< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/06/21

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حيثيات متعددة في الفعل السياسي

كان الكلام في هاتين المسالتين السياسيتين اي في الفقه السياسي وهو التعامل مع انظمة الجور مر بنا ان المراد من الجور اما الجور عن حدود الله او الجور في المتصدي اذ لابد في استتمام الشرائط ان تكون الشروط شرعية في الابعاد والجهات الثلاث ولا يكفي ان يكون في جهة دون جهة أخرى هذا بحساب الادله والاصطلاح الوارد عند فتاوى الفقهاء .

ولكي اقرب هذا البحث اكثر اقول: ان المؤمن وان زل ولكن الملاحظ هو المجموع الاجمالي فا ن لاهل الايمان مسار يعبر عنه بمسار الحق فانه في مفرده المعين يصلح لكن كمجموع شيء آخر مجموع المؤمن والايمان شيء آخر . مثلا راية الباطل او مجموع الباطل وان كان عنده خيريات لكن بالتالي مجموع المسار باطل .

اذن يجب الالتفات الى ان راية الحق و راية الايمان أو راية الباطل و راية الضلال تارة تلحظ كمجموع وهذه نظرة موجودة في الادلة مثلا نظام سيد الانبياء صلى الله عليه واله لما اراد النبي صلى الله عليه واله ان يفتح مكه خان الوليد بن الوليد واراق الدماء بغير حق وأثار الفتنة فرفع النبي صلى الله عليه واله يديه الى السماء وقال اللهم اني ابرا اليك من ما صنعه خالدبن وليد حتى ندب امير المؤمنين عليه السلام لاصلاح الواقع وسد ابعاد الفتنه حتى ان هناك تشريعات صدرت من امير المؤمنين عليه السلام في زمنه رسول الله صلى الله عليه واله ابتداءا منه وامضاها النبي صلى الله عليه واله على اي تقدير كما ان اسامه بن زيد قتل ذلك الراهب الذي تشهد بشهادتين في دوله النبي صلى الله عليه واله تصدر من الولاه ومن القاده هناك بعض الامور لكن تبقى الدولة النبوية نبوية اما اذا كانت الدولة باطلة كدولة بني امية او بني العباس فانها باطلة وان صدر منها بعض الافعال الحسنة .هذه نظرة مجموعية .

هنا نقطة مهمة: تارة التعامل مع النظام بما هو مجموعي وهوية معينة لغاية معينة وتارة التعامل مع نظام لا بلحاظ رايته ومجموعه بل بلخاظ خطوة خطوة منه فانه يختلف كما سياتي.

فرواية كل راية قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله هذا فيما اذا لم تكن في مسار صاحب العصر والزمان اما اذا كانت في مسار مدرسة الامام عليه السلام لا يسمى طاغوتا ومعنى ان تكون في مدرسة صاحب العصر والزمان ان يكون الامام عليه السلام هو المركز ومعنى الطغيان هو ان يحتل الطاغي موقعا ليس له وانه هو المركز وانه هو الاول والاخر .

حتى فكرة المرجعية فانها تحت راية صاحب العصر والزمان اما اذا كانت هناك فقاه وافتاء كما هو الموجود في المدارس الاخرى والمذاهب الاخرى فانه حتى لو افتى بموازين معينة كمن لو افتى على طبق آية كريمة وكانت عندنا تامة في دلالتها فان نفس تصديه للفتوى طاغوت لانه يعتبر نفسه مستقل في الفتوى وليس آخذ للشرعية كما لو اخذ الوكيل المرجع فانه ياخذ الوكالة من المرجع نفس الفقيه كما يقول الشيخ المفيد في كتاب المقنعة يجب ان يوطن نفسه بانه يقوم بما يقوم نيابة باذن من الامام صاحب العصر والزمان والا يكون طاغوتا والعياذ بالله نفس الكلام.

وليس من الضروري ان تكون كل راية يعني راية سياسية بل تشمل الراية الفتوائية والقضائية اذا ينأى صاحب السلطة التشريعية لان الفتوى سلطة تشريعية للمجتهد وايضا صاحب السلطة للقضائية ويقضي بين الناس و يتدخل في الشئون العامة اذا لم تكن بإذن صاحب العصر والزمان فهو طاغوت لانه جعل نفسه لذلك وليست القضية مرتبطة بالراية السياسية فقط فان كل راية اعم منها يعني تشمل كل جهاز و سلطة وقدرة فلابد ان تستند في صلاحيتها من صاحب العصر والزمان لانها وفق ما حدده هو عليه السلام و آباءه الطاهرون من موازين واذنات و.. فلا يصح ان يكون مستقلا .

ففي هذا البحث نظرة مجموعية وتارة تكون النظرة مقطعية ولابد من التفرقة بينهما ولا نخلط بين الجانبين .

تنقيح الفعل في نفسه كما مر بنا في التعامل المالي مفيد ليستعلم ان الشيء خطأ او لا لكن كونه صحيحا لا يعني الصحة مطلقا كما مر بنا في الاصول عندنا صحة اقتضائية و تأهلية وعندنا صحة فعلية فكونه عمل باطل فهو باطل حتى لو كان في دولة الحق يجب معالجته

نقطة مهمة: هوية الدين في الدساتير تذكر في بنود الدستور او في ديباجة الدستور ؟ سواء الدولة الدينة او الدولة التي تزعم انها ليست دينية .

سؤال: لماذا تذكر هوية الدولة في الدساتير في الاول؟ فانه يدل على ان اولويات الدول ليس فقط البعد المعيشي الخدمي المدني بل العكس من اوليات البلد المحافظة على هوية البلد هويته الدينية الثقافية او .. وتاتي بعدها الدرجة الثانية والثالثة و هلم جرا.

فذكر هوية البلد وان كانت ليست دينية لكن ذكرها في اوائل دساتير العالم هذا الذكر ليس ذكرا ديكوريا و ليس خواء بل هذا يدل على ان المشرع والمقنن يدل على ان الاولويات حتى في اداة الدول هي بحسب مراتب الاولويات اي اولويات الدستور.

ربط هذا بالمقام ان راية الايمان وراية الهداية بلحاظ اصل الهوية ثم تاتي وتتنزل الى بقية منظومة التشريعات بخلاف راية الباطل هنا المراد من راية الايمان لا نعني الصحة المطلقة بل لابد من المعاقبة والرصد و..

امير المؤمنين عليه السلام مع ان دولته علوية ولكن كان عليه السلام يسمع شكاوى اهالي المدن ضد الولاة الفاسدين بل حتى لو لم يكونوا فاسدين وانما حتى اذا اخطئوا يعاتبهم حتى لو كانزا صالحين اذن اصل الدولة لا يعني ان كل شيء يقع فيها انه صحيح كيف وانها دولة امير المؤمنين عليه السلام او دولة نبوية اذن صحة الفعل في نفسه له دور والبيئه والموضوع لها دور المتصدى ايضا له دو دوره والمجموعه والهويه التي تتخذها الدوله لها دور كل هذه الامور ماخوذه بالحسبان في ادله المسالتين كما سياتي ولذلك ترى في المسالتين اعانه الظالمين ولو بفعل حلال بشرائط معينه يصبح من اكبر المحرمات مع ان الفعل حلال لكن بما انه في ضمن منظومة دولة الباطل وراية الباطل بشرائط معينه يصبح هذا الفعل من احرم المحرمات كما سياتي اذان لاحظ الحليه بقول مطلق لا يمكن ذلك كثير من المؤمنين يبرر نفسه فيظن ان مجرد كون الفعل في نفسه حلالا هذا مبررا له مع ان فعله ان لم يقترن بمعونه المؤمنين فهو احرم المحرمات فضلا عما اذا لم يعن المؤمنين لانه كما سياتي البحث عنه في تفاصيل عديدة.

ملاحظة: لا يبحث الفعل بلحاظ البعد الاول فقط او البعد الثاني فقط لابد من البعد الثالث والبعد المجموع وتوجيه المؤمنين يقع على عاتق رجال الدين فانه اي وظيفه عامه في قطاع العام يستلمه المؤمن لا يكون حلالا له وان كان فعله حلال كما لو كان مصلح او مدير او وزير كهرباء لم اذا لم يقدم المعونه للمؤمنين يصير فعله من احرم المحرمات مع ان الكثير يجهل هذا الشرط.

واللطيف ان هذا الشرط متفق عليه اذا كانت موقعيته وظيفه عاليه وحساسه فان نفس وظيفته من اشد المحرمات وان كانت وظيفه خدميه ليس فيها سجون وغيرها مع ذلك هي من اشد المحرمات ان لم تقترن بمعونه المؤمنين او ان لم تقترن بدفع الضرر عن المؤمنين بخلاف ما اذا انخرطته في نظام علي بن ابي طالب عليه السلام او نظام الامام صاحب العصر والزمان فاذا لم تنخرط في نظامهم عليهم السلام اي فعل خير تفعله فهو من احرم المحرمات انخراط وكافي نظام الامام عليه السلام يعني تقدم المعونه للمؤمنين وتدفع الضرر عنهم والا تكون في طاغوت حتى لو قدمت وظائف خدميه لانك بذلك تعين الطاغوت والطغيان سياتي ان ذلك متفق عليه؛

لكن للاسف مغفول عنه بل سياتي ان عند الكثير او الاكثر وربما المشهوره انه حتى الوظيفه العاميه ان لم تقترن بمعونه المؤمنين ودفع الضرر عن المؤمنين كل اجرته حرام وكل اكله حرام حرام في حرام مع امنه وظيفته خدميه وستعرض الى الاقوال نحن الان في اصل المساله ولسنا في الادله والاقوال اصل فرض المساله وهي قضيه التعامل مع النظام الجور مقصودهم من الجو ر ما هو حتى لو اتى في الادله نعلم ما هو المراد منه البعض يقول المراد من الجور يعني في نفسه.

تقول: يا اخي هذا يريد ان يصير حافظ للقران في المؤسسه الكذائية.

لكن اقول هذه المؤسسه الغذائيه تحت رايه من؟ هل تحت رايه آل فلان دخولك للحفظ في مدرسه الفلان؟ فهذه خطيره فانه يوم القيامه يدخلوك مع ال فلان.فلاحظ مع ان الفعل حلال وهو حفظ القران الا انه يدخلك مدخلهم.

اذن المجموع له دور كما ان الفعل في نفسه والمتصدي ايضا له دور فلا بد ان تعلم المتصدي من هو فان المتصدى له دور هذه النقاط لابد ان يلتفت اليها ونحن الان في فرض الموضوع ولسنا في الادله ولا في الاقوال فقط في فرض الموضوع وفرض الموضوع له ابعاد مختلفة.

لاحظ في القران الكريم المشركون والكفار الذين لهم صلح تحالف مع النبي صلى الله عليه واله لهم حمايه سياسيه في دوله النبي والمسلمون الذين في دوله قريش الكافره يحرم سياسا حمايتهم على النبي وربما حتى المؤمنين الذين هم في دوله قريش الكافره يقول القران مالكم من ولايتهم من شيء ليست هناك ولايه سياسيه .

نعم هناك ولايه عقائديه اي تحميه من جهه هويته الععقائديه اذا كان هناك جور على عقيدته تحميه اما في ولايته السياسيه لا تحميه لان الطابع فيه نظام فلان بينما هذا الكافر بما انه مستضل في خيمه نظام النبوي من وظائف النبي صلى الله عليه واله ان يعطي الحمايه سياسيه حتى لهذا الكافر لاحظ كانما الموضوعيه لرايه النظام اعظم من الموضوعيه لعقيده الفرد هذه نقطه مهمه عقيدته تقول هذا هويته فلان لكنه نتيجه اصطفافه للفلاني هو الان عنصر في فلان نظام رايه النظام هويه النظام والعقيده كنظام وليس كعقيدة فردية.

استطيع ان اجزم واحلف لكم ان هناك من المؤمنين في زمن رسول الله عند قريش ولم يبادر النبي في حمايتهم السياسيه لان هذا المؤمن منطوي تحت نظام قريش وهويه عقيده نظام قريش ومر بنا ان الجهاد الابتدائي كما ذكرت في كتاب عداله الصحابه ان الجهاد الابتدائي ليس لاسلمت الشرائح الفرديه وعندي هناك قرائن على ذلك من فقه الاماميه وانما المهم اسلمت الهويه العقائديه للانظمه الهويه التشريعية لابد ان تكون مسلمه وبينهما فرق.

احد البراهين الضروريه وليست اجتهاديه الظنيه الان اليوم اذكر لكم ضرورة اخرى على هذا القول وهي ضرورية بنص القران على وفق المذهب ، برهان اخر غير الذي ذكرته سابقا؛

ان عقيده النظام وهويه النظام مهمه وليست الهويه الدينيه لافراد الشعب مهمه فعند الشارع اسلمت النظام وايمانا النظام اعظم من ايمان الافراد فان الافراد تلقائيا سيتاثرون بالنظام والا هذا موجود في سوره الانفال هناك مسلم تحته ظل دوله القرشي التي هويته باطله ليس على النبي حمايته سياسيا ولا اقتصاديا ولا امنيا والكافر الموجود في دوله النبي صلى الله عليه واله في المدينه المنوره او حوالي المدينه المنوره واجب على النبي توفير الامن له والحمايه السياسيه له ذا حساسيه الوحي ليس في عقيده الافراد وان كان عقيده الافراد لا بد منها ؛

نعم الغايه هي الهدايه وهذا كله صحيح لكن الحساسيه الكبرى في تشريع الاسلام على عقيده النظام لا عقيده الافراد فانه بالنسبه الى الوحي عقيده الافراد لا تسوى فلسا في لا اقول الفعل في نفسي لا يدرس بل الفعل في نفسه يدرس مر بنا ان الدساتير العقلائيه هويه الدوله الفكريه كما لو افترضت دين الدوله هي العلمانيه فلماذا يحددون العلمانيه فان العلمانيه دين للحقوق وفلسفه القانون الرؤيه الشموليه تسمى عقيده يكذب من يقول ان العلمانيه ليست بعقيده بل هي عقيده لانها رؤيه شموليه ادلجيه اصلا القانون يعني دين وهذه اصطلاحات لابد ان نلتفت اليها ولا انا اظن ان الدين يعني طقوس عباديه فقط، الشارع عنده الطقوس السياسيه اعظم من الطقوس الفردية.

وللكلام تتمه وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo