الموضوع: الفقه الامامة مصدر الشرعية

كان الكلام في تولي ولاية الجائر اي النظام الذي لا يستند في الشرعية الى النص

وذكرنا المسائل الاربع التي ذكرها فقهاء الامامية في المكاسب والقضاء وغيرها مرتبطة جذريا بقاعدة كلامية وهي ان الامام المعصوم هو مصدر الشرعية ولا يمكن ان تستقل الشرعية بالاستناد الى المصحف الشريف بل لا بد من معية الثقلين وغرفة عمليات قيادة هي الغرفة الاخر

ولذلك حديث ثقلين كما نبه عليه الائمة انه حديث قرآني قبل ان يكون حديث نبوي فليس حديث ثقلين هو مرجعية الثقلين في التشريع حيث مسألتنا هو هدايا السلطان والتعامل المالي في الانظمة كل هذا مبني على تقسيم الانظمة الى نظام مستند الى نظام شرعي او غير شرعي

طبعا النظام غير الشرعي ليس انفلات لذلك امير المؤمنين ع لم يجعل الامور منفلتة كما في السقيفة فهو يمسك بالامور عن الانفلات لا لاجل سلطة فلان وفلان وانما لاجل المحافظة على النظام ومر بنا تفكيك الانظمة يعني نفس النظام الواحد هناك انظمة لا نظام واحد فهناك انظمة في نفس الهيكل الواحد

الان مثلا الامام علي بن موسى الرضا ع وقد سأله تلميذه يونس ابن عبدالرحمن وهي صحيحة السند وافتى بها جميع الفقهاء في باب الجهاد ومنهم السيد الخوئي في منهاج الصالحين حيث في المنهاج السيد الخوئي كتابه في الجهاد استدلالي لا فتوائي فقط وهذا من النوادروحسب ما سمعنا ان السيد الخوئي كتب هذا الكتاب مع تلميذه السيد عبدالصاحب الحكيم فقط

فهناك يستدل السيد الخوئي بصحيح يونس ابن عبدالرحمن وهذه الصحيحة يفكك فيها الامام الرضا بين النظام العباسي وبين النظام المحمدي ةويقول اذا كان دفاعك عند هجوم دولة معتديةعلى المسلمين ان كانت برمجتك في الدفاع للدفاع عن نظام سيد المرسلين فهذا مشروع وواجب اما اذا كان دفاعك عن هذا الخليفة العباسي الخمار الزمار الداعر فقتلتك بيدك

وهذا مبحث مهم في الابواب الفقهية وكان امير المؤمنين يتشدد ان لا يتعطل حكم من احكام الدين او احكام الله وكان يحرج ويضغط على الاول والثاني والثالث

وكثير من الصحابة حبا للمال ما كانوا يقيمون الحدود ويجاملون الاول والثاني والثالث بينما امير المؤمنين كان شديدا في ذلك فلماذا هو يصر على ذلك? هل لاجل اقامة الحدود لدولة فلان وفلان? كلا لان هذا الكيان ليس كله للاول والثاني والثالث وانما هي في الاصل دولة محمد

﴿وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ﴾ [1]

وهذا وحي اوحي الى النبي ولم يعلم به جبرائيل وما جعلنا الرؤيا وهذا وحي اخر لا يعلم به جبرائيل التي اريناك الا فتنة والشجرة الملعونة ،،

وهناك روايات متواترة انها بني امية فما الوحي الذي اوتي بسيد الانبياء في هذه الرؤيا? رأيت بني امية وبني مروان ينزون على منبري نزو القردة قال ينزون على منبري فالدولة دولتي وهذا التراث تراثي والنظام نظامي لذلك لو تراجعون الادلة تجدون ان كل امام من ائمة اهل البيت كان مراقب ومشرف بشدة على الدولة سواء باسم بني امية او بني العباس حتى في القضاء هم في صدد ابقاء ما يمكن ابقاؤه من الدولة المحمدية

فيجب ان نفكك والله سبحانه وتعالى فكك قبلنا فعندما نقول دولة غير شرعية ليس معناها انفلات حيث هناك بيت المال واعراض وكذا كما يقول امير المؤمنين ردا على الخوارج ان الحكم الا لله قال : كلمة حق يراد بها باطل لكن لابد للناس من امام بر او فاجر

فبعض الباحثين في الوحدة والتقريب عندما نقول بان النظام المحمدي موجود هذه شرعية النظام المحمدي وليس للدولة شيئا كما ان عدم شرعية الدولة الاموية او العباسية لا يخل بشرعية الدولة المحمدية

فاصل النظام دولة الهية اذ قال ربك اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك يعني سفك الدماء والافساد في الارض امر ممنوع عنه في الاغراض الالهية سواء كنت في بلاد المسلمين ام غير المسلمين? حيث قال اني جاعل في الارض خليفة يعني حتى سفك الدماء في الدول غير المسلمة امر ممنوع منعا باتا من قبل الله لانه استعمركم فيها ولا تفسدوا فيها فهي ليست بخاصة بارض المسلمين حتى ارض غير المسلمين

لذلك في وصايا سيد الانبياء في الحروب : لا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا طفلا ولا كبير السن ولا الدواب والمواشي والزرع ولا تحرقوا لان اصل النظام الالهي في الارض الذي هو قبل النظام النبوي ليس معناه ان يفرط فيه في اي بقعة من بقاع الارض

افترضوا ان وزير مؤمن صارفي دولةمن دول بلاد غير المسلمين هذا ليس له الحق ان يفرط في الارض ويفسد ويسفك الدماء لكن بشرط ان يوطن نفسه ان يصلح في الارض لا ان يحكم النظام رأس المالية والطبقية وليس ان يساعد البرجوازية وان يساعد على سفك الدماء فعندما يقال نظام غير شرعي يعني كل هذا النظام الموجود في كل مكان ليس انه الانفلات وكذا

فلابد للناس من امير يعني السقف الادنى من القسط يعني اصل فرض الفقه اهم من التفاصيل كالوزارات المتعددة والسلطة التشريعية والقضائية وتقنية

اذن هذه هي التولية والشرعية وعدم الشرعية التي يطلقها فقهاء الشيعة في باب القضاء

لذلك الذي يتوهم ان في الغيبة الكبرى الشارع او الفقهاء لا يحبذون الدخول في السياسة هذا كلام غفلة سباتية تماما لان اصل النظام لابد منه كيف يعني لا يتدخل في السياسة? واصلا لا يحتمل هذا الشيء فلا تسقط المسؤولية عن المسلمين فلا يوجد انفلات ابدا كل شيء احصيناه بقدر

لذلك الذين يخوضون بنية خالصة لا على حطام الدنيا هؤلاء مجاهدين عظام عند الله اعترف بهم من اعترف او لم يعترف

اذن البحث في تولي ولاية النظام الجائر هنا الشرعية عند فقهاء الامامية بنوا على قواعد كلامية ان الامام اللي صاحب العصر والزمان ولائمة اهل البيت هي مصدر الشرعية بحثوها في القضاء والحدود القصاص والديات وفي السلطة التنفيذية

فابواب الفقه سلطات متعددة

اذن شرعية الدولة بولاية صاحب العصر فلم ينط فقهاء الامامية شرعية الدولة باقامة الصلاة او اقامة الحج ولو هذه روايات عظيمة واردة للدولة الدينية ولكن اصل الشرعية هي الامامة

اردت اليوم ان اتي بملف كبير في القرآن فقهي ولكن ليس فقهي محض وانما فقهي عقائدي وجدا مهم يرتبط بما نحن فيه الان هذا الملف مرتبط بان القرآن الكريم يبين ان المجتمع المسلم ينقسم الى مكونين

المكون الاول :

المجتمع المؤمن

المكون الثاني

المجتمع المنافق

فهذان قسمان رئيسيان يذكرهما القرآن الكريم في عنوان المنافقين و المنافقون في خمسة وعشرين موضع في القرآن الكريم طبعا نكتة مهمة ان القرآن الكريم تعرض الى هذا التقسيم في اربع او خمس او ست او اكثر من المحاور فقه سياسي وفقه عقائدي وفقه مجتمعي وفقه مذهبي انا الان فقد استعرض الفهرست ولست اخذ في التفاصيل فعدة محاور مهمة يتعرض القرآن الى هذا التقسيم ولا سيما هذا تقسيم في القرآن في السور المدنية نزولا ، لانهم يدعون ان النفاق ابتدأ في المدينة المنورة لا في مكة ولكن في سور مكية تدحض هذه الدعوى وهي سورة مدثر ومن اوائل السور نزولا على رسول الله وفي بيانات اهل البيت تشير الى بدء النفاق في المسلمين من بداية الدعوة لانها تقسم الفئات الى اهل الكتاب والمسلمين او المؤمنين والذين في قلوبهم مرض والمشركين اربعة اقسام والذي في قلبه مرض نوع من النفاق فالصحيح في بيانات اهل البيت ان النفاق بدأ منذ بدء الدعوة