الموضوع: باب الأمر بالمعروف والبعد العام السياسي والاجتماعي

في ضمن استدلال الامام سلام الله عليه في موثقه مسعده من صدقه استدل بذيل هذه الاية ﴿كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ﴾

و ﴿لا يَتَناهَوْنَ﴾ تارة ياتي بمعنى النهي وتارة ياتي بمعنى الانتهاء اي الانقطاع عن العمل وهذا مما يبين على ان في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس المطلوب فقط النهي الانشائي عن المنكر بل المطلوب الارتداع والانقطاع والانتهاء من العمل و المعصيه لان باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باب وسيع ومن البحوث المعقده في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انه ما هي المراتب الواجب في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على الواجب الامر بالمعروف او الواجب اقامه الامر بالمعروف الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاه فان اقامه الصلاه غير الامر بالصلاه كما ان المطلوب في النهي عن المنكر هل هو انشاء النهي عن المنكر او الانتهاء عن المنكر او كم مرتبه له كما ان المراد من المنكر هو المنكر الفردي او المنكر الاجتماعي وايهما اعظم اهميته عند الشارع هل هو الانفرادي او الاسري او الاجتماعي او السياسي او العقائدي اصعده مختلفه للمنكر كما ان المعروف هو اي معروف بحث الاولويات بحث المهم في الابواب الفقهيه في الباب الواحد.

ما هو الفرق بين عنوان الاولويات وعنوان الترجيح؟ اي ترجيح الاهم على المهم. ما الفرق بين هاتين الضابطتين . بحث يحتاج الى تتبع.

الاولويات لها صلة وطيدة بالبيئة العامة و الاجتماعية ان كان لها صلة بالبعد الفردي لكنها اقرب الى البعد العام في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر معارك علميه بين الاعلام مثلا البعض ياخذ في الامر بالمعروف والنهي المنكر جدوائيه النهي يعني تاثيره اما اذا لم يؤثر هل يجب ام لا بينما في الايه الكريمه واذ قالت امه منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا قالوا معذره الى ربكم ولعلهم يتقون الاعراف 164 لكني العذاب لما اتى انما انجي الذين ينهون عن السوء كما قال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئیس بما كانوا يسقون فلم ينزل الذين يرتكبون المعصيه.

فباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول عنه الامام امير المؤمنين عليه السلام وبيانات عديده من الائمه عليهم السلام انها من اعظم الفرائض وبحسب بيان امير المؤمنين عليه السلام هي اعظم من الصلاه واعظم من الجهاد والصوم والحج فعلل عليه السلام بانه بها تقوم بقيه الفرائض الان هذه الفريضه متروكه ومعطله هي اعظم صارت اهون الفرائض .

ولا يخفى انه ليس المراد يعني اقامه هذه الفريضه اقامتها بنحو هوجاءي او انفلاتي او همجي.

مثلا قد يكون تاسيس منتدى فني مسرحي اعظم في النهي عن المنكر من الكثير من المواعظ ربما يكون انتاج فيلم هادف اعظم تربيه للمجتمع من الاف المواعظ وعلى العكس ربما يكون انتاج فيلم مبتذل اسوا على المجتمع من الاف المحاضرات السامه فاليات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اليات عفريتيه من الثقافيه والالكترونيه لان الهدف التاثير لا الاليه الخاصه وهذا لابد من انتفات اليه ان معنى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس بالاليات البدائيه السطحيه الساذجه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني منظومه بناء تربوي منظومه اعداد الى اجيال متعدده مختلفه لا انه عمل سريع بالساعه هذا ليس امر بالمعروف والنهي عن المنكر فنحن مقصرون في تنظير باب البحث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

هنا في هذه الموثقه العظيمه من الامام الصادق عليه السلام يبين ان من اعظم مصاديق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر النشاط السياسي والقطاع العام اذن الامر بالمعروف انه يعني المنكر ليس مختص بالبعد الفردي.

ان قيل: ان ائمه اهل البيت عليهم السلام من الامام السجاد عليه السلام طبعا الامام السجاد عليه السلام مارس الحرب العسكري في كربلاء في بدايه الحرب لروايه غيبه النعماني وروايه اخرى لم اتذكر مصدرها ربما في تفسير القومي تدلان هاتان الروايتان على ان الامام السجاد عليه السلام في بدايه واقعه الطف شارك في القتال حتى ارتث من الجراح لكن بعدها الامام السجاد عليه السلام لم يمارس النشاط السياسي وقضى الامام الباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري عليهم السلام لكن من جانب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يكن الائمه عليهم السلام معطلين لهذا الباب فان اليات القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر اليات عظيمه يمارسها الائمه عليهم السلام بينما كثير من الفرق الزيديه سذاجه كانت تعترض على الائمه عليهم السلام لانه كان في اذهانهم ان الاليه للامر بالمعروف والنهج المنكر هي الاليه الساذجه المعلنة والا فلا . مع ان هذا تصور خاطيء .

في هذه الموثقه يبين الامام الصادق عليه السلام ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر النظام ومنظومه كما في الجريمه المنظمه تقوم بها منظمه واسعه الافق والنطاق كذلك لاصلاح المنظم يقوم به منظومه التربيه الصالحه تقوم بها منظومه ما نشتبه في التكليف ونظن انه اداؤه فردي انه من الواجب لابد ان يكون هناك نظم منظومه سواء كان منظومه مدنيه او سياسيه او امنيه يساهم كل ذلك في اداء الامر المعروف والنهي المنكر اللازم كمان في نيسان بعض الروايات ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضه على العالم القوي اي ذو اليد ومبسوط اليد لكن ليس معنى ذلك تقييد الوجوب به ولذلك امر بانه ولتكن منكم امه يامرون بالمعروف وينهون على المنكر وان كان هناك قراءه لاهل البيت عليهم السلام ولتكن منكم ائمه فانه لا منافاته بينهما.

المقصود ان كثير من الابحاث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر معطله وهو بحسب بيانات اهل البيت عليهم السلام من اعظم الفرائض ولم يقل احد من علماء الاماميه في الغيبه الكبرى ان باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر معطل.كما انه لم يقل احد بتعطيل الجهاد الدفاعي في الغيبه الكبرى. فان وجوبه قائم والجهاد الدفاعي انواع كذلك امام الامر بمعروف والنهي عن المنكر لم يقل احد بتعطيله والا لماذا بحث علماء الاماميه هذا الباب حتى الذين لا يبنون على اقامه الدوله الاسلاميه او الحكم الديني مع انه ترى في المكاسب المحرمه بحث عن حرمه بيع السلاح على اعداء الدين ومر بناء ان السلاح نموذج واله يحرم تقويه اعداء الدين ويحرم نقل القوه من المؤمنين الي اعداء وهذا الكل اتفق عليه فهذا بحث من بحوث القطاع العام وبحث من بحوث النشاط السياسي والامن والعسكري ومعنى ذلك ان حتى الذين لا يؤمنون باقامه الحكم الاسلامي لا يقولون بتخلیه الامور على غاربها مضافا ان في هذه المساله نصوص من ائمه اهل البيت عليهم السلام وفي هذه النصوص تنصيص بان هذا الحكم ثابت الى ظهور صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف يا حظيع السلاح والمراد من السلاح لغه كل شيء يوجب القوة وآلية للقوة يعني تنقل القوه من المؤمنين الى الاعداء هذا لا يجوز معنى ذلك ان الاحتفاظ بالقوه وتنام القوه وجدي مطوه ولو بالطريقه الناعمه من اوجب الواجبات في الغيبه الكبرى على الصعيد العام.

في هذه الموثقه الامام عليه السلام يقول ان البعد العام في القوه سواء كان القطاع رسميا او غير رسمي هذه البيئه للمعروف والمنكر اهم عند الشارع من البعد الفردي لان الامام عليه السلام هنا يطبق باب الامر بالمعروف والنهي على المنكر في القطاع العام.

مره بنا في ذاك البحث اي حرمه بيع السلاح على اعداء الدين لان الواجب الكفائي يؤاخذ عليه الانسان اشد ما يؤاخذ على الواجب العيني ولو ان المعشعش في اذهاننا هو العكس لان الواجب العيني لا محاله الانسان سيساءل عنه هذا صحيح ولكن اين الوجوب العيني الفردي من الوجوب الكفاي المرتبط بالقطاع العام والاجتماعي فهل الولايه اهم ام البعد الفردي فان الفرق بينهما شاسع.

لذلك مر بنا في استثناءات حرمه الدخول في انظمه الجور ان الذين هم النجوم الارض هذا المتمحض كنشاط اقامة بالمعروف و زعزعة النظام هذا من نجوم الارض فانه لم يفكر في البعد المعيشه لنفسه بعد المعيشي الدنيوي للمؤمنين وانما يفكر في اقامه اصل النظام المشروع بدرجات نسبيه نفس هذا المطلب والدرجات التي مرت بنا اكبر شاهد ان الشارع اولويته وحتى في فتاوى الفقهاء اولويتهم بماذا في البعد الفردي؟ في البعد الدنيوي للمؤمنين؟ لا، بل في البعد السياسي واقامه النظام . لانه اذا صلح تصلح دنيا المؤمنين واخرتهم.

مره بنا ان من استثنى في الدخول في النظام الجور من هم من يكفر والبعض عبر عنه باقل المؤمنين حظا في الاخره مع انه ينعش المؤمنين لكنه يفكر في الجانب الدنيوي المدني للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وهناك ثالث يفكر في جانب مشروع اهل البيت عليهم السلام وحكم الدين لا انه فدا لكتل ولجماعه يصب عمله في حكومه الحكم لا حكومه الحاكم الديني الذي قد يكون كذا وكذا هؤلاء الطبقه الثالثه كما في الروايات من نجوم الله في الارض والسماء وهذا اللسان الثالث يقول ان الوظيفه في الغيبه الكبرى غير ساقطه فالابواب مرتبطه لابد من اكتشاف ارتباطها ومن الخطا ان يكون هم الانسان محصور في وظائفه الفرديه هذا ليس بخطر عند الله .

واما اذا كان همك البعد المدني الدنيوي للمؤمنين فقط هذا هم المتوسط عند الشارع تنظير عجيب في الروايات لاحظواها فان لها وطيد الصلة ببحثنا بخلاف من كانت عنده مشروع ديني والحكم الديني ولا اتكلم في الحاكم الديني الذي تنازعه الكتل بل الكلام في الحكم الديني وما ذنب الدين مع الحاكم الديني غير المعصوم عليه السلام فهذا لسان واضح من الشارع يعبر عنه بنجوم الدنيا والاخره هؤلاء قاموا بها باعظم المسؤوليات وهذا ليس بشعر وانما هو نظام وتقليل من الشارع.

هنا الامام الصالح عليه السلام في هذه المؤثقه يبين ان من ابرز مصاديق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو البعد الاجتماعي لان لعن عيسى ولعن داود ليس في المعاصي الفرديه مع انها مرتبطه بالمعاصي في البعد الاجتماعي والعام السياسي والاخلاقي العام.

كما ان السائل سال عَنْ قَوْمٍ مِنَ الشِّيعَةِ،يعني مجموعه يَدْخُلُونَ فِي أَعْمَالِ السُّلْطَانِ، يَعْمَلُونَ لَهُمْ وَ يُحِبُّونَ لَهُمْ وَ يُوَالُونَهُمْ، قَالَ لَيْسَ هُمْ مِنَ الشِّيعَةِ، يعني من منتحلي الشيعة عندهم محبة قلبية لكن بقيه شؤونهم منتحلي الشيعه وهذا شيء لطيف وهو ان باطن الانسان قد يتعدد يعني قد يكون الانسان منافق في غير عقيدته الا انه منافق في عمله ومنافق في اخلاقه ومنافق في سلوكه السياسي وان لم يكن منافقا في عقيدته بل عنده نفاق في سلوكه سياسي لمشروع اهل البيت عليهم السلام او عنده نفاق في سلوكه الاخلاقي مع نظام اهل البيت عليهم السلام وان لم يكن منافقا في الجانب العقائدي كما ان النفاق يتعدد ان انتحال في التشيع ايضا في العقيده غير منتحل لكن في العمل منتحل في الاخلاق ليس عنده تشيع وانما ينتحل ويتقمص فالانتحال والنفاق والشرك والكفر قابل للتعدد حسب بيانات اهل البيت عليهم السلام بحسب مراتب شؤون الانسان كما قالوا ان الانسان قد يكون عنده صفه كريمه في جمله من الشؤون لكن في ساحات اخرى من زوايا اخرى عنده رذيله في مقابل هذه الفضيله كما لو كان الشجاعا في موارد ولم يكن شجاعا في موارد اخرى او كان عفيفا في موارد ولم يكن عفيفا في موارد اخرى او كان طاهر في موارد و قذر في موارد اخرى فكلنا مبتلون بلا استثناء .

قَالَ لَيْسَ هُمْ مِنَ الشِّيعَةِ، اي لا اقل في البعد السياسي ليسوا هم من الشيعه من ثم سيد الانبياء صلى الله عليه واله تحالف مع قبائل مشركه في قبال قريش وفي قريش مسلمين متكتمين وبينت الايه الكريمه ان هؤلاء المسلمين الذين هم بين قريش قبل الفتح تحت نظام دوله كافره في مكه هؤلاء لا يصح موالاتهم سياسيا مدنيا ليس لك من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا فليس لهم ولاء سياسي الا ان يستنفروكم في الدين لانه في العقيده عندهم ولاء وان لم يكن عندهم ولاء في السياسه ولا في البعد المدني هذا تنوع الولاءات والاصطفافات كما في سوره الانفال مما يدل على ان الشؤون والبيئات متعدده ومختلفه ومفككه ومرتبطه بمعنى البحث ذو تتمات.