< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

42/04/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - الغيبة وقواعد فقيه اجتماعية – حرمة الغيبة – المسألة التاسعة – المكاسب المحرمة.

 

كنّا في وجوب ردّ الغيبة وحرمة الاستماع إليها، في بعض الروايات أنَّ السامع للغيبة ربما أشد حرمة من الفاعل للغيبة، فالمهم أنَّ السامع للغيبة يتوجه إليه تكليفان وليس تكليفا واحداً تكليف حرمة سماع الغيبة وأنه لا تطلع بعين عقلك أو فكرك على عورة أخيك فإن الاطلاع على عيوب المؤمن كما في الروايات أشد من العورة الجسمانية، فإنَّ العورة المعنوية في شخصية المؤمن هي أشد حرمة العورة في بدنه، فعورة المؤمن على المؤمن حرام، فإذاً أصل السماع يعني الاطلاع والذي يقوم بفعل الغيبة كأنما والعياذ بالله هو يرفع لباساً ساتراً عن عوة المؤمن ليريها إلى الآخرين، فهي بهذه المثابة، ولو أن المغتاب يقوم بعدة أفعال ظلمانية في الملكوت لكن أحدها هو هذا فهو كأنما يرفع الستار عن عورة اخية ليريها للآخرين، فهنا السامع إذاً يتوجه إليه تكليفان تكليف بحرمة الاطلاع فيحب عليه أن لا يصغي وينصت ويتابع بغض النظر عن ردّ الغيبة، فيحب عليه أن لا يطلع بعين فكره وبعين سمعه على عورة أخيه، ففلسفة هذه الحرمة هو هذا، ولذلك لكي لا تسوّغ لا النفس الأمارة بالسوء بأن اطلع على العورة ولغيبة ثم أردها فهنا ردّ الغيبة حينئذٍ واجب على حالة أداه أو لم يؤده ولكن نفس السماع هو معصية وخطيئة وليس بينهما تلازم بل كلٌّ له موضوع، ولذلك مثلاً الانسان الآن هو كان فكره ساهياً ومنشدّاً إلى أمرٍ آخر بشدّة بعد ذلك التفت إلى هذا الشخص يغتاب فهنا يجب عليه الردّ حتى لو لم يطلع على مضمون الغيبة، لأنه يعلم إجمالاً بأنَّ هذا الشخص هو في صدد الغيبة فيجب عليه أن يردعه، مثلاً لو دخل إنسان في مكان ورأى شخصاً رفع الستار عن عورة بدن مؤمنٍ آخر فهو لم ينظر وإنما حجب عينه ولكن عليه أن يردع الفاعل، لأنَّ الردع عن كشف عورة المؤمن هو فعل والاطلاع بالعين هو فعل آخر، فإذاً هناك فعلان لهما موضوعان ولا يوجد تلازم اثبات واثبات أو نفي ونفي بين الاثنين بل كل له موضوع وحكم بحدّ ذاته، فإذاً في البين حكمان وهذان الحكمان ستنبطهما الفقيه من نفس بيان المعصوم المستفيض الذي مرّ بنا مراراً وهو أنَّ ( عورة المؤمن على المؤمن حرام )، ومن أعظم مصاديق العورة هي العوار المعنوي في الأفعال أو الصفات أو ما شابه ذلك أشد من العوار البدني، وفي الآية الكريم قد أشير إلى هذا وهو أنَّ اللباس المعنوي أعظم وستر العار المعنوي أشد أهمية وخطباً من العوار البدني، فحينما تستعرض عدة صورة في قضية أنه فبدت لآدم وحواء لعيهما السلام ( فبدت لهما سوآتهما فأخذا يقصفان عليهما من ورق الجنة ﴾، بعد ذلك يقول ﴿ وانزلنا عليكم ريشا واري سوآتكم ولباس التقوى هو خير ﴾ فواضح أنَّ خيريته أهم وأشد، ولذا الأخلاق والأعمال هي ألبسة في منطق القرآن الكريم وهذا ليس تعبيراً كما يتخيله بعض المفسرين او اللغويين انه تعبير مجازي كنائياً بل هو تعبير حقيقي لأن الأعمال تتجوهر وتتجسم والأخلاق تتجوهر وتتجسم بطبقة أشد والعقائد بطبقة أيضاً اشد تتجسد وتتجوهر، فالألبسة ( لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك مدلهمات ثيابها )، فهي حقيقة وليس مجازاً، أما أنا لا نراها فهذا بحثٌ آخر ولكن عين الملكوت تراها.

فكشف الستار عن ذلك العيب وتلك العورة أشد من عورة البدن، حينما يأتي دليل على أنَّ العورة لا تختص بعور ة البدن الدنيوي وإنما تشمل حتى عورة البدن البرزخي أو الأخروي أو ما شابه ذلك فعورة المؤمن على المؤمن حرام فيجب أن لا يكشفها، فلذلك يجب أن يكون المؤمن كاتما للسر، فنفس هذا الدليل وهو أنَّ العوار المعنوي والعوار الملكوتي هي بنفسه يدل على حرمة الاطلاع - يعني السماع - ووجوب الردع من باب أنه الستر ينكشف وهلم جرا، فنفس هذا العموم هو بنفسه دال بهذا التقريب كما انه توجد روايات عديدة في هذا الباب وهي: -

الرواية الأولى: - في وصايا النبي صلى الله عليه وآله سلم لأمير المؤمنين عليه السلام، وهذه الوصايا ذكر لها الشيخ الصدوق سنداً مستقلاً في مشيخة الفقيه وطبعاً الطريق فيه جملة ممن لم يوثقوا ولكن هذه الوصايا التي رواها الصدوق في الفقهي المشهور عمل بها فإن مضامينها مطابقة للروايات في الأبواب ولذا عمل المشهور بهذه الرواية مضموناً، فالراوي بإسناد الصدوق عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه، وكما يذكر الأعلام أنَّ الراوي حينما يقول عن جعفر بن محمد بن آبائه هذا مشعر بأنَّ الراوي هو عامي، يعني أنه يعتمد على رواية الصادق عليه السلام مثلاً كراوي عن آبائه، ( عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام:- يا علي من اغتيب عنده اخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا والآخرة )، وهذا الحديث وأحاديث مستفيضة أخر كثيرة يدل على أنّ مضمون في هذا المقطع من الرواية مما يرتبط بالغيبة ومطابق لأصول وضوابط التشريع في باب الغيبة، باعتبار أنه هنا يبين وجوب ردّ الغيبة من جهة أنه نصر وهي قاعدة نصر المظلوم، كيف أنه منكر أيضاً كشف عورة المؤمن من قبل الكاشف فيردّ بأن يقال له لا تكشفها واست وما شاكل ذلك وإنكار المنكر فهو ايضاً هو من باب نصرة للمؤمن المظلوم فإذاً يوجد مستندان مثلاً لوجوب ردّ الغيبة وبالتالي حرمة السماع ايضاً كذلك، فإذاً وجوب الردّ الذي هو حكم شرعي له تخريج أي له مستند من عدّة قواعد شرعية، ليست قاعدة واحدة، وثما هي ثمرة تعدد وجوه الاثبات لمدّعى واحد؟ لأنه ربما كل وجه له آثار خاصة فيترتب على ذلك الحكم الموجه بوجوه آثار متعددة بحسبها، فقد تكون بعض الوجوه تأتي في بعض الضور وبعضه الوجوه تأتي في كل الصور فيكون مجمعاً للأحكام.

الرواية الثانية: - وهي صحيحة السند إلى أبي الورد، وأبي الورد ببالي أنه يروون عنه ثقات أجلاء وهذا يدل على حسنه، وعلى ما ببالي أنَّ رواياته إن لم تكن كثيرة ولكن يعتد بعددها فيمكن استحسان حاله، عن أي جعفر عليه السلام قال: - ( من اغتيب عنده اخوه المؤمن فنصره وأعانه الله في الدينا والآخرة ومن لم ينصره ولم يعنه ولم يدفع عنه ولم يقف على نصرته وعونه إلا خفضه الله في الدنيا الآخرة ).

الرواية الثالثة: - موثقة السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: - ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم:- ( من ردّ عن عرض )، فإنه كما أن عورة البدن الدنيوي هي عرض كذلك عورة البدن البرزخي أو بدن القيامة أو ما شاكل ذلك هو أيضاً عرض ومرَّ بنا أنَّ الأدلة دالة على أنَّ الانسان له أبدان بعض الصوفية أو بعض العرفاء من العامة يرون الأبدان النازلة ولا يرون البدان العالية المرتبطة بالعقيدة، ومن باب التنبيه على موضوع بحث مرتبط ببحثنا هو أنَّ المعصوم عليه السم عنده قدرة بأن يستطيع أن يكشف لك أي جسم من هذه الأجسام، الرواية هي عن ابي عبد الله عليه السلام قال:- ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:- من ردّ عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة البتّة ).

ويوجد سؤال: - وهو أنه ما معنى تكرار الآيات أو الروايات بأنه وجبت له الجنة ووجبت له النار فكم مرة توجب الجنة للمؤمن وكم مرة توجب النار للمؤمن؟

والجواب:- إنَّ هذا الايجاب هو بنحو الاقتضاء وليس بنحو العلية الناجزة، فتارةً هناك عدة قوى مغناطيسية يجذب الانسان للجبة، فإذاً عنده موجب للجنة أي القوة الجاذبة له أو الغصن المتعلّق بينه وبين الجنة حسب ما بيّن ذلك في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شهر شعبان، كذلك وجبت له النار بهذا المعنى، فإنه توجد عدة أغصان وعدة موجبات يدخل فهيا النار، وقد الانسان يكون متعلق ببعض أغصان النار وببعض أغصان الجنة فإن هذا يصير، فوجب هو بهذا المعنى أما أنه كيف يحسم الأمر فهذا بحث آخر، وهذا ليس مصارعة بين الجنة والنار وبين غصون شجرة طوبى وغصون شجرة الزقّوم فهل يمكن هذا أو لا يمكن هذا وإما فقط أغصان الجنبة أو فقط أغصان لنار فهذا بحث يجب الالتفات إليه، ﴿ وآخرون خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يعفو عنهم ﴾، وهذا شبيه ﴿ ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ﴾، فإذا كان عنده ذرة خير وذرة شر فبالتالي عند كلا الجانبين فعنده ذرة شريرة وذرة خيرة فبالتالي هذا النوع من التعلّق موجود.

أو مثلاً هذا التساؤل موجود عند الكثير من الأذهان: - وهو أنه كيف غفرت له ذنوبه وغفرت له ذنوبه كم مرة فإنه في كل يوم من شهر رمضان تغفر له ذنوبه فهل هي تغفر مرة واحدة أو مرات عديدة فما معنى ذلك؟

قد يقال: - إنَّ الذنوب متجددة فتحتاج إلى غفران متكرر وهناك وجه آخر وهو أن الغفران درجات وهناك وجه آخر وهو أنَّ الانسان عنده طبقات من الذنوب ذنوب الأبدان وذنوب الروح وذنوب الروح وغير ذلك، فبالتالي هذه ليس كلها تغفر بمرة واحدة كما لو جئت بمزيل للقذارة غسل للثياب فبعض الغسيل للثياب لا يفع في ازالة بعض البقع وإنما لابد أن تأتي بشيء آخر يزيلها فهو يشبّه الانسان بهكذا، فإذاً لا نستعجب من هذا ولذلك كانت سيرته صلى الله عليه وآله سلم في كل مجلس يتواجد فيه ثم يقوم عنه يستغفر سبعين مرة، فالإنسان طبقات جيبة.

فالمهم أنَّ هذه الرواية هي معتبر وهي عن إبراهيم بن عمر اليماني، وحمّاد بن عيسى هو من أصحاب الاجماع وهو من تلاميذ الامام الصادق يروي عن إبراهيم بن عمر اليماني وهو ثقة جليل أيضاً، وابراهيم بن عمر اليماني من أحد رواة كتاب سليم بن قيس، ويوجد كلام في أن كتاب سليم يمر به أو لا ولكن ليس من البعيد أنه يمر به لأن سليم آخر وقت بقي فيه هو زمان الامام السجاد عليه السلام على ما هو ببالي، وكذلك هو موجود في غيبة النعماني أيضاً، فالرواية عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال:- ( ما من مؤمن يعني مؤمناً مظلوماً إلا كان أفضل من صيام شهر واعتكاف في المسجد الحرام )، وصيام شهر ولم يقل شهر رضمان وإنما شهر من الشهور، وهذا ما يدل على أنَّ الوظائف الاجتماعية ثوابها عظيم غير الوظائف الفردية فإنَّ ادارة الوظائف الاجتماعية ثوابها عظيم وهي عبادة ونور، فإنَّ المسؤوليات الاجتماعية مهمة وليس فقط المسؤوليات الفردية لها ثواب عظيم، ( ما من مؤمن يعني مؤمناً مظلوماً إلا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام ) سواء كان غيبة أو غير الغيبة، ( وما من مؤمن ينصر أخاه هو يقدر على نصرته إلا نصره الله في الدنيا والآخرة )،وما الفرق بني نصرة المؤمن وبين اعانته؟ نعم يوجد فرق فإن الاعانة هي الدفع فقط أما النصر فهو نوع غلبة زيادة على الدفع، ففرق بين الاعانة وبين النصر، ( وما من مؤمن يخذل اخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخر)، فلاحظ أنَّ الخذلان هو مقابل النصر، فإذاً الوظيفة الاجتماعية مهمة فهذا مؤمن واحد فكيف بك بمجتمع المؤمنين، فهو يذب عن حومة المؤمنين سواء كان يذب عنهم فكريا ًأو أمنياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً فهذا أعظم وأعظم لأنه إذا كان ثواب الذب عن المؤمن هو هكذا فثواب الذب عن المجتمع يكون أعظم وأعظم وهذا معناه الدفع والزج في المسؤوليات الاجتماعية، وهذا قد مرَّ بنا وهو أو الواجبات الكفائية عكس ما يظن فإنها أعظم وجوباً من الوجوبات الفردية العينية، فمع أنها وجوب عيني هذا وجوب كفائي ولكن هذا وجوب كفائي مرتبط بمسؤولية مهمة، وقد مر بنا هذا البحث في بيع السلام على أهل الحرب وتقدم كلام الاعلام فيه مفصلاً وقد خرنا بقاعدة من كلام الأعلام، إذاً بحث الغيبة كم قاعدة تتدخل فيه فإنه يتولد من هذا البحث أحكام عديدة في الغيبة بسبب قواعد فقهية متعددة تتصادق وتترابط في مورد البحث.

الرواية الأخرى: - دائماً حينما يقول صاحب الوسائل بإسناد الصدوق إلى كذا لا يأتي بالأسناد وإنما يعطي حوالة فهذا يدل على أنَّ هذه الرواية طويلة الذيل وفيها أحكام لأبواب عديدة ومر بنا أن زيادة بذلك الجهد في الرواية ذات الفقرات والبنود العديدة في الأبواب الفقهية نافع جداً، لأنه يريح الباحث في أبواب عديدة ولو أنه يعرف درجة ضعفها أو اعتبارها وهلم جرا، فهذه الرواية بإسنادٍ تقدم في عيادة المريض أبواب الاحتضار عن رسول الله صلى الله لعيه وآله وسلم أنه قال في خطبة له، وقد روى هذه الرواية الشيخ الصدوق في كتابه ثواب الأعمال وعقاب الأعمال وكتب الصدوق هي كتب عظيمة وتبويبها جيد مع أنَّ طبعات هذه الكتب الشريفة سواء من جهة التصحيح ومن جهة النسخ ومن جهة الاخراج يوجد لها إهمال، فإلى الآن هذه كتاب الحديث الأصلية التي هي كمصدر في التراث يوجد فيها إهمال عظيم جداً في تصحيح النسخ وكيفية الطباعة والاخراج وهذا يؤثر حتى على عملية الاستنباط وعلى عملية التراث، فالرواية هي عن النبي صلى الله عليه وآله في خطبة له:- ( ومن ردّ عن أخيه غيبةً سمعها في مجلس ردّ الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة ) الآن سماعه قد يكون فجائياً فهو لا يحرم عليه من هذه الجهة أو أنه سمعها بحرمة ولكنه قام فردّها، وهذا مؤمن واحد فكيف بمن يردّ عن المؤمنين فكم يردّ الله عنه من الشرور، فيستفاد من هذا البحث أنَّ حمى وحماية حومة المؤمنين ومجتمعهم هو من أعظم الواجبات، لا لأنه زيد بن أرقم وإنما لأجل صفة الايمان، وهذا نوع من الزج وتحريك الهمَّة والمسؤولية تجاه الوظائف العامة، فبحثنا إذاً ليس في الغيبة فقط وإنما لاحظ كلام المعصوم فإنه يزج بنا في هذا، فعليك الانتباه والالتفات إلى هذا فإذا كان يستنقص من مجمع المؤمنين أو منهاجهم فعليك أن تذب عنهم أو ينال منهم أمنياً أو عسكرياً أو اقتصادياً أو نقدياً فعليك أن تذب عنهم، ﴿ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ﴾ وأنت ـايت وتذب عنهم فهذا عظيم عند الله، وهذا شبيه ﴿ واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾، فالرواية هنا تقول ( ردّ الله عنه ألف باب من الشر في الدينا والآخرة )، فلاحظ آثار القيام بالمسؤوليات الاجتماعية، ( فإن لم يردّ عنه وأعجبه كان عليه كوزر من اغتاب )، وهذا تكليف ثالث واعجبه يعني يتلذذ بالاطلاع على عورة المؤمن وفضائحه، فيوجد اطلاع ويوجد تلذذ واستمتاع وتفكه في أعراض الناس فهذا إثمه أعظم من نفس الاطلاع كما أنَّ النظرة في النظر حرام وتارة يتلذذ بالنظر فهنا توجد حرمتان حرمة النظر وحرمة التلذذ بالنظر، فهو حينما سمع فهذا حرام ثم أزيد من هذا أنه أعجب بذلك، وسبحان الله إنَّ أفعال الانسان متداخلة في عدة مصاديق وعدة مصاديق كما يتبين فتنقيح فع واحد كيف تبين له جهات وقواعد عديدة وليست جهة واحدة، ونحن عمداً نستعرض هذه الرايات وإن كان من حيث الأدلة تم المطلب ولكن توجد زوايا أخرى فقهية مرتبطة بالبحث والصناعة الفقهية مهمة جداً.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo