< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

42/04/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - جملة من أحكام الغيبة – حرمة الغيبة – المسألة التاسعة – المكاسب المحرمة.

 

الرواية السادسة: - وفيها جملة من المجاهيل، ومجاهيل يعني هذا ليس حكماً نهائياً وإنما تتبع قاصر فإنَّ الكثير ممن حكم عليهم بالمجهولية في دروات علم الرجال هذا ليس حكماً رجالياً بتياً نهائياً وإنما هو بحسب قدرة الباحث الرجالي أنه لم يتوصل إلى قرائن تكشف المجهول، فالمجهول أو المهمل يعني أننا لم نكتشف حاله، ولابد أن ندقق كثيراً في هذا المطلب، وهو أنَّ المهمل والمجهول لم نكتشف حاله أنه ضعيف أو أنه ثقة إنما لم نكتشف حاله، ولم نكتشف غير أننا اكتشفنا أنه ضعيف، الآن نعامله معالمة الضعيف فهذا بحث آخر ولكن لا أنه واقعاً هو ضعيف، ومعنى هذا أنَّ المجهول أو المهمل أنَّ مجال التحري والبحث فيه لازال قائماً، وهذه النكتة يجب أن نلتفت إليها وهي أن المجاهيل والمهملين في علم الرجال باب الاجتهاد مفتوح فيهم، وإنما الأعلام الذين خاضوا في عل الرجال بحسب الوسع الزماني لجهودهم العلمية لم تستوف كشف النقاب عن هؤلاء المجاهيل أو المهملين لا أنَّ المجهول أو المهمل هو ضعيف، بأن نقول هذا الرواية حكم عليه السيد الخوئي بالضعف ولكن هذا ليس بصحيح فهو لم يحكم عليه بالضعف وإنما قال هو مجهول ومعنى مجهول أنه لم يكتشف شيء في حقه، أو لأن عالم من الرجال حكم عليه بأنه مجهول وحتى النجاشي يحكم عليه بأنه مجهول فيقول لا نعرفه ولكن وليكن النجاشي لم يعرفه ولكن هل هذا يؤدي إلى ضعفه؟!! فإنك قد تكتشف قرائن لم يقف عليها النجاشي، وهذه نكتة مهمة، وهي أنَّ المجهول والمهمل هو لم يوثق ولكنه غير الضعيف، أو يقال إنَّ فلاناً لم يوثق، ولكن لم يوثق غير أنه ضعّف، وكثيراً ما نخلط نحن بين لم يوثق وبين كونها ضعيفاً والحال أنه هذا الشخص ليس ضعيفاً واقعاً وإنما هو بحكم الضعيف، يقال هو لم يوثق أو مجهول وهذا لا مشكلة فيه ولكن هذا يعني أن باب التنقيب مفتوح، مثلاً كعمر بن حنظلة الأعلام قالوا هو لم يوثق أو لم يتعرضوا إلى توثيقه فهو من جهة أحواله مجهول ومهمل مثلاً والحال أنه بأسانيد متصلة عالية الاسناد تم اكتشاف حاله أنه من أتراب محمد بن مسلم وزرارة بن اين بل هو مقدم عليهم في الفتيا بن زمانه ووصلت النوبة إلى محد بن مسلم وزرارة بن أعين بعده وليس قبله فهو من تلاميذ الامام الباقر والصادق عليهما السلام، ودائماً يعبر الأعلام بمقبولة ابن حنظلة لأنهم لم يكتشفوا حاله، فإذاً ليس ممتنعاً أن المجهول أو الذي لم يوثق أو تعابير أخرى مشابهة أنها لا تدل على التضعيف، فقد يقول قائل إنهم قد حكموا على روايته بالضعف، ولكن هذا غير صحيح، بل الباحث لم يتوصل إلى كشف حاله وليس من الضروري أنه اكتشف حاله، وهذه نكتة يلزم الالتفات إليها، وهي أنَّ باب الاجتهاد في علم الرجال واسع، أما أنه الآن كيف هي المصادر والمنابع التي يكتشف منها رؤوس خيوط الرجال فقد ذكروا قريب الخمسة عشر أو الستة عشر أو السبعة عشر منبعاً وقد ذكرناها في كتاب علم الرجال نقلا عن الأعلام، فهناك سبعة عشر منبعاً ولكن هذا يحتاج إلى هذه المنابع تقصي وتتبع وفراغ من الوقت وغير ذلك.

فالمهم أنَّ الرواية هي رواية اسماعيل بن مسلم السكوني الشعيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: - ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله:- من ردَّ عن عرض أخيه المسلم كتب له الجنة البتة )، فهذه دالة على جوب الرد وهذا لا ربط له بالسماع ولا ربط له بالغيبة وإنما هو حكم مستقل في نفسه، أي في الغيبة وغيرها، ( من أُتِيَ إليه معوف فليكافئ ) وهذا استحباب، ( فإن عجز فليثنِ به )، واللطيف أنَّ الامام الحسن علسه السلام استدل بعموم هذه الآية الكريمة ﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ﴾ استدل لاستحباب المكافأة ﴿ هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ﴾ مما يدل على أن التحية في الآية لها معنى لزومي في السلام ولها معنى رجحاني في مطلق التحية الأخرى والتحية قد تكون بالقول وقد تكون بالفعل فكل هذا مشمول بتعبير ﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو اردوها ﴾، حيّاه يعني تلقاه في لقياه بما يسر أو بما فيه احترام وتعظيم، فلاحظ أن الآية الكريمة الواحد معناها له مراتب، وهذا ليس من باب استعمال اللفظ في أكثر من معنى، ( ومن أتي إليه معرف فليكافئ فإن عجز فليثنِ به ) يثني على مقدم هذا المعروف فإنَّ هذا نوع من الشكر، وربما الثاء باللسان اعظم من الجزاء بالعمل، ( فإن لم يفعل فقد كفر النعمة )، ففي رواية احدة جمع بين الحكم اللزومي والحكم الاستحبابي ولا مانع من ذلك.

الرواية الأخرى:- أيضاً في سندها من أبناء العامة، وهي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلاحظ أنه حتى رواة الامامية ينقلون حتى روايات العامة عن النبي وهذه سيرة روائية في الرواة إذا لاحظوا أنَّ المضمون ليس فيه ما ينافي الثوابت، ومن هذا القبيل عندنا الكثير وهو أن رواة اصحاب الامام الصادق أو الباقر أو زين العابدين عيهم السلام يروون عن رواة العامة جملة من شؤون سيرة النبي صلى الله عليه وآله ويدخلون هذه الروايات في أصولهم الروائية، والسبب هو ما مرّ، وهو أنهم يرون أنَّ مضمون هذه الروايات ليس مخالفاً لثوابت ما هو مروي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وكما يقولون إنهم لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء بل هم ضمن الاطار فلا مانع من نقلها، كما أنَّ الصدوق عنده طرق عديدة كلها من رواة العامة عن النبي أو عن أمير المؤمنين عن الأئمة يرويها في كتبه ولكن لاحظ فيها أنه لا يخالف محكمات القرآن ولا محكمات أحاديث العترة الطاهر بل يتوافق معهما وكذلك الشيخ الطوسي هكذا عنده وكذلك الشيخ المفيد، وهذه سيرة علمية موجودة عند علمائنا الأعلام، فالرواية عن أبي الدرداء عن أبيه قال:- ( نال رجل من عرض رجل عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرد رجل من القوم عليه، فقال النبي:- من ردّ عن عرض أخيه كان له حجاباً من النار )، وطبعاً هذا تحريض على الرد ولكن لسان الروايات التي مرتب بنا أمس هي الوجوب واللزوم وليس الاستحباب فقط.

الرواية الأخرى: - وهي رواية يرويها الطوسي في المجالس هي نفس كتاب الأمالي، وكتاب الأمالي سواء للصدوق أو لطوسي أو للمفيد أو للمرتضى او لغيرهم من الأعلام يسمى مجالس ويمسى أمالي، والصدوق عنده في كتاب الأمالي مقتل مسند مروي عن عاشوراء في عدة مجالس فذها مقتل مأثور من طرق أهل البيت عليهم السلام ولو أنه مختصر ولكنه موجود في عدّة مجالس جمعت جملة من وقائع عاشوراء، ففي هذه الرواية أن الصدوق فإسناده عن ابي ذر في وصية النبي لأبي ذر وقد مر أن هذا الاسناد عمل به طبقات مشهور فقهاء الامامية إجمالاً، ( قال:- يا أبا ذر من ذبَّ عن أخيه المؤمن الغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار، يا أبا ذر من اغتيب عنده أخوه المؤمن فيستطيع نصره فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة ) وكما مرَّ هذا إذا كان فرداً واحداً فكيف بمجموع المؤمنين إذا نصرهم الانسان وحامى عنهم في أي بعد من ابعاد الحياة المعيشية المجتمعية فإنَّ هذا شيء عظيم، لأنه فرد واحد هكذا فكيف بالمجموع أو بيضة الدين وهلم جرا، وهذا نوع من التحريض والاثرة للحس المسؤول الاجتماعي كما مرّ بنا، ( وهو يستطيع نصره فنصره نصره الله عزّ وجل في الدنيا والآخرة وإن خذله وهو يستطيع نثره خذله اله في الدنيا والاخرة )، فإذا كان خذلان مؤمن واحد هكذا فيف بك بخذلان مجتمع مؤمن بأكمله، فإنه سوف يمكن العدو من المجتمع المؤمن وما أعظم هذا؟!! فهو يمكن مخططات العدو في المجتمع المؤمن، كأن ينشر المخدرات مثلاً أو الاباحيات مقابل وريقات من الأموال أو غير ذلك من الأمور الأخرى، فخذلان مؤمن واحد هو هكذا فكيف بخذلان مجتمع مؤمن بأكمله، فهذا معناه أن المسؤولية عظيمة وليست سهلة.

الباب التالي حيث عنونه صاحب الوسائل بـ( باب تحريم وإذاعة سرّ المؤمن وأن يروي عليه ما يعيبه وعدم تصديق ذلك مهما أمكن ): - وتقريباً هذا أساس ومستند حرمة الغيبة وهو إذاعة أو فضح المؤمن وكشف سرائره وكشف أسراره وعيوبه، يعني نفس المطلب.

والرواية الأولى: - صحيحة عبد الله بن سنان، وهذه الرواية كما مر بنا يستفاد منها جملة من أحكام الغيبة وهي صحيحة أعلائية فيستفاد منها حرمة الغيبة وحرمة سماع الغيبة ووجوب رد الغيبة فيستفاد من هذه الرواية ثلاث أحكام، ( عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ قال:- نعم، قلت:- يعني سفلته؟ قال:- ليس حيث تذهب إنما هو إذاعة سّره ) يعني العورة المعنوية كما مرَّ بنا أمس هي أعظم وأشد من العورة البدنية، فكيف أنَّ العورة البدنية يحرم الاطلاع عليها وكشف الستر عنها حرام فالعورة المعنوية أشد وأشد.

الرواية الثانية: - معتبرة المفضل بن عمر قال: - ( قال لي أبو عبد الله عليه السلام:- من روى على مؤمن روايةً يري بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان )، يعني هي من الكبائر، هذا إذا كان مؤمناً واحداً فكيف بك لو كنت فئة مؤمنة أو عموم المؤمنين، فلي س الحكم مختصاً بمؤمن واحد وإنما يعم بمجموع المؤمنين أو فئة منهم، ولذلك يوجد بحث أثاره في حرمة الغيبة وهو أنه هل حرمة الغيبة حرمة فردية لغيبة فرد أو أنها تشمل جماعة فهل يمكن تصور غيبة جماعة؟ نعم جماعة خمسة أو ستة أو ثمانية او عشرة أو عشرين يمكن تصور غيبتهم أما إذا كانت الجماعة ألف أو بلد أو قومية أو عشرية فهذه هل يقال لها غيبة أو ماذا؟ إنه وقع كلام في هذا عد الأعلام، فتارة يغتاب فرد في شبهة غير محصورة وفي عدد غير محصور يقولون هذا لا يصدق عليها أنها غيبة كأن يقو رجل كذا وكذا ولكنه من دائرة غير محصورة فقالا إن هذه لا تحقق موضوع الغيبة وتارة يقول إنه رجل من العشرة أو الثلاثة فهنا استشكل الأعلام لأنَّ هذه الدائرة ضيقة محصورة فهنا لا يجوز ولو كان لفردٍ لا على التعيين، فإذاً هذا نوع من الفضيحة والفضح بالتالي هذا السامع قد يثار عنده الفضول حينما يسمع وينقب ويفتش وبالتالي هو يدفع إلى كشف عورة المؤمن أو أسرره وعيوبه، هذا إذا كان فرداً وماذا إذا كان مجموعاً؟ جملة من الأعلام كالمقدس الأردبيلي قالوا نعم المجموع نفس الشيء بلغ ما بلغ، مثلاً هو يتناول عشرية معينة فيقول إنَّ طبيعة أهل هذه العشيرة كذا وكذا فهذا يجعل صورة قاتمة سوداوية عن هذه العشيرة ويجعل السامع يصر عنده موقف فذها مشكل، وتارةً في موارد النصيحة من استثناءات الغيبة فهذا بحث آخر أما أنه يفضح فقط فهذا لا صحيح، فعلى كلٍّ إن لم يدخل هذا في الغيبة فقد يدخل في هذا المطلب إذا كان المؤمن الواحد إذاعة سرَّه كذا فكيف بك بمجموع المؤمنين؟!!، فتارة الأمر مرتبط بالأوضاع العامة والشأن العام فهنا قد يكون من استثناءات الغيبة ولكن هذا بحث آخر، أما أنه مثلاً لأجل أن يتفكّه فهذا لا يصح، فإنَّ نفس أدلة الغيبة تشمل مثل هذا المورد، فعلى أي حال قالوا إذا لم تصدق الغيبة فأدلة حرمة الغيبة موجودة وهي تشمله، والقواعد التي استند إليها في حرمة الغيب موجودة، فمرة تارة في استثناءات الغيبة كمصير الدين أو ما شاكل ذلك أو قضية معينة سياسية فيها حفظ حومة الدين وبيضة الدين فهذا بحث آخر تارة لأجل التفكه أو عنده تحامل مزاجي ولو أنَّ الذي يقولونه حقيقة وليس بهتاناً ولكن الكلام نفس الكلام، فإن تعييب المؤمنين وتنقيصهم وما شابه ذلك يشمله.

ولو قلت: - إنَّ بعض الروايات ردت في نقد بعض القوميات؟

ولكن نقول: - إنَّ هذه الروايات هي ليست نقداً وإنما هي من باب النصيحة والنصيحة ليست داخلة في الوقيعة، فأولاً هي ليست وقيعة وثانياً هي نصيحة، أما أنها ليست وقيعة اليت وردت في قوميات معينة كأن تكون خاصية قومية معينة أنهم شديد الضراب - الفحولة - أو قومية كذا أو المرأة بأنها عيّ وعورة وغير ذلك، سيما المرأة فقد ورد في القرآن الكريم قبل أحادث النبي صلى الله عليه وآله ﴿ أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ﴾، وبيانات عدية في القرآن الكريم حول المرأة مثل ﴿ للذكر مثل حظ الانثيين ﴾، ﴿ الرجال قوامون على النساء ﴾، وموارد عديدة أخرى من هذا القبيل موجودة في القرآن الكريم، فحينما يقول ﴿ أومن تنشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ﴾ يعني هو عيّ، ومن هذا القبيل موجود الكثير مثل ﴿ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ﴾ يعني عورات وهلم جرا، فهل هذا ازدراء للمراء في القرآن الكريم أو في الحديث النبوي أو نهج البلاغة؟ كلا، أبداً ليس فيه ازدراء، القرآن والحديث النبوي وأمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة يرافع من شأن المرأة في بعدٍ آخر إلى ما فوق الكثير من الرجال، مثل فاطمة عليها السلام أو مريم أو خديجة أو آسيا فكيف هذا الخطاب وذاك الخطاب؟ هذا بشكل ملخص ليس ازدراء ولا هو تعيب ولا هو تنقيص، مثلا هذا اللسان الغليظ الذي قول ( ناقصات العقول ) أو ﴿ أن تذكّر إحداهما الأخرى ﴾، ( رجل وامرأتان ) وليس رجل وامرأة، ولماذا رجل وامرأتان وليس ورجل وامرأة؟ حتى تذكر أحداهما الأخرى، لأنَّ قدرة الحافظة عند المرأة تختلف عن الرجل، فقد يقول قائل أليس هذا استنقاص؟ ولكن نقول أصلاً هذا ليس فيه أي شائبة تنقيص ولا ازدراء وبالتالي سوف ينتفي موضوع الغيبة، لأنَّ هذا هو من قبيل الطبيب، فالإنسان حينما يذهب إلى الطبيب فيسأله الطيب ما هو مزاجي فيقول له إنَّ مزاجك حار فإذا تناولت الأطعمة الحارة فسوف يسبب لك مضاعفات أو أنَّ العصير المعدي عندك لا يهضم اللحوم الحمراء أو أنت من فصيلة دم كذا، فهذا الطبيب يبين لك طبيعة أمزجتك وأنها فيها نواقص ولكن هل بيان الطبيب هذا هو من باب التعييب والتنقيص والازدراء؟ كلا، بل الطبيب ناصح ومرشد يبين لك أن هذه نقاط الضعف لا يستغلها الطرف الآخر، فهو يبين لك أنك عندك نقاط ضعف هكذا وعندك نقاط قوة هكذا، كما أن القرآن الكريم و الحديث النبوي وأحاديث الوحي عموماً يبين للرجال أين نقاط قوتهم وأين نقاط ضعفهم وهذا ليس من باب تعييب احد الجنسين على الآخر وتنقيصه وإنما من باب بيان أنَّ كل جنسٍ له دور ووظيفة، فإنَّ أردت ينبوع العاطفة فهي المرأة، وإن أردت ينبوع الخشونة أو الجسارة أو الجرأة في موضع الخشونة أو العنف حيث يكون مطلوباً فهو الرجل، أما المرأة أنَّ ( ريحانه وليست بقهرمانة ) فهذا ليس ازدراءً، بل بالعكس هذا نوع من تبيان طبائع كل طرف واختلاف أدوار كل طرف، وحتى في قضية القوميات مثلاً قومية كذا وقومية كذا فإنَّ هذا ليس من باب الازدراء والتنقيص وهلم جرا وإنما من باب بيان الطبائع، افترض أنه من القومية الفلانية وأنَّ القرآن الكريم أو الروايات بينت أنَّ هذه القومية فهيا هذه النقائص ولكن هذا ليس من باب الازدراء وإنما من باب أنك أيها المنتسب إلى تلك القومية ان تتجاوز هذا الضعف وتتغلب عليه، فهذا الضعف الموجود عندك لا بقيه وإنما تغلب عليه، ولذلك سيرة النبي صلى اله عليه وآله وسلم وسيرة امير المؤمنين عليه السلام لا توجد حالة تعايش من دون عنصرية ومن دون قومية ومن دون تفرقة مثل أئمة أهل البيت مع كل القوميات ولا يوجد احترام صدر للمرأة كما صدر من سيد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم ومن أمير المؤمنين عليه السلام للنساء، فإذاً كلامهم هذا أين وسيرتهم أين؟؟؟ إنَّ سبب هذا وهو أنَّ هذا الكلام ليس في مقام الازدراء والتنقيص والتعالي والتسقيط وإنما هو من باب الطبيب المرشد لنقاط الضعف ولنقاط القوة في كل طرف.

ونقول هذا باختصار ونختم: - وهو أنَّ التشريع الغربي حاول أن يحمي المرأة من العنف الأسري من عنف الزوج وعنف الأب وعنف الأخ فزجَّ بها إلى كيان الدولة وأنَّ الدولة هي الحامية لها بدل العشيرة وبدل الأخ وبدل الابن وبدل الاب وبدل الأرحام، ولكن المرأة فيها نقاط ضعف يعني يمكن لشخصٍ أن يعتدي عليها وغير ذلك من الأمور، فهذه المرأة التي هي ريحانه أنت رفعتها من حاضنة الأسرة والأرحام والعشيرة وكفلتها حاضنة الدولة والحال أنَّ الدولة كلها رجال وعصابات وذئاب فماذا صنعت، ولذلك حوادث اتحرش والاغتصاب عندهم أشد بكثر مما يدعون في العنف الأسري عندنا، بلا شك نحن في دين الاسلام أيضاً الأسرة أو الأب والأرحام يضع لها حدود بأن لا يتعدون، واتفاقاً هذه المرأة اليت فهيا نقاط ضعف وهي ينبوع لنقاط قوة هذه المرأة في الأسرة الأخ أو الابن أو الأب يحيطونها عدة رجال فيخلقون توازناً لبعضهم البعض فالب يردع الابن والابن يردع ابنه أو أخيه والزوج كذلك، فهذه التشكيلة التي وضعها الاسلام في الحقيقة هي تؤدي إلى نوع من الحاضنة الكافلة، ولذلك هم يعانون ما يعانون أكثر فأكثر وتبقى المرأة عندهم سلعة رخيصة يتقاذفها ذئاب الرجال بخلافنا، وعلى أيَّ حال سوف نكمل بقية الأمور في الروايات.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo