< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/07/24

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: درجات المشاركة في عون أهل البيت (ع) ونظم الجور

كان الكلام في الروايات الوارده في هذا المجال فذكرنا ان الفقهاء قالوا اذا كان داخل في نظام الجور من اجل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر العام يعني يقصدون من ذلك مشروع سياسي مشروع الحكومه الدينيه او مشروع اقامه حدود الله يعني احكام الله حينئذ هذا تخصصا خارج لانه وجوب ليس باب الت التخصيص اما اذا دخل لاجل المصالح المؤ منين ليس المراد كل المؤمنين بل من يراجعه ومن يتواصل معه فهذا من باب التخصيص و هذا واضح يعني ان هذا العمل اقل حظ يعني اقل بناء لبعض فئات المؤمنين بخلاف من يروم اقامه مشروع مشروع الحكومه الدينيه مشروع الحكم الديني الان لا نسمي الحكومه الدينيه حكم الديني ولو في مجال من المجالات هذا عندهم يفترق هذا ليس من باب التخصيص بل تخصص .

راجع كلمات الشيخ الانصاري في المساله الثانيه اي تولي ولايه الجائر يقول: انه اذا كان داخل في النظام تاره يطمع في حاجياته ويوطن نفسه ان يقضي حوائج من يرجع الي من المؤمنين يقول هذا مكروه لانه من باب التزاحم هذا يقال عنه في الروايات كفارة عمل السلطان لان الدخول فيه حرام فتكون كفارته ان تقضي حوائج المؤمنين لا ان تاكل لوحدك لانه يحل لك الا لخدمه المؤمنين ولو من بعضهم ممن يراجعك منهم ، فلا تعقد الامور عليهم فهذا مكروه للتزاحم.

القسم الثاني: اذا كانت نيته وقصده وبرمجته خالصه لاجل قضاء حوائج المؤمنين لكن هذا لم يقم بناء سياسي بناء حكومه حكم ديني من خلال الثغرات الموجوده والطرق القانونيه الموجوده يسهل الامر لفئات من المؤمنين محدوده مرتبطه -يرتبط بها بصدفه اوغير صدفه- من المؤمنين، هذا جيد في نفسه، لكن هذا ليس من باب التخصص وانما هذا تخصيص وكذلك ليس تزاحم ؛

(القسم الثالث)بخلاف من قام وكان اصل دخوله فقط لمشروع الحكم الديني الان اذا لم تكن حكومه دينيه في كل المجالات حكم ديني في مجال وكان بنائه على هذا و هذا يعبر عنه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا يكون تخصص وليس تخصيص بل هو وجوب لانه اقام الحكم الديني مع القدرة .

ذكرت لكم الفقهاء كلهم ذكروا في اخر كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هنا نحن في اخر البحث اي باب اخر باب المكاسب المحرمه الاعلام من الفقهاء حتى يكون مضامن البحث فالفقه يلتفت اليه في اخر باب الامن بالمعروف والنهي عن المنكر ذكر الفقهاء بحث اجتهاد والتقليد والفتيا والقضاء كذا ونيابه الفقيه ولايته النيابيه وذكروا ان على المؤمنين مع قدرتهم وقدره الفقيه ان يبسطو ا يد الفقيه بحدود ما عندهم قدره ليقيم اي حكم من احكام الا و ليس فقط حكم القضائي فيما بينهم .

فلاحظ استراتيجيه بناء الحكم الديني ليس بالضروره حكومه دينيه ولذلك مثل بعض الفقهاء النائيني هو الاخوند كان يرون مشروطه المشروطه يعني ماذا المشروطه ليست حكومه دينيه كامله الملك والشاه موجود وكذا لكن يقيد ببرلمان والبرلمان يقيد باشراف فقهاء على البرلمان فكره المشروطه هو هذا انه لا يكون هذا ديكتاتور خلاف ما انزل الله بل يقيد بالبرلمان والبرلمان لا يكون مطلق العنان يشرف عليه لجنه الفقهاء هذه فكره الثوره الدستوريه والثوره المشروطه قبل 100 عام والتي قام بها صاحب كفايه والنائيني جمله كثيره من علماء النجف او علماء طهران.

لاحظ هذه ليست حكومه دينيه محضه هذه كانت ينادي بها حتى السيد كاظم شريعت مداری رحمه الله عليه لكن السيد الخميني رفضها فقال كان سابقا هكذا لكن الان نحن عندنا قدره على نتخطى هذا المجال لذلك الفقهاء بالدقه ليس بينهم اختلاف في التنظير لان هذه مراحل لاقامه الحكم الدين فلا يقال هذا لا يرى ولايه الفقيه وهذا يرى ولايه الفقيه بل الكل يرونها الا ان لكل احد طريقه لكن هي قضيه مراحل ومراتب في القدره السيد الخميني كان قانعا انه في زمانه لابد ان تكون هناك حكومه دينيه ولذلك قال السيد بالجمهورية وليست حكومه دينيه يعني الى الان قضيه فيها مجال .

فقضيه اقامه الحكم الديني هذا لا يرتبط بانه في الاقتصاد وفي الزراعه وفي التجاره وفي الاحوال الشخصيه مثلا بعض وجهاء علماء رجال الدين الشيعه في مناطق عديده في العراق او غير العراق استطاعوا ان يجعلوا محكمه جعفريه للاحوال الشخصية الفردية وهذا امر ضروري واجب ولا ينبغي ان يمنع منه فان منعت كانما اصد من اقامة حكم الله .

فبمقدار ما يستطيع الانسان ولو خطوة سواء الاحوال الشخصيه في الارث ثم ياتي بعد ذلك المجال المدني اقتصادي والمجالات الاخرى فاذان في الحقيقه اذا تراجعون كلماتهم ذكرت رايكم الشيخ محمد علي شمس الدين في كتابه نقل كلماتهم من المقنعه والنهايه وغيرها او انتم راجعوا بانفسكم آخر کتاب امر به معروف و نهی از منکر فان العباره بنفسها موجوده نقلها الشيخ من هناك اذن الفقهاء يفرقون حتى في الحكم الديني نسميه الحكم الديني فانه اعم من الحكومه الدينيه حكم واحد اذا تريد ان تقيمه هو المراد من اقامه حدود الله ليس المراد من اقامه حدود الله فقط العقوبات مقابل القصاص واديات بل المراد من حدود الله هي احكام الله اذا حكم بحكم الله قال الفقهاء هذا من الوجوب والتخصص وليس تخصيص .

فهناك مراحل المرحله الاولى: قصده مشوب بين منافعه وخدمه المؤمنين لبعض فئاتهم هذا هو التزاحم فانه يرتكب الحرام لكنه يكفر عنه بخدمه المؤمنين .

المرحله الثانيه: برنامجهم ومحض لخدمه المؤمنين لا لاجل الدنيا هذا تخصيص لماذا هذا عند قدماء تخصيص لان ملاك الحرمه موجود فيه لكنه مجمد لان التخصيص عند القدماء ليس محو للعام في منطقه الخاص كما مر بنا وانما هو تجميد كالنسخ فالعام بمبادئه موجود في الخاص لكنه مجمد فهذا يسمى تخصيص هذا يقول عنه شيخ الانصاري وكثير من الاعلام يقولون هذا القسم الثاني مؤمن لكنه اقل للمؤمنين حظا في الاخره هذا هو حال الثاني فكيف بالاول فان الاول كفاره عمل السلطان خدمه المؤمنين والكفاره يا معناها انه ارتكب الحرام الا انه يكفر عنه بخدمه المؤمنين لكن الثاني لا يكفر لانه لم يرتكب حراما مع ذلك هو اقل المؤمنين حظا في الاخره كما في الروايه.

بخلاف القسم الاخر فانه نور الله في الارض هذا نور الله يوم القيامه ليس فقط اقل المؤمنين حظا بل هو نور الله في الارض وفيه روايات عديده يزهر نوره يوم القيامه كما تزهر النجوم لانه همه المشروع الديني لا انه همه الحكومه المدنيه بل همه حكم الله حكم ديني لا الحكومه الدينيه بلغت ما بلغت ولو كانت مخالفه لحكم الله لا معنى لهذا الكلام الان دع عنك الحاكم الديني لكن الحكم لابد ان ينفذ.

اعوذ بالله من الانسان الذي يتدين و يسترخص الحكم اللا ديني وهذا امر خطير جدا . ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم﴾ ﴿ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون او الكافرون او الفاسقون﴾ افغير حكم الله يبغون ؟ بغض النظر عن الحاكم لكن الكلام في الحكم الالهي الدرجه الاولى حكم الله ثم ياتي بحث عن الحاكم من يكون على كل حال فهذا القسم الثالث يكون نور الله في الارض ونور الله يوم القيامه ويزهر نوره يوم القيامه لان مشروعه صعب هكذا قسم الفقهاء. لذلك ترى ان الادوار عند الائمه عليهم السلام تنقسم الى هذه الاقسام.

الان نقرا الروايات.

الروايه الخامسه عشر: مرسلة ورام بن ابي فراس (الديلمي) في كتابه قال قال عليه السلام من مشى الى ظالم ليعينه وهو يعلم انه ظالم فقد خرج من الاسلام. يعني الروايات كما مر بنا محصلها كلها ان الاقتراب من النظام الوضعي نظام الجور كله حرام كل اقتراب اقتراب رسمي او غير رسمي في نفسه محرم وكبيره الا الاقسام الثلاثه .

الروايه السادسه عشر: هذه ايضا من كتاب ورام قال وقال عليه السلام اذا كان يوم القيامه نادى مناد اين الظلم واعوان الظلمه واشباه الظلمه( وهم غير اعوان الظلمه )حتى من برى لهم قلما (قيل اما هم من اعوان الظلمه اي برى لهم قلما في المحلل او برى لهم قلما في ترتيب الظلم في ترتيبات الظلم حتى الكتابه تكون حرام لذالك الذي يسجل في مؤسسة معينة فانه لا يباشر بنفسه الظلم الا انه يسجل ملفات الظلم تسجيله بنفسه حرام بل من الكبائر لانه يعد من كتاب الجور) ولاق لهم دواة (اي الحبر) قال فيجتمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في جهنم.

الروايه السابعه عشر روايه الكشي عن حمدويه عن محمد بن اسماعيل الرازي عن ابن فضال عن صفوان( الروايه قابله للاعتبار) قال دخلت على ابي الحسن الاول (يعني الامام الكاظم) عليه السلام( سمي الاول لانها الكنيه متعاقبه من بعد الكاظم عليه السلام للرضا والهادي عليهما السلام بل ربما حتى الامام الحسن العسكري احد القابه كناه ابي الحسن) فقال لي يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا( وهذه الرواية معروفة وان صفوان صاحب اصطول نقل تحتاج اليه الدولة العباسية معنى ذلك ان صفوان رقم تجاري مالي كبير. ) قلت جعلت فداك اي شيء قال اكرائك جمالك من هذا الرجل يعني هارون (هنا نص الامام عليه السلام على ان اجارة الاصطول النقل للدولة العباسية ليس بجميل وهل ليس بجميل مكروه او حرام؟ بالبداية يقول له ليس بجميل لكن بالاخير يقول شيء آخر) قلت والله ما اكريته اشرا (كالاكراء للعدوان العسكري الى المسلمين مثلا) ولا بطرا (اي يهدد و يرعد و يبرق المسلمين او المؤمنين) ولا للصيد (الذي هو باطل) ولا للهو(الحفلة الماجنة وكان لهارون قريب صفين قصرا مجونيا يدعو فيه بنات و جواري وهو الان موجود في الرقة قريب ساحة المعركة في صفين) ولكني اكريته لهذا الطريق يعني طريق مكه ولا اتولاه بنفسي ولكني ابعث معه غلماني فقال لي يا صفوان (وكان صفوان يؤمن وسيلة النقل للامام الصادق عليه السلام كثيرا لما اعتقل الامام الصادق عليه السلام من المدينه واجبره المنصور العباسي على الاقامه الجبريه في العراق في الكوفه سنتين او سنه او اربع سنين فيها مختلف ولعله امر في الاقامه في الحيره او الكوفه مرتين وليس مره واحده فمجموعهما ربما اربع سنين فكان صاحب وسيله النقل اليه هو صفوان وكان ياتي به الى قبر امير المؤمنين عليه السلام وتاره يذهب به الى كربلاء خفيه او جهره فلصفوان دور لانه كان يحمل اسطول نقل وسيله النقل وهذا الذي يقال له رجال فان الرجال ليست اعطاء بطاقه حمراء او بيضاء للراوي علم الرجال ان تعرف موقعه التاريخي ودوره بغض النظر عن ان توثقه ام لا فان علم الرجال عند المشهور هو هذا ان تعرف هذه الشخصيه دورها وموقعيتها اين هي اصلها ونسبها ونسبها العلم ما هو نسبها السياسي ما هو نسبها الاجتماعي ما هو فان الرجال بطريقه اعطاء بطاقه حمراء او خضراء رجال تقليدي فان الرجال معناه علم تحليلي يعطيك ابعاد عميقه عن التاريخ وعن احداث التاريخ كما صنع النجاشي في ترجمه ابان بن تغلب مع ان ابانا من اصحاب الاجماع وله من الجلال والوثاقه بمكان لا يحتاج الى كذا وكذا .

لكن النجاشي من بين المفردات الرجالية عقد له صفحتين او ثلاث في شرح هذه الشخصية لماذا؟ حتى يبين لك ان ابان ليس مجرد كونه ثقة بل دوره مهم يقول لما كان ياتي مسجد النبي صلى الله عليه واله في المدينة المنورة ليمتثل ما امره الامام الباقر عليه السلام بأن يدرس تعزل كل حلقات التدريس فيبين بذلك موقعيته حتى عند السنة و المدينة فحينئذ تعرف لماذا هذه المعرفة الرجالية اعظم من وثاقته حتى تعرف من هم تلامذته ومن هم اساتذته وما هو دوره؟

فهذه مدرسة لذلك علم الرجال بهذا النمط بشكل نتايج مختزلة جوفاء ليست بعلم الرجال هذا من اضعف مدارس علم الرجال التي ابتلي بها عند الرجال بخلاف منحه الشيخ عبد الله المامقاني وحتى مسلك التستري كان فيه تحليل ايضا وكذا الكشي فان كتابه اكثر دسومه من كتاب النجاشي فانه يبسط في المطلب اكثر حتى تعرف الشخصيه وهويتها فان علم الرجال ليست مجرد اثبات بطاقه شخص او ضعفه فهذه نتائج كانها مبتوره لا تعرف اساسها واصلها هذا ليس برجال هذا تقليد عمياوي في علم الرجال علم الرجال ان تسبر البقعه التاريخيه للرجال.

انظر الى ابن عقده الف حول تلاميذ الامام الصادق عليه السلام اربعه الاف لماذا يركز على حقبه تاريخيه يقولون انه متخصص في هذه الحقبه التاريخه حتى يعطيك رسمه واضحه لانك تتعامل مع المفرد الرجاليه كمبتوره هذا كما اتعامل مع حجيه الروايه من دون بقيه الروايات وبقيه الايات من دون بقيه قواعد الرجال اساسا هندسه الحجيه بهذا الشكل باطله لانه دائما الحجج مجموعيه فهذه الطريقه المبتوره تساهل في الواقعيات لانك اذا نظرت اليها بشكل مجموع هذا تساهل ظاهر فهذا صفوان لابد ان تعرف موقعيته وانه لماذا ينهاه الامام عليه السلام من اكراء جماله للدوله العباسيه وقوته التجاريه فلا بد ان تعرف فعله حتى تعرف ان الامام عليه السلام لماذا يقول له حرام فهذه الطريقه من علم الرجال تؤثر حتى في الاستنباط وهي طريقه منشور القدماء وهذا صفوان غير صفوان بن يحيى فان صفوان بن يحيى من اصحاب الامام الرضا والجواد عليهم السلام وهذا صفوان بن مهران من اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام فانه تاجر وفقيه من الحلب فان الحلبيون كلهم فقهاء وكلهم تجار كما ان محمد بن اسماعيل بن بزيع فقيه دسهم الامام الرضا عليه السلام في النظام العباسي وكان يمتلك قصرا مع كونه فقيها ومرجع ولا ادري كيف جمع بين هذه الامور كيف استطاع محمد بن اسماعيل بن مذيع ان يكون فقيها وتاجرا ومتكلما وزيرا فهذه مهاره وكذلك علي بن يقطين وكذا داوود بن الزربي عندهم هذه المهاره السياسيه وكذا عبد الله بن سنان)

ايقع كرائك عليهم (اي الاجرة تقع في ذمتهم) قلت نعم جعلت فداك قال فقال لي اتحب بقاءهم حتى يخرج كرائك قلت نعم قال من احب بقاءهم فهو منهم (فان ادنى الارتباط حرام الا ان تكون صاحب مشروع ديني او خيري) ومن كان منهم كان ورد النار .

قال صفوان فذهبت فبعت جمالي عن اخرها فبلغ ذلك الى هارون فدعاني فقال لي يا صفوان بلغني انك بعت جمالك قلت نعم قال ولم قلت انا شيخ كبير وان الغلمان لا يفون بالاعمال فقال هيهات هيهات اني لاعلم من اشار عليك بهذا، اشار عليك بهذا موسى بن جعفر قلت مالي ولموسى بن جعفر فقال دعا هذا عنك فوالله لو لا حسن صحبتك لقتلتك.

البحث حساس و هذه الرواية ملحمة في بحث الفقهاء .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo