا عن ذات الماهية او ان الالتزام واللزوم في داخل الماهية?

نذكر مثال اخر :

مثلا البيع بشرط الخياطة اذا لم يلتزم المشروط عليه بالخياطة صح البيع الموجود وانما اللزوم يتزعزع او يتزلزل فهناك تفكيك بين الصحة واللزوم ، فهذا مقام عدم الوفاء متصور ، ابتداء يعني كيف متصور? اذا اخذ اللزوم والالتزام في متن حاق ذات الماهية او اي عقد من العقود فهذا التساؤل موجود فكيف تصويره وهل هنا الربط بين ماهية البيع والشراء او الربط بين الالتزامين او عندنا ربطين :

ربط بين ماهيتين

وربط بين التزامين

ماذا يمكن تصوير ماهية العقد منفكة رتبة عن اللزوم ؟ كيف يمكن تصويره؟ تصوير ماهية العقد رتبة منفكة او وجوده هنا اقل انفكاك ماهوي ومفهومي بينما ماهية العقد هو العقد ولزوم العقد كيف يمكن تصويره

اثارة اخرى :

هذا التقابل الموجود بين المبيع والثمن مر بنا ان هذا التقابل هو تركب شرطين وتعهدين فالبائع يتعهد والمشتري يتعهد فالبائع يتعهد والمشتري يتعهد بعوض فالسؤال هنا التقابل في البيع بين التعهدين او العهدين او بين متعلق العهدين

هذه هي الاثارة الثانية والثالثة اثارات مرتبطة بالاولى

اعيد العبارة :

في البيع المقابلة والربط بين العهدين ؟ او بين متعلق العهدين ؟

مثلا عندما يقول الفقهاء واللغويون البيع مبادلة ومعاوضة مال بمال او تمليك بتمليك هنا المعاوضة يعني ربط مقابل هذه المقابلة والربط بين العهدين ؟ او بين متعلق العهدين

ان قلت ما الفرق

قلت الفرق كبير لابد من الالتفات اليه وكل الاثارات نستطيع ان نصوغها باثارات سبق ان مرت بنا

ما الفرق بين الهبة المعاوضية والبيع?

لتوضيح هذه الصياغة الاخيرة في بيان الاثارات الهبة المعوضية يمكن ان تقع عند الفقهاء على صور مثلا في الهبة الاولى الواهب يهب الهبة للموهوب ثم يقوم الموهوب تكرما حيث ينبغي للانسان ان يهدي هدية فيقوم باعطاء هدية للواهب فاذا اعطى الواهب هدية مقابلها واخذها الواهب فالهبة الاولى تسمى بمعاوضية ولا يجوز للاول الرجوع فيها فهذا تلقائيا وقعت وهذا شبيه ما لو اتى المكلف بعمرة مفرده في شهر شوال او ذو القعدة وبقي الى الحج واراد ان يحج تلقائيا ينقلب حجه ويعني يجب عليه الهدي وليس حج افراد بدون هدي وفي الحج الافراد يسوغ له تقديم الطوافين قبل ذلك فالمركب هو تلقائيا يتبدل من عمرة مفردة الى عمرة تمتع

 

الصورة الثانية للهبة المعاوضية :

ان في الهبة الاولى الواهب يشترط على الموهوب ان يهبه في مقابل هبته اما بنحو شرط الفعل او بنحو شرط النتيجة هذي فحينئذ تصبح الهبة معاوضية يعني الشرط ان ينشئ الموهوب انشاء جديد مستقل بمعنى وبهبة عن اخرى بمقابل الواهب الاول وهذا يسمى شرط الفعل

 

الصورة الثالثة :

الواهب الاول قال له انا اهبك هذه الارض بشرط ان تكون ارضك ملك لي وهبة لي يعني بمجرد موافقته تلقائيا تقع الهبة الثانية يعني نفس قبول وانشاء وقبول الشرطة من الموهوب هو انشاء للهبة الثانية

اذا الاخوان تذكرون في هذا البحث ما الفرق بين الصورة الاولى والثانية والثالثة? طبعا نخوض فيها لكي نستبين حقيقة عقد البيع ما هو? يعني نستطيع ان نجيب عن اثاراته السابقة الم تتقدم لدينا اثارة وتساؤل ما الفرق بين البيع والهبة المعوضية? المقصود اي هبة معوضية الفرق بينها وبين البيع ؟ اذا الهبة المعاوظية الاولى فواضح انه ليس في الانشاء تقييد بالهبة الثانية يبقى الفرق بين البيع والصورة الثانية مع الصورة الثالثة

مع الصورة الثانية ايضا يمكن الاستيضاح بشكل اسهل ففي الصورة الثانية شرطية الهبة الثانية بنحو الفعل لا النتيجة يعني لابد ان يكون هناك انشاء ثاني مستقل يوقعه الموهوب اذا جعلنا القبول انشاء ثاني فما الفرق بين الصورة الثانية للهبة المعاوضية والبيع ففي الصورة الثانية الواهب في الهبة الاولى يهب بشرط والموهوب يقبل بشرط من ثم يقوم الموهوب بانشاء ثالث

بخلاف البيع فالبيع فقط فيه انشائين

اذن الفرق بين الصورة الثانية في الهبة المعاوضية مع البيع كنموذج ما هو? و السر في الدخول في هذه الدهاليز لكي نقف على حقيقة ماهية البيع? او الايجارة او الصلح? كيف هذا الترقب موجود ومرة بنا في اشارة في الاثارة الاولى بصياقاتها المختلفة انها دمج وتفكيك

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo