< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/11/02

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الفقه

كان البحث في تولي ولاية النظام الجائر والتعامل مع اموال السلطان من خرائج ومقاسمات او زكوات وهي قواعد اربع

هذه القواعد بنيتها عقائدية لا فقهية محضة ان اصل الشرعية في النظام هي من صاحب العصر والزمان عج وهذا بعد لا يخوض فيه المتكلمون وانما خاض فيه الفقهاء وهناك مسائل عقائدية كثيرة في ابواب الفقه مثلا مرت بنا مسألة في المكاسب وهي حرمة بيع السلاح على الاعداء وهذه المسألة مبنية على بنية عقائدية انه العدو من هو? وبلحاظ من?

اذا هي مبنية على ان هناك بيضة الايمان يعني هناك قواعد او اسس في بناء جسم الايمان والايمان هو نوع من الانتماء لولاية اهل البيت عليهم السلام ومن ثم خاض الفقهاء انه عندنا دار الايمان ودار الاسلام ودار الكفر و هذا التقسيم مبني على مقدمة عقائدية او كلامية

فهذا الدور ليس للصلاة وانما للولاية وانها تلون وتقسم الابواب الفقهية والاحكامية فالمسائل الفقهية فيها مقدمات عقائدية

مثلا ما هو منشأ شرعية القضاء? او شرعية الافتاء ؟ لان الله ينيط الافتاء بالولاية .. آلله اذن لكم ام على الله تفترون? لان الفتيا ليس اخبار محض وانما هي السلطة التشريعية فيحتاج الى اذن والا ما الفرق بين تفترون وتكذبون? وهذا مما ينبه على ان التصدي للفتيا هي ولاية وسلطة لذلك قلنا في باب الاجتهاد والتقليد ان الميت لا يجوز الرجوع اليه ابتداء من جهة انه ليس لديه ولاية ونيابة عن المعصوم واما البقاء عليه ليس من باب تقليد الميت وانما من باب اذن الحي الذي يسمح ببقاء تقليد الميت فصلاحية تشريعية عنده والا لو كانت الفتيا اخبار محض فما الفرق بين الميت والحي? وهذه السلطة التشريعية ليست للفقهاء اصالة وانما هي لاهل البيت ولله وللرسول وحتى الاجتهاد والتقليد يرجع الى بني عقائدية ولا تتوقع انه في علم الكلام تعرضوا لها وانما تعرض لها الفقهاء انفسهم

وفقه الامامية وحتى غير الامامية مليء بالمسائل العقائدية وهذا برهان واضح على ان الولاية هو قطب الرحى للابواب الفقهية لا الصلاة فمر بنا امس انه افترض النظام الاموي جائر والنظام العباسي جائر هذا لا يعني انه في النظام الاموي ليس هناك نظام محمدي لكن تلقائيا النظام الالهي والمحمدي موجود وهذا مر بنا في طيلة هذه الاشهر وهذا هو معنى دار الايمان

فما انجزه امير المؤمنين ع من ولاية لا زال باقيا فهناك ملف فقهي قرآني ذو بنية كلامية موجود وهو ملف كبير حول تقسيم المجتمع الاسلامي حين نزول القرآن الكريم وبالتالي هو نظام تقسيمي من القرآن باقي الى يوم القيامة

ففي القرآن الكريم نستطيع ان نقول هناك تقسيم ثلاثي في القرآن والمجتمع مقسم الى مكون مؤمن ومكون منافق ومكون مستضعف وملف المنافقين موجود سواء في مكة او في المدينة وحتى المنافقين شاركوا في احد حيث في احد ثلث جيش المسلمين رجع عن القتال وهذا اشد من قتال قريش على النبي ص

فبالتالي نحن في صدد ان هناك في التقسيم القرآني مكون في المجتمع المسلم يعبر عنه القرآن بالمنافقين او في قلوبهم مرض او تعابير اخرى وفي مكون مستضعف فالقرآن الكريم فيه موارد عديدة يبين ان النفاق ليست قضيته بسبب ترك الصلاة وانما هي مشكلة اعتقادية قبل ان تكون عملية نعم لها تداعيات عملية لكن بتعبير القرآن النفاق مشكلته عقدية وهذا يصب على ان المدار على الولاية وهذا بحثه الفقهاء في كتاب الطهارة سواء في المطهرات او الاسلام والايمان او في النجاسات باعتبار ان الكفار نجس ، يعني لو ان شخصا احاط بكلمات القدماء من المفيد والصدوق الى عصرنا لالم بكلمات حول المذهب والتمذهب ومكونات فرق الاسلام وانا الان فقط في صدد في فهرسة البحث لا الدخول في التفاصيل ولكي يتنبه الباحث اين يجد هذه البحوث ولا يكتفي بجرة قلم بتصريح خاص

طبعا خاض الفقهاء في حرمة الغيبة في هذا المبحث هل هذه الحرمة مختصة بالمؤمن او بالمسلم او بالمنافق? وبحث الفقهاء في المكاسب هذا البحث وهناك تعرض الفقهاء الى ان لدينا اسلام واقعي واسلام تنزيلي اي يقصدون من الظاهري التنزيلي وعندنا اسلام واقعي ناقص او ظاهري يعني حكموا بان المستضعف اسلامه ابتدائي لا متكامل والمؤمن اسلامه متكامل وغيرهما اسلام تنزيلي

مثل الطواف بالبيت صلاة فيعبرون عنه بظاهر الاسلام فهذه التقسيمات في كلمات الفقهاء اين يجدها الانسان في غير كتاب الطهارة ؟ يجدها في مكاسب محرمة في مبحث حرمة الغيبة والمورد الرابع في بحث احكام في الجهاد وطبعا قضية التعايش السلمي وحقن الدماء وعدم الفتنة والمسؤوليات المشتركة وحقن الاعراض هذه مسلمة عند فقهاء الامامية وانما الكلام في الابعاد الاخرى كالتكتلات السياسية فهي قانون حرية الاحزاب لكن لا بدرجة انهم يتقاتلون لكنهم يتكتلون فكل مكون حر في الاحوال الشخصية وحر في مساحة النشاط السياسي اذن هناك مساحة دنيوية لا اخروية فضلا عن الاثار الاخروية

اذن مبحث الفرق في الاسلام ليس لاجل اشعال الفتنة او للتخاذل في الوظائف المشتركة

مثلا الخوارج كانوا تكتل لكنه لم يمنعهم امير المؤمنين من الضمان الاجتماعي والحريات الدينية وحتى الاعتراض عليه هم رأوا انه لا يمكن التغلب على امير المؤمنين اعلاميا او فكريا فتوسلوا بالمواجهة الحربية ففي حين ان امير المؤمنين اعطاهم السعة بل امير المؤمنين قاتل في صفين مع الخوارج ضد معاوية فاذن هناك وظائف مشتركة فاذن هذه مساحة مشتركة في حين هناك مساحة للتنافس الحميد وهذا موجود قانونيا في كل الدول

فهذا هو منطق القرآن الكريم ان في المجتمع ابعاد دنيوية غير مشتركة كالتنافس السياسي هو ليس مكون واحد او التنافس الفكري فضلا عن الاثار الاخروية فاذا تعددت المكونات لا يشعل الفتنة بين المسلمين وكذلك المسارات السياسية قد تكون هناك مسارات مشتركة ومسارات غير مشتركة اي تنافس حميد

اما النفاق فلم يدعو القرآن الكريم لعدم التعايش مع المنافقين بل امر بالتعايش معهم مع ان المنافقين ازمتهم عقائدية وهناك ثلاثين او اربعين مورد في القرآن الكريم يتعرض للنفاق سواء بلفظة النفاق او الذين في قلوبهم مرض او كذا يعني قريب من ثلاثين مجموعة ايات وهذه المجاميع فقط اذكر الفهرسة لها

اذن اصل ملف الفقه الموجود في القرآن هو تقسيم المجتمع المسلم تقسيم نوع الانشطة والولايات والتكتلات ولذلك القرآن يقول ممن حولكم من الاعراب منافقون من اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى كذا كذا

المحور الثاني في القرآن :

ان النفاق ليس يرجع الى اقامة الصلاة او ترك الصلاة وانما يرجع الى اصل عقائدي فليست الاهمية للصلاة على الولاية وانما الولاء للقيادة وهذا يذكره القرآن بشكل واضح في الاساس العقدي

نعم يذكر القرآن الكريم اعمال سلبية للمنافقين نتيجة الازمة العقائدية فاذن النفاق محوره عقائدي

في سورة الانفال ذكر المنافقين وهم من البدريين هناك فئة منافقين وفئة في قلوبهم مرض وهناك فئة المسلمين ومع ذلك النبي تعايش معهم وحافظ على المسؤوليات المشتركة واعطاهم الادوار بل حتى في دولة النبي سمح النبي لحزب المنافقين ان يأخذوا من المواقع

وهذا مذكور في ايات وروايات قطعية كثيرة وهذه معادلة عقلية صعبة على من يطلع على سيرة رسول الله فسيرة سيد الانبياء وسيد الاوصياء عظيمة ففي حين ان هناك تحزبات ومكونات بمقدار ما هناك عيش مشترك ووظيفة مشتركة ومسؤوليات مشتركة يكون المسير مشترك ولكن لا يفجر الموقف معهم ، فهو يؤلف بين قلوبهم

معروف في حنين ان اعظم غنائم غنمها المسلمون في حرب حنين وبني المصطلق ففي حنين اكثر الغنائم اعطاها النبي للطلقاء من قريش والطلقاء لها معنى فقهي قانوني وفي حين النبي اعطاهم اعظم الغنائم لكن الانصار الذين كابد بهم وجاهد بهم من الاول قل لهم العطاء واعترض الانصار على النبي وحتى في الرواية اخفت الله نور الانصار ومع ذلك قال لهم النبي هم يذهبون بالبعران وكذا وانتم تذهبون برسول الله فهل هما سيان ؟ فتابوا وندموا.

فيؤلف النبي صلى الله عليه واله بينهم والبحث طويل ولا نستعجل به ونحن فقط في صدد فهرسة البحث

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo