< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

42/03/16

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - أحكام حرمة الغيبة – حرمة الغيبة – المسألة التاسعة – المكاسب المحرمة.

 

الرواية الأخرى في هذا الباب من روايات حرمة الغيبة: - وهي يرويها الحسين بن سعد الأهوازي عن إبراهيم بن أبي البلاد - من أصحاب الرضا عليه السلام - عن أبيه رفعه عن رسول الله فهي مرسلة قال: - ( وهل يكبّ الناس في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم )، يعني اللسان سبب كبير إلى المعاصي، وهذه الرواية تدل على كونها كبيرة من الكبائر لأنَّ دخول النار يكون بسبب الكبيرة، وهي ليست في خصوص الغيبة ولكنها تشملها فإن الغيبة هي أحد المحرمات المحمة في السان، فإن اللسان له وظائف والبدن له وظائف.

الرواية الأخرى:- موثقة أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال:- ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر وأكل لحمه معصية )، ونحن مرت بنا حرمة السب وأحد الأسئلة التي أرسلت وقد أجبنا عليها وهو أنه هل الاستهزاء بآلية أخرى غير التلفظ بالسباب يندرج في السب مثلاً رسم كاريكتير وأنه بغض الظر عن الحكم – المحمول – فإن الصحي هو هكذا، لأنَّ السب هو نوع من الاستنقاص باللسان، أما الاستنقاص إذا صار بغير اللسان بشكل أشد فهذا حكمه حكم السب والاستهزاء، ويوجد من بني مروان مثل الحكم كان يستهزئ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يحاكي مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحكمه أشد من السب، يعني يصير سباً بالفعل، فهو سباب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لأئمة أهل البيت عليهم السلام بالفعل، ولذلك بعض الأحيان ليس سباً وإما تعريض يعني يأتي بكلمات ظاهرها ليست سباً ولكنها بالكناية هي نوع من السب والتطاول والتمرد على شخصيات أهل البيت وهذا ممن يتقمص الوسط الداخلي، فهو يعبر عن ائمة أهل البيت بتعابير مدلولها الكناي فيه تطاول وسب وهذا موجود من الذي في قلوبهم مرض وهم ينتحلون التشيع أو ينتحلون الاثنا عشرية والامامية ولكن هدفهم استهداف وزعزعة قدسية أهل البيت والتطاول عليها وما أكثرهم وهذا حكمه نفس الحكم، وإن كان ذكرنا لكم أنه في هذه الفترة هم يريدون أن يصير تشنج مع الأطراف الأخرى حتى شعوبهم لا تطلع على شخصية سيد الرسل فهم يريدون هذا الشيء، فالأولى أن يعمل الانسان بالعكس فيقوم بنشر حقيقة شخصية النبي وحقيقة عظمة تشريعات سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وأنها المعالج والمخلص الوحيد لما تعانيه هو التشريعات المحمدية، ولذلك هم يريدون إيجاد التشنج حتى يصنعون جداراً نفسياً بين شعوبهم وبين سيد الأنبياء عمداً فهذه سياسة موجودة الآن ولذلك هذا التشنج هم بادروا به مع أن كل هذه الخلايا هم يديرونا مثل خلايا داعش وغيرها هم يديرونها، فهي خيوط بادية واضحة ولكن مع ذلك المقصود أن الانسان عليه أن يلتفت إلى أنَّ جوّ التشنج هم الذي يريدونه ولكن أنت بالعكس فعليك أن تساهم في تبيان حقيقة شخصية سيد الرسل وخاتمهم صلى الله عليه وآله وسلم وحقيقة تشريعاته التي هي تعتبر منقذ لما تعانيه البشرية الآن في الأسرة انفِ الاقتصاد انفِ مجالات الحياة المختلفة، المشروع المنقذ الوحيد هو التشريعات المحمدية، فهذا بالعكس من هذا الجانب، فنشر حقائق عظمة سيد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم هو أعظم جواب وأعظم معالجة، ( قال:- قال رسول اله صلى اله عليه وآله وسلم:- ساب المؤمن فسو وقتاله كفر وأكل لحمه معصية لله وحرمة ماله كحرمة دمه )، وأكل لحمه المراد به الغيبة، وعلى حد تعبير أحد الفقهاء يقول شبّت الغيبة بأكل اللحم ﴿ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ﴾، فحرمة الميتة من الكبائر ذكرت في القرآن الكريم فشبّهت أو حقيقة اكل لحم الميتة دليل على أنها من الكبائر ايضاً، وهذه الرواية لها سند آخر.

الرواية الأخرى: - وهذه الرواية التي متنها طويل ويستمر لصفحات وهي مشتملة على أحكام لكثير من الأبواب الفقهية، فتوجد عندنا بعض الروايات هي رواية واحدة ولكنها طويلة الذيل وتمتد إلى صفحات، ويستفاد منها في أكثر أو كل الأبواب الفقهية، مثل رواية العلل لمحمد بن سنان عن الرضا عليه السلام، ورواية العلل للفضل بن شاذان تلميذ محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام، ورواية شرائع الاسلام المروية عن الصادق عليه السلام لأحد فقهاء العامة وهو سليمان بن مهران الأعمش - وهو قد استبصر في آخر حياته حتى كان ابو حنيفة يجله ولكن أبو حنيفة يناوئه بشدة لأنَّ الأعمش دائماً ينشر فضال علي بن أبي طالب، وهذا موجود في مصادرهم وسبب مناوءة أبي حنيفة للأعمش هو هذا والأعمش أقدم من أبي حنيفة وأكبر منه رتبة وهو من تلاميذ الامام الصادق عليه السلام رغم أنه من فقهاء العامة، فقام أبو حنيفة بعيادته مع أحد علماء العامة في آخر حياته في مرض الموت فقال له أبو حنيفة ألا تتوب مما كنت تنشر من فضائل علي بن أبي طالب فصاح الأعمش بغلامه سندني لأحدثه بحديث في فضل علي فقام ابو حنيفة وهرب منه مجلسه، فهذا سليمان بن مهران الأعمش عنده حديث طويل الذيل عن الامام الصادق عليه السلام، يعني كل فقرة منه هي لباب من الأبواب الفقهية، ومن وهذا حديث المناهل لشعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق عليه السلام، وهذا الحدث طويل الذيل أيضاً، وكذلك يوجد عندنا حدث الأربعمائة، وربما توجد عندنا عشرة أحاديث طويلة الذيل بحيث يكون كل مقطع منها أو كل فقرة أو كلل جملة مرتبطة بباب فقهي وهي مفصلية في ذلك الباب الفقهي لا أنه حكم عادي في تلك الأبواب هذه الرايات طويلة الذيل من الحري للإنسان أن ينقح السند فهيا والمصدر بشكل دقيق وعميق كي يرتاح في ذلك في كيفية التبني لهذه الرواية في الأبواب الفقهية المختلفة لأنها رواية كألف، ومنها حديث المناهل، وقد ذكر الصدوق سنده في مشيخة الفقيه، مشيخة الفقيه موجودة في آخر الفقيه حيث ذكر الصدوق طرقه إلى الكتب والمصادر، وهذا الحديث هو هكذا وهو عن الصادق عليه السلام:- ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الغيبة الاستماع إليها )، والحديث معتبر سندنا عندنا وقد عمل المشهور به عملاً عظيماً ومضامينه مطابق لروايات أمة أهل البيت عليهم السلام في أغلب فقراته، أقول هذا أحد الجواب، وإلا توجد عدة قرئن لاعتبار سنده وقد اعتمده الصدوق وأكثر الأصحاب، ومضامين كل فقراته عالية، وفي حديث المناهي ( أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله سلم نهى عن الغيبة والاستماع إليها ونهى عن النميمة والاستماع إليها )، والنمية سياتي بحثها بعد حرمة الغيبة، فهو نهى عنهما بني سواء الغيبة والاستماع إليها، ( وقال:- لا يدخل الجنة قتّات ) يعني نمام، ( ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله ونهى عن الغيبة وقال من اغتاب امرئاً مسلماً بطل صومه ونقض وضوؤه )، وهذه يفتي بها القدماء كالشيخ المفيد والطوسي والسيد المرتضى، فحرمة الغيبة مبطلة للصوم ولكنها ليست موجبة لقضاء الصوم، والقدماء في باب الصوم عندهم ما يجب على الصائم الامساك عنه على ثلاثة أقسام قسم مبطل للصوم ويوجب القضاء مثل المفطرات المعروفة كالأكل والشرب والجماع وما شاكلها ويوجد عدهم قسم يوجب بطلان الصوم ولكن لا يوجب القضاء يعني من الأمور اللازمة الامساك عنها وهي كل الكبائر، فكل الكبائر حتى ابن إدريس وابن زهرة وابن البراج وابن جمزة وكل القدماء يبنون على أن الكبائر من المفطرات او من نواقض الصوم فهي لا توجب القضاء ولكن يصير صومك منقوض مخدوش ويجب أن يواصل الصائم الامساك إذا ارتكب هذه الكبائر ولكن صومه منقوض فإنه ارتكب مفطراً ولكنه لا يوجب القضاء، فهذا الذي بنى عليه القدماء بنينا عليه، لأنه توجد روايات مستفيضة دالة على مدّعاهم، وطبعاً تصويره الصناعي كيف هو حتى يسهل تصويره؟ تصويره الصناعي لاحظ في الحج فإنه توجد عندنا تروك الإحرام في الحج فتروك الاحرام إذا ارتكبها وخالفها الانان التعبير الوارد في الروايات ( فحّجه خُداج ) وخُداج يعني أنه مخدوش ولكنه لا يوجب قضاء الحج أو الاعادة إلا في الجماع قبل الموقفين، هذا مثال صناعي على ما ذكر، لأنَّ الاحرام يعني يحرّم الناسك والحاج على نفسه أموراً منها الطيب والنساء وغير ذلك فمعنى الحج هو دخولك في إحرام، فهي دخيلة في ماهية الحج، إذا لم ينشي المحرم الاحرام عمداً لا جهلاً فلا تصح عمرته ولا حجه، فهو دخيل في ماهية الحج وهذه الأمور دخيلة في الاحرام فأنت تنشئ اللهم إني حرمت على نفسي الطيب والثياب وغير ذلك، فصيغة نية الاحرام مستحبة، لبيك الهم لبيك التلبيات الأربع مثل تكبيرة الاحرام ولكن عقد الاحرام بنية الاحرام مستحب قبل التلبية، يعقد الاحرام بمعنى النية، شبيه الدخول في الاقامة أنت في صراط الصلاة ولكنك لم تدخل في الصلاة بعد وإما تدخل فيها بتكبيرة الصلاة، كذلك الاحرام أنت حينما تلفظ بنية الاحرام فأنت في صراط الاحرام ولكن حينما تلبي يبدأ الاحرام، فكيف في الحج هناك تروك لكن مؤداها تكليفي وليس ضعي، فبعض المفطرات المعهودة المعروفة عندنا مؤداها تكليفي ووضعي، فإذاً صار قسمان في تروك الصيام، وهناك روايات مستفيضة كثيرة دالة على هذا، ولعل البعض يقول إن الغيبة هي محرمة في الشرع فما معنى أنها في الصيام هكذا وكذلك الكذب وحرمة الربا وأمور كثيرة فكل هذه حرام فما معنى أخذها في الصوم ؟ كيف أنت لو تنذر ألا ترتكب أكل الربا فالحرمة تصير حرمتان وليست حرمة واحدة حرمة أصلية لنفس أكل الربا وحرمة طارئة عليها بسبب النذر أو العهد أو اليمين، كذلك الحال في الامساك في الصوم فإن الامساك في الصوم يحرم عليك الكبائر بحرمة زائدة على حرمتها الأصلية.

وهذا بحث لا بأس أن نذكره: - وهو أنه لاحظ بيعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فحينما يبايع النساء أو الرجال النبي فهو يبايعهم على طاعة الله ورسوله ألا يزنون ولا يظلمون ولا يأكلون الربا فتشريع حرمة الربا والزنا هل هي بسبب البيعة أو هي حرام في الأصل؟ هي حرام في الأصل ولكن البيعة تشدد تغلّظ هذا الشيء فتصير حرمتان، طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هل هي آتية من البيعة؟ كلا، وهل طاعة الله عزّ وجل آتية من البيعة؟ كلا بل هي في الأصل واجبة وكذلك طاعة الأمة عليهم السلام، فهي في الأصل واجبة ﴿ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ﴾ بايعه أو لم تبايع عليك ان تطيع، إنما البيعة اليت يأخذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مرات عديدة وهو تارة يأخذها على عموم المسلمين وتارة يأخذها من خصوص الصحابة الخطرين فالمقصود هذه البيعة لا أنها هي التي توجب الطاعة وإنما الطاعة موجودة في الأصل وإنما هيه البيعة هي تغلّظ الطاعة ولذلك الرسول يأخذ البيعة بعد البيعة، مثلا يفرون في الحروب يأتي فيجدد عليهم البيعة ويجدد يعني يكرر البيعة، فطاعة أنصار الحسين للحسين عليهم السلام ليست هي واجبة ببيعتهم للحسين عليه السلام وإنما هذا وجوب زائد آخر، فحينما قال لهم ( أنتم في حل من بيعتي وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً ) ولكن هم ليسوا في حل من فريضة الاعة للإمام والمواساة له، لأنَّ حماية المعصوم درء السوء عن المعصوم ليست واجبة بالبيعة، إنما الذي لا يعتقد بإمامة الامام عليه وأن الامام مفترض الطاعة من الله في الأصل وبناءه أنه بالبيعة حينئذٍ الامام يقول له أنت في حل من بيعتي يعين انت وبصيرتك وأنت ديانتك أنت ومعرفتك، أو أن يقال إنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عقد حكومة في المدينة المنورة بعقدٍ اجتماعي كما يقول جاكروسو صاحب نظرية العقد الاجتماعي، ولكن نقول:- إنها ليست من باب العقد الاجتماعي بل في الأصل رسول الله مفروض الطاعة لا أنَّ الشعب هو مصدر السلطات والصلاحيات وإنما الله تعالى هو مصدر السلطات والصلاحيات وليس عبد الله، وهذا هو أصل الدين أما البيعة فهي عقد اجتماعي لمزيد من التكليف أنها هي المصدر، المادة الثانية في دستور العراق دين الدولة هو الاسلام أما المادة الخامسة الشعب مصدرها فبقينة اندراج المادة الخامسة تحت المادة الثانية يعني بما رسمه الاسلام والاسلام رسم أنَّ الله تعالى هو مصدر الصلاحيات لا الشعب، فلا يصح التمرّد على هذا البند الساسي، وكل البنود قابلة للتغيير إلا هذا البند الثاني، فعلى أي حال هذه يلزم ان نلتفت إليها فحينما يقول القدماء الامساك يحرم الكبائر فهو يحرمها تحريماً مضاعفاً لا أن الحمة الأصلية ليست ثابتة لها، ولا أنها باقية على حرمها الأصلية بل تتغلظ الحرمة، فلذلك في شهر رمضان تشتد الحرمة بهذا للحاظ فحرمة المان هي بهذا اللحاظ، فهذه نكات يلزم الالتفات إليها لا أنَّ مشروعية إمامة أمير المؤمنين جاءت من مبايعة الناس لعلي بن أبي طالب في الغدير، كلا وإنما أخذ النبي البيعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب من باب تغليظ الأمر لا أنها منبثقة من البيعة وإلا طاعة الرسول هل هي منبثقة من البيعة وهل طاعة الناس لله منبثقة من بيعة الناس لله؟ كلا وإنما هذه من باب الغليظ، هكذا قال القدماء بالنسبة إلى الصيام وهو الصحيح وهو أنَّ كل الكبائر مأخوذة كتروك في الصيام، وهناك قسم ثالث في المفطرات أثره التكليفي والوضعي يختلف عن القسمين الآخرين وقد غاب عن بالي الآن وسنذكره ونذكر الخاصية معه

( قال:- من اغتاب امرئاً مسما بطل صومه )، فهذه الرواية يحملها القدماء على الحقيقة، فهو بطل صومه ولكنه لا يوجب القضاء وهي مثل ( من جامع قبل موقف عرفات فسد حجه ) مع أنَّ الصحيح فسد حجة لا أنه يستمر في الحج بل يجب عليه الاستمرار في الحج ولكن فسد جحه يعني صار حجة فاسداً خاوياً وملاكه قد تبخّر وصار قشراً مع أنه يجب عليه الاستمرار، والحجة التي يأتي بها يعيدها فيها قولان قول أنها هي حجة الاسلام وهذه الأولى حجة فاسدة يجب اتمامها، وقول آخر وهو الصحيح الذي نختاره أنَّ حجة الاسلام هي هذه الحجة التي صارت خاوية أما الحجة الثانية فهي حجة عقوبة، ففاسدة بمعنى أنها صارت خاوية، وهذا يدل على أنَّ العبادات مراتب، مثل صوم الكفارة فهو يكفر عن العقوبة، ويوجد مثال آخر لم يعط المتأخرين النظر فيه حقه ولكن القدماء أعطوه حقه وهو من جامع في عمرته قبل الطواف أو قبل السعي فسدت عمرته وقال المتأخرين يترك هذه العمرة ويجدد الاحرام لعمرة أخرى أما القدماء قالوا معنى فسدة عمرته يعني صارت خاوية فيجب أن يتم العمرة غاية الأمر عقوبة عليه أن يعيد العمرة في شهر هلالي لاحق، إذاً الفساد درجات، فلاحظ كيف هو التنقيح الصناعي عند القدماء كيف هو جزل، وهكذا الأمر في الصوم، وهذه روايات مستفيضة في أخذ ترك الكبائر في الصوم، نعم الذي يوجب القضاء هو الأكل والشرب والجماع وما شاكل ذلك، ( من اغتاب امرئاً مسلماً بطل صومه ونقض وضوؤه )، ونقض الوضوء نفس الشيء لا أنه يعيد الوضوء ولكن هذه النورانية التي في الوضوء تذهب، فالوضوء بارتكاب الكبائر يذهب نوره وإن لم يلزم بإعادة الوضوء ولكن هذا الوضوء فارغ، فالوضوء هو طهور ولكن بارتكاب الكبائر يذهب نوره هذا ما اختاره القدماء ونعم ما اختاره وتوجد عندنا تعابير عديدة ورد فيها تعبري نقض وضوءه ونقضه بمعنى أنه يعيد وإنما نور الوضوء وملاكه قد ذهب، يعني إذا جددت الوضوء أفضل لك فإنَّ هذا لليس وضوءاً وإنما صار وضوءاً ميتاً، مثل إنسان يتزين زينة وغير ذلك وتأتي عاصفة رملية أو غبار تجعله أجعد، فصحيح أنه تزيّن ولكن زينته ذهبت، ( نقض وضوؤه وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى بها أهل الموقف إن مات قبل أن يتوب مات مستحلاً لما حرّم الله )، وهذه تتمات فيها نكات فقهية لطيفة لا نريد الاستعجال فيها.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo