< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/10/01

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: الغايات الاستراتيجية في الفقه الديني والسياسي

كنا في بحث اتخاذ الولاية في النظام الوضعي ومر بنا جملة من المباحث و الجهات في هذا المبحث مع ان تولي ولاية الجائر من الكبائر لكن مع ذلك يستثنى منها ثلاث صورة ولها عدة مناشيء او تستطيع ان تقول اربع او خمس صور و لها جهات و صور عديدة .

وكان تعرضنا فيما اذا تصدى لاجل نفع المؤمنين وهي على صورتين تارة قصده الاصلي انتفاع المؤمنين و تارة قصده الاصلي انتفاعه بنفسه ولكن في موازات نفعه لنفسه ينفع المؤمنين كفارة عمل السلطان نفع المؤمنين و المفروض كون النظام وضعيا وهذا ادنى التصاوير والافضل منه قليلا وهو اقل المؤمنين حظا يوم القيامة انه كان من قصده بالدرجة الاولى ان ينفع المؤمنين والايتام والفقراء والقسم الاول اشد منه حالا وهذا القسم اخف منه قليلا .

النمط الثالث ان توجهه ليس للبعد الدنيوي والمادي للمؤمنين فضلا عن نفسه بل توجهه ان يكون عنصرا من المشروع الايماني لراية الايمان حتى تقوى شبكة الايمان وجهازه نعم في ضمن ذلك ينفع المؤمنين و يدفع الضرر عنهم هذه الاوليات عن الشارع وانت قس عليها فعلل و تفعلل. وليس البحث منحصر في ولاية الجائر قس عليه الفقه السياسي لان هذا المبحث مبحث فقه سياسي والفقه السياسي عند مذهب اهل البيت عليهم السلام واستراتيجة الفقه السياسي واهدافه عند اهل البيت اعلامي عسكري نظامي امني في الغيبة الكبرى بل منذ زمن الامام الصادق عليه السلام فان الاحاديث كلها زمن الامام الباقر والصادق والكاظم والرضا و.. عليهم السلام .

البرنامج الاستراتيجي عند اهل البيت ان في الدرجة الاولى انك تقيم نظام الايمان هذا هو الهدف نعم في الدرجة الثانية لابد من توفير دنيا المؤمنين وفي الدرجة الثالثة وهي الدرجة الخسيسة جدا ان تكون لغرض الدنيا نفسك هذه هي اولويات الاهداف عند اهل البيت عليهم السلام. ولا يفرق فيه فان في باب الجهاد اي النشاط العسكري ايضا هكذا وكذا النشاط الامني والنشاط العلمي وهذا منذ السيد الانبياء صلى الله عليه واله ويبقى الى يوم القيامه هذه اولويات لاقامه نظام الايمان في الدرجه الاولى والدرجه الثانيه تبع تاتي دنيا المؤمنين.

فلا تقول لي البعد البشري اي البشر بما هم بشر له كذا و كذا من البنود.. فان نظام العلوم الدينيه ايضا هكذا وهو نظام كل بنود الدين كل ما لا يراد به وجه الله فهو خواء و ثبورا لا تدعو اليوم ثبورا واحدا وادعو ثبورا كثيرا وهذا الكلام ياتي حتى في نظام الاخلاق ونظام الرياضه الروحيه انما اريد به وجه الله الفرق بين النظام الاخلاق عند الدين عن فلسفه الاخلاق في المدارس الاخرى ان الغايه القصوى هو الله عز وجل في المشروع الايماني اما اذا قلنا نفعل المؤمنين فضلا عن نفع المسلمين فضلا عن غير المسلمين فانه ولو كان ممدوحا لكن ليس مدحه دائما وما عند الله خير وابقى فانه ون كان خيرا الا انه ليس دائميا فهذا مبحث داخل في الفقه السياسي والمكاسب المحرمه عند الاماميه سترجه او قل نظام طبقات التشريع هي هكذا هذا ليس خاص متولي ولايه الفقه هذا في الحقيقه نوع من الهيكل المفصلي الموجود في كل الابواب حتى باب الصدقه ورده فيها الا ما اريد بها وجه الله .

لاحظ في سوره النساء في الجهاد العسكري ﴿وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ في‌ سَبيلِ اللَّهِ﴾[1] في الدرجه الاولى في سبيل الله وفي الدرجه الثانيه ﴿وَ الْمُسْتَضْعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدان﴾

وكذلك نظام كفاله الايتام والقصر والفقراء اذا جعلته نظاما مسيسا للسياسه الدينيه الالهيه اي لاجل تربيه دينيه ولاجل ان يكون هؤلاء جنود مجنده للمشروع الديني لا المشروع الذاتي الاناني بل يكون خالصا للدين ولاهل البيت عليهم السلام هذا فيه ثمره وخير باق والباقيات الصالحات خير[2] [3] وابقى[4] اما اذا جعلتها للرافه البشريه دنيا المؤمنين هذه وان كان جيدا لكن في الدرجه الثانيه بخلاف ما اذا جندت مؤمنا بان يكون همه وغمه وحياته واسرته بان يشارك كمشاركه وهب المسيحي النصراني في كربلاء الامام الحسين عليه السلام فانه وان كان نفسا غنيا الا انه في نهاية المطاف صار اثنى عشريا اماميا وذاك الاثنى عشري صار نصراني فهل تدعم الاسره بان تكون من جنود اهل البيت عليهم السلام هذا شيء عظيم اما تاره تخفف العناء عنهم فانه وان كان ممدوحا الا انه بعد دنيوي دنيا المؤمنين وليس بعد اخره المؤمنين ولذلك ترى في روايات اهل البيت عليهم السلام في باب القصاص ايضا لانه نظام مهيمن في كل الابواب فان في باب القصاص الامام جعفر بن محمد عليه السلام يقول من احيا نفس قال احياء البدني هذه درجه نازله ولكن تاويلها الاعظم هو من هداها الى الحق هذا هو الذي من احيا نفسا كانما احيا الناس جميعا وكذلك من قتل نفسا تاره يجني على البدن الدنيا فانه وان كان اثما عظيما ومن الكبائر لكن اذا اظلها عن هذا الطريق ولو بكلمه واحده تصدر من عندنا نحن رجال الدين والعياذ بالله نحاسب اكثر ناس في القبر هذا شيء مسلم عند علماء الاعلام فانهم اشد الناس حسابا في القبر لان هذه جهود الانبياء والائمه عليهم السلام ترى تزيل الناس بكلمه منها ونحن مسؤلون عن هذه الكلمه بكل طبقاتنا.

لذلك الامام جعفر الصادق الاسلام يقول من احيا نفسا يقول هداها[5] والمقصود منها الحياه الابديه وهذه هي اعظم ليس المراد الحياه البدنيه الدنيويه فانه وان كان جيدا الا انه ليس بالشيء الخطير ومن قتل نفسا يقول الامام الصادق عليه السلام اي اظلها فانك بهذه الكلمه ابعدته عن الصراط المستقيم وهذا قتل الحياه الابديه ما هو الخسران الابدي.

اذن في باب الجهاد والقصاص باب المكاسب المحرمه وابواب عديده اخرى هذه الخارطه موجوده هي بنفسها عنده تشريعات وبيانات اهل الدين ائمه اهل البيت عليهم السلام وان المشروع الديني هو اعظم شيء والدنيا المؤمنين في الدرجه الثانيه فضلا عن دنيا الانسان نفسه هذا اقل حظا اذن هناك طبقات في المشروع الديني يجب ان نلتفت اليها في كل الابواب وليست خاصه بالمكاسب المحرمه في توليه ولايه الجائر بل هذا النظام نراه في ابواب عديده يشير اليها الشارع كباب الصدقات و الخيريات والاوقاف كله يصب في هذا وهذا البحث يجري في باب مقدمات العبادات ايضا ياتي فيها نفس النظام ونفس الهيكله والاستراتيجيه حتى انه ورد انه لا يقبل عمل عند الله الا ما اريد به وجه الله يعني المشروع الديني والا فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره وان الله عدل لا يجور يعطيه في الدنيا او عنده نزع الروح او يعطيه في البرزخ او يعطيه في القيامه كما يقول الامام الرضا عليه السلام سيجازى بعض الصحابه الكذائي يجازون حتى يوم القيامه لان لا يبقى لهم على الله لكن بعد ذلك يساق بهم الى...

لاحظ ما اريد به وجه الله هو ما يوصل الانسان الى الجنه الابديه والا قد يجاز الانسان بعمل ليس له امد دائم لانه لم يرد به البقاء الابدي فان البقاء الابدي هو وجه الله وليس غيره وانك لما لم تستهدف الله واستهدفت شيئا اخر فبقدر ما استهدفته تصل الى هدفك ولم تقصد ما وراء ذلك وهي الابديه فلم تصل اليها.

نعم جانب الخير والانساني لكن الانسان الذي يؤنسن الى الله والا فان أنسنة الانسان بدون اله يصير حيوانا ولا يكون انسانا فانسانيه الانسان ان يكون متالها و تكون وجهته الى الله وهذا ياتي في بحث الاخلاق وفلسفه الاخلاق وفلسفه التشريعات في الابواب الفقهيه هذا النظام مهيمن على كل هذه الابحاث فانها قواعد تهيمن بعضها فوق بعض فلابد من الالتفات اليه بلغات مختلفه لغه كلاميه وغيرها وهذا معنى شرط الولايه العباده فان احد معاني كون الولايه شرط العباده وشرط الصحه وهذا برهان على كون الولايه شرط الصحه وليست شرط القبول فقط لان العباده وكل النشاطات العبادي الخيري ان تكون لوجه الله والا لا قيمه له قد يكون له قيمه الى الدنيا او الى البرزخ او الى الصراط لكن ليس لهم قيمه ابديه فان القيمه الابديه هي ما اريد بها وجه الله الولايه وهذا معنى شرطيه الولايه لان الولايه هي التي تحدد لك المسير والطريقه وان لو استقاموا على الطريقه الوسطى وهذه لفظه اخرى للولايه وهي كلمه الطريق في القران الكريم فان تاتي في بنفس المعنى .

اذن هناك الفاظ مختلفه وسياقات مختلفه بنفس الاستراتيجيه لا يمكن ان تفد عباده على الله الا ان تقدم النبي واهل بيته بين يديك امام الله هذا بنص القران الكريم ﴿وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحيما﴾[6]

ومعنى ظلموا يعني التوبه كما بسط ذلك الالوسي بسطا عظيما و الولاء يقطر من كلماته وكثير من القضايا التي غفل عنها الفقهاء الاماميه تطرق لها مع انه صوفي وهو سيد من الساده لكنه حنفي لكن في هذه الايه ابدع ولائه للنبي صلى الله عليه واله وعلينا ما قيل لا من قال ..

يقول الالوسي هذه ليست في التوبه الاصطلاحيه وينقل عن كثير اهل المعنى ويشكل عليهم ويقول هذه الايه ليست خاصه بالتوبه الاصطلاحيه بل المراد به مطلق الاوبه والتوجه والعباده الى الله ﴿وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَليفَة﴾[7] يعني جعل ادم بوابه لاسناد السجود الى الله وكلما اراد ابليس ان يتفسخ من هذه الهيكليه ما استطاع فان قوله تعالى اسجدوا لادم نبرتها الاستراتيجيه القواعديه والكلاميه والفقه والاخلاقيه والعرفانيه وما شئت فاعبر لانها لغات مختلفه لنفس القاعده الاستراتيجيه ﴿وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ﴾ يعني انت الاول يا سيد الرسل فاستغفروا الله وانفع هنا للتفريع يعني لا تخاطبوني ايها البشر وايتها الملائكه وايها الجن والمخلوقات ليس لكم اهليه لمخاطبتي الا ان تقدموا بين يديكم وافد ناصع الوجه عند الله وهو سيد الرسل وهذه لغه اخرى ونفس النظام والاستراتيجيه في العباده فان العباده التي لا يتوجه فيها الى الله بالنبي واله لا تهتدي الى الله وذلك بنص هذه الايه كما قال الالوسي حيث قال ان المراد مطلق الاوبه ومطلق العباده فلابد ان تطرق باب الله وهو النبي صلى الله عليه واله ثم تعبد الله جاؤك فاستغفر الله والثالث شفاعه النبي واستغفر لهم الرسول لما توجهت للنبي وعبدت الله لكن هذا لا يكفي لابد ان يمضي ذلك النبي صلى الله عليه واله واستغفر لهم الرسول هذه ثلاثه شروط والي في كل العبادات كما يقول الالوسي وليس في خصوص التوبه لان كل عباده هي اوبه الى الله عز وجل.

فنلاحظ هذه الاستراتيجيه في باب العبادات وباب الجهاد وباب الصدقات وما بالمكاسب المحرمه بلغات مختلفه وبقوالب مختلفه ولكن المطلب هو هو المشروع الديني هو الاعظم ثم ياتي بعده البعد الدنيوي للمؤمنين ثم ياتي البعد الدنيا وللانسان نفسه وهذا اخس شيء.

اذن هذه الاستراتيجيه موجوده في كل ابواب الفقه بلغات مختلفه وقواعد مختلفه لكن المعنى هو هو وهي موجوده في علم الاخلاق وموجوده بقيه العلوم الدينيه ما هذه نقطه مهمه جدا مرت منها.

اما بقيه الروايات في باب 46 من ابواب ما يكتسب به الحديث الثالث

٣- قال و قال الصادق(عليه السلام)كَفَّارَةُ عَمَلِ السُّلْطَانِ قَضَاءُ حَوَائِجِ الْإِخْوَانِ.

يراد به القسم الادنى

٤- بإسناده عن عبيد بن زرارة أنه قال: بَعَثَ أَبُو عَبْدِ اللهِ(عليه السلام)رَجُلًا إِلَى زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ(1)، فَقَالَ وَ أَدِّ نَقْصَ عَمَلِكَ (2).

(1) و زياد بن عبيد الله لعله من الموالين لاهل البيت عليهم السلام وكان في نظام الاموي والعباسي.

(2) يعني نفس عملك عند السلطان مؤاخذ عليه الا ان تجبره بخدمه المؤمنين وهذا هو الذي مر بنا وهو اقل حظا في خدمه المؤمنين على نمطين نمط ان القصد الاصلي هو الانتفاع الدنيوي لكن لكي يكفر عن ذلك يخدم المؤمنين وهذا الذي مر بنا في الروايات وكفاره عمل السلطان النمط الثاني ليس من قصده الانتفاع الدنيوي لنفسه ويكفر عن ذلك بنفع المؤمنين بل من الاول هو قصده ان يدفع الضرر والظلم عن المؤمنين وينفعهم وفي ضمن ذلك ينتفع دنيويا هذا افضل شانا لكنه يبقى اقل المؤمنين حظا يوم القيامه النمط الثالث وهو نجوم الله في الارض كما في بعض الروايات وهو من كان هدفه المشروع الديني من الاساس وليس هدفه البعد المادي الدنيوي نعم ذاك يحصل عليه بالتبع لكن قصده الاصلي المشروع الديني ونظام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وهذا الامام عليه السلام الان موجود وله نظام.

٥- و في المقنع قال روي عن الرضا(عليه السلام)أنه قال: إِنَّ لِلَّهِ مَعَ السُّلْطَانِ أَوْلِيَاءَ يَدْفَعُ بِهِمْ عَنْ أَوْلِيَائِهِ.

واشير في بعض الروايات الاخرى ان المراد من هؤلاء الاولياء هم الذين هدفهم المشروع الديني لا دنيا المؤمنين فضلا عن دنيا نفسه في الدرجه الاولى قصدهم المشروع الديني حتى لا تصير هناك مضايقه على حركه قياده الامام جعفر الباقر او الصادق اوالكاظم او الرضا او صاحب العصر والزمان هذا توجه اخر ان المختار رضوان الله تعالى عليه هذا فهو الاول ديني لا دنيا المؤمنين حتى الدويله التي شكلها ليس من هدفه ان يدفع الظلم عن المؤمنين بل كان هدفه الاول هو الحسين عليه السلام ومشروع الحسين ولذلك وصفه امير المؤمنين بالكيس نعم هدفه الثاني العدل بالمؤمنين ومطلق المظلومين والمحتاجين في الدرجه اللاحقه فهؤلاء الاولياء في هذه الروايه الدرجه الاولى في قصدهم المشروع الديني.

الروايه الاخرى عن الصدوق ايضا وهذا مما يدل على ان هناك المقنع روايات لم تكن في مصادرنا الاخرى ولا هي موجوده في كتب الصدوق الاخرى.

٦- قال: وَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ( عليه السلام) عن رَجُلٍ يُحِبُّ آلَ مُحَمَّدٍ( صلوات الله عليهم) ..

وهذا هو الاساس فان المشروع الديني هو الاساس واذا نظرنا الى الدنيا المؤمنين وذوات المؤمنين بما هم ذوات المؤمنين مو دنيا المؤمنين ودنيا الانسان نفسه هذه صنميه والعياذ بالله منها بخلاف ما اذا ذاب في اهل بیت احد معاني ان اهل البيت اسماء الله بكونهم ذائبين وان ذواتهم و انانيتهم فانيه لا نطعمكم لاجل انفسنا انما نطعمكم لوجه الله هو الذائب في الذائب ذائب من هذا الباب.

وَ هُوَ فِي دِيوَانِ هَؤُلَاءِ فَيُقْتَلُ تَحْتَ رَايَتِهِمْ، فَقَالَ يَحْشُرُهُ اللهُ عَلَى نِيَّتِهِ. اي هدفه الاستراتيجي اذا كانت غايته المشروع الديني فهذا اعظم شيء واذا كان هدفه دنيا المؤمنين هذا بحث اخر واذا كان هدفه نفسه هذا انزل.

الروايه اللاحقه: يرويها الطوسي في اماله بسند عالي وهي صحيحه زيد الشحام

٧- و في الأمالي عن محمد بن الحسن عن الصفار عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن زيد الشحام قال سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام مَنْ تَوَلَّى أَمْراً مِنْ أُمُورِ النَّاسِ...

اذن ليس التولي خاص بالنظام كما مر بنا في الابحاث السابقه -وان الكلام ليس خاص في نظام الجور- بل الكلام في مطلق النظام الاجتماعي عام كان او خاص وهذه والروايه صحيحه اعلائيه جهه السند ومن جهه المضمون اشد صحة...

فَعَدَلَ وَ فَتَحَ بَابَهُ وَ رَفَعَ سِتْرَهُ، وَ نَظَرَ فِي أُمُورِ النَّاسِ كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ، أَنْ يُؤْمِنَ رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ.

فهذه المسؤوليه ليست خاصه بنظام الجور بل اي نظام من الانظمه سواء كانت مؤسسه عامه اجتماعيه وان لم تكن حكوميه فانه يجب تولي امور الناس وليس خصوص المؤمنين بل يشمل حتى غير المؤمنين وغير المسلمين لان البعد الانساني لا يمكن ان يغفله لكن لا تجعله هو الاول والا اغاثه جوعه من البشر هدف ديني وسامي بلا شك وليس كلامنا السابق في ذلك دفع الظلم عن المؤمنين هدف ديني عظيم لكن ليس كلامنا السابق في هذا بل كان كلامنا في الاولويات لا ان هذا ليس بهدف ولذلك القران الكريم في سوره النساء يقول:

﴿وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ في‌ سَبيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدان﴾[8] ولم يقل في هذه الاية (والمسلمين او المؤمنين) بل مطلق المستضعفين كما ان احد البنود القانونيه التي تدعيها منظمه الامم هي اغاثه اللاجئين والمحتاجين والملهوفين واعانه المظلومين وهذا هو ايضا هدف ديني استراتيجي ولا كلام لنا في ذلك لكن ما مر كان الكلام في الاولويات او المراتب وان هذا الهدف يجب ان يندرج تحت هدف اعلى وهو المشروع الديني والا لماذا الصليب الاحمر الدولي اينما ذهب يذكر الناس بنبي الان الصليب استثمار لنبي عيسى ام لا هذا بحث اخر لكن بالتالي يرفعون دوله فاكيتان اذن لم يروا المنافات بين الخيريه الانسانيه وادراج الخير الانساني تحت عنوان ديني فان اي خطوه يخطوها يجعل دعايه للمشروع الديني الذي هو يرتضيه بغض النظر عن ذلك فانه بذلك يسيس الخدمه الانسانيه تحت مشروعه الديني وهل راى احد عيب في ذلك كلا لا يرى احد ذلك حتى الامم المتحده ايضا كذلك لما تصنع الخيريات ترفع شعار الامم المتحده فانه نوع من التسييس وهو عباره عن الولايه اما ولايه الصليب الاحمر او ولايه الامم المتحده او ولايه الله والنبي واهل بيته عليهم السلام فان الولايه نوع من التسييس والتوظيف والاتباع والانقياد وعلى معنى الولايه فلاحظ كون مشروع انسانيا تحديده وتوظيفه لغايه معينه هذه نقطه مهمه تاتي في الابواب العديده وللحديث تتمه.


[3] ﴿الْمالُ وَ الْبَنُونَ زينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيْرٌ أَمَلا﴾.
[4] السورة شورى، الأية 36.. فَما أُوتيتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى‌ لِلَّذينَ آمَنُوا وَ عَلى‌ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون‌
[5] المحاسن، البرقي، ابو جعفر، ج1، ص232. عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً فَقَالَ مَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالَةٍ إِلَى هُدًى فَقَدْ أَحْيَاهَا وَ مَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ هُدًى إِلَى ضَلَالٍ فَقَدْ قَتَلَهَا.عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ع قَوْلُ اللَّهِ فِي كِتَابِهِ- وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً قَالَ مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ قُلْتُ فَمَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلَى هُدًى فَقَالَ ذَلِكَ تَأْوِيلُهَا الْأَعْظَمُ‌.عن حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَسْأَلُكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ كُنْتُ عَلَى حَالٍ وَ أَنَا الْيَوْمَ عَلَى حَالٍ أُخْرَى كُنْتُ أَدْخُلُ الْأَرْضَ فَأَدْعُو الرَّجُلَ وَ الِاثْنَيْنِ وَ الْمَرْأَةَ فَيُنْقِذُ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَ أَنَا الْيَوْمَ لَا أَدْعُو أَحَداً فَقَالَ وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنَ النَّاسِ وَ بَيْنَ رَبِّهِمْ فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ ظُلْمَةٍ إِلَى نُورٍ أَخْرَجَهُ ثُمَّ قَالَ وَ لَا عَلَيْكَ إِنْ آنَسْتَ مِنْ أَحَدٍ خَيْراً أَنْ تَنْبِذَ إِلَيْهِ الشَّيْ‌ءَ نَبْذاً قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً قَالَ مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ أَوْ غَدَرٍ ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ تَأْوِيلُهَا الْأَعْظَمُ أَنْ دَعَاهَا فَاسْتَجَابَتْ لَهُ‌.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo