< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/07/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: دور كلمات العلماء في شرح النص

كان الكلام في مساله معونه الظالمين ما كنا نقرا جملة من كلمات الاعلام يعجبني قبل ان نواصل الروايات والروايات كثيره لابد من قراء لكن في اثناء قراءه الروايات من الجيد ان ندقق في تدقيقات ذكرها المقدس الاردبيلي حسب تتبع الناقص وقفت على تحقيق الاردبيلي وانه اكثر دقه مما ذكره الاعلام الاخرون جمع فيه كثير من النكات فلا باس ان نقرا كلامه قبل ان نواصل قراءه الروايات لكي يكون قراءه الروايات بامعان ووعي هناك جدليه في منهج الاستنباط البعض يقول الافضل ان تقرا الروايات من دون رواسب كلمات الاعلام.

وليس المقصود منه ان كلمات الاعلام حاجزه بل لكي لا ينحبس ذهن الباحث بقناعات مسبقه يمليها على دلاله كلمات المعصوم عليه السلام والقسم الاخر يقول الاستنباط من الروايات والايات سواء في علم الفقه او علم الكلام او علم الاخلاق او في علم الرياضه الروحيه بل حتى في علوم الادبيه في القران وفي نهج البلاغه يغرف منها علوم كثيره من علوم الادب وعلوم اللغه هناك كاتب مصري شهير ذهب عن بالي اسمه قيل له من اين لك هذه العارضه الادبيه والنقد الادبي قال: كررت مطالعه نهج البلاغه 20 مرة او 200 مرة والترديد من عندي فحتى لو كان 20 مرة.

فهذا يدل على ان التدبر مهم. في الحوزات العلميه من الضروري تدريس نهج البلاغه وتدريس الصحيفه السجاديه هذين الكتابين المقدسين سيما نهج البلاغه كل خطب امير المؤمنين عليه السلام لو تجمع والمفروض من اداره العتبه العلويه ان تخصص وحده خاصه لجمع خطب امير المؤمنين عليه السلام التي تطبع وتنشر منفرده وغير موجوده في نهج البلاغه ولم يذكرها السيد الرضي في نهج البلاغه وهذا من اعظم مسؤوليات ادارة العتبه العلوية والحوزه العلميه في النجف الاشرف بامكانيه الكترونيه ونشر الكتروني فانه ضروري جدا جدا؛

فان هناك خطب لامير المؤمنين عليه السلام في كتب الاربعة لم يذكرها السيد الرضي ره . فهذا الامر ضروري جدا والتقصير فيه عجيب من عندنا فالمهم ان جمع الخطب وانشاء موسوعه بحثيه الكترونيه وتطبيق الكتروني في الموبايل وتطبيقه في الحاسوب والكمبيوتر على كل النمطين من الضروري جدا وهذه تزداد موادا كل ما اوقف على مواد جديده و مصادر اخرى لخطب امير المؤمنين عليه السلام حتى خطبه البيان اخيرا بعض المؤسسات التحقيقيه وجدوها لاحد الاعلام كتبها في في كتابه في القرن السادس اذا لم اشتبه وهذا الخبر اخيرا انتشر بين المؤسسات التحقيقيه خطبه البيان والتي يقول السيد الخوئي فيها انها ليس لها سند مع ان لها سند في القرن السادس و هو قريب من المصدر الاول.

على اي حال هذا امر مهم فالمقصود ان كنا نتكلم في الاستنباط من الروايات والايات هل نقرا كلمات الاعلام اولا ثم نذهب الى الروايات او نقرا الايات و الروايات اولا وما ينقدح في ذهننا ثم نذهب الى كلمات العلماء او الجمع اكمل بان يمر الانسان مرورا خالي الذهن عن كلمات الاعلام ويدون ما ينقدح في ذهنه فانه لو لم يدونه يتبخر ويذهب فلابد ان يدونه ثم يراجع كلمات الاعلام ثم يراجع الايات والروايات هذا منهج اتم وما هي دور كلمات العلماء مع ان كلمات العالم في حق عالم اخر ليس بحجه فلماذا يراجع مع انه يحرم على المجتهد تقليد المجتهد الاخر او الفقيه يرجع الى الفقيه اخر او المرجع يرجع الى المرجع الاخر؟ مع انه ليس حجه في حقه فلماذا يرجع بعضهم الى بعض؟

بل زيادة على ذلك، ان الذي لا يرجع الى كلمات الاعلام يعتبرون بحثه ناقصا وقاصرا وغير مجزئ علميا لماذا لان الرجوع هناك ما مر ليس تقليديا كالعقائد فان العامي لا يصح ان يرجع الى العالم في العقائد فان معنا لا يصح ان يقلد ليس معناه ان يغلق الطريق بينه وبين العالم بل معنى ذلك انه لا يكتفي بالمرجع الاعلى هذا لا يفيده بل لابد ان ينفتح على جميع العلماء في العقائد هنا اي في العقائد الاعلاميه ليست انحصاريه وكذا في ضروريات الفقه هناك مساحتان من الدين لا يصح فيها التقليد مساحه العقائد ومساحه ضروريات الفقه او ضروريات الاخلاق او ضروريات التفسير او ضروريات سيره المعصومين عليهم السلام فيه هاتين المساحتين لا يسوغ فيها التقليد وذلك لا يعني انه ينقطع عن العلماء بل لا يكتفي بعالم واحد فانه لا يجزيه ان يكتفي بعالم واحد؛

بل ولا يجزيه ان يكتفي بالاحياء بل لابد ان ينفتح على الاحياء منهم والاموات تابعا اللهم بيننا وبينهم بالمغفره والتدقيق والتدقيقات اذن معنى حرمه التقليد يعني حرمه الاكتفاء بقول عالم واحد فلا تاتي امام الله وتقول ان المرجع الفلاني قال في العقيده كذا وكذا هذا لا يجزيك العلماء الموجودين هكذا عقيدتهم هذا لا يجزيك ولا يبرئك ولا ينجيك يوم القيامه فان الذي ينجيك من يوم القيامه اذا كنت مفتتحا على جميع العلماء الاحياء منهم والاموات وليس الانفتاح عليهم بما هم هم بل بمالهم من جهود علميه للوحي الكتابه او السنه ومعنى الصناعي لحرمه التقليد في العقائد هو هذا المعنى .

وعليه فما هي الصيغه الصناعيه لرجوع العالم للعالم او غير العالم للعالم اذا لم يكن كلام العالم حجه هذا الانفتاح صيغته قالبه و معادلته الصناعيه ماذا؟مع انه لا يجوز التقليد لكن الزم بان يراعي اشد مؤونه من التقليد وهو الانفتاح ما هو صيغته؟

يقولون صيغته الاسترشاد والتعلم وهل يتعلم العالم من العالم نعم لا مانع من ذلك اذا كان ذاك العالم له جهد علمي انجزه هذا العالم لم ينجزه كنا تحت تربيه ورعايه علماء كبار لكنهم يوكلوننا الى انجاز جمله من المقدمات العلميه ويكتفون بذلك للنكات التي انجزناها وهذا ليس من باب تقليد عالم من عالم بل قد يكون ذاك العالم اعلم لكن في تلك المقدمات هذا انجز وهذا لم ينجز فاذا الرجوع من باب التعلم والتعلم استرشاده وهذا لا ضير فيه وهو اي التعلم هو تحصيل العلم الوجداني والعقلي اساس المعرفه اذن الرجوع الى العالم هو من هذا الباب .

وانا مهدت هذا الطريق لكي نتطرق الى كلام المقدس الاردبيلي من هذه الجهه دعني اكمل هذه المقدمه المفيده لاحظ ان ذلك حتى في المعارف والعقائد لماذا الانفتاح على كلمات الاعلام بل حتى علماء الفلسفه والعرفان وغيرهم من العلوم المختلفه والعلوم الدينيه اجمالا مع ان الفلسفه فيها غث وسمين وكذا العرفان.

لماذا ائمه سيره اهل البيت عليهم السلام -اذا لاحظتم سيرتهم في كتب الحديث- يزجون ببعض تلامذتهم في النقاش والحوار الهادئ مع كثير من اطراف الاخر؟ بل اكثر من هذا بعض التلاميذ لما يذهبون اليهم او لمن يريد ان يتلمذ عليهم يرشده الامام عليه السلام ان يذهب الى الحوزات العلميه الاخرى فيقول له يا سيدي انا اريد ان اعرف منكم وليس علي ما قال فلان وفلان قال له الامام عليه السلام اذهب واطلع على ما يقولون لتعرف حقيقه ما اقول لك لان الاشياء تعرف باضدادها وياتي اخر يسال من الامام الرضا عليه السلام فيقول له الامام عليه السلام انت ماذا تقول فيجيبه السائل ويقول انا اذا اعلم ما هو الجواب ما سالت منك قال عليه السلام من قولك يعرف قولي ان قل ما يختلج في ظنك ورايك ثم انا اقول لك حينئذ ينكشف لان في التقابل دائما تعرف حقيقه الاشياء كما في بيان امير المؤمنين عليه السلام عند مقابله الاقوال يعرف الخطا من الصواب.

فالاطلاع على الاقوال الاخرى سيما اذا كان الانسان محصنا وعنده قدره التمييز ليس له قدره عقليه للتمييز فهذا مما يخشى عليه هذا بحث اخر كما يقول السائل للامام عليه السلام لماذا نهيتني عن علم الكلام وامرت فلان بعلم الكلام قال فلان يطير ويسقط واذا سقط طار وانت تطير وتسقط اذا سقطت لم تطر يعني ذاكر الشخص حتى اذا تعثر يستطيع ان يقوم على رجليه لكنك اذا تعثرت لا تستطيع ان تقوم ولربما تستمسك بك الشبهه اكثر فاكثر وتنزلق بك الى الانحراف لا سمح الله من هذا الباب نهيتك.

المقصود ان النقطه في هذا الباب ان الاطلاع على الاقوال العلماء الاماميه فضلا عن اقوال علماء غير الاماميه وهذا منهج من الائمه عليهم السلام لمن له حصانه فكريه وسبب ذلك انه نوع ترويض عقلي في الاحتمالات الموجوده في دلالات الايات والروايات وهذه خلاصه النقطه وهو ان الرجوع حتى في المباحث العقائديه الرجوع الى اللغه العقليه عند المتكلمين من المذاهب الاخرى او الفلاسفه حكمته وغايته هو هذا لا انه تقليد بل هو تعلم واسترشاد .

الان نقرا كلام[1] المقدس الاردبيلي ره في البدايه استدل قدس سره بآية ﴿لا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾ وقال قوله تعالى (لا تركنوا الى الذين ظلموا) بين هذه الآية وآية ﴿ولا تعاونوا على الاثم والعدوان﴾ عموم خصوص من وجه يقول لان آية لا تركنوا الى الذين ظلموا حسب كلمات اللغويين او المفسرين او العمده روايات اهل البيت عليهم السلام، هو مطلق الميل النفساني فضلا عن الميل في الاعمال والمواقف قالوا في اللغه الميل اليسير القلبي هذا ركون بينما الاعانه والتعاون اكثر من الميل بل هو اقدام وبرنامج عملي.

ومن ثم يقول آية (لا تركنوا الى الذين ظلموا) اوسع من آية (ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) وان كانت آية (ولا تعاونوا) اوسع من جهه انها غير مختصه بالظالم فانها تشمل غير الظالم لا تعن حتى غير الظالم على الاثم ولذلك بينهما امام خصوص من وجه.

اذن هاتان الايتان من الايات المهمه وهناك ايه اخرى استدل بها لامام الصادق عليه السلام يذكرها المقدس الاردبيلي يستدل الامام الصادق عليه السلام بهذه الايه في سوره الانعام آية 45 ﴿فقطع دابرالقوم الذين ظلموا وقيل الحمد لله رب العالمين﴾ يعني الظلم هو نظام الظالم وفقرات ظالم من النظام قطع دابرها يجعله الله عز وجل من الصفات المنح العظيمه للذات الالهيه هنا نقطه عظيمه يشير اليها الامام الصادق عليه السلام نقطه عظيمه يقول فجعل مدح ذاته بتبوير الظالمين.[2] وهذا مما يدلل على ان الامر عند الله عظيم على اي حال المقدس الاردبيلي يقول هذه المحبه والميل الى بقاء الظالم انها كبيره بدلیل فتمسكم النار فهذه المحبه ولو عقدت في عقد اجاره كما في قضيه صفوان الجمال وهارون العباسي يقول له الامام عليه السلام: الا تحب ان يبقى ويدفع اليك الاجره فقال نعم قال انك من الذين ترغب بقاء الذين ظلموا ولو المدة يسيرة مع انه احب بقاءه لا لاجل الظلم بل لاجل منفعة دنيوية. بهذا المقدار غير مسوغ التعامل المباح مع الظالم. لانه يستلزم رجاء بقاءه لاجل ان ياخذ امواله هذا غير جائز.

اذن الحرمة دائرتها وسيعة في التعامل مع الانظمة الوضعية كما يقول المحقق الاردبيلي ره لكن يقول هذا الحب للبقاء لابد ان يدقق فيه هل هو مطلقا او فيه تفصيل ؟ هذا من ناحية لابد من الخوض فيها.

من ناحية اخرى المعنى الذي ينصرف اليه من آية لا تركنوا .. يعني حكام الجور وليس مطلق الظالم بمعنى العاصي ، مع ان المشهور يذهب الى الاعم و يقولون ان آية لا تركنوا يشمل العاصي سيما مرتكب الكبائر اذا كان يميل اليه من جهة عصيانه الكلام الكلام .

بعد ذلك يقول قدس سره في حب بقاء الظالم وحكام الجور.. طبعا هناك فرق بين حكام الجور ممن ينتسب الى الحق وبين حكام الجور من اهل الخلاف . فان حكام الجور من اهل الحق ليس التشدد في الحرمة في التعامل معه كالتشدد في التعامل مع اهل الخلاف .

بل يقول ان الحب لبقاء الظالم ليس على اطلاقه محرما بل فيه تفصيل[3] [4] . اذا احببت بقاء حاكم الجور من اهل الحق واحببت ذلك لا لجوره بل لكونه من اهل الحق فعند الدفاع يقيم مانع عن التعدي على اهل الحق فهذا الحب بهذا المعنى ليس محرما. فاذا احببت حاكما من اهل الحق او من اهل الخلاف او كان غير مسلم احببت بقاءه لا لاجل جوره او كفره بل احببت بقاءه لان اولى في بقاء و الدفاع عن المؤمنين .

المقدس الاردبيلي يقول هذا الحب لا دليل على حرمته بل هو في الحقيقة لا يرجع الى حب الظالم بل يرجع الى حب حراسة الحق فهو عنده هذه الضابطة وهي ان الغاية النهائية من الحب ما هي؟ان كانت طمعا في الدنيا تاكل لقمة خبز او لظلم الظالم هذا حرام اما اذا كانت لنصرة الحق فهذا الحب لا مانع منه .

اعيد: ان كان الحب لنصرة الحق كأن اعلم اذا بقي اردع لدفع الباطل واقامة الحق ولو نسبيا فهذا الحب ليس من مصاديق ولا تركنوا الى الذين ظلموا... بل هذا ركون الى نصرة الحق.. بدليل ان القرآن لما يعطي لمؤلفة قلوبهم من الزكاة مع انهم كفار لكن الغاية في اعطائهم الزكاة ليس لعتوهم في الكفر وليس لاجل تشييد بنيانهم الباطل و الضال بل اعطايهم لجرهم الى الحق فهذا ليس ميلا الى الذين ظلموا .

كما يستشهد الاردبيلي بالمعاهدات السياسية والعسكرية التي عقدها النبي صلى الله عليه واله واستشهاداته لطيفة حيث يقول ان النبي صلى الله عليه واله و امير المؤمنين عليه السلام صالحوا بعض الكفار وتحالفوا معهم في قبال معسكر قريش و احلاف قريش كما يقول الامام امير المؤمنين عليه السلام في رسالته الى معاوية منكم اي اباك جامع الاحزاب على رسول الله ومنا..

فالنبي صلى الله عليه واله في صلح الحديبية او اول ما دخل المدينة المنورة تعاقد مع المسيحيين و اليهود والمشركين على ان يكون حلفا واحدا حلف اسلامي في قبال حلف الكافر مع ان هذا الحلف الاسلامي يتضمن المشركين و الكفار يقول الاردبيلي هذا ليس ميلا من المسلمين الى الكفار لان الغاية فيه تقوية قوة المسلمين و منعتهم في قبال حلف الكفار وحلف الطرف الاخر . و يقول اكثر من هذا صور لطيفة من سيرة النبي يستشهد بها ليبين ان هناك مشروع و هناك مشروع حق ومن اللازم ان نبين ذلك . غدا نواصل البحث.


[1] مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان، المحقق المقدّس الأردبيلي، ج8، ص64. و لا شكّ في تحريم معونة أحد من الظّلمة و الفسقة في الظّلم و الفسق.و يدلّ عليه العقل و النّقل من الكتاب و السّنّة و الإجماع، مثل ﴿وَ لٰا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّٰارُ﴾. هود: 113.».قيل: الرّكون هو الميل القليل، و إذا كان الميل القليل إليهم موجبا لمسّ النّار الّذي يدلّ على أنّه كبيرة، فمعاونتهم بالطريق الأولى موجبة لمسّ النّار
[2] الکافی- ط دار الحدیث، الشيخ الكليني، ج9، ص628. فقال عليه السلام: ..إن الله تعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين، فقال: «فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب.
[4] قال المقدس الاردبيلي: و هذه تدلّ (ولا تركنوا..)على أنّ الميل إليه- ليصل إليه من دنياه شي‌ء- داخل في الآية، و إن أحبّ بقائه و وجوده لذلك كذلك.فلعلّه المراد بالخبر السّابق أيضا، لا مطلق الميل، و لا مطلق حبّ البقاء، فلو أحبّ شخص بقاء حاكم جور مؤمن- لحبّه المؤمنين و حفظه الأيمان و المؤمنين و لذبّه عن الأيمان و أهله، و منعه المخالفين عن التسلّط عليهم و قتلهم و ردّهم عن دينهم و ايمانهم- فالظّاهر أنه ليس بداخل في الآية فإنّه في الحقيقة محبّة للإيمان و حفظه، لا ذلك الشخص و جوره و فسقه، بل و لا ذاته، بل كل ما تأمّل ينكره و يكرهه لجوره و ظلمه.بل و لا يبعد ذلك في مخالف لو فعل ذلك، بل في كافر بالنّسبة إلى حفظ الإسلام و المسلمين.و لهذا يجوز إعطاء المؤلّفة من الزّكاة حتّى يعينوا المسلمين، و طلب الكفّار‌ للإعانة، و لا شك أنّه- حينئذ- حياتهم محبوبة للمسلمين، بل للإمام عليه السلام و لا يريدون مغلوبيّتهم و مقتوليّتهم، بل يريدون أن يبقوا و يقتلوا الأعداء، و لهذا يمنعون عنهم، بل يوجبون لهم قتل المسلمين الّذين تترّس بهم الأعداء.و أيضا لهذا ذكر بعض الأصحاب أنّ القبيح مدح من هو يستحقّ الذّم من جهة القبيح، لا مطلقا، و هو ظاهر.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo