< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/07/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المشروع السياسي لعلماء الامامية في الغيبة

كلمات المشهور في التغلغل والنفوذ من المؤمنين في انظمه الجور والكلام في موارد الرخصه انه تخصص او تخصيص او تزاحم الذي ذكره الاردبيلي بالتدقيق مع كلمات المشهور المتاخرين تقريبا متطابقه وكنت اظن انهم اجملوا الكلام لكن دققت في كلماتهم ورجعت كلماتهم فوجدت نفس التفصيل الذي ذكره المقدس الاردبيلي فان قبله وبعده ايضا تبنوا هذا التفصيل الذي ذكره كيف هذا انصافا بيان ضوابط للفقه السياسي العقائد بشكل بديع ذكره مشهور الفقهاء لكن بلغه فقهيه يعني مغلفه او خفيه.

ففصل الفقهاء منهم الشيخ الانصاري قبله وبعده بانه ان كان دخوله لاجل الدنيا ولو الدنيا المحلله في ضمن قضاء مصالح المؤمنين ليدفع الضرر عنهم فقالوا هذا مكروه ومرجوح وهذا قد ورد فيه ان كفاره عمل السلطان كذا وكذا هذا نمط هو مبنى المقدس الاردبيلي هو تقريبا هكذا يعني من باب التزاحم وتاره اخرى يدخل المؤمن في نظام الجور لا لان يصيب من الدنيا ولو المحلله منها بل يكون حصرا نيته فقط التفريج الهم من المؤمنين وجلب المنفعه والمصلحه لهم ودفع الضرر عنهم فقالوا هذا من باب الاستحباب يعني تخصيص لماذا؟ وما هو ارتباط الكراهه بالتزاحم والاستحباب بالتخصيص؟

وهذا انصافا ترتيب في السترجة السياسية -باصطلاح العصري- جدا بديعه في فتاوى مشهور فقهاء الاماميه اما اذا کان دخوله وتغلغله ونفوذه في نظام الجور ولما يقال دخول المؤمن ليس بالضرورة دخول مؤمن واحد بل قد يدخل حزب من المؤمنين او منظمة لهم تنظيم سياسي للمؤمنين الكلام الكلام .

وليس الكلام مقصور على مؤمن واحد وعلى جماعه معينين او على كتله فان الكلام سيال يشمل الجماعه المؤمنه فيكون اذكى واقوى فالكلام لا يقتصر على المؤمن بل يشمل الجماعه المؤمنه تنظيم خفيه تغلغلون فيه بشكل ذكي ليس بصراخ وانما يكون بشكل خفي فيكون دهاه في الامر الامني الشيخ محمد امين الزين الدين عنده كتاب باسم الجماعه المؤمنه كتاب قديم فلانجمد فان البحث سيال.

والبحث رمزي كثير من كلمات الفقهاء في الفقه السياسي انذاك كلماتهم رمزيه لانهم كانوا يعيشون تحت ظل ارهاب امني للدول فلا بد ان يكتبوها بعبارات ناعمه والا الكلام ليس مقتصرا على الفرد بل يشمل الدخول الجماعي فيكون هناك بناء منظم واصلاح منظم ولا مانع في ذلك اذا الصوره الاولى الكراهه يعني التزاحم الصوره الثانيه الاستحباب وهو التخصيص وليس هو تزاحم وسنبين النقطه فيه الصوره الثالثه انظروا كيف المقام السياسي عند الفقهاء كيف هو بديع الصوره الثالثه اذا كان دخول الشخص او جماعه في نظام الجور لاجل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقالوا هذا وجوب يعني تخصص لماذا تخصص ولماذا الاستحباب تخصيص ولماذا الكراهه تزاحم؟

وما الفرق بين مصالح المؤمنين ودفع الضرر عنهم وبين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ فانه - الامر بالمعروف- اعظم منه –مصالح فرد- يعني اقامه حكم الله والحكومه الدينيه ولو في وزارة ولو في شعبة ادارية ولو في مرفق من المرافق الدوله الوضعيه فان اقامه حكومه الدين اعظم من جلب المنفعه للمؤمنين ودفع الضرر عنهم وهذا موجود في منطق علماء الاماميه في الفقه.

وهذه الالتفات البديعه من علماء الاماميه ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السياسي القضاء والعسكري والاجتماعي في بعد المجتمع وبعد الدوله اعظم من المصالح الفرديه المؤمنين ولذلك قالوا اذا كان للامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون من الوجوب ولا يكون مستحبا فجعلوا رتبته اعظم من جلب المنفعه لعموم المؤمنين والمقصود بشكل افراد او دفع المضره عنهم لماذا لان نفس النظام اذا صار ديني وايماني يستفاد منه عامه المؤمنين وليست فئات قليله من المؤمنين او فئات معينه منهم فكانما الهم الشاغل للفقهاء في الدرجه الاولى هي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السياسي الاجتماعي القضائي البعد العام قبل البعد الخاص فضلا عن البعد الفردي للمؤمن فانها درجات وطبقات لماذا هذا صار من باب التخصص والتخصيص و التزاحم؟

اما الكراهه فمن الواضح انه لا زال ملاك الحزازة موجود فيها فانه اشبه بالتزاحم بين الاهم والمهم.

ولماذا الاستحباب تخصيص؟ لان الاستحباب يتناقض مع الحرمه فلابد من التخصيص.

ولماذا الوجوب تخصص؟ لانه ليس هناك ملاك للمفسده يتصور فيه فلا محال يكون من باب التخصص انه امر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس فيه اعانه الظالمين.

 

هناك تتمه لماذا ذكرناه امس في التخصيص والتخصص والتزاحم لانا لم نذكر نهايات هذا البحث بعد، وقبل ان نذكر النهايات؛

كيف يتم التفريق في الطبقات بين المشروع الديني؟

في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الفقهاء من الشيخ المفيد في المقنعه والشيخ الطوسي في نهايته والله مبسوطه والخلاف والسيد المرتضى في الانتصار او الناصريات وابن حمزه وابن براج وابن الزهره وابن ادريس والمحقق الحلي في الشرايع ولعلامه في القواعد والتحرير والشهيد الاول ايضا في كتابه الدروس كلهم في اخر باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكروا ان من مسؤوليات الفقيه ومسؤوليات المؤمنين بل حتى ذكروا في باب الاجتهاد والتقليد الشرعية الفتوائية للمجتهد من الفقه وليس من الوضع والبشر.

وذكروا ايضا ان المسؤوليه على المؤمنين اذا تمكنوا من ان يبسطوا يد الفقيه حتى يقيم احكام الله سواء الاحكام القضائيه او غير القضائيه كلهم ذكروا ذلك الى صاحب الجواهر.

لماذا ربطوا بحث مسؤوليات الفقيه او صلاحيات الفقيه او نيابه الفقيه لان ولايته نيابيه وليست ولايته بالاصاله لماذا ذكروه في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

من الواضح ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه البعد الاجتماعي والسياسي وقد ذكرنا مرارا وكرارا ان كثير من الفقهاء ذكروا ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شامل للقضاء والجهاد وكذا بعض الابواب الاخرى كالحدود والقصاص وديات كلها يشملها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فمراد الفقهاء من المنكر ليس المنكر الفردي بل اعظم منكر، هو المنكر السياسي والمنكر العقائدي ومنكر الثقافي والاخلاق المنتشر في المجتمع فان المنكر في البعد العام في القطاع العام اعظم من المنكر الفردي والمعروف في القطاع العام اعظم من المعروف في القطاع الخاص والبعد الفردي.

اذن لماذا ربط الفقهاء باب الاجتهاد والتقليد بباب الامر بالمعروف؟ -نعم السيد اليزدي في العروه حوله من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى اول الفقه وذكره هناك-.

لان قضايا الفقيه وصلاحياته امور عامة. والمراد من الفقيه هو الفقهاء عموما وليس مجرد الفقيه الاعلى بل كل الفقهاء كجهاز نصبه اهل البيت عليهم السلام مع حفظ المراتب وهذا بحث اخر.

المقصود اذا اردت ان تطلع على اراء الفقهاء في الاجتهاد والتقليد منذ عشره قرون تجدها في اواخر بحث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر . وهذا التبويب يرمز الى قضيه في القواعد وغيرها من ابواب الفقه وان الاجتهاد سلطه تشريعيه وسلطه قضائيه فهي في البعد العام مرتبطه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر الع العامه و الا لماذا اقحموه هناك وكلهم يعبرون بهذا التعبير مضمونه انه على المؤمنين مع القدره بسط يد الفقيه؟

ذكرت لكم ان الشيخ محمد علي شمس الدين عنده كتاب نظام الحكم والاداره جمع في كلمات من الف مفيد ومن قبله الى صاحب الجواهر ولا باس بكتابه لانه جامع فيه كثير من كلمات الاعلام في اواخر باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمقصود من طرح هذا المطلب ان الفقهاء مرادهم من الوجوب في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو البعد العام وليس البعد الخاص ومن الخطا ان نتخيل انه من الزاويه والبعد الفردي كما لو راينا انسانا مقيما على منكره فتنهاه هذا ولو كان نهيا عن المنكر لكن اين هذا من المنكر السياسي و القضائي والاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي فانه يقض بمضى دار الايمان اشد من المنكر الفردي اين هذا من ذاك .

ولذلك السيد الشهداء عليه السلام قال ما خرجت الا لطلب الاصلاح في امتي جدي اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر .

تطبيقه على صعيد السياسي والعقائد ي العام اعظم من الصعيد الاخر الفردي دفع الدواعش اعظم شيء يقوم به لانه بعد عام لانهم يفسدون الحرث والنسل اذا هناك نظره سياسيه ثاقبه عند الاعلام ولذلك جعلوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا اذا استلزم الدخول في النظام فانه واجب يعني استراتيجيتهم في الغيبه الكبرى لا يرفعون ليد عنها لكنها بشكل خفي دهاء امني ومن دون ذلك لا يكون.

اما الدخول في النظام لمصالح المؤمنين والفئات منهم هذا مستحب ومن باب التخصيص نعم لو كان لعموم المؤمنين فانه يرجع الى النظام العام السياسي فيصير واجبا واما اذا كان لينال شيئا من الدنيا وفي ضمنها يخدم المؤمنين فهذا مكروه وهذا رسم سياسي دقيق في الفقه السياسي عند علماء الاماميه وتتمه لهذا البحث التخصيص والتخصص والتزاحم لان لهذا البحث اهميه في تطبيقه في هذا الباب وفي ابواب اخرى لكن هذا الباب مهم.

اما اذا كان دخوله من باب التخصص فانه ليس فيه مفسده عامه حتى يشمله عموم حرمه الدخول ومعونه الظالمين فان هذا المؤمن منظمه نوريه لاقامه النور والحق هذا بحث اخر فهذا ليس في محل فساد لان همه المشروع العام وليس همه المشروع الخاص فهذا فدوي ولذلك يكون واجبا وملاك التخصص واضح فيه لانه ليس داخل في مشروع النظام الجور لان دوره ان يكون اختراقي دوره يكون نفوذي تغلغلي طابور الخامس لمشروع الايمان واهل البيت عليهم السلام ولذلك عبر الفقهاء الاماميه كلهم في الغيبه الكبرى له بالوجوب اذا لم يتركوا المشروع السياسي لكن يقولون لا تصير ساذجا لا يكون بجهر وانما يكون بخفاء وانا اذكر هذه المطالب لنقراها بدقه عميقه.

وانا اتذكر اني لما جئت الى العراق قبل 15 سنه سئلت من قبل الاساتذه انه ما هو مشروع اهل البيت عليهم السلام في الغيبه الكبرى فقلت لهم اقامه الدوله فقالوا باي دليل تقول ذلك فقلت لهم ذلك لسيره علماء الاماميه الاخباريين والاصوليين منهم وكذا الفقهاء والمتكلمين كلهم على هذا المبنى وهذا نفس المسالتين اللتين نحن فيهما فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني المشروع السياسي ولا يمكن ان تترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر العام وان كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التربوي الخاص ايضا مهم لكن البعد العام اهم ولذلك الامام الحسين عليه السلام يقول انا مشروعي هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويقول الامام امير المؤمنين عليه السلام ما ترك احد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر -يعني المشروع السياسي- الا ذلوا الا سلط عليهم شرارهم.

وهذا واضح فاذا تركت المشروع السياسي ياتي البعثيون والدواعش وهابيه والعلمانيه تسيطر الان للاسف هناك رؤيه في بعض الحوزات العلميه ان ممشى التقليد ان تزوي نفسك ولا معنى لذلك وهذه فتاوى الفقهاء الاماميه امامك فعندهم الوجوب مع ان النظام وضعي من الواجب ان تكون اختراقا وليش المقصود انت كفرد بل يشمل الجماعه والتكتل لكن يجب ان لا يكون بشكل ساذج ابلهی فان اليهود في العالم ملك العالم بخفاء وصمت ودها فان نسبتهم في الدول لا تبلغ 1% لكن في المقابل كل البلدان بيدهم وتحت سيطرتهم المقصود ان المشروع السياسي في الغيبه الكبرى عند علماء الاماميه هذه كلماتهم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي قمتهم ما قاله الامام الحسين عليه السلام هو الامام امير المؤمنين عليه السلام قمتهم المشروعيه السياسيه فانه من الواجبات وليس من المستحبات ولا من المكروهات فاذا فرطت فيه فانك فرطت في واجب اذا كانت عندك قدره وان لم تكن لك قدره هذا بحث اخر فانك من المستضعفين.

بخلاف ما لو كان مقداما يصعد في كفاءته في كفاءته الاقتصاديه او الاداريه وترى المؤمنين ما ان يدرس فقط ليكون طبيبا ام مهندسا مع ان هذه خدميات ما تصنعون بالخدمات فان الخدمات ليست مناصب سياديه بل هي مناصب خدم ويكفي ذلك ما تصديتم تعالوا الى المناصب السياديه على كل هذا هو مشروع فقهاء الاماميه في الغيبه الكبرى وهذه كلماتهم فانهم وان لم يصرخون باعلى صوتهم لشده الظروف في الدوله العباسيه والدوله المغوليه والدوله الامويه اذا مشروع فقهاء الاماميه ويعتبروه من الوجوب كما مر بنا ومن ثم يذكرون دور الفقيه ودور الفقيه انما هو في البعد العام وليس في البعد الخاص وهذا دليل لهذا المبحث.

الان دعونا نكمل هذه التتمه وهي الفرق بين التخصص والتخصيص والتزاحم في المقام مره بنا انه على ما هو الصحيح بين القدماء ان التخصيص ليس كالتخصص فان التخصص افضل من التخصيص التخصص من الحرمه افضل من التخصيص من الحرمه لماذا لان التخصيص من الحرمه عند القدماء تزاحم في مرحله الانشاء والتشريع يعني العام حرمته موجوده الا انها مجمده التخصيص عند القدماء كالنسخ عند القدماء التخصيص عند القدماء ان الخاص لا يمحق العام ولا يمحو العام بل انما يجمد تشريع العام فيمنعه من الوصول الى الفعليه.

اذن التخصيص عند القدماء صورة تخصيص ولبا ايضا تخصيص صوره تخصيص يعني الاستثناء متصل يعني العام موجود في منطقه الخاص وكذلك لبا العام موجود في منطقه الخاص الا انه مجمد بخلاف التخصص.

اذن لاحظوا ان علماء الاماميه لما يقولون بالمشروع السياسي لاهل البيت عليهم السلام في الغيبه الكبرى هذا من باب التخصص هذا محض البركه والنور لكن الذي يدخل لا لاجل مشروع السياسي العام انما يدخل من باب النسيج الاجتماعي للمؤمنين ولبعض فئات المؤمنين هذا جيد لكنه من باب التخصيص يعني الحرام فيه موجود التخصيص.

عند القدماء ان اقتضاء الحرام فيه موجود فليس هو تزاحم امتثال بل يعبرون عنه بالتزاحم الاقتضايي في التشريع فان لم اقتضائي اصطلاحان المراد من الاقتضائي هنا التشريع فان الذي يكرس مشروعه في الدور السياسي والعقائدي لاهل البيت عليهم السلام العام هذا اساسا تخصصا ليس فيه سوء في عمله وتغلغله في النظام بل يكون عمله متلالئ اما اذا لم يكن قصده المشروع السياسي العقائدي لاهل البيت عليهم السلام بل يكون قصده انه مكون ونسيج لفئات من المؤمنين ويحقق مصالحهم هذا مستحب لكن ليس عالي الهمه والمشروع كالاول لان فيه غضاضه بعد لان الفساد فيه مجمد فانه وان كان موجودا الا انه مجمد وهذه نقطه مهمه جدا .

بخلاف الشخص الثالث الذي طالب الدنيا فهذا مكروه وان قضى حوائج مصالح المؤمنين لانه ليس من همه المشروع العام وليس من همه الظهور فان معنى الظهور اي ظهور المشروع اي ظهور صاحب صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo