< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/07/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المكاسب المحرمة - درجات وأنواع الأنظمة

قبل ان نواصل هذا البحث لا باس انقل عبارة جملة من الاعلام صاحب الجواهر في الجواهر عندما يريد ان يعين ما هو مقدار الحرام من معونة الظالمين في مجلد 22ط. قديمة. ص56او 54. هناك ينقح الصور التي ذكرناها صور من جهة التقسيم و التفصيل . النقطة التي ذكرها وعلق عليه بعض الاعلام المعاصرين تعليقة جيدة ان هل هذا الحكم في هذه الصور في التعامل مع الانظمة الوضعية -اذا واحد لم يلتفت الى مصطلح الوضعية فنحن معذورين . -

المهم كلامنا في الانظمة الوضعية صاحب الجواهر يريد ان يقول ليست الانظمة الوضعية على وتيرة واحدة. وهذا سبق ان اشرنا اليه ان النظام غير دار المسلمين هناك نظام وهناك دار المسلمين الان جمله من الدول الافريقيه الاكثريه مسلمه لكن الجهاز غير مسلم الاقليه المسيحيه هي تحكم مع ان الدار دار المسلمين ومثل مالي ثلاثه او اربعه دول هي هكذا في غرب افريقيا لاحظ حتى هذه الحكومات تختلف عن حكومه مسيحيه او علمانيه في دار اكثرتها غير مسلمين هذا نوع التفاوت كذلك يقول صاحب الجواهر اذا كان هناك نظام وضعي كانت يرفع رايه الدين لانها حكومه دينيه سواء كانوا علام مذهب المخالفين او كانوا على مذهب اهل البيت عليهم السلام لا يرفع رات الدين هذا ايضا نوع تفاوت ايضا يذكر صاحب الجواهر طبعا هو ذكر اجمالا من الصور ولكن الاخرين استفادوا من كلامه اكثر تاره الحاكم من اتباع الحق واتباع اهل البيت عليهم السلام بغض النظر عن شرعنة تقلده للحكم ام لا لانه صاحب الجواهر يفرض النظام وضعيا لكنه هو و جهازه من اهل الحق من اتباع اهل البيت عليهم السلام وتاره من اتباع المخالفين قال صاحب الجواهر هذا ايضا فيها فرق.

البعض علق على كلام صاحب الجواهر يقول هذا كلامه سليم وسديد لان جهات الحق في النظام متعددة جهة الحق او جهة اللا،حق . جهات متعددة صاحب الجواهر يقول اذا كان الحاكم من اتباع الحق وان كان نظامه لم يشرعنه على الشرعيه لكنه لانه من اهل الحق يقول اعانته في المباحات لا اشكال فيها وحب بقاءه لاجل احتماء فئة الحق به لا اشكال فيه. او اعانته من جهة انه يعين اهل الحق ايضا لا اشكال فيها .

فصاحب الجواهر يقول لابد ان نميز بين درجات الوضع صحيح ان كلها سواء في الوضع لكنها بالتالي للوضع درجات يجب الالتفات اليه لان منهم من ينصر فئة الحق ومنهم يسفك دماء اهل لحق و يحاول يطمس هوية اهل البيت عليهم السلام فبين المطلبين اختلاف.

وذكرت لكم ان جملة من الاعلام علقوا على كلامه عمليه البحث في هذا المقام من دون التفكيك بين طبقات ومراتب الانظمه وانواع الانظمه خطا ازيد هذا المبحث الذي اثاره صاحب الجواهر قبل الثوره الدستوريه التي كانت بقياده صاحب الكفايه قيادته كانت من النجف في ايران ايام حكم ملوك القجاريه وحكومه القاجاريه كانوا من ملوك الشيعه وصار سبب الثوره الدستوريه ان الحاكم اذا صار الدكتاتور او مستبد وحده لا شريك له يلزم بالدستور وبقوانين البلد واول بلد اسلامي قبل تركيا ومصر يشهد هذا الحدث في ايران التي فيها رايه اهل البيت.

اقصد بقياده علماء النجف يعني هويه شيعيه في ايران مسابقه مصر ب 30 عاما في الثوره الدستوريه وهذا ليس بشيء سهل حتى سبق التركيه فهي البلد الاسلامي الاول الذي يقيد الحاكم بالقوانين والدستورات واطرح هذا لصله بكلام صاحب الجواهر فعرفت بالثوره الدستوريه وباللغه الفارسيه يقال لها الثوره المشروطه المشروطه يعني حكم الحاكم مشروط بالدستور و النايني كان ركنا في هذه الثوره وكذا صاحب الكفايه وغيرهم من الاعلام كثيرين وللسيد اليزدي كانت نظره اخرى هذا بحث اخر وكذلك اعلام في طهران وقم.

وفي هذا الدستور قيد صاحب الكفايه وغيرهم من النائيني قيدوا يا ليت تقراون رسائل صاحب الكفايه انا قراتها بالفارسيه لا اقصد الرساله العمليه بل مكاتباته مع احداث الثوره الدستوريه عند صاحب الكفاية فقه مبسوط يا ليت يجمع ويترجم باللغه العربيه كان لنا نبحثا في الفقه السياسي والنظام السياسي عند علماء الامامية رسايل صاحب الكفاية كثيرة و غيرهم من الاعلام فصاحب الكفاية يرى ضرورة اشراف الفقهاء و علماء الدين على النظام السياسي والقضايي و التنفيذي في الدولة وعنده مكاتبات كثيرة في هذا المجال.

وكذا النائيني فانه ايضا يرى ذلك وعنده كتاب تنزيه الملة و تنبيه الامة و غيرهم من الاعلام هم من زعماء النجف وعرفت هذه الصيغة في المد الديني الحوزوي في النظام عرف بانه صيغة من صياغات ادينة الحكومة يعني طلاء وطابع ديني ومن الضروري ان تقرأوا هذا التراث فكما نقرأ الكفاية في الاصول نقرأ رسائله فعنده استدلالات طويلة عريضة ولا ادري لماذا لم تجمع ولو تجمع تكون ممتازة جدا.

يعني نظرية صاحب الكفاية في الحكم و النظام السياسي في الغيبة الكبرى من الضروري ان تطلع عليه حتى كتاب النائيني تنزيه الملة وتنبيه الامة من الضروري ان تطلع عليه كما تعتقد في اصوليته و في باب الصلاة و في باب المعاملات اعتقد بعلميته وهمية الاطلاع على مبانيه وآراءه و كثير من الفقهاء حتى الشيخ فضل الله نوري و غيره وحتى تلاميذ الميرزا الشيرازي فانهم لم يكونوا مخالفين بقدر ما عندهم تحفضات لبا في الاليات . فان الاليات وقع فيها كلام .

كما ان نظرية السيد الخميني في الحكومة الاسلامية بالدقة مع نظرية صاحب الكفاية وكذا نظرية السيد الخويي الموجودة في كناب البيع و كتاب منهاج الصالحين في كتاب الجهاد و نظرية الشهيد الصدر و نظرية الاعلام الاخرين السيد احمد الخوانساري و صاحب الجواهر بالدقة نظرية هؤلاء الاعلام نظريات بالدقة ليست متناقضة و متدافعة بل هي اشبه بما نسميها بمراتب القدرة على تطبيق حكم الله في الارض او اقامة حدود الله و ليس المقصود من حدود الله العقوبات بل المراد من الحدود الله كل احكام الله في الصعيد السياسي والاجتماعي والقضائي الاختلاف بين الاعلام اشبه بما يكون الاختلاف في الاليات وفي مراتبها و المستند اليها والا لبا هم على منوال واحد نعم هناك اختلاف في التفاصيل لا انفيه و في الاليات هناك اختلاف لا انفيه لكن اجمالا منوال واحد اختلاف في المراتب . لماذا ذكرت لكم هذا المطلب و ما ربطه بكلام صاحب الجواهر؟

ربطه بكلام صاحب الجواهر ان الشيخ المفيد لان هذا البحث الذي نحن فيه وهو معونه الظالمين يمكن الاطلاع على باب ومساله اخرى وهي وطيد الصله بهذا البحث في اواخر مبحث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من كتابه المقنع للشيخ المفيد والانتصار للسيد المرتضى والمبسوط والنهايه والخلاف للشيخ الطوسي وابن براج الى بقيه العلماء في مبحث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قالوا في نهايه هذا المبحث يعني تقريبا سبعه او او عشره من القرون ماذا قال العلماء؟

الشيخ محمد علي شمس الدين رحمه الله عنده كتاب نظريه الحكم والاداره للدوله جمع فيه متون اقوال هؤلاء الفقهاء وخلاصه كلامهم ان الفقيه والعالم للحوزه الدينيه بقدر ما عندهم من القدره ويعينهم على ذلك المؤمنون يقيمون حكم الله وبقدر ما يبسط لهم من اليد اي يصير عندهم قدره ولذلك ذكرت لكم انه لبا من منوال واحد وانما اختلفوا في المراتب والاليات اما يجعل الامر هدر لا يقول به العلماء وهذا مبحث اخر سياتي في المساله الاخرى لماذا اقحمته هنا مع كلام صاحب الجواهر اقحمته لهذه الجهه وهو انه قد تكون هناك مشاركه دينيه في النظام هذه المشاركه بحسبها شرعيه في النظام وبمقدار تقصر مد اليد الديني في النظام عن النظام فذاك الوقت يصير النظام وضعي

وارت ان اركز على تلك الجهة من كلام صاحب الجواهر ان الانظمة ليست على درجة واحدة في الوضعية والدينية او الوضعية و الشرعية .

شبيه ما مر بنا امس ان نفس الكيان الواحد يفكك في الانظمه كما ان الان في العلوم السياسه يقولون بان النظام غير الحكومه فتتغير الحكومات لكن النظام هو هو وقد يجي نظام الكتروني بدل هذا النظام الاوراق في النظام الالكتروني هناك شفافيات مراقبه و سرقات الاموال عصابات المال في الوزارات يعثر عليها اذا كانت هناك شفافيات يصعب عليها الفساد كما في الشاشات البورصات الدولة التموذجية اذا كانت هناك شاشات في الوزارات تعكس على عموم الناس او لا اقل النخب اذا كان فيها حظ يلتفت في تخصصها وتراقب الوزارة التي يرتبط تخصصها بهاو كيف مجريات الامور..

هنا تصير عملية شفافة مراقبة للفساد سواء فساد اداري او فساد مالي او فساد في البرمجة او فساد في الميزانية او فساد في التخطيط مشاركة انظمية في الدولة الانموذجية اذا قدر ذلك.

اذن طبيعة الانظمة في الكيان الواحد انظمة وليس نظام واحد ثم حتى الكيانات التي ذات انظمة تختلف عن بعضها البعض في اختلاف المراتب وهذا لابد من وضعه في الحسبان .

الخلاصة لكلام صاحب الجواهر و تعليقات الاعلام اذا كان سلطان البلاد سلطان حق اي من اتباع اهل البيت عليهم السلام يختلف عن سلاطين اهل الخلاف .

كما ان العلماء يفرقون بين الدلولة الصفوية و غير الصفوية مع ذلك الاعلام فرقوا بين الدولة العثمانية و الدلة العلمانية في تركيا الكثير تأسفوا على ذهاب الدولة العثمانية بالقياس الى دولة العلمانية مما يبين على ان في ذلك مراتب.

نقل عن السيد البروجردي في عهده زالت الدوله العثمانيه فتاسف على ذلك المقصود ان الدوله مراتب يجب الالتفات اليها اذن يقول صاحب الجواهر الادله الوارده هنا في معونه الظالمين درجات الظلم تختلف قد تجد ظالم في الوية وذاك ظالم في بعض الاعمال في الشعائر صاحب الجواهر يقول لابد ان نفرق وكلامه صحيح فان الادلة الدالة على الحرمة وغيرها ليست على وتيرة واحدة .

وصل بنا المقام في صحيحة حريز في باب 42من ابواب ما يكتسب به .

قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع وقووه بالتقيه والاستغناء بالله عز وجل انه من خضع لصاحب سلطان ولمن يخالفه على دينه طلبا لما في يديه من دنيا اخمله الله عز وجل ومقته عليه وكله اليه فان هو غلب على شيء من دنيا فصار اليه منه شيء نزع الله جل اسمه البركه منه ولم ياجره على شيء منه ينفقه في حج ولا عتق ولا برا.

قوله عليه السلام قووه بالتقية اذن التقية مصدر قوة وليس مصدر ضعف .

قوله عليه السلام خضع لصاحب سلطان ... اخمله الله و مقته عليه.. مع انه ليس من اعوان الظلمة وانما مجرد خضع لصاحب سلطان او يخضع لمخالف في دينه ومذهبه حتى لو لم يكن هناك سلطان يخضع للمخالف طلبا لما في يديه من دنياه اخمله الله و مقته عليه او مقته بالتشديد يعني جعل الطرف الاخر يغضب عليه .

كل الاموال التي ينفقها ينزع منها البركه ولم يقل عليه السلام حرام و سحت بل لم يأجره.. اي معدومة الثواب وان كانت حلالا.

فهذه الرواية من الواضح فيها تشرع عام كما يقول صاحب الجواهر او الاعلام ان الاقتراض من الانظمه الوضعيه لاسيما ما يشتد منها في الظلم والغي فانها معرض للهلكه فضلا عن ان يكون موظفا الا ان يكون له مشروع لنصره الحق ونصره المؤمنين وستاتي روايات كثيرة ان كفارة عمل السلطان والعمل يعني مؤظف حرام والمحلل له وكفارته قضاء حوايج المؤمنين.

الان للاسف على العكس يدخل في الوظيفة اول ما يصنع يخنق خناق المؤمنين وهذا من العجيب. فهذا دخل في حرام في حرام .

علي بن يقطين فقيه وباذن من الامام موسى بن جعفر عليه السلام ستاتي رواية و يخدم المؤمنين ولم يتعص على مؤمن واحد الا في مؤمن واحد تعصى عليه فحجبه الامام عليه السلام وشرط عليه ان لا ينفتح عليه الا ان يذهب ويعتذر من ذاك المؤمن. مع ان علي بن يقطين من خواص حواري الامام الكاظم عليه السلام وبأذن وامر من الامام دخوله و تغلغله في البلاط العباسي مع ذلك تخلف في مورد واحد لم يغفر له في مورد لم يخدم مؤمن من جهة الوظيفة .

ومن العجيب هناك ثقافة لغفلة المؤمنين في وظيفتهم ولا يلتفتون الى ذلك مع انه لا تكون اجرتها حلالا من دون ان تخدم المؤمنين. لا تتعص إذا اتاك مومن لحاجة اذا كان مؤمنا لا هويات اخرى. تربطك به رابطة الايمان ليس شيء آخر . وهذا امر افتوا به كل الاعلام متفقين عليه لكن في الثقافة العملية لغالب المؤمنين عندما يدخلون في وضائف حكومية كأنهم ينسونها او لا يعلمون بها. والتقصير من عندنا الوسط الخاص المفروض ان نوعي المؤمنين بان هذه الوظيفة لم تحل لك الا بشرط والا يحرم عليك الائمة عليهم السلام الاجرة من بيت المال.

يعني هذا المؤظف لكي يحلل لقمته فضلا عن الوزير و المدير ذاك اشد مسؤليته لم يحلل قيامه و قعوده الا باداء الوظيفة بقوة في خدمة المؤمنين و راية الايمان لا متفضلا بل الائمة متفضلون عليه والا حرام يأكل منها. و يقبع في سجون النار في القيامة مع الظالمين.

الرواية اللاحقة سنقرأها غدا .

وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo