< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

44/04/21

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: وجوه فقهية متعددة لبيت المال

وصل بنا الكلام الى رواية الحميري وما ادراك ما الحميري الاب و الابن والابن هو محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري و الاب عبدالله. وكانا متعاصران لاحمد بن اسحاق الاشعري القمي وهو من الكبار وهؤلاء من الاربعين عالما من علماء قم و غير قم الذين اراهم الامام الحسن العسكري عليه السلام قبل استشهاده الامام الحجة كما ذكر ذلك الشيخ الطوسي و الصدوق و غيره حيث ذكروا ان الامام العسكري ارى الحميري و اربعين عالما من علماء الامامية الامام صاحب العصر و الزمان وهذا شيء طبيعي لان العمدة في اطائفة هم العلماء فهذا الحميري له كتاب قرب الاسناد و المراد منه قرب الطريق لان هناك اسانيد طويلة الى الائمة و الى رسول الله و هناك اسانيد مختصرة و الاسناد المختصر له شأن ايضا لانه شبيه ان تنقل بواسطة واحدة من المعصوم وتارة بواسطتين او ثلاث او اربع فايهما سلامة ؟

من الواضح اقصرهما و اقلهما واسطة لان الوسائط وان كانت ثقات او عدول لكن باب الاشتباه و النسيان مفتوح و يعبرون علل الرواة العلل بمعنى امراض اي امراض علمية لان الانسان غير معصوم فينسى و يسهو ولو كان بمكان من المكانة فقرب الاسناد له ميزة من ثم قرب الاسناد من هذا العالم الموجه يشير الى الذين ذكرهم في طرقه سيما بكثرة مما يعتمد عليهم عنده و الحميري في قربه الى طبقات الروات اقرب من النجاشي و الغضائري و الطوسي و هذا مما نخالف فيه مع السيد الخويي فان مباني الصدوق و آراءه في التعديل اقرب من النجاشي لقرب عهده و انه اكثر الماما يعني مشهور المتاخرين (لا)، لكن الصحيح هو ان الحميري عاش في زمن العسكريين و الغيبة الصغرى فكيف لا يكون اخبر بالطرق فانه اقرب زمنا وهل وصل النجاشي الا عبر هؤلاء

و العجيب من السيد الخويي و امثاله عندهم قول النجاشي اخبار اما موقف الصدوق بتوثيق احد اجتهاد وهو ليس بحجة علينا و كذا الحميري مع ان السيد الخويي بنفسه اعتمد على ابن قولوية فلماذا اعتمد عليه دون الصدوق؟ هذه التفرقة اي معنى لها؟ ولو انه قدس سره رجع عن هذه النظرية في كامل الزيارات لكن بالتالي انه انما وصل الجرح و التعديل الى المتاخرين كالنجاشي و الطوسي و الغضائري عبر المتقدمين و الاقدمين فالاقدمين لا نعتبر موقفهم و نعتبره اجتهاد و ان اجتهادهم ليس حجة علينا في التوثيق و التعديل لكن النجاشي قوله حسي مع انه متاخر كم طبقة عن الاقدمين او القريب لعصرهم تلك اذن قسمة ضيزى .

التدافع الموجود في مباني الرجالية السيد الخويي او المتاخرين من تلامذته يقولون ان قاعدة الاجماع ليس بحجة لانها آراء للمتقدمين وانها اجتهاد منهم ليست اخبار فنساله اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه -فذكروا عدتهم اربعة عشر او خمسة عشر- فهل هذا اجتهاد منهم و انه ليس توثيق حسي؟ فاذا كان رواة اجمعت العصابة من نفس طرقات الاصحاب وان رواة الرواية من اصحاب الائمة المباشرين لهم كان لهم هذا المبنى من الاجماع يكون اجتهاديا وان هؤلاء المتقدمين موقفهم اجتهادي؟ و يكون نقل النجاشي و الشيخ الطوسي حسي تماما ؟ كيف يمكن هذا؟ فهناك تضارب في المبنى الرجالي عند السيد الخويي ره و تلامذته تلك القاعدة اجتهادية و نقل النجاشي حسي طبيعي خالص كيف يمكن ذلك؟ على كل التفكيك و التفرق بين مباني الرجال محل تامل واضح

وانما ذكرت هذا المطلب باعتبار ان الحميري الاشعري القمي الاب و الابن و هنا كتاب الاب عندما يعتمد على رواة في كتابه وهو قرب الاسناد و المفروض انه عالي الاسناد فكيف لا يكون اعتماد منه و المفروض انه ادرجه في كتاب ادعى انه كتاب عالى الاسناد فهذا الموقف حتى لو كان اجتهادي فهو ليس ببعيد عن الحسي بل هو حسي .

من ضمن الرواة الذين اعتمدهم بكثرة عبد الله بن الحسن بن علي بن جعفر امام الصادق لم يصدر فيه طعن لكن و لم يذكر فيه توثيق خاص لكن الصحيح انه موثق و هناك قرائن كثيرة لتوثيقه و هذا ممن ادمن الرواية عنه عن جده علي بن جعفر.

و هذا الحسن بن ظريف ايضا اسناده متكرر وهو من الاجلاء و ثقة عن الحسين بن علوان وهو ممن بنى السيد الخويي على وثاقته ايضا وان كان زيديا او عامي.

نقطة لطيفة في الرواية عندنا راوي هل هو امامي او عامي كثير من الرواة نصف نصف اي بتعبير النجاشي لم يتمحض فينا اي في وسط الطريق لم يعبر الينا . من هذا القبل الروة كثيرون لا تستطيع ان تقول مؤمن وان تقوم ايمانه بحدود الايمان لكن لا تستطيع ان تقول انه عامي يعني كالعامة تماما. بل هو وسط الطريق بين بين و من هذا القبيل رواة كثيرون وهذا غير قضية الواقفية و الناووسية بل هو عامي او واقفي وسط الطريق يريد ا ن يرجع ..

كلامنا ليس في الحجية و الوثاقة بل كلامنا في استعلام هوية المذهب و ليس هذا في الرواة بل حتى اختلف في ابن ابي الحديد و حتى الذهبي مع ان المعروف انه ناصبي لكن ذكر في سير اعلام النبلاء و ميزان الاعتدال حقائق كثيرة حتى انه ذكر كسر الضلع في ميزان الاعتدال و الاسقاط من رفسة فلان اسقطت محسنا ذكر ذلك في ميزان الاعتدال المهم انه ذكر حقائق عجيبة سواء في ميزان الاعتدال او سير اعلام النبلاء او .وهذه نقطة مهمة فهذا انصاف منه الى حد ما او (انه يخفي ايمانه) و ذكر كل مسلسل اغتيال النبي و المشاركين في ذلك ذكره بشكل مبعثر و لم يتمركز في موضع واحد لكن لما يلملمها الانسان يجدها واضحة . ولا يخفى ان الذهبي معاصر بن تيمية و معاصر الحلي و كان يكفر ابن تيمية ويدحض كلامه و هذه علامة ومن هذا القبيل كثير. ففي كثير من علماء العامة اقل ما يمكن ان يقال فيهم تتنازعه جذبتان جذبة الحق و جذبة الباطل . في الرواة ايضا هكذا موجود.

الْحَسَنِ بْنِ ظَرِيفٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عليهما السلام‌ أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ عليهما السلام كَانَا يَغْمِزَانِ مُعَاوِيَةَ- وَ يَقَعَانِ فِيهِ وَ يَقْبَلَانِ جَوَائِزَهُ.[1]

لان الجوائز ليست له و انما هو غاصب لها فانه استنقاذ فان سيرة الحسن و الحسين سيرتهما تختلف صورة عن سيرة السجاد و الباقرو الصادق فان سيرة الحسن و الحسين الغمز الصريح في معاوية بينما بقية الائمة لم تكن الفرصة متاحة لهم الا بالتلويح الامام الكاظم عنده تلويحات شديدة بل حتى الامام الصادق في فترات عديدة فان سجن الامام الصادق و الكاظم بسبب اذن الامام الباقر ابنه الصادق ان يخطب خطبة مهمة في الحرم المكي يثبت ان الامامة و الخلافة حق اهل البيت و هذا تلويح واضح لكن الامام الحسن و الحسين كانا يغمزان بالتصريح معاوية و يقعان فيه و يقبلان جوائزه لانه استنقاذ لكن هنا ذكر الامام الباقر عليه السلام لذلك يريد ان يقول ان بيت المال ليس ملكا لهذا الغاصب و السلطان و الجائر فيجوز اخذ الجوائز من باب اذنهم عليهم السلام

سوال: هل هذا الاذن من الائمة بقبول الجوائز حكم و اذن مستقل من الائمة عليهم السلام او انه انما رخصوا في ذلك وهم اصحاب الولاية لاندراجه في الضمان الاجتماعي الذي هو استحقاق كل مسلم فضلا عن كل مؤمن لانه مر بنا الم يعلم ان له في بيت المال نصيبا يعني ضمان اجتماعي يعني توفير ادنى المعيشة يتسحقها هل هذا من ذلك الباب ام ماذا ؟

غالب مشهور الاعلام جعلوا جوائز السلطان م ن الدولة الوضعية نافذة مستقلة وهي غير الضمان الاجتماعي الذي يستحقه. ومر بنا ان الجائزة شيء اما القطائع البالغة التي هي من قبيل الولاية شيء آخر فانه تولة اكثر مما هو جائزة في التعامل الملك الفردي.

الرواية الرابعة عشرة مرسلة الطبرسي في الاحتجاج

 

22369- 14-[2] أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الطَّبْرِسِيُّ فِي الْإِحْتِجَاجِ عَنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَنَّهُ كَتَبَ كِتَاباً إِلَى مُعَاوِيَةَ- وَ ذَكَرَ الْكِتَابَ وَ فِيهِ تَقْرِيعٌ عَظِيمٌ وَ تَوْبِيخٌ بَلِيغٌ قَالَ فَمَا كَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِشَيْ‌ءٍ يَسُوؤُهُ وَ كَانَ يَبْعَثُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ سِوَى عُرُوضٍ وَ هَدَايَا مِنْ كُلِّ ضَرْبٍ.

وهذا ليس كرم من معاوية هي من بيت المال المسلمين وهو غاصب لاهل البيت وهذا المال قسمة يسيرة منه و الامام الحسن و الحسين يصرفها في المصارف الشرعة وهذا باب ثالث الى الان ثلاثة ابواب عندنا

ضمان اجتماعي جواز الجوائز من السطان الجائر هذه نافذتين و النافذة الثالثة استنقاذ الائمة بيت المال قسم منه و ايصاله الى حقوق الامة كما مر في كلام الامام الكاظم وانه ياخذ امولت بيت المال لا من باب الرخصة في جائز السلطان ولا من باب الضمان الاجتماعي لانها اموال ضخمة بل اخذها من باب استنقاذ المال من قبل الائمة عليهم السلام و ليس كما عنونها صاحب الوسائل و كثير من الاعلام انه من باب الرخصة في اخذ بيت المال بل هذا باب ثالث .

هذه الرواية تحليل ابعادها و الاصول الفقهية لكل رواية مهمة مرسلة الاحتجاج من هذا الباب الثالث

الرواية الخامسة عشرة عن الحميري الابن من علماء الكبار من قم الاشعري و هو ممن ادرك العسكريين و ادرك بداية الغيبة الصغرى وهذا الحميري عنده مراسلات كثيرة عن الامام صاحب العصر و الزمان عبر النائب الاول و الثاني وهذه نقطة مهمة في التوقيعات وهو ان نرى ان صاحب التوقيع معاصر للنائب الاول او الثاني او الثالث او الرابع . حسب جملة من محققين الى الان وفات النائب الاول محل ترديد عند الاعلام وانها متى توفي؟ ليحدد مدة نيابة الثاني العمري الابن.

ولايبعد ان الاب و الابن نيابتهما متزامنة لان في زمن الامام الهادي و العسكري كانت نيابة الاب و الابن متزامنة و متقارنة يعني العمريان كانا نائيبين وكيلين ظاهريين رسميين للامام الهادي و الحسن العسكري و كانا نائبين خاصين و النيابة الخاصة التي هي فيها جنبة ملكوتية لم تختص بالغيبة الصغرى لصاحب العصر و الزمان بل بحسب كتابة اكثر علماء الامامية ان النيابة الخاصة و الوكالة الخاصة غير النيابة الظاهرية العامة فان النيابة الخاصة بدأت من سيد الانبياء فانه كان له نواب خاصة مثل عتاب بن اسيد في مكة المكرمة فانه شاب عمرة ثمانية عشر سنة قرشي و كان شديد الولاية للنبي واهل بيته فان هذا اعطاه حظوة عند النبي فان في عام الفتح ان يجعله نائبا خاصا على المكيين . و العجيب ان ابابكر لم يزيله عن ولاية مكة ولعله لضغط الجو و.. هذا كان ارتباطه بالنبي عن طريق الملكوت . ينظر في كفه فيرى اوامر النبي صلى الله عليه واله فله حالات عجيبة . فالنيابة الخاصة سلمان كان نائبا خاصا للنبي و لامير المؤمنين و كذا ابوذر و لا يبعد مقداد و ليسوا فقط حواري فان كثير من الحواري نواب خاصيين . فالنيابة الخاصة كانت لدى اربعة عشر معصوم حتى ان جملة من العلماءء عدوا فضة من النواب الحاص لفاطمة او ربما بعضهم ذكر ام ايمن او اسما .

فالحميري الابن تاريخ المذهب وسيرة المهومين يجب التعرف عليها فالحميري الابن عنده توقيعات كثيرة كتبها .

نقطة اخرى في توقيعات الحميري ان كثير من التوقييعات المرسلة في هذا الكتاب لا اقول اكثرها بل كثير منها اذا تراجع كتاب الشيخ الطوسي في الغيبة ستراها مسندة خارجة عن الارسال كقوله اما الحوادث الواقعة فانها من توقيعات الامام صاحب العصر و الزمان كانوا يبنون على انها مرسلة بينما هي موجودة مسندة في غيبة الشيخ الطوسي اشرنا الى ذلك سنة 1408 ولم اقف من الاعلام اشار الى انها مسندة والحال انها مسنده وهذه نقطة مهمة وهي ان التوقيعات المرسلة في كتاب الاحتجاج كثير منها تجدونا في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي و غيبة النعماني او كمالالدين الصدوق ومن ثم من الحيف ان يطبع كتاب الاحتاج للطبرسي و لا يبحث في الموسوعات الالكترونية مع ان هذه الرواية موجودة في كتابين آخرين يعني من الضروري الاخوة المصححين في تنقيح التراث ان يتتبعوا الرواية الواحدة في كتب مصادر الحديث لتكون لها مسانيد و بالتالي تخرج الرواية عن الارسال و عن الضعف باسناده او بتعدد طرقه في الكتب الاخرى وهذا مهم جدا بذلك يخرج كتاب الاحتجاجصورته عن كونه مراسيل الى كونه مسانيد او ككتاب العياشي الذي هو صورة مراسيل بسبب الناسخ فانه حذفها يدخل في المسانيد و كل التراث حتى الكتب الحديثية التي هي مسانيد لها طرق اخرى فتتكاثر الطرق على متن الحديث وهذا يولد مزيد من اعتبار الحديث لمن يعتمد على حصرية الصدور او حتى لمن لا يعتمد و لا يحصر ذلك و سنقرأ الرواية في الجلسة القادمة و صلى الله على محمد واله الطاهرين .

 


[1] وسائل الشيعة، ج‌17، ص: 217.
[2] ( 1)- الاحتجاج- 298.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo