< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/10/16

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حرمة الدماء وصور التولي في النظام الوضعي

لاحظت كلام السيد الخميني في هذا البحث اي درجة حرمة الاموال و الاعراض والدماء .

نقل السيد كلمات كثير من الاعلام من العلامة الحلي وغير ه وان هذا البحث في الدرجة الاولى تعصب برعاية دماء ورعاية اعراض و اموال المؤمنين اما غير المؤمنين ليسوا بتلك الدرجة في الاهتمام الشرعي . كما ذكر ذلك السيد الخويي والشيخ الانصاري ايضا.

و ذكر السيد الخميني هنا نقطة لطيفة وهي ان المراد من دماء المؤمنين واعراضهم ليس على درجة الافراد بل على درجة الطائفة الحقة والمذهب الحق وهذه الدرجة اعظم من درجة آحاد الافراد فالمراد ليس خصوص آحاد الافراد بل كتلةاتباع مذهب الحق المهم طابع جسم الايمان وليس آحاد الافراد هذا هو يفيد في بيضة الايمان و حماه و حومته كمجموع وكل ادلة التقية التي سوغت الدخول في نظام الجور او .. بلحاظ الحفاظ و رعاية جماعة الحق في الدرجة الاولى نعم المستضعفين لهم بحث آخر. والنظام الفقهي مبني على هذا وهناك شواهد كثيرة و هذا بيان زائد على ما ذكرناه سابقا وانه ليس الروايات في هذا الباب وانما روايات التقية ايضا كذلك التي هي العمدة في التقية السياسية والتقية الاعتقادية والايمانية ان الدرجات الاولوية لطابع جماعة الحق جسم الايمان لا آحاد المؤمنين.

وقد مرت بنا رواية علي بن يقطين والتي قال فيها الامام عليه السلام له: لَا آذَنُ لَكَ بِالْخُرُوجِ مِنْ عَمَلِهِمْ، وَ اتَّقِ اللهَ

الرواية اللاحقة عن العياشي واسانيده حذفت قبل الاسترجاع يحتاج مراجعة ولجنة المصححين مع تراث الحديث يمكن استخراج اسانيد العياشي كلها ان لم يكن كلها.

طبيعة تراث الحديث كما مر بنا مرارا ان احاديث و طرق متشابكة و مترابطة متطابقة و هذا غير الذي قلناه سابقا ان طرق الحديث في الكتب الحديث المشهور غالب هذه الطرق ليست طرق آحاد بل هي طريق متكاثرة و جل احاديث اهل البيت بحمدالله مستخرجة من الاصول الاربعمأة او تسعمأة وقيل :الف وقيل آلاف . وبعضها مشهورة متستخرجة منها فالطرق ليست بآحا كيف تفرضها آحاد والنجاشي ينادي بأعلى صوته في بداية كتابه وتضاعيفة ان طرقي ليست واحدة لكل الكتاب و كذلك الطوسي في الفهرست. واستخراجه كان من الكتب ولم يكن من السماء وكذلك الصدوق في الفقيه يقول في الفقية وال المشيخة ان طرقي للكتب كثيرة . اقتصرت بطريق او طريقين لئلا يظن انه مرسل. والا مجموع الطرق قد دونتها في كتاب سميته بالفهرست. انتهى. وللاسف ضاع هذا الكتاب. وهكذا بقية الاعلام فالتراث ليس بآحاد بشهادة ائمة الفن في علم الحديث وعلم الرجال . مضافا الى ان متون كتبنا متطابقة اما ابعاضا او جلة او متنا مترابط شبكيا.

لكن كلا النظريتين اي نظرية الطرق او نظرية المتون تحتاج اليه من هو متظلع في التتبع.. ومتضلع في علم الحديث وفي علم الرجال. اي علم الرجال بهذا المعنى .

١٧- العياشي في تفسيره عن مفضل ابن مريم الكاتب قال: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ(عليه السلام)وَ قَدْ أُمِرْتُ، أَنْ أُخْرِجَ لِبَنِي هَاشِمٍ جَوَائِزَ، فَلَمْ أَعْلَمْ إِلَّا وَ هُوَ عَلَى رَأْسِي، فَوَثَبْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلَنِي عَمَّا أُمِرَ لَهُمْ فَنَاوَلْتُهُ الْكِتَابَ، فَقَالَ مَا أَرَى لِإِسْمَاعِيلَ هَاهُنَا شَيْئاً، فَقُلْتُ هَذَا الَّذِي خَرَجَ إِلَيْنَا ثُمَّ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ تَرَى مَكَانِي مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، فَقَالَ انْظُرْ مَا أَصَبْتَ فَعُدْ بِهِ عَلَى أَصْحَابِكَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ.

وهذه توصية لطيفة وان ما يجنيه الانسان من الاموال في النظام الوضعي مصرفه الفقراء و لم يقيده بالفقراء .

٤٧ بَابُ وُجُوبِ رَدِّ الْمَظَالِمِ إِلَى أَهْلِهَا إِنْ عَرَفَهُمْ وَ إِلَّا تَصَدَّقَ بِهَا

الرواية الاولى فيها ابراهيم بن اسحاق و عبد الله بن حماد ولم يوثقا على المشهور ولكن على مبنى الوحيد البهبهاني يمكن ان يستحسن حالهما.

٢٢٣٤٣- ١- محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن علي بن أبي حمزة قال: كَانَ لِي صَدِيقٌ مِنْ كُتَّابِ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ لِيَ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ(عليه السلام) فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ فَأَذِنَ لَهُ،

هذا دخل في نظام الجور بدون الشروط المحللة كما مر في الرواية السابقة و حينئذ كلما يتقاضاه من الاموال يجب عليه ان يتصدق بها والا تكون حراما لذلك مر بنا وظيفة المؤظف انه ان لم يقم بوظيفة المؤمنين كل شي عليه من راتبه حرام فان الشيء المحلل لراتبه عونه للمؤمنين وليس من وظيفته دعم النظام الوضعي من حيث هو هو . وعليه فلا تناقض بين الروايات فاذا لم يعمل بالشروط حترم عليه اجرته فضلا عن الهدايا التي يستلمها.

فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ سَلَّمَ وَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي كُنْتُ فِي دِيوَانِ، هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأَصَبْتُ مِنْ دُنْيَاهُمْ مَالًا كَثِيراً، وَ أَغْمَضْتُ فِي مَطَالِبِهِ، اي لم يكن يعلم مصدر الاموال التي كان يأخذها. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ(عليه السلام )لَوْ لَا أَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ وهذا ليس خاص ببني اميه بل يشمل كل النظام الذي لا يرتبط باهل البيت فانه نظاما وضعي بخلاف ما اذا جنه النظام لمسير الحق ورايه الهدى ولابد ان يوطن نفسه على هذا لا ان يقول البنيان الوضعي هو الاساس بل الاصل هو بنيان اهل البيت عليهم السلام.

وَجَدُوا لَهُمْ مَنْ يَكْتُبُ، وَ يَجْبِي لَهُمُ الْفَيْءَ وَ يُقَاتِلُ عَنْهُمْ، وَ يَشْهَدُ جَمَاعَتَهُمْ لَمَا سَلَبُونَا حَقَّنَا، اي لما انعدم المشروع الالهي.

 

ان رسول الله صلى الله عليه واله في دولته لا لم يكن رايته ان يكونوا قرشيون او خزرجيون او او سيون من اهل يثرب بل كانت الراية راية الاسلام فان الجهاد الشهادة في سبيل الله هذا هو الاصل نعم هو آلية من آليات الموازين النازلة.

وَ لَوْ تَرَكَهُمُ النَّاسُ وَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا وَجَدُوا شَيْئاً، إِلَّا مَا وَقَعَ فِي أَيْدِيهِمْ، قَالَ فَقَالَ الْفَتَى، جُعِلْتُ فِدَاكَ فَهَلْ لِي مَخْرَجٌ مِنْهُ، قَالَ إِنْ قُلْتُ لَكَ تَفْعَلُ، قَالَ أَفْعَلُ قَالَ لَهُ، فَاخْرُجْ مِنْ جَمِيعِ مَا كَسَبْتَ فِي دِيوَانِهِمْ.لانه لم يدخل بالشرط المحلل ولم يرعه فيكون معاشه حرام، فَمَنْ عَرَفْتَ مِنْهُمْ رَدَدْتَ عَلَيْهِ مَالَهُ، وَ مَنْ لَمْ تَعْرِفْ تَصَدَّقْتَ بِهِ، وَ أَنَا أَضْمَنُ لَكَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْجَنَّةَ، فَأَطْرَقَ الْفَتَى طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ لَهُ، لَقَدْ فَعَلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَمْزَةَ

ولعله ابن الثمالي لان ابي حمزه الثمالي كان عنده اربعه اولاد محمد وعلي والحسن والحسين

فَرَجَعَ الْفَتَى مَعَنَا إِلَى الْكُوفَةِ، فَمَا تَرَكَ شَيْئاً عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى ثِيَابَهُ، الَّتِي كَانَتْ عَلَى بَدَنِهِ

بينما الامام الحسن عليه السلام انصف ماله ثلاث مرات يقال حتى النعل هكذا كان صارما

قَالَ، فَقَسَمْتُ لَهُ قِسْمَةً وَ اشْتَرَيْنَا لَهُ ثِيَاباً، وَ بَعَثْنَا إِلَيْهِ بِنَفَقَةٍ قَالَ، فَمَا أَتَى عَلَيْهِ إِلَّا أَشْهُرٌ قَلَائِلُ حَتَّى مَرِضَ، فَكُنَّا نَعُودُهُ قَالَ فَدَخَلْتُ يَوْماً، وَ هُوَ فِي السَّوْقِ قَالَ فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِي يَا عَلِيُّ وَفَى لِي وَ اللهِ صَاحِبُكَ، قَالَ ثُمَّ مَاتَ فَتَوَلَّيْنَا أَمْرَهُ، فَخَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ(عليه السلام) فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ قَالَ لِي، يَا عَلِيُّ وَفَيْنَا وَ اللهِ لِصَاحِبِكَ، قَالَ فَقُلْتُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَكَذَا، وَ اللهِ قَالَ لِي عِنْدَ مَوْتِهِ.

٤٨ بَابُ جَوَازِ قَبُولِ الْوِلَايَةِ مِنْ قِبَلِ الْجَائِرِ مَعَ الضَّرُورَةِ وَ الْخَوْفِ وَ جَوَازِ إِنْفَاذِ أَمْرِهِ بِحَسَبِ التَّقِيَّةِ إِلَّا فِي الْقَتْلِ الْمُحَرَّمِ.

قبل ان نقرا الروايات نذكر مقتضى القاعده التي ذكر ها الاعلام ان المجاوزه للدخول في الانظمه الوضعيه من الوظيفه اليسيره فضلا عن الوظيفه الحساسه من الشروط التي مرت بناء منها شخص دخل ليس دخول عون الظالمين وانما البقاء لعون للمؤمنين هذه صورةكفارة عمله والكفارة يعني انه محرم لانه لم يدخل بالشروط فكلما يتقاضى الشهرية فضلا على الهدايا والمزايا فان كفارتها عون المؤمنين هذه الصورة الاولى الصورة الثانية من الاصل عنده نيه بان يعين المؤمنين اي احادهم هذا دخولهم محلل بخلاف الاول فان دخوله كان محرما الا ان ما ياتي به يكون كفاره عن اثمه بدخول في النظام الوضعي من دون الشرائط المحلل. صوره ثانيه من الاول كان نيته عامه المؤمنين فتكون محللا لكنه اقل المؤمنين حظا يوم القيامه اما من كان دخوله لاجل مشروع الدين والمؤمنون كجسم الايمان وبيضته همه جسم الايمان . اعلام ما قيل فيه انه من نجوم السماء كل ما يخططه من اجل مشروع الديني وجسم الايمان لا افراد المؤمنين لا زيديه الزيت ولا عمروية العمرو هذا موفق.

الصورة الرابعة ان يكون مكرها على الدخول او للاضطرار.

هنا يقع الكلام فان الاكراه والاضطرار والتقية وكل العناوين الثانوية هذه الصورة غير الصور الاولى .

ما هي ضوابطها والى اي حد تجوز هل للاضطرار نفسه او الى الضطرار المؤمنين لانه يعلم انه اذا لم يدخل ولم يشغل المنصب ستتعرض دماء المؤمنين او اعراضهم او اموالهم الى درجه لا تحمل عقباه نظام واحد سواء كان في شرق العالم ام غربه ولا يخص ببلاد الاسلام .

فحينئذ الشيخ الانصاري قال الاصل اذا امكن ان لا يرتكب فعلا محرما فان الاصل ان نفس الدخول كوظيفة محرم نعم انما يجوز بالعناوين الثانوية فلابد ان لا يرتكب فعلا محرما ان استطاع هذا هو الاصل الاولي لانه عنده هنا مقامان مقام اصل الوظيفه والمنصب في النظام الوضعي فاني مسوق له هو الاضطرار او التقيه او الاكراه المقام الثاني ان لا يكون الفعل محرما بان لا يقتل على غير حق او يعذب على غير حق او يهتك عرضا محرما او يصادر اموالا لان هذا الفعل المحرم بغض النظر عن المنصب حتى لو كان في ولايه مالك الاشترى واعطاني مالك الاشتر وظيفه من الوظائف في مصر فين الوظيفه وين كانت محلله في نظام شرعي لكن في الافعال يجب ان لا ارتكب محرما في الافعال الحكوميه والوظيفيه وما شابه ذلك قد يكون الامر على العكس في نظام وضعي ولكن العمل حلال.

اذن عندنا مقامان مقام التصدي ومقام الفعل الشيخ الانصاري رحمه الله اعطى ضابطه واحدة واشكل عليه من بعده انا شيخ الانصاري ما دام الاضطرار موجودا للتصدي واخذ المنصب والوظيفه في النظام الوضعي وافترض انه لا يرتكب محرما لكن اذا اضطرار هناك اضطرار لاخذ الوظيفه هذه حيثيه من و هناك اضطرار لنفس العمل وليس من الضروري اذا كان اضطرار في الوظيفه يفرض فيه ان يكون اضطرار في الفعل.

وهذا الاضطرار في الوظيفه والمنصب والفعل ضابطته بالتالي يكون فعل محرم جائزا ما لم يصل الى اراقه الدم المحترم فان التقيه جائزه في كل شيء ما لم تبلغ الى الدم جمله من الاعلام من هو السيد الخوئي وغيره اشكل على الشيخ الانصاري قالوا فان الغايه ليس خصوص الدم فان التقيه جائزه ما تبلغ الدم كقوله التقيه الى العرض اذا كان المراد عرضا اخرين من المؤمنين من قال ان عرضهم اولى من عرض هذا المتصدي المكره وكذلك لو هدد بالمال ما لم تصل الى المال كما لو هدد ب 100 دينار فانه جائز ما لم تصل بالف دينار فالمراد من التقيه جائزه ما لم تبلغ الدم معناه ان التقيه جائزه ما لم تبلغ غايه التقيه فإن كان الاكراه على المال فانما شرعت التقيه لحفظ المال من قال انك ان اذا اكرهت على 100 دينار تريد ان تهتك 1000 دينار.

فالمقصود ليخصوص الدم بل المقصود مورد التقية التي شرعت له يجب ان لا يصبح ارتكاب الفعلالذي هو مورد التقية ان ينقض الغرض من حفظ تشريع التقية.

فلما هدد بالمال شرعت التقية له فيجب ان لا تصل التقية المحرمات الى درجة المال الذي اريد من التقية الحفاظ عليه وهو الف دينار لانك اذا اردت ان ترتكب الف دينار او الفين دينار للغير او هدد عرضك بالسب فهل ترتكب هتك العرض ما هو اشد من السب؟ فهل لاجل حفظ العرض عن السمعة ترتكب ما هو اشد من السمعة . فهذا التفسير من السيد الخويي لطيف جدا وان المراد من جواز التقيه حتى تبلغ الدم ليس خاص بالدم بل حتى لو بلغت العرض او المال الذي شرعت لاجله فيكون نبضا للقرض فالبحث صناعي حساس لا يستعجل فيه غدا سنواصل.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo