< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/08/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حكم القطاع العام في النظم الوضعية

وصلنا الى هذه الروايه في باب 43 من روايه الرابعة

عن أبي عبد الله(علیه السلام)قال سمعته يقول مَا مِنْ جَبَّارٍ إِلَّا وَ مَعَهُ مُؤْمِنٌ، يَدْفَعُ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ هُوَ أَقَلُّهُمْ حَظّاً فِي الْآخِرَةِ، يَعْنِي أَقَلَّ الْمُؤْمِنِينَ حَظّاً بِصُحْبَةِ الْجَبَّارِ. اي بسبب صحبة الحبار.

وهذا محمول على القسم الثاني لان القسم الاول هو من دخل في النظام لامرار معيشته ويلتزم بالشرط الشرعي وهو خدمه المؤمنين ودفع الضرر عنهم وهذا مما يعبر عنه بكفاره عمل السلطان لان توجهه الاصلي معيشته فيكفر بهذا بخلاف النمط الثاني فانه متمحض في خدمه المؤمنين اي فئات منهم مع ذلك هو اقل المؤمنين حظا اذن من هم الذين في نظام الجور كالنجوم؟ واعلى الناس درجة في الاخرة؟

ذاك نمط آخر فانه ليس من همه المعاش ولا خدمة المؤمنين بل ما هو اعلى بل يريد ان يبسط راية العدل والحق و عنده توجه عنده مشروعي ونصرتي لكم معدة هذا اعلى همة وحظا و سيما عنده في محاسباته ان بيضة الحق و بيضة المذهب اعظم من فئات قليلة يدافع عنها. المهم عنده راية الحق ذاك عبر عنه في الروايات بنجوم الله في الارض لانه متمحض في المشروع الالهي وليس همه مجموعات من المؤمنين وان كان هذا ايضا جيدا لكن اين هذا من ذاك وهذا الذي يعبر عنه الفقهاء بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وشاهد هذا البحث في هاتين المسالتين ان الفقهاء ان باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو المشروع الديني السياسي وليس مرادهم المعروف الفردي فقط وعبر عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمشروع الديني بينما لم يعبر عن الدفاع عن المؤمنين بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع انه منكر الا انه مع جماعات قليله من المؤمنين وليس له بعد عام ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون .

فهذا التقابل في كلمات العلماء يفهم منه مطويات كلام الفقهاء وفقها الذي كتب هنا ايضا للتقيه فان الفقهاء كانوا يعيشون في ظروف تقيه ما في ظل سلاطين وحكومات جائره فكتبوا كتبهم بلغه هادئه مع ان بيان الروايات ايضا كذلك وكلامنا التقيه في البيان لا التقيه في الاحكام ولا نخلط بين التقيه في البيان والتقيه في الاحكام فان التقيه في الاحكام شيء اخر التقيه في البيان يعني كلام ملفف وملغز وخفي بالكنايه وغيرها هنا واضح من كلمات الفقهاء انهم يقابلون من كان همه فردي ولو كان محللا كما لو اشتغل في حرفه وهندسه وكان همه نفسه وفي ضمن ذلك يخدم المؤمنين هذا عمله كفاره في القطاع العام .

تاره هناك شخص اخر غيرته على المؤمنين هذا متوسط وليس دون الاول اما العالي والمتعالي هو من كان همه جماعي ومشروع ديني في الذات وبالدرجه الاولى وهمه صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ولا يغفل عن ذكره فهذا مشروعه شيء اخر وعبر عنه الفقهاء بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الثالث الذي هو اعلاهم تمام هذا امير المؤمنين عليه السلام صعصعة قليل المؤنة اي على بيت المال عظيم المعونة في المشروع الالهي وهذا من نجوم الله في الارض وهذه نوع برمجه تدریجی في التشريع والوظائف الشرعيه في الغيبه الكبرى وهذه واضحه من استراتيجيه اهل البيت عليهم السلام في الغيبه الكبرى من الفقهاء وان الانسان ذو مسارات ثلاثه فاما انت في المسار الاول او المسار الثاني او المسار الثالث وهو اعلاها.

قوله صلى الله عليه واله من اصبح و لم يهتم بأمور المسلمين ليس من النمط الثاني بل امور المسلمين امامهم ائمتهم و مشروع الهي وهذا في الحقيقه هو الخير الاعظم لانه يعود الى جميع المؤمنين بخير اعظم لا على فئات قليله من المؤمنين ويعود عليهم دنيا واخره لا فقط البعد الدنيوي لو دار الامر في الخيريات والصدقات سواء خيريات من القطاع الخاص او خيريات من القطاع العام سواء دار الامر بين البعد الديني او البعد الدنيوي تاره البعد الدنيوي ضروره اضطراريه هذا صحيح لقوله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف انا بسط المعيشه الدنيويه في مقابل المشروع الديني كالجسد والروح فان ارواح المؤمنين اهم من رفاه المؤمنين لو دار الامر بين الامرين.

فهذه المسارات الثلاثه بنفسها تاتي في بحث الاوقاف او العتبات البعد البدني -تارة يكون اضطراري على بحثه بحث اخر لكن- اذا دار الامر بين اولويات البعد التوعوي من دون افراط و تفريط امر المهم كما قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وكان الائمه من قبله ومن بعده عليهم السلام قالوا من احيا نفس اعظم تاويلها هداها لانه يؤمن لها الحياه الابديه وهو اعظم من ان يؤمن لها الحياه الدنيويه اذا هذه ثلاث مسارات ذكرتها الادله وذكرها علماء الاماميه بهذا اللحاظ هذه الروايه اقرنها مع لسان اخر من الروايات وانها كفاره السلطان تجد انها من النمط الاول اي الداني واقلهم حظا النمط الثاني والمتوسط ونجوم الله في الارض هو النمط الثالث وهو الذي عنده تطلع لمسار المشروع الديني. وهذا البحث شبيه بحث النيه والقصد القرب العباديه فانه فيها درجات وهكذا المسار في المقام فان له درجات.

الرواية الخامسة: وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي حَدِيث‌ قال: وَ مَنْ أَحَبَّ بَقَاءَ الظَّالِمِينَ، فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ.

و لا باس بسندها فيها المنقري عن عياض وهو من قضاه العامه الذين تتلمذ على يد الامام الصادق عليه السلام ذكرهم الشيخ الطوسي في كتاب العده ذكر هناك قائمه من فقهاء العامه الذين تتلمذ على يد الامام الصادق عليه السلام.

 

الرواية السادسة: و صحيحه على كل التاقدير او مصححه فانها عن ابن بنت الوليد بن صبيح عن الكاهلي[1] عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال: مَنْ سَوَّدَ اسْمَهُ فِي دِيوَانِ الْجَبَّارِينَ(يعني كان في القطاع العام ) مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ، حَشَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْرَاناً [حَيْرَانَ].

فاصل الكون في القطاع العام محرم ان لم تكن الحكومة دينينة نعم الدخول قد يكون واجبا او جائزا بشروط اي بشرط انه يخدم المؤمنين والا دخوله و اكله و شربه ووظيفته حرام و الشرط المحلل وتذكيته الدوام في خدمة المؤمنين و دفع الضرر عنهم ويقضي حاجاتهم لا ان المؤظف يمن على المراجعين المؤمنين بل هم يمنون عليه والا لا يستطيب اكله و لا شربه ولا معاشه. هذا بالنسبة الى النمط الثاني .

اما النمط الثالث دخوله دخول في المشروع الديني يريد ان يبسط احكام الله في الارض و يبسط مشروع اهل البيت عليهم السلام.

اذن الذي سود اسمه في ديوان الجبارين ليس عنده انتماء الى اهل البيت عليهم السلام وانما همه حياته فهذا حرام لما مر بنا ان القطاع العام حتى الوظيفه العاديه كتنظيف الشوارع هي من صلاحيات اهل البيت عليهم السلام اي ولايتها مرتبطه بولايه اهل البيت عليهم السلام لانك تقتحم شيئا محميا الهيا وهي ولايه اهل البيت عليهم السلام وادارتها لابد ان يكون باذن منهم عليهم السلام وللاسف شرائط التذكيه في الوظائف العامه مغفول عنها في ثقافه المؤمنين حتى في ثقافه الفضلاء والحال انها متفق عليها عند الفقهاء غايه الامر ان الفقهاء مضطرون الى ان يلففوا الكلام يا اخي فتاوى الفقهاء ما دامت الدوله ليست دوله شرعيه وانما هي وضعيه تكون دوما ملففه فلا تاخذ الامور على عوائنها وبساطتها.

مَنْ سَوَّدَ اسْمَهُ فِي دِيوَانِ الْجَبَّارِينَ مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ، حَشَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْرَاناً .

في الدخول في القطاع العام من دون ان توطن نفسك انك منتمي الى نظام اخر نظام اهل البيت عليهم السلام هذا الدخول في هذا النظام غير صحيح.

 

اذن الولاية يعني وظيفة و مديرية وان كانت الادلة في الحرمة لا تقتصر على موقعيه الوزاره او موقعيه الاداره العامه والاداره المتوسطه بل كما مر بنا شامل لكل مراتب القطاع العام بل شامل لما هو وراء القطاع العام وهو انقطاع الخاص اذا كان له سلطه و نفوذ يكون من دعامه من النظام فانه ياتي فيه نفس الكلام كما مر بنا هذا البحث

٤٥ بَابُ تَحْرِيمِ الْوِلَايَةِ مِنْ قِبَلِ الْجَائِرِ إِلَّا مَا اسْتُثْنِيَ

الرواية الاولى صحيحة اعلائية :

محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و محمد بن حمران (حمران بن اعين اكبر سنا من زرارة و توفي في عهد الباقر او الصادق عليها السلام و يذكره العامة من ضمن علماء علوم القران والقراءات -كما يذكرون ابا ابن تغلب- ومحمد ابن حمران ابن هذه الشخصيه) عن الوليد بن صبيح (وهو من الاجلاء).

هذا يعبر عنه بعلم الرجال وهو ان تعرف تاريخ المفردات وارتباطها الشبكي الاجتماعي العلمي بما انك ترفع بطاقه احمر او اصفر او اخضر هذه نتائج تقليديه لقلقه لسان ليس لها مت من الجهه العلميه اساسا ولو هذه المدرسه ايضا رجاليه الا انها من اضعف المدارس الرجاليه بخلاف ما له انفتحت على علم الرجال بعلم تاريخي تحليلي هو الا لا قيمه له .

ولذلك هناك فرق بين معجم رجال السيد الخوئي رحمه الله وتنقيح المقال للشيخ عبد الله المامقاني رحمه الله او قاموس الرجال للتستري نعم السيد الخوي رحمه الله ذكر طبقات الرجال وهو متميز فيها اما الجهات الاخرى الرجاليه اختزال مقتضب جدا . اي انه مخل اذا اراد شخص ان يكتفي به .

يعني كل عالم رجالي عنده هم وعنده بعد يتوخاه فلاحظوا الفرق بينه وبين منتقى المقال او منتهى المقال وتنقيح المقال -لمیرزا محمد الذي علق عليه الوحيد بهبهاني- وهذه دورات كدوره مستدرك النماز ي فانه يجمع لك المواد ويعطيك صورة حية عن الشخصيهز ثم انت تاتي و تحللها وتقيمها وهذا حقيقة يسمى علم الرجال.

قال: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ(عليه السلام)فَاسْتَقْبَلَنِي زُرَارَةُ، خَارِجاً مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ(عليه السلام) يَا وَلِيدُ أَ مَا تَعْجَبُ مِنْ زُرَارَةَ( وهو اي وليد من كبار اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام وربما طبقته متقدمه على زراره قليلا)، سَأَلَنِي عَنْ أَعْمَالِ هَؤُلَاءِ (يعني القطاع العام في الدوله العباسيه او الاموية)

اي شَيْءٍ كَانَ يُرِيدُ، أَ يُرِيدُ أَنْ أَقُولَ لَهُ لَا فَيَرْوِيَ ذَاكَ عَلَيَّ،(لان ائمه اهل البيت عليهم السلام الدنيا غير مقبله عليهم حسب الظاهر الدنيا حازها السقيفيون والامويون والعباسيون والبشر تلقائيا يميل مع الدنيا وحينئذ كيف استطاع الائمه عليهم السلام تنامي المد الشيعي اكثر واكثر وهذا امر ليس بسهل فمن جهه ارهاب الدوله مخيفه ومن جهه ليست عندهم دنيا يعني حسب الظاهر فان الدنيا باموالها ورئاساتها بيد هذه الدول الامويه والسقفيه والعباسيه ما الذي عند ائمه عليهم السلام ؟

حتى الان في يومنا المعاصر هذه الحالة موجودة من كانت له الدنيا تقبل عليه سيما اذا خلط بين الدين والدنيا ومع ذلك يقول الامام الرضا عليه السلام الائمه عليهم السلام ايديهم اصبحت صافرات ليس لهم اموال لا نصيب ومع ذلك ترى الناس لا تنسحب عنهم بل تزداد رقعتهم والارتباط بهم حتى ولو هددوا من قبل النفوذ في الدول .

انتم لاحظوا كلمات عثمان حول علي بن ابي طالب يقول هذا يهدد وجودي يعني نفس وجود علي بن ابي طالب عليه السلام يهدد وجوده. لانه يحيز الناس اليه مع ان امير المؤمنين عليه السلام لم تكن تلك الاموال التي كانت بيدهم اي بيد بني اميه وبني مروان في عهد عثمان ما هي الجاذبيهة التي كانت عند علي بن ابي طالب عليه السلام؟ وهذا باللسان امر سهل والا فلما تعيش تلك الايام ترى ان ذلك كانت من قبيل المعجزه والا كيف يزدادون اتباعا ويتماوت اتباعهم فيهم عليهم السلام هذا امر عجيب وغريب.

اذن هناك حقيقه وواقعيه وراءهم هي تجذب والا حسب المنوال العادي هذا تحليل فرانس واتو يقول هذا ممتنع لولا وجود شخص داينام كيف يزدادون هؤلاء كيف يترقون اكثر فاكثر والحال انه رايت الناس قد مال الى من عنده مال ورايت الناس قد ذهبوا الى من عنده ذهب ورايت الناس قد انفضوا الى من عنده فضه لانه سلطان.)

ثُمَّ قَالَ يَا وَلِيدُ مَتَى كَانَتِ الشِّيعَةُ، تَسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِهِمْ( يعني في القطاع العام لان المسألة واضحة فلماذا يسال زرارة توضيح الواضحات حتى في زماننا الان الفقهاء حتى لو تستفتي لا يستطيع ان يعطيك الواقع الصرا ح فان ذلك غير ممكن وهذه روايه قطعيه الصدور تبين مذاق اهل البيت عليهم السلام وهي بمثابه المتواتر وهي تبين مسار مسيره اهل البيت عليهم السلام) إِنَّمَا كَانَتِ الشِّيعَةُ تَقُولُ، يُؤْكَلُ مِنْ طَعَامِهِمْ وَ يُشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ وَ يُسْتَظَلُّ بِظِلِّهِمْ(اي الخدمات التي يقدموها ومن حق المؤمنين ان يستفادوا من هذه الخدمات الا انهم يندسون فيهم من دون ان يكون حامل مشروع بالطبقات والدرجات الثلاث هذه الروايه نص في الباب كله وهي صحيحه اعلىائيه ) مَتَى كَانَتِ الشِّيعَةُ تَسْأَلُ عَنْ هَذَا؟

قال بعض العلماء: ان هذه الروايه ذم لزرارة مع انه عليه السلام ليس في هذا المقام، بل في مقام ان هناك ثوابت في الشريعه هي اعظم من زراره وفقيه ومرجع لان زراره كان مرجع للشيعه ومن اهم مراجع الشيعه في عهد الامام الصادق عليه السلام في الكوفه مع ذلك ان هناك ثوابت عقائديه دينيه فوق المرجعيه حسب بيان الامام الصادق عليه السلام فالامام عليه السلام لما يبين هذا يريد ان يقول ان هناك معيار اعظم من زراره.


[1] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فِي عِقَابِ الْأَعْمَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ (عَنِ ابْنِ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ عَنِ الْكَاهِلِيِّ) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo