< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/06/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الأنظمة في النظام الواحد بين الجور و العدل

كان الكلام في سلطان الجور ودوله الجور في منطق الفقه هو من حاد عن حد من حدود الله هذا جور استباحه المحرمات جور استباحه الصلاه جور استباحه اللواط كالمثليين جور السحاق والشذوذ الجنسي جور وان لمع وقد يكون الجور وفي نظام نسبيا بعض نشاطاته جور وبعضها صحيحه ومر بنا هذا البحث وانه يمكن النظام واحد تفكيكه الى نظامات مثلا قيام نظام اي دوله بالاحد الادنى من دفع الجرائم هذا النظام بهذا المقدار سداد سواء كان النظام هويته مسلم او كان النظام هويته كافر فالنظامات متعددة .

كما يقول امير المؤمنين عليه السلام ان الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم كما في نهج البلاغة وقد بين الامام امير المؤمنين عليه السلام ايضا في رده الخوارج ان الحكم الحاكم فقط الله وقال عليه السلام ان قولهم ان الحكم الا لله كلمه حق يراد منها الباطل اما انها كلمه حقين لان الحاكم الاول والاخر هو الله سبحانه وتعالى اما اذا تريد ان تنفي تنصيب الله من ان الله لم يجعل له خليفه كما يدعون يعني اذا كان حصر الحاكم في الدنيا في ذات الله هذا باطل لان معناه انه ليس هناك تجلي لله سبحانه وتعالى وانه ليس لله خليفه مع ان معنى الخليفه ليس معناه ان الله ينعزل او يفوض كل شيء الى خليفته والعياذ بالله.

بل ليس هناك في البين تفويض بل الخليفة بمعنى علم آدم الاسماء كلها تتجلى فيه الاسماء كلها الاسماء يعني تجلي والا لماذا فرق بين الاسماء والخليفة مع ان الاسماء تجلي فهذا الخليفة مرأة تتجلى فيه الاسماء الالهية كلها ولذالك يسمى خليفة فدعوى الخوارج ان الحكم الا لله ان ذات الله الغيبية هو الحاكم فنعم لكن القول بان ليس لله تجلي في خلقه هذا باطل الحاكم يوم القيامة هو الله وهذا صحيح بلا شك لكن ليس معنى ذلك ان الانبياء و الاولياء ليس لهم دور ولم يتجسم العلي كما لم يتجسم الله لا في الدنيا ولا .. لان التجسم نقص فاثبات حاكيمية الله شيء و نفس حاكمية غير الله شيء باطل ثم قال عليه السلام لابد للناس من امير كما انه لابد للناس من رسول لانه لابد من ان يتكلم مع الناس عبر الرسول لابد من شخص من جنسهم وهذا ليس فقط في دار الدنيا بل حتى في القيامة بل حتى في الجنة لابد من وسيط بين الله و بين خلقه من انفسهم كي يستطيع التواصل معهم اذن لابد للناس من امير اما بر او فاجر به تحفظ به ...

فهذه نقطة مهمة وهو ان نلتفت الى انه في الانظمة يتعدد النظام بلحاظ الحدود والاحكام الجور و العدل يمكن ان يكون نسبيا بلحاظ البعد الاول والبعد الثاني يعني الفعل في نفسه والموضوع

فبالتالي النظامات ليست على قسم واحد و لا على نمط واحد بل هي على انماط و درجات من ثم في وصايا النبي صلى الله عليه واله للسرايا لا تقلعوا شجرة و لا تقتلوا عجوزا و لا طفلا معناه انه حتى الكفار ادنى مراتب النظم البشري الاسلام ليس في صدد زعزعتها ولو كان الحاكم السياسي عدواني داخل على كيان الكفار لان الاسلام يريد ان يصلح الفقرات الاخرى الفاسدة من النظام الفاسد و نظام الجور لا ان كل فقراته فاسدة من ثم قال القرآن الكريم في سورة البقرة و في سورة محمد صلى الله عليه واله ينذر القرآن ان بعد النبي سيتولى الناس اناس يهلكون الحرث والنسل وَ إِذا تَوَلَّى سَعى‌ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَساد.[1]

فان الحرث والنسل ومن ثم ما مورس في الفتوحات في عهد الثلاثة او بني امية للاسف ما كانوا يراون النظام البشري الضروري هذا لا يريد ان يزعزع الدين يريد ان يزعزع حاكيمية الحكام الفاسدين على الحكومة شبيه المقومات الدول المتحدة ان في الحرب لا يسوغ هدم البنية للخدمات الخدمية للمجتمع بين المتحاربين لانها حكومة مدنية و ليست مرتبطة بالعسكرية في منطق عقول البشر ان الحرب ان الذي يستهدف فيه المفروض العسكرين لماذا ؟

لان النزاع الذي يقع اما ان يغلب او يكون غالبا بالتالي التبديل في جانب العسكري او الامني يبدل السلطة لكن بقية النظم و الانظمة المفروض ان لا يكون فيها هدم ويعبرون عنها بالبنية التحتية المدنية او الخدمية فالنظام الصحي لماذا يبدل والنظام الزراعي لماذا يبدل انت افترض ستغير الوضع لكن اي وضع يتغير فهلاك الحرث والنسل لا معنى له انت تريد ان تغير فالفقرة الفاسدة غيرها واما الفقرات الاخرى ضرورية للناس لماذا تعطل النظام التعليمي لماذا تعطل نظام الصحي او نظام المرور نظام خدمات الكهرباء لماذا تعطلها؟ نظام الصيرفة لم تعطلها؟ اذهب الى لجانب العسكري والامني.

نفس البشر الان حتى في نزاعاتهم و تغييراتهم ومن ثم يعبرون عن بعض قائد حربي يقول انه مجرم حرب ما معنى مجرم حرب فان الحرب فيه قتل فما معنى انه مجرم حرب يقصدون انه اذا تعدى من زعزعة الجانب العسكري و النظام العسكري الى النظام المدني فانه متعدي فان النظام المدني بريء لا ذنب له فلماذا تتعداه وقبل ان يدركها البشر سيد الانبياء صلى الله عليه واله في كثير من المواقع يشدد النكير على صحابته لماذا صنعت كذا و كذا؛

حتى ان اليهود في خيبر عندما اراد النبي صلى الله عليه واله ان يفتح خيبر اعترض اليهود على النبي ان الانبياء لما يريدون فتح الحصون لا يقلعون النخيل فلماذا المسلمون يقلعون النخيل يعني في نظام الانبياء الحروب لا ترتبط بالنظام الزراعي ولا النظام النسل الحيواني هذه كلها حاجيات بشرية ضرورية ولا البيئة فلا يدمر البيئات الاخرى حتى ان نظام الحرب القديم اكثر انسانية من النظام الحربي الان لانهم كانوا يتفقون على مبارزة رؤساء الحرب يعني حتى النظام العسكري كان يتحفظ عن تدميره لان التغيير يكون في الرؤوس ولذالك اميرالمؤمنين عرض على معاوية فقال له لنلتقي انا و اياك و نجنب دماء المسلمين من ذلك لكن معاوية داهية .

المقصود ان حتى في منطق الحروب القديمة اكثر عقلانية واكثر انسانية من منطق الحروب الحديثة يعني حتى النظام العسكري لماذا تفرط فيه بل اترك النزاع العسكري ينحصر في السلطة لماذا تستهدف كل النظم لا معنى لاستهداف بنية البلد من ثم تهديم بنية العراق ما هو المبرر لها؟ من الواضح انهم يريدون شيء آخر والا لماذا لم يستهدفوا ذاك الطاغية بل استهدفوا كل العراق وهل هذا مبرر؟ ليس هذا مبرر، بل وتعتبر جريمة حرب انت دمرت بنية البلد من اولها الى آخرها و في منطق البشر هذه جريمة.

قصدي من تكثير الامثلة العقلائية لكي يتبين انه حتى على منطق الفقه الشرعي ليس كل النظام في كل فقراته سواء كان نظاما كافرا او نظاما مسلما اذا كان نظام الجور و غير شرعي ليس كل فقراته غير محترمة او يفرط فيها لان الفعل في نفسه جائز مثل اغاثة المحرومين فان هذا الفعل يريده الله حتى لو كانوا في ضلال رعاية النساء الاطفال يهتم بها الاسلام سواء على الاسلام او غير الاسلام بل حسب ما يرى في الادلة وان كان ربما خلاف مشتهر هو ان الذي يستباح دمه هو المعتدي فقط لا الكافر بما هو كافر هذا الامر تابعناه في ابواب عديدة من الجهاد .

كون الكافر ليس له حرمة وان دمه هدر هذا بحث آخر لان الحربي يعني عدواني يعني معتدي والا لو كان مسالما لا مسوغ لقتله فان المعتدي ولو كان مسلما يردع بل حتى لو كان مؤمنا فان فعله عدواني يردع اما اذا كان كافرا مسالما لا يهدر دمه ولا مسوغ لذلك هذه بحوث حتى في التعايش مع الغير من المذاهب الاخرى فان نظام التعامل يحتاج الى تنقيح كثير لان كثير من فقه لجمهور هو فقه فتوحات السقيفة وبني امية و بني العباس يستبيح بادنى ذريعة والا امثال قاعدة وطالبان وداعش لم يرتكب شيئا في مقابل الفتوحات التي قام بها اوليك تطعنون علينا بماذا؟

فالرؤية الحقيقية من الاسلام الحقيقي هو عند اهل البيت عليهم السلام .

المقصود ان حتى الكفار لا يستباح دمهم انما هو للمعتدي بل في تحقيق وصلت اليه باب الجهاد ليس باب القتل و باب اراقة الدماء بل عبارة عن استخدام القوة العسكرية لا لاجل اراقة الدماء بل اخضاع ارادة النظام الطرف الاخر او تغييره بالقوة العسكرية فان القوة العسكرية ليس بالضرورة ان تستخدمها استخدام فيزيائي المادي بل استخدمها في الحرب نفسيا و معنى القتال هو هذا فان قوله تعالى قاتلوا الكفار يعني استخدموا القوة العسكرية لردع الطرف الاخر؛

وكلما كانت قوتك العسكرية قوية و متفوقة على العدو بمراتب كبيرة فانها رادعه من دون ان تستخدمها ولذا قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة لا لاجل سفك الدماء و كذا قوله قاتلوهم يعني لا تسخدمها لاراقة الدماء نعم قد يستلزم ذلك لكن ليس الغرض من القتال سفك دم العدو بل الغرض ترهبونه اي تردعونه لذلك كل حروب النبي ان النبي صلى الله عليه واله يوصيهم ان اقيموا عليهم الحجة اولا حتى تردعونهم لوحوا لهم بالقوة؛

لا اريد ان اقول ليس عندنا سفك دماء و قضية ان تكون ناعما بل اقول انه حتى كلمة قاتلوا لبس فيها سفك الدماء للاصالة ولا لانه غير جائز اذا اسلتزم ذلك ولا اريد ان اقول سفك دماء العدو مع الاضطرار غير جائز بل اقول اذا يمكن تسليم العدو لك و اخضاعه و انقياده وانبطاحه لك بالردع و الخوف فهذا هو الغاية ولذا ذكرت في كتاب عدالة الصحابة ان فلسفة الجهاد حتى في الابتدائي منه ليس قتل الكفار خلافا لمدرسة المخالفين والجماعة والجمهور فلسفة الجهاد حتى الابتدائي منه اسلمة الانظمة وليس حتى اسلمة عقائد الناس وهذا الامر يحتاج الى تنقيح كبير في الفقه الجعفري و تمييزه عن الفقه الحنبلي و الفقه المالكي و الشافعي والحنفي و.. فان فقه الجعفري فقه آخر.

اذكر لكم ادلة عبى ذلك ذكرتها في كتاب عدالة الصحابة احد الاحكام التي هي ليست اجتهادية يعني لا يزايد عليها فقيه من الفقهاء استدل بضروريات مذهب الجعفري وليس باجتهادياتهم فان الاجتهاديات فيها اختلاف والضروريات هي معالم مذهب جعفر بن محمد الصادق عليه السلام من ضروريات مذهب ائمة اهل البيت عليهم السلام ان الاسير بعد وضع الحرب الحرب اوزارها لا يقتل بينما اهل السنة يجوزن ذلك ومن طعون مذهب الامامية على الاول و الثاني و الثالث وبني امية وبني العباس ان القرآن الكريم ينص ان الاسير بعد وضع الحرب اوزارها ؛

ولا اريد ان ادخل في التفاصيل وانما اريد ان اذكر نتائج ضرورية من هذا البحث حتى نبين ان نظام الجور و سلطان الجور في فقه الامامية وهذا يحتاج الى حلقة منظومة من الابواب وذلك على ضوء ننائج ضرورية لا ظنية نريد ان نرسم لوحة معتمدة على ضروريات مذهب اهل البيت لا الاجتهاديات الظنية التي اختلف فيها علماء الامامية كلامنا في التسالمات ومن ضروريات مذهب الامامية انه اذا وضعت الحرب اوزارها تميز الفقه الجعفري عن غيره حتى ان بعض المذاهب عندهم ان الاسير لا يقتل لكن ليس بدرجة الضرورة وانما فتوى ظنية قد تخطيء و تصيب اغلبهم يقول يستباح دم الاسير وهذا كيف يلتئم مع ان الجهاد لو كان ابتدائيا لا دفاعي لتوسعة الدولة لو كان فلسفة الجهاد الابتدايي اسلمة العقائد فهذا الاسير كافر كيف يحقن دمه وهناك شواهد ضرورية دالة على ان فلسفة الجهاد الابتدائي ليس اسلمة العقائد بل اسلمة الانظمة يعني نريد ان النظام الحاكم نظام اسلامي يعني يحكم بحدود الله الامة وان بقوا كفارا الا انه نهديهم بالتدريج وليس الهدف اسلمة العقائد البحث طويل ان شاالله نواصله. وصلى الله على محمد واله الطاهرين.


[1] البقرة : 205.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo