< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/08/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المسؤولية العامة بين نارين

وصلنا الى الروايه الحادية عشرة معتبرة او صحيحة معمر بن خلاد قال: قال أبو الحسن(عليه السلام)مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رِعَاؤُهَا، بِأَضَرَّ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ مِنْ حُبِّ الرِّئَاسَةِ، ثُمَّ قَالَ لَكِنْ صَفْوَانُ لَا يُحِبُّ الرِّئَاسَةَ. وهذه كرامة لصفوان .

وهذا شبيه بان القضاء كمان في الروايات اللسان القاضي بين جمرتين هذا لبيان خطوره مسؤوليه الرئاسه في اي درجه كانت كما خطوره مسؤوليته القضاء ومن ثم امير المؤمنين عليه السلام يقول ان امراتكم هذه كعفطه عنزه الا ان اقيم حدا او ادفع فالمقصود ان الرئاسه مسؤوليه في حين انها واجب كفائي ولا اقصد من الرئاسه الامامه هذه خاصه باهل البيت عليهم السلام بل المقصود الاداره العامه لوضع المؤمنين ففي حين هي مسؤوليه حساسه وشديده وفيها حساب وكتاب وتهديد ووعيد وتخويف لكن اذا تركها الكفوء ولو كفاءه متوسطه تاره هناك من هو اكفا منه سيتعين عليه الاقرب فالاقرب وبالتالي هذه بعض الواجبات الكفائيه من هذا القبيل تركتها تاتيك عقوبه صارمه واذا تتصدى لها بدون مسؤوليه نزيهه ستعاقب انت بين عقوبتين وليس لك ان تترك الحبل على غاربه بل لعل هذا اشد عقوبه من التصدي مع الشيء من التقصير فانه لا يمكن ان تترك الامور على عاتقها وعواهنها بذريعة ان الحكم مسؤلية .

وبالتالي اذا لم يتصدوا المؤمنين .. تصدى و حارب بنفسك الفساد المالي والاداري تصدى و حارب نفسك في النزاهة . نعم يراعى في ذلك الاكفأ فالاكفأ. تصدى و لا تمانع الاكفأ منك ولا تحتكر آفاق الفرص لبقية الاكفاء

ومن الخطأ دراسة المسؤلية بأنها ذم للتصدي مع انه ليس معناها ذلك هذا جانب لكن الجانب الاخر المؤمنون و المؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون على المنكر وقوله تعالى الا تفعلوه تكن فتنه في الارض وفساد كبير وقوله تعالى اتقوا فتنه لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه .

فتحمل المسؤلية فيما بينهم و عدم تولي الكافرين حتى كفر الايمان كما مر بنا فهذا للحمل للمسؤوليه الا تفعلوه تكن فتنه في الارض وفساد كبير في حين التهديد مع ذلك لابد ان التقدم.

مثلا امير المؤمنين عليه السلام في غزوه خندق والاحزاب كان واجب عليه ان يتقدم لعمرو بن عبدود لكن في حين ان هو كان واجب عليه ان يتقدم اليه ما كان في حين ذلك لابد ان ان لا يكون الداعي ازاحه عمرو بن عبدود وداعي نفساني بل لابد ان يكون الداعي لله فان التقدم لمبارزه لعمرو بن عبدود فيه هول و في حين ان فيه هول ومسؤوليه لكنك مطالب على خطرات القلب مسؤوليات متعدده الزوايا والجوانب لا لكي ان اسلم نفسي عن المسؤوليه والمعاتبه ان اترك المسؤوليه ومن قال بانك ستسلم اذا تركت المسؤوليه فالوظيفه الشرعيه العامه المطالب بها في البعد العام فان المطالب القيام بها هذا اولا وثانيا القيام بها بنزاهه مهما امكن ما مطالبين بان لا نعينق بعضنا بعض لان المسؤوليه فيها زوايا.

اذن هذه الروايه ليست ذم لتحمل المسؤوليه والمراد من حب الرئاسه الحرص عليها وهي اضر في دين المسلم من حب الرئاسه وهو الحرص لا نفس الرئاسه فان نفس الرئاسه مسؤوليه عامه وهي تشمل حتى الرئاسه المتوسطه وطبقاتها فالذم ورد في الحرص في الرئاسه وكانها هي المقصد لا في نفس الرئاسه. والشاهد على ذلك انه قال لَكِنْ صَفْوَانُ لَا يُحِبُّ الرِّئَاسَةَ. ولم يقل لا يتحمل الرئاسه والا صفوان ايضا كان فقيها وصاحب فتيه وهي ايضا رئاسه مع انه كان مرجعا من المراجع في زمان الامام الرضا عليه السلام و ايضا الحسن ابن محبوب وايضا محمد بن سنان في جانب العقائدي سعد بن سعد الاشعري ايضا كان له ومحمد بن اسماعيل بن بزيع والبزنطي كلهم فقهاء في زمن الرضا عليه السلام ثلاثه مدحهم الامام الجواد عليه السلام بعد وفاته من اصحاب ابيه منهم صفوان ومنهم محمد بن سنان بسند صحيح.

اجمالا الروايه ذمه حب الرئاسه لا نفس الرئاسه لا يتباهى بها نفسه وهذا شبيه تحذير كثير من ائمه اهل البيت عليهم السلام عن النشاط والثوره العسكريه امام الانظمه الظالمه البعض فهم انهم يحرمون ويمنعون لكن اذا دققنا في الثورات وكلمات اهل البيت عليهم السلام انهم عليهم السلام في صدد الذم عدم التدبير الذكي المحنك للتوراه العسكريه فيها طيش كثير لكن هناك عوامل هي تؤثر اسرع من الاسلوب العسكري الان العدو عنده امنيه اوصل من المطلوب للحرب العسكريه رئيس المراد من الامن خصوص الاستخبارات المقصود من الامن هو الامن الشمولي الامن الاقتصادي الامن الطبي الامن الثقافي الامن العقائدي وما هو معنى الامن العقائدي لان الذي يبحث في العقائد وليس له وعي امني في بحث العقائد لا بصيره له في بحث العقائد فيخدع الامن الثقافي ما هو معناه ان الذي يكون في الثقافه الا انه ليس له وعي امني ثقافي لا يلتفت من اين يلدغ فان أمن كل شيء بحسبه.

ما هو معنى الامن الاخلاقي؟ لانه يريد ان يربي المجتمع الا انه اذا لم يكن له وعي بالامن اخلاقي فتراه ربما يستخدم اليات واساليب تزيد في الطين بله لانه ليس له عنده وعي بالامن الاخلاقي كما يقال عنده حماقه او سذاجه كذلك الامر في الامن السياسي و اصلاح الاداري ربما تكون عنده اداره الا انه فاقد البصيره الاداريه.

على كل، الروايات الوارده في ذم الثورات المسلحه ليس الذم فيها لاجل مقارعه الظالمين او استخدام القوه بل هو ذم على زوايا اخرى مرتبطه و التدقيق في حيثيه التي يذم فيها اهل البيت عليهم السلام مهم جدا او ينهون حيثيه معينه كما ورد في زيد الشهيد هناك روايات متضاربه عجيبه غريبه. لا اريد الدخول فيها.

لكن المقصود تشخيص حيثيه زوايا الروايات مهم جدا لا ياخذ الانسان دلاله الروايات على ابهامها بل لابد ان يتدبر فيها ويحلل الدلاله الابهام ليس فيه دلاله والا تبقى الحوزه العلميه معنا مغلوط في الوسط العلمي لطائفه من الروايات.

اذن الذي يريد ان يدخل في النظام الوضعي اذا كان عنده قدره تحمل المسؤوليه وهي صعبه في النظام الصالح فكيف بالنظام الظالم الفاسد كيف تستطيع ان تخترقه وهذا لا يعني انه يسوغ لك ان تتقهقر لا هذا ولا ذاك وانما كما امر الامام الصادق عليه السلام اذا امرتكم بشيء فاتوا به ما استطعتم لا انك تتركه حين تركه لا يجوز ان هذا الترك ليس مقدس هذا الترك فسق اخر بل اشد.

 

الرواية ١٢- محمد بن مسعود العياشي في تفسيره عن سليمان الجعفري وهو من نسل جعفر الطيار وربما لكثره الرواياته يستحسن حاله على ايه حال اسانيد العياشي محذوفه كما يقول السيد الخوئي وكلامه صحيح وهو من من الناسخ والا كان مسندا جاء ناسخ فاستنسخها وانتشرت من دون اسانيد ولو يصحح تفسير العياشي لان كثير من رواياته موجوده في الكتب الاخرى .

قال: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(عليه السلام)مَا تَقُولُ فِي أَعْمَالِ السُّلْطَانِ، فَقَالَ يَا سُلَيْمَانُ الدُّخُولُ فِي أَعْمَالِهِمْ، وَ الْعَوْنُ لَهُمْ وَ السَّعْيُ فِي حَوَائِجِهِمْ عَدِيلُ الْكُفْرِ، وَ النَّظَرُ إِلَيْهِمْ عَلَى الْعَمْدِ، مِنَ الْكَبَائِرِ الَّتِي يُسْتَحَقُّ بِهَا النَّارُ.

المراد من النظر اليهم يعني تنظر اليهم كالمعجب بهم ويرتاح لهم فانه جانب نفسي وهو من الكبائر وهذه تحكي عن مسؤوليه القلب وهذه الروايه افتى بها المشهور مفاد هذه الروايه هو عين مفاد الايه ولا تركنوا الى الذين ظلموا وفسر المفسرون الركون انه لغه الميل القلبي اليسير الى رؤوس الباطل وكلما على الباطل اشتد الحساب ولو ان في قلب جبرائيل ذره من حبهما لا اكبه الله على منخره في النار وهذه في مسؤوليه القلب فانها اشد من مسؤوليه اللسان والبدن .

البعض يظن ان خطرات القلب معفوا عنها مع انه مسؤوليه القلب اشد ولذلك يقول عليه السلام النظر اليهم على العمد هذا ليس بلحاظ النظر بل بالحاظ الارتياح القلبي فاذا بلغ الى رؤس الضلالة لاكبه الله على منخره في النار .

يقول الامام الصادق عليه السلام عندما بلغه ان جماعه في الكوفه من الخطابيه يؤلهونه الصق خده الشريف على الارض و بكى بكاء شديدا وتبرا مما يفعل هؤلاء وقال انا عباد مخلوقون مربوبون فقال الرواه لو كنا ندري انك هكذا تتاذى لم ننقل لك هذا وما يضرك ما يقولون انت بريء من ذلك قال والله لو لم اتبرأ في قلبي مما يقولون ولو استانست قليلا قلبا بما يقولون استشهد بانه لو ان عيسى بن مريم لم يتبرم لا فقط لم يستانس مما قالت فيه النصارى لا كبه الله يعني وظيفه القلب شديده جدا لا يكفيك ان لا تعتقد بل الميل اليسير خطر بلحاظ متعلق الميل كلنا يكون متعلق الميل شيء فساد عظيم الميل اليسير اليه عليه حساب وهذه قاعده متواتره انه من احب اي درجه من الحب نفس عدم التبرم درجه من الارتياح.

ولذلك اجمع الفقهاء ان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر في القلب لا عذر لاحد في التواني فيه .

درجة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في القلب لا عذر لاحد في عدم القيام به. النهي عن المنكر في القلب ان تتبرم منه و تتبرأ و تكره ولا يكفي انك لا تحب بل لابد ان تكره المنكر .. كره اليكم الفسوق .. يعني الانسان اذا لم يكره المنكر يلزم عليه ان يكره في نفسه المنكر يعني لا اقل يلاحظ الجوانب السلبية في المنكر كي يكره المنكر.

افرض انه في حالة التقية و المداراة ولكن قلبا عليك ان لا يصير في قلبك حب بالنسبة الى الباطل هذا الاقل المطلوب . والا سيشارك الانسان معهم من احب عمل قوم على درجة القلب كالنظر اليهم على العمد من الكبائر التي يستحق بها النار .

٤٦ بَابُ جَوَازِ الْوِلَايَةِ مِنْ قِبَلِ الْجَائِرِ لِنَفْعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الدَّفْعِ عَنْهُمْ وَ الْعَمَلِ بِالْحَقِّ بِقَدْرِ الْإِمْكَانِ

الرواية الاولى صحيحة علي ابن يقطين

١- (٥) محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر(عليه السلام)إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَعَ السُّلْطَانِ أَوْلِيَاءَ، يَدْفَعُ بِهِمْ عَنْ أَوْلِيَائِهِ.

هؤلاء المتغلغلين طابور خامس للمؤمنين وهذا واجب كفائي وليس انه ملخص بل في نفسه واجب كفائي وهذا القسم الثالث يعني النجوم وهنا في هذه الروايه سماهم اولياء وهذه الروايه لها عده طرق اي صحيحه عاليه الاسناد يعني مضمونها قطعي الصدور وان استراتيجيه في الغيبه الكبرى على اختراق النظم ولو بشكل سكتاوي لانه ليس لاهل البيت مشروع سياسي بل هناك عشرات من الروايات في هذا المضمون انه في الغيبه الكبرى عن نشاط السياسي الحكومي غير مقفل بل هو واجب كفائي وعلى حومه المؤمنين ان يقوموا به فيرفعوا كفاءتهم لا انه لما تكون ثوره العشرين حينئذ يبدؤون بالتدريب العسكري هذا لا يمكن بل ال لابد ان يتهيئوا من قبل في كل جوانب الحكم ميزانيه لها طرف المفوضيه لها طرف البنك المركزي له علم اذا كانت ابناؤنا تزج بهم في الهندسه والطبع فقط هذا لا يكفي يا اخي الزنج بهم في الاداريات وهذه مسؤوليه لا انها مستحب والا عند الحاجه كيف يقام فانه لا ياتي من فراغ لا اقل من اشبال المؤمنين يحدثون هذا الوعي انه تسلقوا الى مفاصل تقومون بالمسؤوليه لا انه تتركون المسؤوليه للطرف الاخر هذا غير صحيح وهذا لا يكون بالساعة والفساد لا يعالج بالتمني .. اذا اتيت بالف مجرب اذا لم يكن عنده كفاءة الكلام الكلام اما اذا اتيت بنظام رقابي نظام علمي خبروي هذا يحتاج الى علم و تعلم ودورات في كل المجالات الخطيرة فانها ليست بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب وانما تحتاج الى علم و استعداد عشرات السنين .

اذن ان (مع الله اولياء )كيف صاروا اولياء ؟ اتظنون ان علي بن يقطين لما صار وزيرا ما كانت عنده خبرة سياسية او مالية او .. ؟ اذن كيف يجعله هارون وزيرا؟

فانه رأى كفاءته اكثر من غيره خبرته في الحكم اكثر . اضطر للاحتياج اليه .. لماذا هارون في الدولة العباسية المطنطنة احتاج اليه و ربما في زمنه كانت الرقعة العباسية اكثر اتساعا اضطر الى مكانة ابن ابي عمير بان يجعله قاضي القضاة فلو كان ابن ابي عمير شخص عادي هل كان ينصبه ؟ لولا تبحره و تفوقه على علماء الطرف الاخر و جذابيته كل ذلك للكفاءة والا كيف نستطيع ان نقوم بهذه المسؤليات .. اذن ليس الامر وليد الساعة و حماس الساعة بل لابد من التدبير لطويل الامد يجب ان نعلم من اين ياتي التخصص . هذه امور تخصصات تحتاج الى انشاء دورات علميه .

الرواية الاخرى(13) نفس الرواية السابقة ذكرها الصدوق و قال في خبر آخر: أُولَئِكَ اي اولئك العناصر التي تقوم بمشروع لاهل البيت عليهم السلام في الانظمه الوضعيه عُتَقَاءُ اللهِ مِنَ النَّارِ.

ايضا روى الصدوق و قال الصادق(عليه السلام)كَفَّارَةُ عَمَلِ السُّلْطَانِ قَضَاءُ حَوَائِجِ الْإِخْوَانِ. قلنا هذا انزل مستوى من الثالث.

الحديث طويل سنكمله بعد العطلة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo